الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو الفتوح عميل مزدوج

صلاح الجوهري

2012 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثناء الحرب العالمية الثانية اشتدت المعارك بين الحلفاء ودول المحور بزعامة ألمانيا فلم تكن معارك على الصعيد العسكري والميداني فحسب بل كانت أيضا على الصعيد المخابراتي والتكنولوجي، فانتشرت الجاسوسية بشكل هائل لتسد الفجوة ما بين الاستطلاع والتحرك الميداني للجيوش، وأنتشر العملاء بكل شكل ولون وجنس وكانت لهم أساليب معقدة جدا في التواصل ونظرا لأهمية الجاسوسية في الحروب كان الجواسيس يحصلون على دعم أكبر الشخصيات السياسية ولكن أحيانا أخرى يضحون بالعملاء كمن لا ثمن لهم.

شعر الألمان بأهمية العمل السري حتى أن الحزب النازي الحاكم في ألمانيا أسس علم 1933 الجيش السري الألماني أو ما يعرف بالجيستابو وكان هذا الجهاز قائم على جمع المعلومات وحماية الدولة الألمانية من خطر العملاء السريين المزدوجون.

من تلك الأساليب التي أبتدعها الألمان هو العميل المزدوج، فهو شخص يتبع دولتين ولكن ولائه لواحدة ويتجسس على الأخرى، وهو غالبا ما يكون محايدا أو صاحب جنسية الدولة العدو. وهذا لسهولة خداعة لدولة العدو. لهم صفات معينة أولها القدرة على الخداع ورباطة الجأش والتمكن من العمل تحت ظروف وضغوط نفسية قاسية. لكن اهم صفة يتعامل بها العميل السري المزدوج هو أن له قضية وعقيدة في الحرب، وأن إيمانه بتلك القضية يجعله يضع نفسه في موضع الخطر ويخاطر بحياته من أجل ما يؤمن به. هذا الولاء يجب أن يكون موجودا في العميل المزدوج لأنه ببساطة يمكن أن ينقلب على الجهة التي جندته في الأساس.

كانت السلطات الصديقة لهذا العميل تلجأ لحيلة لتزرعه في مكان تجسسه الجديد لتزيل عنه الشكوك، فكانت تلجأ إلى إصدار طلب بالقبض عليه وتنشر المنشورات مع الحملات الدعاية واسعة الانتشار طلبا لرأس هذا العميل المنشق فكان هذا بمثابة جواز مرور ووثيقة إعتماد لتلتقفه جهة العدو وتجنده وتعرف منه لماذا هو مطلوب هكذا وما الأسرار التي يمكن أن يستفيدوا منها. فكان يدخل بسهولة ضمن صفوفهم ويستحوذ على ثقتهم واسرارهم.

نحن أمام عميل مزدوج إخواني مؤمن بالقضية الإسلامية وبأهمية التمكين وأهمية تطبيق الشريعة الإسلامية والعمل الجهادي المسلح وكان ضمن صفوف جماعة الإخوان المسلمين زهاء 30 عاما من العمل الدعوي والجهادي واخيرا قذفت به جماعة الإخوان كعميل مزدوج ليتلقفه الليبراليون السذج المناهضين لحكومة تتزعمها الإخوان فيستحوذ على ثقتهم كما يتلقى دعما خفيا من الإخوان. وعندما كشفت هذه الخدعة لجأت الجماعة لترشيح محمد مرسي أمامه لكي ما تدعم موقفه ضمن القوى الليبرالية والعلمانية الأخرى. فتناصبه العداء العلني.

أبو الفتوح كان رئيس الاتحاد العام لطلاب جامعة القاهرة عام 1975 واشتهر وقتها بأنه ناقش السادات علنا وروج أن سبب عدم تعيينه معيدا راجع لهذه الواقعة والتي يسميها مناظرة أبو الفتوح مع الرئيس السادات. وطبعا شاب في مقتبل العمر ملتحي يقف أمام رئيس الجمهورية ويخاطبه ويذكره بمسئولياته تعد شجاعة في نظر القوى الظلامية أن تتلقفها وتنميها وتهتم بانضمامها له. فجندته جماعة الإخوان ضمن صفوفها مشجعين له وقوفه وتهكمه على رئيس الجمهورية علنا.

شغل العديد من المناصب والأمانات الحزبية و انضم لحركة الإخوان المسلمين وشغل منصب عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام ١٩٨٧ زار خلالها المجاهدين الأفغان وحركة طالبان وكان يشجع العمل الجهادي ضد الاحتلال وتأثر بالأفكار الجهادية كضرورة للتمكين في مصر ليحل الإسلام محل الطاغوت. فكان يؤمن بأهمية العمل المسلح لتغيير المنكر وقد كان عضوا مؤسسا للجماعة الإسلامية المنبثقة من جماعة الإخوان المسلمون التي انحدرت منها التنظيمات المسلحة الإرهابية الأخرى كالجهاد والتكفير والهجرة وأنصار السنة والناجون من النار وغير ذلك وبسبب لانتماءات السادات الإخوانية اطلق حرية العمل لهذه الجماعات فكانت تجوب القرى والنجوع تطبا مباعية للأمير وتطلب منضمين جدد لهذه الجماعات وكانت تفرض جزية على الأقباط وتحل أموالهم حتى يتمكنوا من شراء السلاح والعتاد وبناء المساجد والبؤر الإجرامية الأخرى .. وكان أبو الفتوح صاحب فتوى السطو على محال الذهب المملوكة للاقباط لتمويل العمل الجهادي كتعويض عن عدم دفعهم الجزية في الدولة الإسلامية التي يعيشون في كنفها.

هذه الجماعات الإرهابية ظلت تعمل بحرية تامة وتحت بصر السادات وبمباركته حتى نالت منه هو شخصيا فخلاف نشب بين الرئيس السادات والشيخ المحلاوي بسبب أن جيهان السادات جاءت إلى الإسكندرية لتفتتح مكان لرعاية الأيتام فتكلم في حقها الشيخ المحلاوي في عدم جواز استقبالها لتبرجها وهذا ما أزعج السادات، وقد دفع السادات دمه بسبب هذا الصراع.

ولعل تزكية المحلاوي لمرشح رئاسي من الإخوان كمحمد مرسي هو خير دليل على أن الإخوان والجماعة الإسلامية يدعمون بعضهم البعض كايدولوجيا واحدة هدفها التمكين.
أبو الفتوح لم يكن فقط يؤمن بالجهاد في صورته التي يروج لها الإسلاميين بأنه جهاد ضد المحتل بل كان يؤمن بالجهاد بصورته الإسلامية الحقيقية والتي ذكرت في السنة المحمدية وفي القرآن بأنه جهاد نشر الدين وليس فقط دفع المحتل. وهو ما تؤمن به حركة طالبان في أفغانستان

بعد ثورة 25 يناير حيث كان مازال أبو الفتوح قياديا في جماعة الإخوان المسلمين، استغلت الجماعة حالة الانفلات الأمني التي تعرضت لها وزارة الداخلية في مصر فهاجموا بطريقة منظمة أقسام الشرطة والسجون وهربوا الكثير من المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب إلى قطاع غزة .. وعلى الرغم من إنكار الجماعة لهذه الواقعة إلا أنها اعترفت على لسان بعض قياداتها بأنهم الذين حاصروا واقتحموا مقرات ومبانى جهاز أمن الدولة! وبنفس طريقة مهاجمة السجون وأقسام الشرطة في يوم واحد وفي وقت واحد. وردا للجميل الإخواني أعلن جيش الإسلام في فلسطين دعمه للإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية.

لقد كان أبو الفتوح تابعا للجماعة وقت هذه الأحداث وهو متورط بشكل ما في هذه الحوادث حتى وإن كان ظاهرها ثورة إلا أنهم استغلوا حالة من الانفلات لتحقيق مآربهم. وقد نجحوا. وقد صرح أكثر من مرة شخصيات رفيعة بالجيش المصري عن مسئولية الإخوان في حالة الإنفلات التي أصابت مصر أثناء الثورة.

أصبح الوضع أمام جماعة الإخوان المسلمين سانحا ومهيئا للإنقضاض على السلطة فاستخدموا كل وسائلهم في تحقيق هذا الهدف، فبعد تمكنهم من الإستحواذ على كل مؤسسات الدولة الطلابية والعمالية أصبح عينهم على التشريع ووضع الدستور وحماية المادة الثانية من الدستور.

لم يكن صعبا عليهم تفتيف البلد إلى نصفين نصف يؤيد الإخوان والنصف الآخر لا يؤيدهم ولكنهم أدركوا ان التوافق هو سبيلهم لكي ما يقفوا على أرض صلبة في حكمهم للبلاد وأن يقللوا بقدر الإمكان الجبهة المعرضة لحكمهم، فغن نجحوا في إستقطاب القوى السياسية والمعرضة لهم إلى صفوفهم فكأنهم استحوذوا بسهولة على البلد وضمنوا ان لا يعارضهم إلا القليلون فيكون من السهل مواجهتهم دينيا بتكفيرهم وبعلمانيتهم أو بمحاربتهم للدن.

أبو الفتوح وجماعة الإخوان يروجون أن سبب فصل أبو الفتوح عن الجماعة هو انه ترشح لمنصب الرئيس دون الرجوع للمرشد وإن صح هذا الكلام فإننا أمام صراع على السلطة وطمع من جهة أبو الفتوح متخطيا ولائه التام والكبير للجماعة وللمرشد كمرجع ديني، وربما يكون أبو الفتوح طامعا من الأساس في منصب المرشد ولما لا وهو كان المؤسس للكثير من الجماعات الإسلامية وله باع طويل في العمل النقابي والإخواني، فلما آلت البيعة إلى بديع أراد أن يتخطاه وهو ما أزعج محمد بديع مرشد الإخوان.

أيضا نحن امام شخص لا ينكر صلته وحبه وإنتماءه للإخوان في أكثر من مرة يصرح بهذا بل أنه يذهب لأبعد من ذلك انه مؤمن بأهمية عمل الإخوان في هذه المرحلة وأنه إخوانيا صرفان فلماذا ينخدع الليبراليون بهذا الرجل؟؟

نحن أمام شخص تسانده الجماعة الإسلامية الإرهابية والتي إلى الآن تؤمن بأهمية العمل المسلح لتغيير المنكر وبعد أن خرجوا من سجونهم بدأوا في السطو مرة أخرى على محالا الذهب المملوكة للأقباط في إشارة أن العمليات الإرهابية في طريقها للمجتمع المصري في صورة أكثر تنظيما وبصورة مباركة شعبية تعجز معها الأجهزة الأمنية من ملاحقتها.

نحن أمام شخص يوهمنا بأن يغير من مواقفه على الرغم من نضوجة الفكري والسياسي والعمري، فإن صح هذا فما الضامن لتغيير فكرة مرة أخرى ليسلم مصر لأيدي الجماعات الإسلامية مرة أخرى؟ فالإسلام على حد تعبير قادته يجيز تغيير المواقف والآليات. ولا يثبت أبدا على مبدأ واحد.

نحن أمام شخص يؤمن بتطبيع الشريعة الإسلامية التي عفا عليها الزمن واهمية تطبيق ما لم يطبق بعد في القوانين المصرية وطالما تغنى على تطبيقها ليستحوذ على رضا السلفيين والإخوان والشارع المصري المتأسلم. ويؤمن بأن الحدود غير المفعلى واجبة التفعيل !! وصرح في مذكراته أن الفكر الوهابي حاضر وبقوة في تكوينه الفكري والسياسي.

نحن أمام شخص يعيب في الثوابت الوطنية ويعتبر السادات عميل وخائن بينما يعتبره جموع المصريين محرر ومناضل ورمز للوطنية وقائد النصر

نحن أمام شخص يقول الشيء ونقيضة في جملة واحدة وتختلف مواقفه وآراءه من مكان لمكان تبعا للحالة المزاجية لمستمعيه، وكأنه يغني ليلاه ويطرب مرة السلفيين ومرة الإخوا ومرة الليبراليين وأخيرا الأقباط.

واخيرا نحن أمام شخص قد اخل بميثاق الشرف الطبي المهني وبميثاق شرف ابقراط فشهر بمرض حمدين وتفاخر بسلامة بدنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن يصدقك؟
عبد الله اغونان ( 2012 / 5 / 22 - 22:52 )
التخوين هي الورقة التي بقيت لكم
هل من وضعوا فيه ثقتهم يصدقون هذا؟
طبعا هذا سلاح العاجزين
ابو الفتوح اسمك يحمل البشارة
ياسيادة الرئيس


2 - انتظرت نتيجة الإنتخابات لكي ما اكمل تعليقي
صلاح الجوهري ( 2012 / 5 / 25 - 20:10 )
بعد نتائج الإنتخابات وضحت الصورة .. الآن يرجع أبوالفتوح لحضن الإخوان بعجد أن أدى مهمته بنجاح في تفتيت الأصوات الليبرالية والعلمانية ومن يحسبون من حزب الكنبة .. خدعهم ابو الفتوح جميعا وادى مهمتة وعاد زانيا إلى حضن الجماعة مبتسما ابتسامة الدهماء ومخرجا لسانة لكن من وثق به كفرد من افراد الوطن وصورة من صور الليبرالية الزائفة.
الآن يتجرع الشعب ثقته في هذا الأفاق المخادع وكتبت على مصر أن يعيش على ارضها مثل هذا الإنسان ومثل هذه الجماعة .
في مقالي القادم صورة من صور الخداع الذي سيمارسه الإخوان مستغلين تفاهة مرسي وتبعيته العمياء.

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت