الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة الى بعج السفينة ؟

احمد مصارع

2005 / 1 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعوة الى بعج السفينة ؟!
وهناك من يقول بحرقها , بمزاعم شتى , فمنهم من يقول , ببطء سيرها في المحيط ومنهم من يقول لأنها متوقفة , ومنهم من يذهب أبعد من ذلك بافتراض أنها غارقة أصلا ..
لسنا في مركز ثقافي , نحن في معركة .., ما لفرق ؟
عندما يكون غرضنا تنمية تعلم المثاقفة , بدءا من أصول الحوار , وبالتمركز على مشروع علمية وعلمنة التفكير , وتحريره بالتنوير و صولا الى تحرير إرادته لإطلاق قواه الكامنة .
وبين من يستعمل التصويت أسلوبا لإقرار الحقيقة , حتى لوكانت مخالفة صراحة لعلمية التحليل وأدواته , وهنا نقع في فخ الانحياز ومهما كان مصدره , ونكون قد استبدلنا انحيازا حادثا كأمر واقع , وهو موروث تقليدي غير محمول على معطيات العقل والوجدان , ويكون بديلنا هو المعكوس ألاستلابي لما هو تقليدي ..
إنهم يستلون السيوف والرماح , وكلها استنفارات عاطفية وأسوأها السيوف التعبيرية ..
ثقافة المغالطة , وزوابع الدخان التي تعمي الرؤية , بل وضجيج الاستفتاء على ( الحقيقة ),التي يزيدون عليها بالمفرقعات الصوتية واللفظية .
من يقرأ ومن يكتب ؟!
كتاب الأمان في الحرية والسلام , موضوع في جيبي , بينما الموقع عليه , هو نفسه من يهددنا بالقتل , والابادة الجماعية , فما الفائدة ؟
إذا كان القوم لا يريدون وهو حدث طاريء ومؤقت السير على إيقاع السوط , الى أن يحدث الاقتناع , والاقتناع هو الشيء المفقود , وإذا نفذ صبر أصحاب المصالح المادية الأنانية , فهذا شرط اقتحامي , لا علاقة له بعملية البحث عن واقع تشاركي أفضل .
الإنسانية هي مرجعي الأول ..
فإذا كنت محاميا عن كافة الأديان السماوية , فليس غريبا أن أحامي عن ديانة قومي ؟!
أما إذا كنت أدعو الى حرية الدين والمعتقد , فان كل تمييز أمارسه , يتحول الى مناقضة قصدية , فقيرة المعاني , ويكون ربما هدفي فقط هو أن أبعج السفينة التي تحملنا , ونكون نحن ضحاياها الأوائل ..!!
وهو موقف ضدي انتقامي , نكون أو لا نكون .!
هذا ما يمكن تسميته بحق , وهو أكبر ظاهرة شرق أوسطية محدثة , جوهرها شمشونية المفكر الاعتراضي الذي يستفتي حتى على شمس الظهيرة .
الدوامة التي أحدثها الفيلسوف سبينوزا في أسئلته الوجودية ,امتد تأثير دوائرها , من فرضيات ومصادرات ونظريات أدت الى أحداث دوائر أثر شملت الرياضيات المجردة , من تفاضل وتكامل , وأحدثت نهضة هي بحق نهضة لايبنتز ونيوتن وما لاحصر له من التأثيرات المتوالية في تنام هندسة المتتاليات , وكذا الأمر حين ألقى داروين بنظريته عن التطور , وامتد تأثيرها ليشمل فرويد في علم النفس , وماركس في الاقتصاد السياسي , وهيغل في الفلسفة وهلم جرا , وهي مجرد أمثلة عابرة , وغابرة ..
عندما يتحول التفكير الى مجرد عمليات رجم , أو تنفيس عن غل دفين , مجهول المصدر , بفقدانه ليس لمبررات
نشأته فحسب , بل ولفقدان منظومة الغايات والأهداف , مما يجعل جهد الكتابة عبثيا , بالمعنى الفج وليس بالمعنى الفلسفي , ويبطل الدوافع الأخلاقية المرافقة للتأليف المؤنسن , وشيوع مبدأ : خالف تعرف , مثلا .
الكتابة شهادة تقدير للكاتب , بل وثيقة شرفية , وحاجة إنسانية من عمق الدوافع الإنسانية , فكيف يقدم بعض الكتاب على هز الحياة التقليدية لمجرد استفزازها شعوريا , كرد فعل عصابي , أو نزاقة طارئة , وهو أمر متوقع لأن بلادة الواقع التقليدي , والرتابة المصاحبة لآليته المعيشية , تستفز الكاتب حقا , وكنها لا تتغلب عليه , فتدفعه الى فقدان بوصلة العقل الذي يفكر ويكتب .
الكتابة بالرجم , والتشفي , تبحث عن طريق دوي الأصوات , وخشونة التكليم , أن تهز واقعا راكدا , وهو موقف فيه استعلاء واهم , وعلى ما يقوله المثل الشعبي :
( إن من يبصق على السماء , فان بصقته ستعود عليه ).
أليس من سخرية التفكير أن تعتقد أن لا يوجد أحد فوق السماء , وأنت حر , ولكنك تسب السماء , وتبصق عليها , ولأولى أن لانفعل ذلك , على الأقل احتراما لادعائك فراغ السماء ...
من سيتبدل صنما بصنم , ليته يظل على عبادة صنمه الأول , خير له من ترويع إيديولوجية شعبه , ومهما كانت نوعيتها وحتى لوكانت دينية , أو طائفية , .., لأنه لم يفعل شيئا جدليا مثمرا , بل على العكس , فقد يكون قد حرض على العنف , وهو يكون بذلك , كمن يوغل الصدور ويشعل النيران بالكلمات ..!!
من الإفراط الى التفريط ,
بين الأمواج المتدافعة خارجا , بين المتدافعين فيها , لا أحد يلاحظ من يبعج السفينة ؟؟!!.
والبقية تتبع .
احمد مصارع
الرقه _2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل