الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وردة الجزائرية-- استطاعت ان تثبت نفسها-- فى زمن العمالقه

علي عجيل منهل

2012 / 5 / 20
المجتمع المدني


قد ولدت وردة الجزائرية واسمها الحقيقي وردة فتوكي في باريس عام 1940 من أب جزائري وأم لبنانية وبدأت الغناء في عام 1951 وعمرها لم يكن قد تجاوز 11 عاما، وخلال بداياتها قدمت- أغاني للثورة الجزائرية،- لتجد نفسها مجبرة على مغادرة باريس نحو بيروت،- وبعد استقلال الجزائر عادت وردة إلى بلدها الأصلي، حيث تزوجت، لكن زوجها منعها من مواصلة الغناء، وفي عام 1972 وبأمر من الرئيس الراحل هواري بومدين غنت وردة بمناسبة مرور عشر سنوات على استقلال البلاد، وبعد تلك الحادثة بفترة طلب زوجها الطلاق، وقررت هي العودة إلى الغناء وشدت الرحال إلى مصر، حيث التقت المؤلف بليغ حمدي الذي تزوجت به، وعملت خلال تلك الفترة مع العمالقة من أمثال محمد عبد الوهاب وسيد مكاوي.
انها توفيت عن 73 عاما في حين تشير مصادر اخرى الى ان عمرها ناهز الثمانين.
حافظت وردة على علاقتها بمصر، البلد الذي شهد شهرتها ومشوارها الفني الحقيقي بدءا بمشاركتها في فيلم المظ وعبده الحمولي مرورا بمشاركتها كبار الاصوات العربية المعروفة في حينه غناء اوبريت وطني الاكبر لمحمد عبد الوهاب الى جانب عبد الحليم حافظ وصباح ونجاة الصغيرة وشادية وغيرهم.
ان وردة تربت على الفن الراقي - وتعاملت مع اهم الشعراء والملحنين في حينه بدءا بمحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ورياض السنباطي وكمال الطويل وفريد الاطرش وسيد مكاوي وصلاح الشرنوبي وغيرهم .
و اختارت اغانيها من شعر اهم شعراء الغناء المصريين في ذلك الوقت مأمون الشناوي وحسين السيد ومحمد حمزة وعبد الوهاب محمد وعبد الرحمن الابنودي وغيرهم

تعرضها للظلم -- من ثلاث رؤساء

ان وردة تعرضت خلال اقامتها ورحلتها الفنية في مصر الى الظلم ثلاث مرات بقرار من- رؤساء مصريين
.
ااولهم قيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بابعادها عن مصر عندما تسربت اليه انباء عن علاقة تربطها بالمشير عبد الحكيم، حتى ان الشاعرالمصرى احمد فؤاد نجم قال ثلاثة يدخلون النار عبد الناصر لانه حكم اطول مدة وابن بدران دخل الحرب بغير عدة والمشير بن عامر لانه هام بحب وردة .
وثاني المظالم التي وقعت على وردة كانت في عهد الرئيس السادات عندما قامت وردة بالغناء في ليبيا لـ(معمر) القذافي في فترة التوتر التي شهدتها العلاقة بين مصر وليبيا. واعتبرها السادات تصرفا غير لائق فمنعها من الغناء قائلا (قرصة ودن لبنتنا حتى ما تكررش ده تاني) الا انه بعد فترة طلب من وزير الثقافة حينها عبد المنعم الصاوي السماح لوردة بالعودة للغناء .
اما الظلم الاخير الذي وقع عليها فكان في عهد الرئيس محمد حسني مبارك عندما قالت للجنود (الريس بقولكم تصفقوا) واعتبر هذا القول خروجا عن البرتوكول فتم منعها من الغناء بشكل غير معلن .
.
برقية تعزية اوردتها وكالة الانباء الجزائرية

وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية وجهها الى ذوي الفقيدة لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى .
واضاف الرئيس الجزائري في البرقية بحسب ما اوردتها وكالة الانباء الجزائرية الرسمية لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا .
وقالت الاذاعة الجزائرية العامة ان جثمان وردة سيسجى اعتبارا من الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش السبت في قصر الثقافة في القبة في العاصمة الجزائرية للسماح للمواطنين بالقاء نظرة الوداع عليها
وذلك بعد أن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أرسل طائرة خاصة إلى القاهرة لجلب جثمانها، وينتظر أن ينقل الجثمان إلى بيت عائلتها بالعاصمة، على أن يتم تشييع جنازتها اليوم السبت بمقبرة العالية بضواحي العاصمة.

لفنانون فى مصر يلقون نظرة
الوداع الأخيرة على وردة

حرص عدد من كبار الفنانين على التوافد على منزل الفنانة وردة الجزائرية عقب سماع خبر وفاتها بمقر إقامتها بالقاهرة بشارع عبدالعزيز السعود بالمنيل، كان من بين الحضور من الفنانين نبيلة عبيد وفيفي عبده وابنتها والموسيقار هاني مهنى والمنتج محسن جابر والسفير الجزائري بالقاهرة ووجدي الحكيم والمطربة غادة رجب التي أكدت لوسائل الإعلام عقب تقديمها واجب العزاء أنها لم تصدق الخبر إلا عندما حضرت إلى منزل الفنانة لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانها وتقديم واجب العزاء.. أضافت ان الفن بصفة عامة افتقد فنانة كبيرة وعظيمة وانها كانت المثل الأعلى لي ولزملائي، وان الفنانة الراحلة كانت تتمتع بطيب قلبها وكانت تشجعها وكانت تؤكد لها انها تذكرها بشبابها.. أكد الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين: أن كل فناني وفنانات مصر أصابهم الحزن الشديد لوفاة وردة الجزائرية احدى العلامات البارزة للفن المصري والعربي سواء في مجال الغناء أو التمثيل. وأشار إلى أن كثيراً من الفنانين والموسيقيين المصريين سوف يتواجدون اليوم بمطار القاهرة لوداع جثمان الراحلة لحظة انتقاله بالطائرة لدفنها بالجزائر.
إن وردة تعتبر من جيل الرواد. واستطاعت من خلال مشوار فني طويل ومختلف ومتعدد أن ترسي أعمالا في حياة المستمعين موجودة بعد رحيلها.- أن صوت وردة تعامـــل مع كل العمالقة بدءا من رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي الذي ابدعا سويا أعمالا خالدة واستطاعت أن تكون شخصية مستقلة في الغناء واستطاعت ان تبثت نفسها في زمن العمالقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وردة الجزائرية
رعد الحافظ ( 2012 / 5 / 20 - 13:43 )
شكراً للأخ الكاتب الصديق / علي عجيل منهل على إلتفاتتهِ الكريمة بتخصيص مقال عن الراحلة وردة الجزائرية
كنتُ من بين المعجبين بفنّها الراقي وفي شبابي إحتفظتُ بالكثير من تسجيلاتها
كانت وردة الجزائرية صوت صافي شنّف أسماعنا حوالي نصف قرن من الزمان
فعلاً كانت من جيل الروّاد , لكنّها طالما جدّدت وطوّرت أدائها في أغانيها الأخيرة لتقترب من جيل الشباب فأحبّها الكثير منهم
تبقى وردة , تذكرنا بحقبة الفنّ الجميل وعمالقتهِ الكبار , فلا يذكر أحدهم إلاّ وتذكر معهُ وردة الجزائرية
تحياتي لكَ


2 - تحياتى لك اخى الاستاذ رعد الحافظ
علي عجيل منهل ( 2012 / 5 / 20 - 14:54 )
وشكرا للتعليق المعبر عن الموضوع

اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد أوضاع النازحين شمالي قطاع غزة بعد أن تقطعت بهم


.. بريطانيا تنشئ وحدة جديدة لأمن الحدود وتنهي -خطة رواندا- لترح




.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد تدفق السياح


.. الحرب في السودان: ما أهمية ولاية سنار و ما أوضاع النازحين إل




.. حكم نهائي بإعدام القاضي المصري قاتل زوجته المذيعة شيماء جمال