الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو سمكو... مجداً!

سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)

2012 / 5 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


رحل بصمت الشجعان، وقبل أوانه، أبو سمكو. ذلك المقاتل الشيوعي الأممي، الذي قارع، ورفاقه، أعتى دكتاتورية شهدها تاريخ عراقنا المعاصر. وتحمّل، كمناضلي شعبنا، الكثير جراء تلك المقارعة المشرفة له، ولحزبه الشيوعي العراقي ولرفاقه، بل لكل مخلصي، ومخلّصي البلد وكل أهله.
من بامرني الوديعة والهادئة والجميلة أطلّ على العراق والعالم، وسعى لتبديلهما نحو الأفضل. فوهبهما، بلا أدنى منّة، أحلى سنوات عمره، كما منحهما أبرارٌ حياتهم الغالية.
كان، خلال ثمانينات القرن الماضي، نصيراً شيوعياً باسلاً. عرفته قرى بهدينان وأهلها الطيبون، وكل من رافقه، فأحترمه بما تستحقه تضحياته وشجاعته وتواضعه وطيبته. فتأهل، وبجدارة، لقيادة احدى التشكيلات الأنصارية، التي حقّقت الكثير في التصدي لجرائم الدكتاتورية المقبورة.
ولم يزدّه ذلك إلا تواضعاً، ليزداد حباً من رفاقه. وليتعمق الود النقي بينهم. وتُذكر سنوات النضال تلك بالفخر، لكل من عاصرها. ويُذكر عمق علاقة أبو سمكو بحزبه ورفاقه بمثل بسيط، وعميق الدلالة.
افترقت عنه عام 1984، منقولاً، لحاجة الحزب، من تشكيلات أنصار الحزب المقاتلة في الفوج الثالث، ومقره كلي هسبة (وادي الخيول) أحد وديان جبل متين الشامخ المطل على برواري بالا، الى الإعلام المركزي. وكان مقره في أقصى مثلث الحدود العراقي – التركي – الايراني، ضمن الأراضي العراقية. والمسافة بين مقري الفوج والاعلام تأخذ أياماً طويلة من المشي المضني والخطر. (استشهدت في احدها البطلة انسام/ موليزنا منشد). لإسمع، بعد سنوات، عبر نافذة احدى غرف الإعلام، حيث كنتُ، صوتاً عذباً وقريباً منادياً: "أوه... سلو!*". فكان لقاء ابو سمكو عناقاً رفاقياً، رافقته، كالعادة، دموع الفرح العفوية، مهما حاول النصير او النصيرة إخفائها.
فلم يكن ابو سمكو يخاطب رفاقه إلا بأحبّب أسمائهم إليه، تدليعاً. كأهله وفي بيتهم. وهل من أفضل من الحزب بيتاً للمخلصين؟!
سمع الرفيق ابو نيسان (مفيد الجزائري) اسم الدلع ذاك. وبقى يناديني به سنوات بعدها! فأين عراقنا المبتلى اليوم من تلك السنوات المجيدة، على صعابها؟
مؤكد ان رفاق ورفيقات كثر يذكرون أبا سمكو بالعديد من الذكريات العذبة والمواقف البطولية. مما يستحق توثيقها، تواصلاً لذلك التاريخ المجيد، وعبّرة لتوحد البشر، بإختلاف هوياتهم الفرعية، نحو الهدف السامي: مصلحة البشر ومستقبلهم الأفضل.
وسيبقى نضال ابو سمكو ورفاقه الأبرار مثالاً للمضحين نحو مستقبل أفضل لعراق وعالم تسوده القيم الإنسانية السامية، عالم اللاإستغلال!
فإلى المجد!
* اسم التحبيب لسلام، اسمي الأنصاري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ