الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفكير التحليلي يصيب المعتقد الديني بالتآكل

مازن فيصل البلداوي

2012 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بقلم:روب برووكس
صحيفة الهافنكتون بوست،1/5/2012
ترجمة بتصرف:مازن فيصل البلداوي

نبذة عن الكاتب:
--------------
استاذ جامعي لمادة علم البيئة التطوري،و يشغل منصب مدير معهد البحوث الخاصة بالتطور وعلم البيئة في جامعة-نيو ساوث ويلز-استراليا.

يضع روب برووكس مقولة الفيلسوف برتراند راسل كاستهلال لمقاله،حيث يقول رسل:
الدين،هو امر تركناه منذ نعومة أظفار ذكائنا،وسيتلاشى كلما تبنينا العلم والسببية كموجهات اساسية لخط سيرن في الحياة.

قليلة هي الأمور والأحداث التي تدعو العلماء الى التوقف والتمحيص(حك رؤوسهم) حول اذا ما كان هنالك ترابط علمي مع المعتقد الديني،فالعديد من العلماء يتخذون موقفا مثل موقف برتراند رسل الذي نستطيع ان نصفه بانه موقف يجعل المؤمنين بالمعتقد الديني وكأنهم يشتمون ذكائهم ويحجروا عليه،وما بين التديّن المتعصب وما بين العلموية(من العلم) الألحادية يستطيع المرء ان يرى عددا لا نهائيا لمواقف(معتدلة/مقبولة) تتسم بمحاولة اعطاء انطباع ودي عنها بشكل اكبر.
احد هذه المواقف المريحة هو فكرة ان العلم و الدين منطقتي نفوذ مختلفتين تماما بحيث لايستوجب لأحدها التأثير على الأخر،ونرى في كلمات ستيفن جاي جولد حول (نوما-NOMA) بانهما(سلطتان غير متداخلتين او متراكبتين-توضيح-السلطة هنا تعني سلطة الكنيسة الكاثوليكية ممثلة بشخص البابا،وتخص بالتحديد المعنى الذي يمثل وجهة نظر الكنيسة لتفسير الأشياء و سببيتها واهمها هو تفسير كلمة الرب) وهو موقف يتخذه العديد من العلماء الذين يحملون معتقدا دينيا،او بعبارة ابسط،من يؤمن بمعتقد له مسحة دينية معينة كما يصرح دانيل دينت أستاذ الفلسفة في جامعة تفتس/ماسوتشستس/بوسطن،والذي تنصب اهتماماته على حقول(فلسفة العقل،فلسفة البايولوجي،فلسفة العلم) وبحوثه تتركز على العلوم المعرفية،حيث يتوقع دانيل ان أغلبية غير المؤمنين ينحون هذا المنحى.

ان الأفكار الودية التي ذكرناها اعلاه او لنسميها(مقبولة)،تجعل الأمور تأخذ طريقها الطبيعي في الحياة دون ان ينعت طرف معين طرفا آخر بالغبي مثلا،ولايؤدي بطرف معين لأن يحرق الطرف الآخر على شواية شرائح اللحم،لذا فأن كلا من العلم و الدين يستطيعا اللعب كلا بساحته الخاصة به دون التعدي على ساحة الآخر.
اذا عدنا الى مقولة برتراند رسل فاننا نرى في جوهرها الخلاصة التالية: سيتم اهمال الدين(ان لم يتم ذبله كليا)في المجتمعات التي تنتهج(السببية ذات النهج الأستنتاجي العلمي)في حياتها،هذا التكهن من لدن رسل نراه واضحا جليا في الحالة التي وصل اليها المعتقد الديني وتضائل تأثيره اليوم ابتداءا من بداية عصر التنوير.ان العلماء المشهورين اليوم هم ابعد من ان يتم تصنيفهم كـ(لا قدريين، او ملحدين) بمثل الطريقة التي نستطيع بها تصنيف عامة الناس بموجب هاتين الصفتين،ونستطيع القول بأنهم(العلماء) يصنّفون وبشكل لايثير الدهشة مع الأتجاه الذي يعكس وجهة النظر القائلة(ان التطور الذي حدث على وجه الأرض جرى عن طريق الأنتخاب الطبيعي وبمساعدة الخالق) حسب ماجاء في استطلاع غالوب الذي جرى لتسجيل آراء الناس حول حقيقة التطور ومايعتقده الناس ومن ضمنهم العلماء عن هذا الأمر والذي كان يتضمن ثلاثة خيارات هي(الأول:ان الأنسان خلق بشكله الحالي منذ 10,000 عام من قبل الخالق،الثاني:ان الأنسان تطور من اشكال بدائية للحياة ولكن بمساعدة الخالق،الثالث:ان الأنسان تطور من اشكال بدائية بدون تدخل الخالق)،وهذه البيانات منشورة على الصفحة الألكترونية للنشرة التابعة للمركز الوطني للتعليم العلمي/اميركا.

وعلى الرغم من وجود حالة عدم اتفاق مثيرة للأهتمام حول موضوع ان(التعليم يؤدي الى القضاء على الأعتقاد الديني) فأن المجال يصبح ضيقا امام الناس الذين يتلقون تعليما علميا او ممن يتميزون بالتفكير العقلاني،ليعرّفوا أنفسهم كـ(مؤمنين دينيين).

ان من اكثر التطورات في فضاء هذا النوع من الحوارات البحثية تأتي من الكتّاب الذين يتفحّصون الدين فيما لو كان ظاهرة طبيعية،واحد افضل الكتب بهذا الخصوص هو كتاب دانيل دينت(كسر السحر-ويقصد به السحر الذي يلقيه الأسلوب/الكلام الديني) حيث يتناول فيه السؤال.....لماذا؟ لماذا نرى هذا التأثير للدين على الناس وطريقة تفكيرها،اذ يتناول في الكتاب المذكور كيفية تحول العادات والفلكلور الشعبي الى ممارسات واعتقادات دينية اصبحت تضبب المشهد العقلاني،قائلا ان الوقت قد حان ليلقي العلم ضوئه على الأسئلة الأساسية في الأيمان الديني العقائدي من خلال مجموعة من السياقات التاريخية والفلسفية ومسارات علم النفس ليفسر كيف اصبح للدين المنظم هذا التأثير الكبير على الناس،نشر الكتاب في شهر شباط عام 2006 ،ولايفوتني ان اذكر كتبا اخرى في هذا السياق من مثل كتاب جيسي بيرنغ(موهبة الأعتقاد) وكتاب آخر لمايكل شيرمر بعنوان(العقل المؤمن)اذ يعدّ الكتابان بمستوى كتاب دينت اعلاه.

و بتفحّص الطريقة اللولبية التي تطور ونما فيها المعتقد الديني،بدأ العلماء يفهمون كيف أجبر الناس على الألتزام بالمعتقد الديني،فقبل عدة اسابيع،كنت قد كتبت حول بحث قام به(ول جارفيس و آرا نورنزايان) استطاعا الأثبات بالتجربة العملية كيف أن،مجرد تذكير(المؤمنين) بمدى فعالية وتأثير عمل قوى الشرطة وحفظ النظام قد ادى الى تقليل مستوى عدم ثقتهم بالناس الملحدين،واليوم اشاهد نفس الباحثين وورقة بحثهم العلمية المعنونة بأسم(التفكير التحليلي هو مقدمة لعدم الأعتقاد الديني).
وفي سلسلة متكونة من خمس دراسات أوضحوا فيها الترابط بين التفكير بطريقة تحليلية-على اساس انه عكس التفكير بطريقة مبنية على استنتاجات ترابطية مسبقة(تفكير حدسي،بديهي)-ومابين الأعتقاد الديني،بينوا فيها بداية ان الناس الذين كانوا يتمتعون بقابلية جيدة لحل المشاكل عن طريق التفكير التحليلي مبتعدين عن الأجابة باستخدام طريقة الأستنتاج المبني على اسس بديهية كانوا ايضا بمستوى اقل من مستوى يدعو لتصنيفهم كمتدينين، او كمؤمنين بوجود قوى خارقة عظمى من مثل(الأله او الشيطان او الملائكة) وهم لايميلون الى التفكير بالطريقة البديهية المعتادة اذا ماتعلق الأمر بالدين.

ثم يتلاعبون بالأشارات(الدلائل والمؤشرات)التي تقترح استخدام الصيغة التحليلية عن طريق مماهتها مع:

* الأعمال الفنية التي قد تتطلب او لاتتطلب فعل التفكير من مثل(تمثال المفكر- للنحّات الفرنسي أوغستين لوبون تم انجازه عام 1902 وهو حاليا في مدخل متحف لوبون في باريس،التمثال يوضح حالة أنسان يعاني من صراع داخلي محتدم وهو جالس في حالة تأمل عميق، كما يعتبر هذا التمثال صورة تعبيرية للفلسفة،وتم انجازه كجزء من متطلبات متحف فنون الديكور في باريس وكان يطلق عليه حينها(الشاعر)، واستوحى لوبون فكرته من الكوميديا الألهية لدانتي)،ومقارنة مع تمثال آخر هو تمثال رامي القرص-الديسكوبلوس-وهو تمثال أغريقي أنجزه نحات أثيني قبل نهاية العهد الكلاسيكي للفن الأغريقي في الفترة مابين-450/460 ق.م وهو يعكس صورة للجسم الرياضي وأدائه في رمي القرص في لحظة من لحظات عملية رمي القرص.

*او مع عبارة ذات تعبير لفظي كامل يحتوي كلمات تدل على التفكير او كلمات محايدة المعنى، او
تقديم كلمات بصيغة صعبة قليلا للقراءة(كلمات ذات اشارات تستوجب تفعيل التفكير التحليلي)، او كلمات بصيغة سهلة للقراءة.
ومن هنا،نرى ان الأنطباع الذي يعكسه الدسكوبولوس هو ليس ذات الأنطباع الذي يعكسه تمثال المفكر،فهي علاقة مابين الرياضة و الفلسفة،فالأول له تأثير واضح على نهج المعتقد الديني بينما لايملك الآخر ذات التأثير.

كانت هذه الأعدادات يشوبها بعض الغموض عندما قام جارفيس و نورنزايان بمعايرة أمورهما موضوع البحث وبأستخدام المعايير المتعارف عليها حول موضوع(الأيمان بالله او الأيمان بوكلاء له ممن يتميزون بقوى خارقة) فتبين انها كانت اقل قوة عندما ارتبط امر تفسيرها بطريقة التفكير التحليلي.
انها دراسة بسيطة،ومحددة دائما بسبب ما يستطيع اصحاب التجربة من تحقيقه على ارض المختبر، الا انها لاتبين فقط ان هنالك ترابطا بين طريقة التفكير التحليلي والأعتقاد الديني بل تشير الى ان الناس من ذوي التفيكر التحليلي يستطيعون ان يسببوا انخفاضا في معدلات الأعتقاد الديني، او بمعنى آخر كما يقول بعض الكتّاب:
على الرغم من ان هذه النتائج لاتشير بشكل مباشر الى حوارات حول العقلانية الفطريةلذى الأنسان او القيم او حقيقة الأعتقاد الديني،الا انها تلقي الضوء على مدى تأثير عامل المعرفة على مثل هذه الحوارات ونتائجها.

وكما اصبح واضحا لدينا بأن الدين وبحسب اعتبرات معينة يمثل موقفا على الضد من التفكير العقلاني مما قد يدعونا الى فسح مساحة اكبر للعبارة القائلة(انا أشعر بالأرتياح،فهل تشعر انت بالأرتياح!) لتأخذ جانبا اكبر من ادارة هذا الصراع المحتدم بين الدين والعلم،وتأخذ افكارا من مثل (نوما-NOMA) بعين الأعتبار والتي تشير كما اسلفنا الى ان كلا من المتصارعين له ساحته الخاصة به وعليه ان لايتجاوزعلى ساحة الأخر.وان الحركة المتحمسة ضد المؤمنين بنظرية التطور في الولايات المتحدة الأميركية يدركون ابعاد هذه العبارة وما تتضمنه من معان،وان هواجسهم تجاه هذا الأمر نراها مترجمة عن طريقة اعتمادهم لمنهج التعليم المنزلي و اتخاذ المواقف الضدية تجاه الأفكار العقلانية،تعتبر الطريقة التي يدافعون بها عن معتقداتهم،وكذلك فأن الملحدين المتشددين يدركون هذا ايضا.

ولربما اننا لن نفلح في الأستمرار بتغطية خلافاتنا وحفظها داخل الأوعية الفخارية الى الأبد.

انتهى

خلاصة:
-------
المقال واضح فيما يشير اليه،ونحن نعلم جميعا كمتابعين أشبه مانكون بمتابعين حثيثين تجاه هذا الأمر الذي نعتبره جزءا اساسيا في حياتنا اليومية و حياة الناس الأخرين بلا شك،ونعلم جيدا ان طريقة التفكير التحليلي للأشياء هي احد المظاهر التي نسلكها في تحليل الأمور وخاصة بالمقارنة مع الأمور التي تخص الدين وكيفية استغلاله من قبل الكثيرين من اجل ابقاء العامة تحت تأثير هذه السلطة المتيافيزيقية المقرونة في كثير من الأحيان باستخدام القوة والعنف في بعض مظاهرها،وهنا فأني اتكلم بشكل عام عن السلطة الدينية قد تختلف بعضها عن الأخرى بنسبية تحددها ثقافة المجتمعات وعمقها الميثولوجي ولاريب اننا نجد الأمر مستفحلا في القسم العربي من منطقة الشرق الأوسط وان كان لايختلف كثيرا عن القسم الأخر، لذا فأنه ومن دواعي العدالة والديمقراطية ان تكون هناك قوانين وأنظمة قوية تستطيع السيطرة على ادارة الصراع المحتدم بين العلم والدين،على الرغم من ان المنطقة العربية لاتنتج البحوث العلمية التي نستطيع معها تصنيف هذه البحوث كأنجازات محسوبة على الرصيد العالمي لجهود البحث العلمي الخاصة بعلوم الفلك،البايولوجي،التطور وما شابهها من العلوم التي تختص ببحث النشوء والمآل.
على الرغم من اني اعتقد بأن المؤسسة الدينية هي مؤسسة واحدة ولكنها بوجوه عدة ومصلحتها واحدة وان اختلفت هنا او هناك،فالمعتقد وجوهر الأيمان واحد او يكاد يكون كذلك،وما الأختلاف الا بالفروع التي يقع على عاتقها التداخل في حياة الناس اليومية هنا او هناك.

تحياتي


*رابط المقال:
http://www.huffingtonpost.com/rob-brooks/analytic-thinking-erodes-religious-belief_b_1436940.html

*رابط حول نوما(NOMA)
http://en.wikipedia.org/wiki/Non-overlapping_magisteria

*المركز الوطني للتعليم العلمي حول التطور و التغير المناخي
http://ncse.com/rncse/18/2/do-scientists-really-reject-god

*كتاب كسر السحر لدينيت
http://www.amazon.com/Breaking-Spell-Religion-Natural-Phenomenon/dp/067003472X

*التفكير التحليلي هو مقدمة للأعتقاد اللاديني
http://www.sciencemag.org/content/336/6080/493.abstract

*تمثال المفكر
http://en.wikipedia.org/wiki/The_Thinker

*تمثال رامي القرص
http://en.wikipedia.org/wiki/Discobolus








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكور بلداوي
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 14 - 09:00 )
تحياتي لمترجمنا العزيز مازن - جهد ممتاز - رؤية واضحة - العالم الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً خالِ من الأبحاث التي تتناول العلم - - هو تقريباً خالِ من كل شيء إلا ما ندر لأن التعميم ظلم -
حسب تقديري - العلم سوف لن يقف ولن يستطيع احد في الكون ان يوقفه لأن الحياة في تطور مستمر ومتى ما توقفت الحياة سوف يتوقف العلم - الأديان نصوص قديمة وثابتة - هي في الحقيقة فلكور شعبي كتبها أناس بعد مئات السنين من المحتمل ان يكونوا حشاشة تطوّرت فأصبحت عقائد من المحتمل ان تعود ولو بعد حين لكي تكون أدب او فلكور وليس كاعتقاد- هناك بيت شعر قديم يقول :
سيسأل أقوام ما طمس وما جديس كما سيسأل أقوام ما مكة والحجيج
هذا الشعر يعطي معنى للتاريخ وللحياة وللتطور حتى لو لم يعلم صاحبه
الآن لا أحد يتعامل أو يكتب او يعرف - عدا البعض - عن طسم وجديس
بعد آلاف السنين من المحتمل لا أحد يعرف ما مكة وما الحجيج
الأديان ثابتة هي في عقول من يعتقد بها لأنه تربى عليه لا اكثر ولا أقل
العلم بحث أخر وموضوع مختلف وطريقه مغاير
عليهم أن يكتفوا بما يعتقدون دون تدخل منهم وأن يتركوا العلم والحكم لمن يشتغلون به
هذا هو أفضل حلّ لنا - تحياتي ؟


2 - عذراً
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 14 - 09:02 )
بيت الشعر يقول :
سيسأل أقوام ما مكة والحجيج كما سأل أقوام ما طسم وجديس
شكراً وأعتذر للخطأ
تقبل تقديري


3 - شكرا لترجمة المقال المهم ..
ماجد جمال الدين ( 2012 / 5 / 14 - 09:59 )
ألأستاذ مازن البلداوي
المقال يمثل إستخلاصا لحركة تاريخية موضوعية عن تطور الفكر الإنساني ، وأتفق تماما مع ألأخ شامل في تعبيره عن ذلك ببيت ألشعر الجميل ..
فقط عندي ملحوظة صغيرة :: كلمة reason ألأفضل أن تترجم بشكل ألعقلانية وليس السببية (Causality ) ، كما جاء بتعريبك هنا : (((سيتم اهمال الدين(ان لم يتم ذبله كليا)في المجتمعات التي تنتهج(السببية ذات النهج الأستنتاجي العلمي) في حياتها )))
أتمنى أن تتحفنا بمزيد من الترجمات الهادفة ولك الشكر .
تحياتي


4 - ما مكّة
مازن فيصل البلداوي ( 2012 / 5 / 14 - 11:58 )
الأخ العزيز شامل
شكرا لك على الأضافة والأثراء،ولانختلف كثيرا كما تعلم،وهي الحقيقة ان بيئة النشوء ونوع التغذية الفكرية تعتبر عوامل اساسية في أدامة المعتقد الديني بشكل كبير،مكّة لحد الآن ليس لها موقع اكثر من كونها تظهر كمنطقة مناجم للذهب والفضّة يقع الى القرب منها حامية ساسانية في عهد ليس بالبعيد جدا عن بداية الأسلام، وفي بحوث أخرى فأن مكّة لاتمثّل نقطة مهمة على الطريق التجاري المفترض بين اليمن والشام لأنها منطقة تقع في واد(غير ذي زرع) وهذا ما يتعارض منطقيا كونها منطقة مهمة،الا انهاقد تكون اخذت اهمية معينة بعد ان تحول طريق الحرير لعدة مرات عن مساره الأصلي بسبب الحروب في آسيا الوسطى مما ادى الى نشوء احد الطرق التي اعتمدت الخليج ومن البحرين وبعدها الى مكة كما في بعض المصادر، والى موقعها كمنجم ينسب بعض الباحثين مسألة رحلة الصيف والشتاء.

تحياتي


5 - ترجمة
مازن فيصل البلداوي ( 2012 / 5 / 14 - 12:15 )
الأستاذ الفاضل ماجد جمال الدين
بداية،لك كل الشكر لأضافتك و مقترحك قد أسعدني حقيقة
تعلم اخي ان الترجمة ليست امرا سهلا،وفي احيان كثيرة نضطر لأستخدام جملة تعبيرية لتوضيح كلمة معينة،لأني مثلا، آخذ بنظر الأعتبار ان القارىء لن يكون بدرجة عالية من الأطلاع والسعة المعرفية، فأحاول ان أجعل الأمر بأسهل مايكون لفهمه
ان الكلمة المشار اليها قد اتت مصاحبة لكلمة العلم،وللدلالة على المطلوب وجدت ان السببية لتفسير الحالة تتطابق مع مايذهب اليه رسل في مقولته، لأن العقلانية التي تقصدها،هي حالة متراكمة يؤسسها خزين من التفسير السببي،لينتج الحالة العقلانية التي تكون متحكمة فيما بعد تكونها بآليات التفسير والتعليل، هكذا وجدت الأمر
الا اني أشكرك جدا على اشارتك،وارجو ان تكون المواضيع القادمة اكثر احكاما في دلالاتها،وارجو ان لاتتردد في أثراء اي من المجالات التي تراها تفتقد الى ايضاح او بيان بشكل أوسع
لك التقدير والأحترام مع الشكر


6 - الاستاذ مازن البلداوي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 5 / 15 - 19:49 )
تحية طيبة
الدين والعلم في صراع وليس بينهما منطقه وسطى مهما حاول البعض العمل على ايجادها
من يحاول تطعيم الدين بالعلم او بالعكس سيفنى و لن يصل الى نتيجه لانه لا يمكن مزجهما او خلطهما مهما تلاعبنا بالكميات او اوجدنا ضروف مناسبه لهما في اللحظه التي تعود فيها الامور للحاله الطبيعيه سينفصلا وبشكل تام وواضح
واحده من الاساليب هو ان يتم التعامل مع نصوص الدين على انها افكار يتم مناقشتها بعيدا عن التقديس وان يعتبر واضعيها (الانبياء او الرسل) اشخاص مبدعين او واضعي فكر يمكن ان يستفاد من جزء منه ويؤرشف الباقي ويمكن ان يبنى على جزء منه
الصراع الحاد معها خطر ومدمر لتمتع الطرفين باسباب القوه الماديه والروحيه لذلك فَكَّرَ العقلاء بمقولة فصل الدين عن الدوله وهي الخطوه الكبرى في فصله عن الحياة
ليموت ببطئء و هدوء
شكرا اخي مازن على ما قدمتم وهناك جزء متأخر وعدتم به وهو ما بعد الموت


7 - الفصل
مازن فيصل البلداوي ( 2012 / 5 / 16 - 08:22 )
الأخ العزيز عبد الرضا حمد
شكرا جزيلا لمرورك و تعقيبك اللطيف،وهو حقيقة لا مراء فيها،وان تقاربت مع المقولة المذكور اعلاه حول ان كلا منهاما يلعب بساحته،فهي واحدة من الحلول المعمول بها،لكني برأيي الشخصي،أقول ان الدين والعاملين عليه يدركون خطورة الأنعزال واللعب المفرد،لأنهم يدركون ان النتيجة هي الأنعزال ومن ثم الموت التدريجي
الدين احد وسائل السيطرة على الشعوب ومن اهم اسباب ادامته هو أبقاء المجتمع مرتبطا بالأساطير والميثولوجيا،وترى هذا موجودا بوضوح في كل ارجاء العالم حتى عند الدول المتقدمة
الا انه مستفحل في منطقتنا الى درجة تجريد الأنسان من قابليته على التفكير المجرد.
شكرا لك مع التحية
مع اعتذاري للتأخر في نشر الموضوع حول ما بعد الموت
تحياتي

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب