الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل فوات الأوان

مجدي عطاالله

2012 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ساعات فاصلة وحاسمة تفصلنا عن المشهد الرئاسي الانتخابي في مصر واختيار رئيس للجمهورية ...........انتبهوا قبل فوات الأوان قبل أن نخطئ الخطأ الأكبر وقبل أن تضيع مصر وتقع في براثن الدولة الدينية الثيوقراطية التي ستقضي عليها وتخرجها من التاريخ والجغرافيا معا ..كما خرجت دولا شبيهة تحكمت فيها نفس الجماعات والأفكار ووصلت إلى الحكم وحولتها إلى جحيم تلظت شعوبها بحكم هؤلاء الذين فوضوا أنفسهم وشرعنوها بمعادلات السماء فاحتكروا الدول وسرقوها باسم شرع الله واستبدوا ونكلوا بأهلها وكله مشرعن ومقرأن ومسنن ومسلفن عن السلف والأمثلة حولكم كثيرة هنا وهناك !.
وإياكم ان تعتقدوا أن التاريخ كما يرددون كان ورديا وكله أمجاد وانتصارات وواحة الحرية والعدل .!! إنه الكذب بعينه .ومأكثر مارددوا قصص وأساطير "وامعصتماه " وحلم الخلافة وتطبيق شرع الله
ونظرة بسيطة على تاريخ العرب المسلمين ستكتشف أن مقابل "وامعتصماه" الأسطورية ، ألف "واسلاماه" كان جوابها مختلفا.
من أشهرهذه الأوقات في التاريخ الأسود : زمن معاوية وولده يزيد وماجرى لآل بيت الرسول ، وكيف تم جز رأس الحسين لترسل إلى العاصمة ، وكيف تم غرس رأس زيد بن علي في رمح ثم غرسه بدوره فوق قبر جده رسول الله!وهذا ماقد يفعل بالمعارضين لهم طالما انهم مفوضي السماء وأصحاب توكيلها الحصري !!
وإن ينسى الإخوان المسلمون أو يتناسوا فان التاريخ لا ينسى ما فعله مسلم بن عقبة ولقب بعدها "بمسرف بن عقبة" لكثرة إسرافه في القتل والاغتصاب وذلك لتأديب مدينة رسول الله "يثرب" ومن فيها من الصحابة والتابعين بأمر الخليفة القرشي يزيد بن معاوية. فقتل من قتل في وقعة الحرة التي هي من كبرى مخازينا التاريخية ، إذ استباح الجيش نساء المدينة أياما ثلاثة حبلت فيها ألف عذراء من سفاح واغتصاب علني وهن المسلمات الصحابيات وبنات الصحابة والصحابيات. !!كلاكيت تاني مرة راجعوا تاريخ الخلفاء للسيوطي تحديدا باب خلافة يزيد بن معاوية لتتأكدوا وتندهشوا وهنا أكرر سؤالي السابق (هل الخلافة هنا أو تطبيق الحدود أو الشريعة كانت واحة الأمن والعدل والحرية والمساواة كما يروج الدجالون والمشعوذون ؟!)
ثم لمن قال عن محمد مرسي أنه حافظ القرآن ورجل تقي وورع فنقول له :. أن الملقب بـ"حمامة المسجد" الخليفة عبد الملك بن مروان لكثرة مكوثه في المسجد وطول قراءاته للقران وتهجده ليل نهار ، يأتيه خبر انه قد أصبح الخليفة فيغلق القران ويقول له: "هذا آخر العهد بك" ، ثم يقف في الناس خطيبا فيقول:"والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا وإلا ضربت عنقه".
ولابد أن يجد الحجاج بن يوسف الثقفي هنا ولو إشارة ؛ لأنه كان المشير على الخليفة ؛ ولأنه من قام على إصدار النسخة الأخيرة من القرآن بعد أن عكف مع علماء الأمة على تصويب الإصدار العثماني وتشكيله وتنقيطه بإشراف شخصي دائم منه ، وهوأيضا الرجل الذي شرب حتى الثمالة من دماء المسلمين ، وكانت مخالفته في أهون الشئون تعني قص الرقبة ، فهو الذي قال:" والله لا آمر أحدا أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الذي يليه إلا ضربت عنقه".
وقد سار الحجاج على سنّة سلفه زياد بن أبيه في إعدام النساء والقبض على أهل المطلوب حتى يسلم نفسه ، ومنع التجمهر ، وإنزال الجنود في بيوت الناس ووسط العائلات يلغون في الشرف كيفما شاءوا إذلالاً للناس وكسرا لإنسانيتهم ، حتى انه أعدم من العراقيين في عشرين سنة هي مدة ولايته مائة وعشرين ألفا من الناس بقطع الرأس بالسيف أو الذبح من القفا أو الرقبة ، دون أن نعرف من هم هؤلاء الناس ولماذا ذبحوا اللهم إلا على الاحتجاج على ضياع كرامة الإنسان ، أو لمجرد الشبهة والظن.(لاحظوا أسس هذه الدولة البوليسية القمعية التي سار على نهجه فيها وزراء الداخلية العرب في عصرنا الحديث جميعا وعصابات الطغاة الحاكمة )
وقد وجد هؤلاء السادة في الذبح والحرق لذة وسعادة ، بل فكاهة دموية. و أكرر سؤالي للمرة الثالثة (هل الخلافة هنا أو تطبيق الحدود أو الشريعة كانت واحة الأمن والعدل والحرية والمساواة كما يروج الدجالون والمشعوذون ؟!)
وعندما وصل العباسيون إلى السلطة بدأوا حملة تطهير واسعة شملت من مواطني دمشق خمسين ألفا تم ذبحهم ، وجعلوا من المسجد الأموي إسطبلاً لخيولهم. ولما استقام لهم الأمر استمروا على النهج الأموي في ظلم العباد وقهر آدمية الإنسان ، وهو ما كان يدفع إلى ثورات ، تنتهي بشي الثوار على نيران هادئة ، أو بمواجهتهم للضواري في احتفالات رومانية الطابع.
وهكذا كان الإنسان سواء مواطنا عاديا كان ، أم كان في جيوش السلطان ، في مقتطفات سريعة موجزة مكثفة من تاريخنا السعيد وزماننا الذهبي الذي يريد المرشح الرئاسي أبو الفتوح والسيد محمد مرسي استعادته ، لماذا؟
لأن دولتهم الإسلامية التي يريدون استعادتها لإقامة الخلافة مرة أخرى لتحرير فلسطين وإعادة الإمبراطورية القوية مرة أخرى. لقد كان زمنا ذهبيا بكل المعاني الذهبية بالنسبة للسادة الحاكمين وحواشيهم من سدنة الدين وتجار البشرية ، لكنه كان زمانا تعسا بائسا دمويا بالنسبة للمحكومين المفتوحين.(لاحظوا عبارة السيد مرسي منذ أيام قليلة "انه سيعيد إعادة الفتح الإسلامي لمصر )
وهذه السطور فقط غيض من فيض مع ملاحظة أني هنا تطرقت لظروف الخلافة بوجه عام وليس لتصرفات الخلفاء والأمراء من اقتناء الجواري وسلب الأموال وغيرها ومن أراد الاستزادة ليعلم ما تشيب له الرؤوس فليقرأ مثلا : تاريخ الخلفاء للسيوطي أو الكامل في التاريخ لابن الأثير والبداية والنهاية لابن كثير وكل هؤلاء هم مراجع وأعلام وأقطاب أهل السنة والجماعة ..لكن هناك من التاريخ ما يقال للناس وما يخفي عليهم طالما انه يتوافق مع أهداف الوصول للسلطة ..
أرجوكم أفيقوا قبل فوات الأوان فالتاريخ أمامكم يؤكد أن هذه الشعارات الجوفاء لم تكن سوى واحة الدم والقتل والذبح والفقر والسلب والنهب والإغارة على الآخر وهو نتاج طبيعي لعقلية البدوي القابع في الصحراء وهاهو الواقع أماكم في السودان والصومال وأفغانستان وغزة وباكستان وغيرها من الأقطار التي ظهرت فيها هذه التنظيمات وتمكنت من رقاب شعوبها ...لا تمكنوهم من رقبة مصر حتى لا نصرخ قريبا : "وامصراااااااااه "" وستكون الصرخة بعد فوات الأوان ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان