الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عناصر معاداة السامية أو حدود التنوير (قراءة في فصل بنفس العنوان من كتاب جدل التنوير لمؤلفيه: ماكس هوركهايمر و تيودور أدورنو)

عبد القادر ملوك

2012 / 5 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



قبل البدء...
بداية أجد من الضروري أن أذكر بأن هذا الفصل المتعلق بأطروحة معاداة السامية، هو فصل لم يكتبه أصحابه بتزامن مع بقية فصول الكتاب التي كتبت قبل الحرب العالمية، بل تمت إضافته لها، بعد نهاية الحرب، و السبب أو الأسباب التي كانت وراء إلحاقه ببقية فصول الكتاب تعود في اعتقادي الشخصي إلى شيئين اثنين:
الأول: مرتبط بكون مؤلفي الكتاب يهوديا الأصل إلى جانب زملاء آخرين لهما في مدرسة فرانكفورت. و هو ما يبرر الاهتمام بهذا الموضوع الذي تحول في ظرف زمني ليس بالكبير إلى أسطورة قائمة الذات. بل أكثر من ذلك تحولت هذه الأسطورة إلى كابوس يرعب كل من حاول المساس بصدق محتواها، و الأمثلة على ذلك عديدة.
الثاني: مرتبط بما تعرض له اليهود على يد النظام النازي بالفعل، بغض النظر عن المزايدات المشار إليها سابقا، و هي الأطروحة التي يروج لها المؤلفان في هذا الفصل و يحاولان تحليل أسبابها، و هما اللذان نالهما بدورهما من عداء النظام الفاشستي نصيب، فكان أن غادرا مكرهين ألمانيا في اتجاه أماكن أخرى. لهذه الأسباب و لأخرى غيرها، حاولا المؤلفان القيام بمقاربة تحليلية، كما أسلفت الذكر، لطبيعة النظام النازي و الذي لا يعتبرانه نشازا، بالنظر إلى أنه إفراز طبيعي لفكر أصبح جاثما على نفوس جماهير عديدة، يتعلق الأمر بالفكر الكلياني الذي ساهمت فيه إلى حد كبير، إن بشكل مباشر أو غير مباشر، أقلام فكرية كان ينظر لها على أنها حاملة لمشعل التنوير، الذي باسمه حل الظلم بفئات نظر إليها على أنها وراء كل ما حدث و يحدث، لا لشيء إلا لخدمة أغراض دنيئة تنم عن حالة مرضية. ولذلك نجد أن هوركهايمر و ادورنو يعتبران معاداة السامية، ما هي إلا دليلا واحدا و لكنه بيّن على عودة الحضارة حاملة فكر التنوير إلى حالة البربرية. لقد أصبحت الجماعة المسيرة تضمن وحدتها على حساب الفرد، و لا أدل على ذلك، حسب أصحاب الكتاب، من صعود المنظمات الهتلرية التي ليست فقط عودة إلى البربرية القديمة، بل هي انتصار للمساواة القمعية التي لا تفصل و لا تميز بين الحق و الظلم، أو هي بالأحرى لا ترغب في ذلك. هناك إذن بحسب وجهة نظر المؤلفين تشابه بين ميتولوجيا الفاشيست و أسطورة القدامى الأصلية، كلاهما يولي أهمية كبيرة للعقاب، لكن هذه الأسطورة تترقبه، في حين أن أسطورة الفاشيست الخاطئة تطبقه على الضحايا بشكل أعمى، و لهذا ازدادت الحضارة الغربية ضياعا، لأن التجريد الذي هو أداة التنوير و العقل، يتصرف تجاه موضوعه كما يتصرف القدر الذي يقوم العقل بحذفه. باختصار إنها محاولة تصفية، ففي ظل سيطرة التجريد على كل شيء، يصبح الناس الأحرار بمثابة القطيع الذي قال عنه هيغل بأنه إنتاجا من انتاجات التنوير.
عناصر معاداة السامية/ حدود التنوير
تحليل مضمون الخطاب الفاشستي:
توطئة لابد منها:
يستهل المؤلف هذا الفصل بتمييز يجده ضروريا لفهم قصده، يتمثل في كون معاداة السامية تمثل مشكلة إنسانية بالنسبة للبعض، في حين أنها لا تعدو كونها ذريعة بالنسبة للبعض الآخر، فلطالما نظر الفاشيون إلى اليهود باعتبارهم الآخر الذي ينبغي استئصاله لتعم السعادة العالم بحكم أنهم خلو من أي مميزات وطنية أو عرقية، بل هم مجرد جماعة تقوم على رأيهم و تقليدهم الديني. كما أن تعلقهم الصارم بقواعد عيشهم الخاص، قد جعلهم في علاقة غير مستقرة مع قواعد الحياة السائدة. يعتبر المؤلف بان الصورة التي يقدمها الفاشيون عن اليهود هي بالأحرى صورة تعكس طبيعة الفاشيين بالواقع؛ فاضطهاد اليهود كغيره من أنواع الاضطهاد لا يمكن فصله عن النظام القائم على انسجام جماعة الأمة، فالعنف هو طبيعته الأصلية حتى لو اتخذ هذا العنف صفة الكمون على مدار التاريخ، فما بالك و هو الآن ظاهر للعيان. في صيغة تحالف بين الحاكم و المحكوم يصعب إبراز الثنائية داخله. (...يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا