الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد - صبري موسي - من حقل النقاء

أشرف العوضي

2012 / 5 / 18
الادب والفن


البر التاني
السيد من حقل النقاء

عنوان المقال وكما يبدو من الوهلة الأولى مستوحى من رائعة الأديب الكبير صبري موسى شفاه الله وعافاه السيد من حقل السبانخ .
وهذا الرجل تحديدا صاحب المدرسة الصحفية والأدبية المميزة واحد من أنبل وأجمل كتاب العرب الذين عرفت ، فيكفى أن تقرأ له تحفته الخالدة فساد الأمكنة لتدرك أنك أمام مبدع عظيم وإنسان أعظم.
ولمن لا يعرفون صبري موسى هو من حوّل رائعة العملاق الأكبر يحيى حقي «البوسطجى» إلى السينما ، وصبري موسى أيضا هو من كتب للسينما الفيلم الخالد « الشيماء « وأنا هنا لست في مجال تعريف علم بحجم صبري موسى لقراء الدانة فأعماله خالدة وراسخة وبصمته في الأدب والصحافة بصمة مميزة وذات مذاق خاص لا مثيل له .
ولكن لأن الرجل في مكابدة الآن مع المرض أحببت أن احكي عن الجانب الانسانى منه ، حيث لم أكن قد التقيت به إلا من خلال كتبه الكثيرة والعميقة في مجال القصة والرواية وأدب الرحلات ، نظرا لإقامتي خارج مصر لسنوات طويلة حتى ذلك اليوم الذي وقفت مذهولا أمام موظف صغير في اتحاد كتاب مصر ظل لأكثر من عامين (يدوخني السبع دوخات) كما يقولون لكي يستخرج لي بطاقة عضوية الاتحاد والتي من خلالها ينضم المبدع إلى زمرة الكتاب المعترف بهم وينقل من خانة الهواية إلى خانة الاحتراف على الأقل لمن كان في عمري وقتها ويحتاج إلى التشجيع والاعتراف ممن سبقوه في مجال عشق الكلمة والحرف .
يومها ارتفع صوتي وأنا مندهش من موقف الموظف الروتيني القديم و فجأة وجدت رجلا هادئا وقورا يسحب يدي في هدوء ويأخذني إلى مكتبه ويطلب لي ليمونا وياخد منى روايتي « الهبش « ويطلب منى رقم هاتفي وقال انتظر منى مكالمة في القريب يومها ظننت انه موظف دمث الخلق سيدوخني هو الآخر فأعطيته رقمي يائسا ومشيت .
وفى مساء اليوم التالي تلقيت منه محادثة قصيرة لا أنساها ستظل محفورة في أعماقى ما حييت وما أمسكت قلما وكتبت شجعني وأثنى على مشروعي وعاملني كما يليق بأستاذ جليل لتلميذ واعد وطلب منى أن ألقاه في مكتبه بمجلة صباح الخير وهناك وجدته كتب لي بنفسه استمارة عضوية الاتحاد بعدما أرفق بها حسب القانون تقريرا بخط يده عن رواية «الهبش» أشاد بها إشادة أخجلتني وأخذني بسيارته إلى الاتحاد ليستخرج لي البطاقة بنفسه ولم يكتفي بذلك بل ويدخلني على رئيس الاتحاد في ذلك الوقت المبدع الرحل فاروق خورشيد ويقول له هذا زميل حقيقي .
ومرت الأيام ولم ألتقه ثانية ولكنني كلما فتحت حافظتي وأجد عضوية الاتحاد أتذكر صبري موسى أو السيد من حقل النقاء شفاه الله وعافاه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي