الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين,الاخلاق والمجتمع المدني

توفيق عبدالاله الفكيكي

2012 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين والاخلاق والمجتمع المدني
تحدي
Christopher Hitchens*
في مواجهة الغرور الايماني




ان المجتمعات البشرية لاتستطيع العيش دون اديان
لان الاديان هي اساس ومصدر الاخلاق

ان هذا الادعاء كان هو السائد في تاريخنا الميلادي حيث تقاسمت المسيحية و الاسلام السيطرة على اجزاء كبيرة من العالم القديم واصبحت تلك الافكار والادعاءات بمثابة حقائق ثابتة لم تبدأ البشرية في تحديها و اثبات خطلها بشكل فاعل الا في 200سنة الاخيرة

الدليل الاساسي الذي يثبت عدم صحة هذه الادعاءات..هو الدليل التاريخي..والذي اثبت بشكل قاطع ان تلك الاديان ما هي الا وليدة عصرها و وارثة لما عرفته تلك المجتمعات من افكار و مبادئ و اخلاق بل ان المجتمعات التي لم تعرف الوحدانية سبقت تلك الاديان في تقييم الاخلاق و تحديد ماهو اخلاقي و غير اخلاقي
وقامت بتشريع القوانين وكتابتها و تبويبها قبل ظهور هذه الاديان بالاف السنين

ان اتباع الاديان الشمولية لايقولون ان كل الاديان صحيحة بل ان دينهم هو الصحيح و مصدر الاخلاق الحقيقي والوحيد
و لايوجد اسهل من الجلوس موقف المتفرج واعطاء الساحة لاتباع الاديان ليتناوبوا في تسفيه بعضهم البعض والانتقاص من اديانهم واعطائنا كل الادلة التي نحتاج للوثوق من هذه الاديان لايمكن على الاطلاق ان تكون مصدرا لاخلاقيات البشر انما هي وارثة لتلك الاخلاقيات كما ورثتها اي مجتمعات اخرى وذلك يثبته اتباع الاديان ذاتهم -عن غير قصد و وعي- حين يتم مواجهتهم بتاريخ اديانهم والتشريعات التي اشتملت عليها من قتل و عبودية وبيع و شراء للناس و قطع رؤوس و حرق الناس أحياء وتدمير مدن واوطان بعضهم البعض

حين نتسائل عن كل ذلك ما الذي نتحصل عليه من اجابة؟
تنقسم الاجابة الى قسمين
الاول انهزامي..يحاول القاء تبعة كل ذلك على اتباع الدين وليس الدين نفسه وهذا الادعاء لايصمد كثيرا نظرا لان المصادر الدينية التي يؤمن بها هؤلاء تؤكد ان كل تلك الافعال كانت اوامر صادرة من قبل الانبياء و تنفذ باسم الله
الثاني انهزامي ايضا لكن في اتجاه اخر..يتمثل باعتراف بحقيقة ما حصل لكن القاء تبعة ذلك ليس على الدين بل عادات البشر في تلك العصور اي ان اي تشريع او فعل بشري نجده اليوم غير انساني او غير عقلاني انما كانت الاديان مجبرة عليه لكونه يمثل شرائع و عادات سائدة في تلك العصور فالاديان ليست مسؤولة عن العبودية
لان العبودية كانت سائدة قبل ظهور الدين والاديان ليست مسؤولة عن القتل فالناس معتادة على قتل بعضها البعض

ان هذا الادعاء يثبت بالدليل ان البشر -بضمنهم المؤمنين- لايستلهمون اخلاقهم من الاديان بل يستلهمومها من اخلاق عصرهم فاليوم لانجد الا من هم خارج حدود الزمن و التاريخ من ممكن ان يدافع عن العبودية و يعتبرها تشريع صحيح بينما الغالب الاعم من الناس اما لايعلم ان الاديان شرعت للعبودية او في حالة معرفتهم بذلك سيقولون ان تلك كانت تشريعات قديمة والاديان كانت مضطرة للقيام بها
ان هذا الدفاع رغم هزالته..يعطينا اثبات واضح على صحة ما وصلنا اليه من استنتاج وهو ان الاديان كنصوص جامدة ليست هي معيار الاخلاق الاساسي
بل هم البشر, فنحن اليوم لانؤمن بالعبودية..بينما كانت مقبولة قبل مئات السنين فنجد ان اغلب المؤمنين اليوم يرفضون العبودية رغم انها كانت تشريعا دينيا
هذا يعني اننا نحن من نقيم الاخلاق و نعطيها صك الاعتراف حتى و ان كان الدين قد قبل بها فنحن اليوم وحتى من اهم اشد الناس ايمانا يرفضونها هذا يعني ببساطة ان مؤمن اليوم,هو اقرب للاعتراف بحقوق الانسان و حريته من كل السلف الذي يؤمن بقدسيته و عظمته الدينية
فذلك السلف لم يتوانى عن استعباد الاخرين و بيعهم في الاسواق بينما المؤمن اليوم يستنكر ذلك و يرفضه رفضا قاطعا وذلك ينطبق على الكثير من التشريعات الاخرى التي كانت مقبولة دينيا يوما ما واصبحت اليوم مرفوضة فالبشر هو من قبلها في تلك العصور السابقة والبشر اليوم هو من يرفضها وهذا يعني ان الانسان و المجتمعات البشرية هي من تضع المعيار الاخلاقي و تقيّمه على انه صالح او طالح وليس الموروث الديني وان المجتمعات حين تتغير و تتطور, تتغير و تتطور معها المفاهيم الاخلاقية و طريقة التصرف و العلاقات البشرية و كيف تنظم
هناك من يؤمن ان الله هو مصدر الاخلاق وان البشر انما يتوصلون لاخلاقياتهم من خلال وحي الاهي سواء احسسنا به ام لا لكن هذا الطرح لاعلاقة له مطلقا بالاديان و ادعاءاتها المتكررة بامتلاكها براعة اختراع الاخلاق فاذا كانت الاخلاق من الله فكل البشر سوف يتاثرون بهذا الوحي الالاهي..سواء انتموا لدين ام لم ينتموا,ولايوجد اي دليل حقيقي اطلاقا على ان الانتماء لدين معين سوف يجلب للانسان اخلاقيات ايجابية لايتمتع بها غير المؤمنين
وليس هناك من محاججة اقوى و اروع لتلك النقطة مما كان يقوم به الراحل عنا مؤخرا
Christpher Hitchens
حيث كانت له طريقة رائعة في عرض هذه النقطة في محاوراته و ندواته العامة فكان ينظر بعينه الثاقبة الى الجمهور
و يقول لهم:
لنفترض جدلا اننا صحونا غدا فاكتشفنا ان العلم قد وضع الدليل القاطع على ان الله غير موجود وان الاديان هي من صنع البشر ولاتوجد هناك جنة و لانار
فهل سيتغير شيء في حياتكم؟
فهل-وهنا انقل السؤال لقارئي هذه السطور- ستنتقلون فجأة من ناس صالحين و ذويي اخلاق و محبين لبقية البشر
الى قتل اول شخص تقابلونه في الطريق؟!!
او البحث سريعا -ان كنت رجل -عن اقرب فتاة جميلة من اجل اغتصابها ؟!!
او التحضير لمشروع سرقة و سطو مسلح على البنوك و المحال وغيرها ؟!!
هل سيقوم اي منكم او يفكر في اي من ذلك؟!!

بل انا على اتم الثقة -والكلام هنا ل كرستوفر-بان اغلب الناس لن يتغير في حياتهم اي شيء على الاطلاق وان البشر ذوو الخلق و الضمير الانساني سيبقون على اخلاقهم و انسايتهم ولن يغير وجود او عدم وجود الله في الامر شيئا فنحن مصدر الاخلاق و نحن المسؤولون عن صيانتها و حمايتها
الى هنا ينتهي كلام كرستوفر

اضيف علي ذلك بالقول ان من اجابوا بنعم على اي من هذه الاحتمالات-على قلتهم- ورغم ثقتي ان اغلب من سيجيب بنعم انما سيجيب املا في انقاذ الحجة الدينية الضعيفة و ليس اقتناعا حقيقيا بانه سيقوم بتلك الافعال, لكن اولئك الذين فكروا فعلا بتلك الاحتمالات فهذا انما دليل على ان ما تدعونه من اخلاق هو ادعاء زائف وانكم تعيشون حالة نفاق وازدواجية فالذي يمتنع عن القيام بفعل رغم كل ما فيه من دناءة و اعتداء على حقوق الاخرين فقط لانه يخاف عقوبة سلطة ما انما هو مجرم و عديم ضمير
قيام المرء بفعل ما , ياتي انطلاقا من قيمة هذا الفعل و نتائجه سواء على المستوى الشخصي او انعكاساته على الاخرين و المجتمع وفي المقابل امتناعه عن فعل ما لايكون نتيجة خوف من عقوبة فهذا هو حال اي مجرم و منحرف عن الطريق فهو يبحث عن الجريمة الاسهل و التي لاتعرضه الى الوقوع في ايدي قوات الامن بينما يحاول تجنب اي جرائم ذات خطورة فهل تجنبه للقيام بجريمة ما هو دليل حسن اخلاقه و سلامة نفسيته و صفاء معدنه
قطعا لا
فمن يظن ان العقوبة هي المانع الوحيد له من اقتراف الجرائم و الاعتداء على الاخرين يجدر به مراجعة نفسه و اعادة تقييم اخلاقياته و موقفه اتجاه نفسه و المجتمع

محاججة اخرى يثبت بها كرستوفر ببراعة بطلان حجج التيارات الدينية حول كونهم المصدر الوحيد للاخلاق هو التحدي الذي طالما تحدى به محاوريه و مشاهديه و المستمعين اليه
التحدي هو كالاتي:
فكروا في اي فعل جيد و اخلاقي ممكن ان يقوم به شخص مؤمن بدين معين او مؤمن بقوى غيبية لايستطيع الملحد او اللاديني القيام به
طبعا لم يتمكن -وفي رايي لن يتمكن- اي شخص من ايجاد اجابة على هذا التحدي
فكل ما يدعيه المؤمنون من اخلاق موجودة لدى غير المؤمنين والجمعيات و المنظمات اللادينية قدمت للبشرية و لاتزال تقدم الكثير و الكثير من المساعدات و المعونات و الخدمات التي لايقومون بها تحت مسمى دين معين ولايقومون بها و هم يحملون الصليب او الهلال على سياراتهم و عرباتهم كدعاية دينية مجانية

اما القسم الثاني من التحدي فهو كالاتي:
في المقابل اسالكم..هل تستطيعون ان تفكروا في فعل غير اخلاقي و فيه اعتداء على حقوق الاخرين و ارواحهم
لايقوم به الا المؤمنين و اتباع الاديان

وهنا كرستوفر,بذكاءه الحاد و عبقريته النادرة يخاطب جمهوره و هو في غالبه جمهور مسيحي غربي و اغلب تلك الحوارات بدأت بعد احداث البرجين في امريكا
فيقول لهم بعد ذكر التحدي الاخير:
انا واثق من انكم بمجرد سماع التحدي الاخير,قد تذكرتكم مباشرة حادثة بشعة..لايمكن ان يقوم بها سوى من هم مؤمنون بدين معين بل انا على ثقة من انكم بدأتم بالتفكير في افعال اخرى بشعة لاترتبط سوى بالاديان

ان هذا التحدي و المحاججة لهو من اروع و اكثر التحديات عبقرية,وفشل كل من حاور و ناقش هذا العبقري في تقديم اي رد مقنع حول ذلك
ذلك لمعرفتهم صدق المقولة..و ادراكهم لما شهده تاريخ الاديان و ما يشهده حاضرها من عادات و تصرفات وطقوس لم تكن لتصدر عن البشر لولا الادعاء انها اوامر الاهية
اما لو اردنا التوسع و الانتقال الى ما سببته الاديان واتباع الاديان بحق من هم غير مؤمنين بها لاحتجنا الى مجلدات
كل ذلك و لم نتطرق بعد الى تدخلات رجال الدين السافرة في سياسة الدول والتشريعات..و اصرارهم على اقحام عادات و تقاليد بائدة وافكار رجعية والاصرار على اجبار المجتمعات التقيد بها بحجة ان ذلك هو ما يرضي الله
فمن قول بابا الفاتيكان الذي بسببه يموت الملايين من الافارقة السذج المؤمنين بكلامه حول مرض الادز:
ان الايدز سيء لكن الواقي الذكري يجعل المرض اسوأ!!!!
الى الفتاوى الاسلامية الغريبة العجيبة من ارضاع الكبير الى ممارسة الجنس مع زوجتك الميتة وغيرها من مسائل تثبت ان رجال الدين يعيشون في كهوف فكرية خارج نطاق الزمن و العصر
ويحلو للبعض القول ان تلك هي افعال الجهلة..او ان ذلك خطأ في التطبيق و ليس في الاصل او ان هؤلاء لايعرفون ما هو الاسلام الحقيقي او المسيحية الحقيقية
رغم ان الكثير مما ذكر هو من صلب الدين سواء كان بنص او موروث او باوامر رجال الدين
لكن هل يضيف اي من هذه الاعتراضات بعد حقيقي للموضوع؟
اطلاقا..بل هو يثبت ان الاديان لا تمثل الحل الامثل لتهذيب النفس البشرية و ان المجتمعات التي تقودها الاديان..ليست بافضل حال بل هي في الواقع في اسوأ حال مقارنة بالمجتمعات المدنية والعلمانية والتي تقل فيها نسبة المتدينين و تزيد فيها نسبة المؤمنين بالعقل و المنطق و الخلق الانساني ويستطيع القارئ العودة الى الاحصائيات العالمية التي تصدر كل عام ليقارن بين حال الدول المؤمنة سواء مسيحية او مسلمة او مؤمنة باي دين اخر وبين حال الدول العلمانية ليجد الفارق الشاسع في مستوى الاخلاق و النظام و احترام القانون و صيانة حقوق الانسان حيث دائما ما تكون الدول المؤمنة في قعر القائمة بينما تتصدرها الدول العلمانية المدنية
وكلما ازدادت الشعوب تدينا..كلما اتجهت اكثر و اكثر الى القاع
فما الذي تبقى بعد ذلك لاصحاب الاديان الشمولية من دعاوى حول انهم ملاك الاخلاق الوحيدون و حاملو لواءها العالي؟!!
وهل هناك من شك في ان المجتمعات البشرية لايمكن ان تتطور و تتقدم اليوم الا اذا قامت على اسس مدنية و علمانية حقة تصان فيها كرامة الانسان..وتحترم حقوقه
ويتم وضع القوانين على اسس المصلحة العامة و ما يناسب المجتمع في عصرنا و زمننا وما تدعمه العلوم و الادلة المعرفية الحقة وليس بالاعتماد على قوانين العصور البرونزية وخيالات البشر في مراحل بدائيتهم و فقرهم المعرفي
نحن البشر من نصنع الاخلاق ونحن من نملك الحق في تعديلها وتطويرها كي نصل الى افضل حالة توازن بين مصلحة الانسان الفردية و حاجاتنا الاجتماعية



توفيق عبدالاله الفكيكي
____________________________________________________________________________
*بعض ما جاء في المقال منقول بتصرف من بعض الندوات والنقاشات العامة
التي قام بها المفكر و الصحفي المعروف
Christopher Hitchens








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل منطقي جدا
الاء ( 2012 / 5 / 23 - 10:19 )
كتابة رائعة يا توفيق ... ننتظر منك المزيد
استوقفتني هذه الجملة كثيرا :

القسم الثاني من التحدي فهو كالاتي:
في المقابل اسالكم..هل تستطيعون ان تفكروا في فعل غير اخلاقي و فيه اعتداء على حقوق الاخرين و ارواحهم
لايقوم به الا المؤمنين و اتباع الاديان


2 - القدوة الأخلاقية أكثر جدوى من إنتقاد الآخرين
محمد الشعري ( 2012 / 5 / 24 - 19:41 )
أحيي كل المبادرات الهادفة لنشر البدائل الأخلاقية التي تغني الشعوب عن الميتافيزيقيا و عن شبكات الغيبيات و المعجزات. فتقديم البدائل و تنويعها و تفسيرها لعامة الناس أفضل و أصدق و أبقى و أنفع للجميع من إنتقاد الأديان و المصابين و المضطرين لها. أعتقد أن التعريف بقيم الشفافية و حقوق الإنسان المقررة عالميا تعريفا عمليا من خلال الممارسة اليومية و في جميع الشؤون الخاصة و العامة هو الحل الجذري القادر على الفصل بين الأديان من جهة و الأخلاق من جهة مقابلة. هذا الفصل واضح بطبيعة الحال بالنسبة للنخب المثقفة ثقافة عقلانية علمية حديثة. لكنه لا يزال في طور أقل تقدما بكثير لدى مجمل الفئات الإجتماعية ذات المستوايات المعرفية التقليدية أو شبه التقليدية. لهذا ينبغي علينا إنشاء أكثر ما نستطيع من شبكات لحقوق الإنسان و للشفافية و نشرها و تجذيرها في كل القطاعات المدنية و العسكرية و في جميع الأحزاب و النقابات و في كافة المدن و القرى إذا أردنا أن تتطور مجتمعاتنا أخلاقيا و أن تزدهر بالتالي أوضاعها الإقتصادية و الثقافة و السياسية. الحل إذن هو المبادرة بتكوين هذه الشبكات. ا
www.transparency.org


3 - اختلف معك1
اسامة على عبد الحليم ( 2012 / 5 / 25 - 00:29 )
لا اعرف ما المقصود بالاديان الشمولية؟ هل الدين هو نظام سياسى ؟الدين منظومة لمفاهيم متعددة واحدة منها الاخلاق
لكن الاخلاق ليست مقولة دينية فقط هى مقولة انسانية وفلسفية, ما الانهزامية فى تقرير مثل هذا الواقع؟ وليس صحيحا ان الناس لايستطيعون ان يعيشوا بلا اديان , تتيح لنا الاديان حرية ان نختار اعتناقها او ان نكفر بها بدليل مجتمعات الملحدين التى تشكل واقع العالم الآن ثقافيا وفكريا, فلا اضر هذا بالدين ولا بالملحدين , طبعا معلوم ان الملحد لايحتاج لما يتيحه الدين وما لايتيحه
مثل هذه المحاججة بخصوص ان البشر يستمدون اخلاقهم من ذواتهم ومجتمعاتهم يمكن قلبها بسهولة فالاديان اتت لمجتمعات تعتز باخلاق معينة اقرت بعضها ونفت بعضها, ولا اعرف ماهى الانهزامية فى تقرير ماقرره علم الاجتماع حول مرحلة العبودية والقنانة التى استمرت حتى القرن السابع الذى ظهر فيه آخر الاديان؟ وهو نظام اقتصادى انتظم البشرية فى احدى مراحل تطورها؟ والفكرة هنا ان كل نظام اجتماعى يأتى بالضرورة ليطرح اخلاقا معينة


4 - 2
اسامة على عبد الحليم ( 2012 / 5 / 25 - 00:30 )
., الم تطرح الرأسمالية اخلاقها على العالم؟
ماذا نسمى مثلا اتضمام طبقة الكهنوت المسيحى ورجال الدين عموما وهم يستغلون مكانتهم الدينية فى الترويج لنطام حكم يضهد الجماهير ولكنه يحقق مصالحهم الطبقية , ان رجلا متدينا ساعيا الى الحق قد يرى فى هذا عبادة للعجل او كفر , كما ان رجلا ملحدا سيقول ان هذا عمل مناف للاخلاق
لقد لاحظ انجلس ان فيلسوفا مثل هوبز قد دافع عن الملكية المطلقة في حين أن الشيع البروتستانتية قد استخدمت الدين كراية لها في النضال الثوري ضد آل ستيوارت فى بريطانيا القرن الصامن عشر. ولذلك توصل الى نه ليس صحيحا ان الصراع بين الدين والواقع يتطابق دائما مع تصورات جاهزة حول الدين او الاخلاق كما تطرح فى المقال مثلا
ولذلك فان تجريد حق المتدينين من استمداد قيم اخلاقية من الدين هو تعسف لامبرر له , مناف للاخلاق وللديمقراطية
ولكم التقدير


5 - الى اسامة على عبد الحليم 1
توفيق عبدالاله الفكيكي ( 2012 / 5 / 28 - 21:23 )

الاديان الشمولية هي التي تحاول السيطرة على كل تفاصيل الحياة
وكل ما يتعلق بالمجتمع البشري
وتعتبر نفسها المرجع الاول و الاخير
المسيحية و الاسلام خير مثال على ذلك
ونعم الدين كما شهدناه في الاسلام و المسيحية كان نظام سياسي
ونظام حكم
والمقال باكمله يركز على مسالة ان الناس قادرة على العيش من خلال اخلاقياتها الاجتماعية و ليس بالضرورة العودة الى الدين
فاين قرأت العكس
ارجو تحري الدقة في القراءة
وواضح من تساؤلاتك حول الانهزامية انك لم تفهم المقال حق فهمه لحد الان


6 - الى اسامة على عبد الحليم 2
توفيق عبدالاله الفكيكي ( 2012 / 5 / 28 - 21:28 )
اما قولك
فالاديان اتت لمجتمعات تعتز باخلاق معينة اقرت بعضها ونفت بعضها
... حين ندقق في هذا الادعاء
نجد ان اغلبه مبني على مبالغات او تجاهل لمعلومات تاريخية حول طبيعة المجتمعات قبل ظهور تلك الاديان
وحين ننظر الى الاديان..لانجد اي دين على الاطلاق قدم اي اخلاقيات و مثل و طريقة حياة
بعيدة وغريبة عن الثقافة الشائعة في المنطقة التي ظهر فيها هذا الدين
اما التغييرات ان حدثت
فهي طفيفة ومحدودة جدا لا تغير من الاساس الثقافي والاجتماعي الذي تاسس عليه الدين
اما قولك الاخير و هو اعجب ما قرأت من تعليقاتك
((ولذلك فان تجريد حق المتدينين من استمداد قيم اخلاقية من الدين هو تعسف لامبرر له , مناف للاخلاق وللديمقراطية
اين قرأت اصلا في كل مقالي هكذا دعوة؟؟
الامر معكوس تماما
فالمتدينون هم من يسلبون الاخرين اي ارتباط خلقي
و يجردون البشر من اي اخلاق و مثل و قيم
لمجرد انهم لايؤمنون بالافكار الدينية الغيبية
بينما انا في مقالي ادعو الى احترام اخلاقيات البشر و مثلهم
واشدد على ايماني بقدرة الناس على العمل الصالح والخلق الجميل
سواء امنوا بدين ام لم يؤمنوا
تحياتي


7 - عادل عبد المهدي
عماد خدوري ( 2013 / 6 / 29 - 15:39 )

:و تعقيباً ومثا لاً على مقولتكم
ولذلك فان تجريد حق المتدينين من استمداد قيم اخلاقية من الدين هو تعسف لامبرر له مناف للاخلاق وللديمقراطية

أرجو تسليم هذا المقال (وما سيتبعه) لوالدك لأني لم أعثر على عنوان البريد الألكتروني له

http://ishtar-enana.blogspot.com/2013/06/1_29.html#more

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية