الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحلاوي في مصر الفتاوى!!

سعيد رمضان على

2012 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مصر الآن فتاوى ، أكثر من عدد سكانها ..
فتاوى لقتل المخالفين.. وسجن المثقفين، وتكفير المسلمين..
وإذا رأيت مسلما ويشهد إن لا اله إلا الله يصلى ويصوم، ويخرج الزكاة
ويحج لبيت الله .. فيمكنك تكفيره، إذا كانت آراءه تخالف آراءك، كأن يقرأ لنجيب محفوظ أو يعجب بعادل أمام .. أو يشجع حمدين صباحي .. أو البرادعى
أو أبو الفتوح أو يضحك على خلف الله خلف خلاف .
آخر الفتاوى المتطورة هي فتوى الشيخ المحلاوي في مسجد القائد إبراهيم بإسكندرية .. أقول إنها متطورة لأنها تتعلق بانتخابات رئيس جمهورية ..
صحيح إن هناك فتاوى صدرت في حق حسنى مبارك .. وضد حسنى مبارك ..
لكن لم يحدث إن صدرت فتوى بانتخاب مرشح دون مرشح للرئاسة.. وان تقترن الفتوى بالجحيم والنعيم.
وملخص الفتوى أنني لو انتخبت احد شفيق أو أبو الفتوح أو حمين صباحي .. بدلا من مرسى .. فقد ارتكبت أثما .. ومن حقي أن أدخل جهنم بدلا من الجنة ..
حتى لو أديت كافة فروضي كمسلم ..
وهو ما يعنى أن ورقة الانتخاب الذي سأسجل فيها اسم مرسى ، هي صك دخولي للجنة وصك غفران الله ورضاءه عنى .
أن لا أوجه كلامي هنا ضد مرسى .. فهو رجل كما وصلني عنه محترم، وعلى حد علمي لا شأن له بالفتوى، حتى لو تم زج اسمه فيها، من قبل مشجع هو في نفس الوقت خطيب ورجل دين .
مشكلتنا في مصر تكمن في أمثال الشيخ المحلاوي، وهم كثيرون بطول مصر وعرضها .. حتى خارج مصر موجودين. وكلهم مؤثرين في اتجاهات العديد من الناس .. حتى ليظن الكثيرون إن فتاوى أمثال الشيخ المحلاوي هي مرجعية إسلامية تفرض إرادتها ، ولا مجال فيها للاجتهاد ؛ ولأنهم رجال دين يستمدون فتاويهم من شرع الله فعلى الإنسان أن يستقبل تلك الفتاوى بالرضا والقبول، دون مناقشة أو اعتراض ، ومن يخرج عليها يحكم عليه بالإثم والجحيم .
ومشكلة أمثال الشيخ المحلاوي ، سواء كانوا سلفيين أو إخوان و غيرهم ، إنهم يسيئون للدين ، ويسيئون للجماعات الدينية ، أمثال جماعة الأخوان المسلمين ، ويمنحون معترضيهم سلاحا خطيرا .. مثل اتهام المعارضين للجماعة، بأنها تستهدف حاكم يحكم بالحق الإلهي كما كان في الحكم في أوربا قبل الإصلاح الديني .. عندما كان يتم منح صكوك الغفران بواسطة رجال الدين .. وصك الغفران وقتها هو صك لدخول الجنة بمباركة رجل دين ..
أي أننا سوف نستبدل استبداد حسنى مبارك باستبداد الحكم الديني ممثل في حاكم مطلق ومنزهه .
ورغم أننا لا نتفق مع هذا كله ونعتبره خلط مقصود بسبب مصالح ،أو خلط غير مقصود بسبب فهم خاطىء ، لكنها الأسلحة التي يقدمها أمثال الشيخ المحلاوي، لمعترضى الجماعات الإسلامية ..
وقبل الاستمرار أؤكد أنني لا انتمى لجماعة إسلامية أو غير إسلامية .. فانا اعتبر علاقتي مع الله من شأني وحدي لا من شأن الآخرين.. ودخولي الجنة أو جهنم سيقرره الله لا شيخ أو رئيس جمهورية .
لكن أمثال الشيخ المحلاوي يرسخون في أذهان الناس، أنهم يفتون بحق ألهى لأنهم يمتلكون سلطة دينية . ويسيئون بذلك للجميع ويعطون فهم خاطىء للجميع .
بعض المفكرين في مصر، يعتمدون على أمثال الشيخ المحلاوي في إصدار أرائهم
كأن يقولوا مثلا أن مرجعية الإخوان المسلمين، هي الانتماء للأمة الإسلامية .. وليس الانتماء الوطني على مستوى الدول أو الانتماء العربي على المستوى القومي .. !!!
وهذا ليس صحيحا .. فمرجعية الأخوان المسلمين للدين الاسلامى، وليس للأمة الإسلامية .. أما على المستوى القومي فمصر أمه أسلامية وليست مسيحية
وعلى المستوى العربي فكل الدول العربية إسلامية .. فانتماء الجماعة هو قومي وعربي وإسلامي، حتى لو ظهر من بينهم من يناقض هذا .
سلاح ثاني يقدمه أمثال المحلاوي لمعترضى التيار الأخوانى كأن يوجه خصومهم لهم اتهام بأن اعتمادهم في الحكم هو التأويلات المختلف بشأنها للنصوص الدينية ، وليس أعمال العقل .. وذلك أيضا غير حقيقي .. فلا يوجد فقيه يصل لمكانته بدون اجتهاد .. والاجتهاد أعمال عقل .. فهو ملم بالقرآن والسنة ويدرس العلوم الشرعية.. حتى أعمال العقل نفسها يختلف عليها لأن الاجتهادات وأعمال العقل في موضوع ما، ممكن إن يحصل اختلاف فيها حتى داخل التيار الواحد .. مثل الآراء المختلفة داخل التيار الناصري لفترة حكم عبد الناصر .. والآراء المختلفة داخل الأحزاب السياسية.. وكلها أعمال عقل واجتهاد .. ويقول رسول الله
" رفع القلم ع ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل "
ويقول أبن حزم" ذهب محمد بن جرير الطبري والأشعرية كلها إلى انه لا يكون مسلما إلا من أستدل ، وإلا فليس مسلما " والاستدلال أعمال عقل واجتهاد وهى موجودة في الدين وفى السنة .
وإذا ظهر من بين الجماعات الدينية – إخوان – سلفيون- وغيرهم من ينادى بأن فهمهم للإسلام هو الفهم الصحيح ودونهم باطل، أي نفى الاجتهاد من جانب الآخرين .. فهم يتصرفون كأمثال الشيخ المحلاوي الذي ظن انه أمتك صكوك دخول الجنة .. حينها علينا أن نفرق بين الدين والتخلف الفكري .. أو بين السنة والتطبيق الخاطىء لها ..
وفى كل الأحوال فالدين المبادىء والقيم الخلقية كلها لا تتحمل مسئولية
الممارسة الخاطئة أو التطبيق الخاطىء لهم
--------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran