الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهدي عامل:25 عاماً

جمال القرى

2012 / 5 / 19
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


لم يفضِ قتل مفكرٍ مرة الى قتل الفكر، ولم يفضِ اغتيال مناضلٍ قط الى اغتيال فعل النضال، ولم يفضِ نحر ثورةٍ عبر التاريخ الى وقف الثورات، ولم يفضِ أسر وتعذيب معارض من قبل الى كبح جماح المعارضة، كذلك لم يستطع أحدٌ عبر كل التاريخ انتزاع معنى الحرية بكل أبعادها.
فدائماً، القاتل والسجّان والمعذِّب والمجرم متماثلون، هم ابناء مدرسة الإلغاء بالقتل، والحكم بالعنف، والحوار بالسلاح والتأديب بالجِزَم... ولو اختلفوا ظاهراً بين الانتماء الى ايديولوجيا قومية او اممية او فاشية او عنصرية او بين ايديولوجيا دينية سلفية او جهادية او تكفيرية او اجتهادية.
في صباح 18 ايار من العام 1987 اغتال هؤلاء مهدي عامل، برصاصات صوّبها مجرم غافل حاقد مظلم الرأس نحو رأسه وصدره بعد ان ناداه باسمه وردّ عليه التحية بابتسامة... هذا القاتل هو نفسه الذي الحق مهدي عامل برفيقه الشهيد حسين مروة ولو بعد ثلاثة اشهر، وكرّت سبحته لاحقاً باغتيال عددٍ كبيرٍ من رفاقهم.
بعد مرور 25 عاماً على الاغتيال، نتذكّر مهدي عامل كمناضلٍ ومفكرٍ، ليس من باب تقديسه أو تحويل أفكاره ايديولوجيا نستنطقها ونؤوّلها لتناسب الواقع، او من باب التأكيد على راهنية صوابيتها، بل لقراءتها في تاريخيتها، وللإضاءة على بعض جوانبٍ منها، تدحض وتفضح من يدّعي بنوّته، ويحاول اسقاطها على الواقع الحالي تبريراً لانكفائه وفشله في مشروعه التغييري، وتغطية حاليّة على تحالفاته ومواقفه من الانتفاضات على الساحة العربية عموماً، وعلى الساحتين اللبنانية والسورية خصوصاً، وتعمية عن انزلاقه نحو المواقع السياسية والطائفية باعتبارها وطنية، في حين انها مسؤولة مباشرة عن اغتياله.
وضع مهدي عامل حينها، منظومة فكرية نظرية قائمة على المنهج العلمي الماركسي والصراع الطبقي، وصاغ من خلالها مفهوماً جديداً للتاريخ حيث لم يعتبره حدثياً، أو مجموعة أحداث متتالية، بل بما هو علاقة بُنى اجتماعية محدّدة تتوّلد بها الأحداث،
وعن تطوّر البنية الاجتماعية في العالم العربي فقد عرّفها بأنها بنية علاقات انتاج كولونيولية، اي مرتبطة بنيوياً بالسيطرة الامبريالية تغذّيها وتعيد انتاجها البورجوازيات العربية الحاكمة والمسيطرة، والتي لها مصلحة اساسية فيها من اجل تأبيد حكمها وسيطرتها في بلدانها وعلى شعوبها. من هنا تصبح المهمة الاساسية لتحرّر هذه الشعوب العربية كامنة بالضرورة في ثورتها اولاً على سلطاتها الحاكمة ، الحامية لتلك العلاقات، وبالتالي لكسرها.
ها قد بدأت هذه الشعوب بكسر أغلالها... فمن يقف في وجه تحرّرها وحريتها تحت اي ذريعة كانت، انما هو شريك للسلطات المرتبطة بالامبريالية، وبالتالي هو يخدم هذه الامبريالية بشكلها الحالي من حيث يدري اولا يدري، وصحيح انه طريق طويل وشاق، لكنه سيكون بدايةً لتبلور هوية طبيعية جديدة. علّ مكوّنات كياننا اللبناني الذي محضه مهدي عامل اهتمامه الأكبر دراسة وتحليلاً ونقاشاً ونقداً، تعي ضرورة خلق هويتها الوطنية الجامعة العلمانية.
مهدي عامل، نفتقدك في لبنان اكثر في هذه المرحلة بالذات... نفتقد الفكر والفكر الناقد، اذ بدونهما لا حركة لمجتمع ولا تغيير، بل ضياع وفراغ وأخطاء... ليت زمن القحط هذا وزمن الخوف وزمن اليأس تولّي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل