الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة الفقير المسيحي

نشأت المصري

2012 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


معاناة الفقير المسيحي

شاب صغير في مقتبل العمر أنهى دراسته الجامعية ككافة أترابه من الشباب ولكنه ليس ضمن أوائل الخريجين المستهدفين بالتعيين في الحكومة دون زملائهم, مع العلم أنه أقدر منهم ولكن لكونه مختلف لم يحتسب ضمن هؤلاء الأوائل.

تخرج من إحدى الجامعات المصرية وحصل على هذه الشهادة التي يقال عنها التعليم العالي بمجموع درجات أعطاه التقدير الجيد, كم وكم عانت أمه لكي يحصل على شهادته لأنه كان فقيراً يتيماً.

وبالرغم عن جرحه النفسي لأنه لم يؤخذ ضمن هؤلاء الأوائل لكنه لم يستسلم فذهب يبحث على عمل يتناسب مع مؤهله الدراسي ولكنه لم يجد, ولأنه يشعر بالحرج مرة أخرى من تواجده في المنزل دون عمل كباقي المجتمع الفقير, فهو لا يستطيع أن يخفف أعباء الحياة عن والدته الأرملة, أندفع مرة أخرى ليبحث عن وظيفة والسلام, حتى وجد عمل بإحدى المحال التجارية صاحبه ليس معه شهادات, وقد قبل الشاب لأنه كان زميل له في المدرسة الإعدادية ومن وقتها ترك التعليم وبوسيلة أو بأخرى عرف طريق المكسب السريع في دولة انقلبت فيها الموازين, وحصل الشاب على مرتب شهري بالكاد يستطيع أن يفي بنفقاته الشخصية.

وفي يوم دعي الشاب لمناسبة سعيدة لدى صاحب العمل هذا, ولأنه لم يملك تكاليف ملابس فاخرة تليق بالحفل فضل ألا يذهب وعقد العزم على هدية يقدمها لهذا الرجل, فأحصى ما معه من جنيهات فوجد أنها لا تكفي لشراء كيلو من الشيكولاتة , أو حتى نصف الكمية فآثر العزم على شراء كيلو من البونبون في علبة جميلة توهم أنها سوف تعجب صاحب العمل,فأخذ العلبة بعد ان قام بتغليفها ووضع بطاقة عليها تحمل مودة المناسبة السعيدة, وذهب هناك فأستقبله صاحب العمل أمام باب الفيلة الداخلي فأخذ منه العلبة وتملقها بشيء من القرف وألقاها على المنضدة الخارجية, وقال له بشيء من الحدة شكراً مع السلامة روح شوف المحل, فنظر الشاب إلى الأرض وذهب للعمل كما أمره صاحب العمل.

وفي اليوم الثاني أتصل به صاحب العمل وطلب منه إحضار بعض من رزم النقود الورقية الكبيرة القيمة النقدية فذهب كما أمره, وفي نهاية اللقاء قال له معلش لو سمحت ألقي بهذا الكيس في صندوق القمامة خارج الحديقة حتى يكون قريب من الزبال فيأخذه, فأخذ الشاب الكيس ولأنه ولي نعمته اكتفى أن يتحسر على شهادته داخل نفسه فهو فقير وليس له واسطة أو محسوبية ليجد عمل غير هذا, فأخذ الكيس,, ولكنه تحسس شيء غريب في الكيس فنظر في الكيس لألا يكون هناك شيء له قيمة فيرده لصاحب العمل ولكنه فوجئ بعلبة البونبون لا ينقصها غير الغلاف الخارجي الممزق.
هذه هي قصة حقيقية لشاب مسيحي ليس له ذنب في هذا المجتمع المصري غير أنه مسيحي, فلم يكن من أوائل الخرجين وليس له واسطة أو محسوبية, وفقير مما اضطره لقبول الهوان والمذلة لكي يعيش هو وأسرته وهذا بالإضافة لعزة نفسه فأبى أن يكون خارج عن القانون أو ممن يبيعون ضمائرهم في مقابل المكسب السريع أو ممن يستعطى, وكل هذا كان في ظل الدولة المباركية التي يقال عنها أنها كانت مدنية, يا هل ترى!! ماذا يكون شأن الفقير المسيحي في ظل دولة الخلافة الإسلامية المنتظرة.
الثورة لم تنجح بعد.
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أ-نشأت المصرى
سلامة شومان ( 2012 / 5 / 22 - 04:02 )
يا استاذ نشأت
القصص كثيرة وليست على المسيحى وحده بل على الغالبية العظمى فى البلد من مسلمين ونصارى والغالبية طبعا مسلمين فالامر ليس كما تصوره لنا مع فرد من ابناء الوطن
هذا الامر لايقبله مسلم يعرف دينه جيدا

وهناك امثلة اخرى كثيرة فى عمل المسيحى مع المسلم بكل حب واخلاص وعدالة
والعكس ايضا

وكل بيت فى مصر ستجد فيه الكثير من المعاناه
فلا تكن حجتنا على من سيأتى وتنسى الماضى الفاسد والذى مر عليه اكثر من قرن او قرون
فهل يتم الاصلاح فى يوم او سنة او حتى عشر سنوات فالامر جد خطير يحتاج الوقوف بجانب من ياتى ومن معه مهما كان وان حدث مالا تحمد عقباه فالشعب الان عرف طريقه
فلا تتعجل واصبر كما صبرنا فى الماضى الا نصبر اياما بل اربع سنوات
واخيرا الامر ليس بمن ياتى ومن معه الامر من الشعب وجهده وعمله وكده
فالكل يعمل فى مجاله فصدقنى لن يتحقق ما نتمناه الا بارادتنا نحن
تحياتى


2 - الاستاذ شومان
نشأت المصري ( 2012 / 5 / 22 - 12:45 )
معك حق أنها معاناة بلد بالكامل بكل طوائفها
ولكن المسيحي اكثر تضرراً لأن مبارك كما انه نمى الفقر والبطالة أيضاً أسس الطائفية في مصر وهذه سر معاناة المسيحي عن باقي المجتمع
ومع ذلك تخوفي من المستقبل المظلم في ظل اليمين المتطرف
شكرا لك


3 - تحية
موجيكي المنذر ( 2012 / 5 / 23 - 14:33 )
الأجدر بهذا الشاب أن يذهب للعمل في إحدى دول الخليج كالسعودية

هذه ليست مزحة بل نصيحة

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ