الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عناصر معاداة السامية أو حدود التنوير قراءة في فصل بنفس العنوان من كتاب جدل التنوير لمؤلفيه: ماكس هوركهايمر و تيودور أدورنو (3)

عبد القادر ملوك

2012 / 5 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كيف السبيل للخروج من هذا العداء المجاني؟
يرى المؤلف بان تحرر الفكر من السيطرة و القضاء على العنف، يجعلان من فكرة كون اليهودي كائنا بشريا فكرة مقبولة، و يمثل خطوة حاسمة للخروج من المجتمع المعادي للسامية الذي يدفع باليهود و غيرهم إلى المرض، آنذاك يمكن تأسيس المجتمع الإنساني. لأن التخلص من السيطرة يعني التصدي للإسقاط السيئ، و هي السيطرة التي عاجلا أم آجلا سينتصر عليها اليهودي باعتبار أنه لن يعود رمزا للشقاء الأعمى الذي يحل به و بغيره من المضطهدين.
و هذا ما نلمسه في آخر محور من هذا الفصل،حيث يستهل المؤلف تحليله بالتأكيد التالي: لم يعد ثمة معادون للسامية، فآخر من بقي منهم كانوا من اللبراليين الذين أرادوا التعبير عن رأيهم المعادي للبرالية. فمعاداة السامية هي أطروحة كانت مفتوحة على الخيار الذاتي المحض و مرتبطة بالطرح العرفي الذي كان ينطوي على كل مفردات الشوفينية. لقد كانت الأحكام المعادية للسامية شهادة على فكر متجمد و الآن لم يبق سوى هذا الفكر. فتقدم المجتمع الصناعي الذي يدعي أنه جاء مع نهاية قانون الإفقار الذي أوجده هذا المجتمع بالذات، قد اعدم الفكرة التي تبرر كامل النظام. لذلك فالإنسان الشخص و الإنسان الممثل للعقل قد تم إلغاؤه. ان جدل التنوير قد انقلب موضوعيا و تحول إلى جنون. و هو الجنون الذي صار ميزة المجتمع السياسي. فالتشيؤ الذي يظهر الدولة بمثابة واقع غير قابل للكسر من جانب الجماهير، لهو تشيؤ قد بلغ حدا تبدو معه كل عقوبة و كل محاولة للإيحاء بطبيعة الأشياء، بمثابة ايتوبيا غير مقبولة، أو انحراف تقسيمي، فحتى أوصاف الأفراد يتلقونها مباشرة من السلطة.
و انتصار الصناعة لم يتحقق بإعطاء الفرد كفايته بل بتنحيته كذات. و بذلك تتحقق عقلانيتها الكاملة التي تتحد مع الجنون، و الوسيط اليهودي لا يمثل بالفعل صورة الشيطان إلا لأنه لم يعد موجودا على الصعيد الاقتصادي، و لذلك حاولت إدارة الدول الكليانية إبعاد جزء من الشعب لأنه صار برأيها عديم النفع.
إن معاداة السامية، يضيف المؤلف، ليس صفة معادية للسامية بل هو سمة خاصة بكل عقلية تقبل توصيفا خاصا بها. و الحقد المفرط لكل ما هو مختلف لهو مرتبط غائيا بهذه الذهنية. و النخب المسؤولة عما حدت يصعب تحديدها بكل الأحوال ، ففي ضباب العلاقات بين الملكية و التملك و الأوامر و الإدارة، تفلت هذه النخب من أي تحديد نظري.
معاداة السامية، و بعد...
في نهاية هذا الفصل يحق لنا ربما أن نطرح بعض الأسئلة التي تستفزنا: معاداة السامية و بعد؟ ما الذي كان يهدف إليه المؤلف من وراء الحديث عن هذا الموضوع؟ هل كان يريد اطلاعنا على مأساة اليهود؟ ربما هذا العمل يقوم به المؤرخ اليهودي أفضل منه (أضفت كلمة اليهودي، لأنه سيعطي للحدث دراماتيكية أكثر و أقوى من غيره).
يبدو أن ما كان يصبو إليه المؤلف في نهاية هذا الفصل، تماشيا مع عنوان الكتاب "جدل التنوير"
و تماشيا كذلك مع النصف الثاني من عنوان هذا الفصل الموسوم ب"حدود التنوير" تلخصه العبارة الدالة التالية: إن التنوير و في امتلاء تملكه لنفسه، حين يصبح عنفا فإنه يصير قادرا على كسر التنوير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو