الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن العلمانية والعلمانيين في لبنان

جمال القرى

2012 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلمانية مفهوم واسع، ولأن كل واحد يفسّرها على مقاسه، تغدو مقاربة اندماج العلمانيين في بوتقة واحدة في لبنان من أصعب المستحيلات. فالنظر اليها من منظار من يعيش في ظل العلمانية الغربية هو غيره ممن يعيش في لبنان، العلمانيون في لبنان ينقسمون الى ثلاث فئات رئيسية تعتمد على علمانية ايديولوجية، اي قائمة على أساس أفكار محدّدة ترسم للعلمانية طريقها، وكل فئة تعتقد انها تمتلك الحقيقة، كل الحقيقة، وتنهج بذلك الى إلغاء كل ما عداها من علمانيات اخرى، لا بل وتعيش فيما بينها في صراعٍ ايديولوجي دائم، ينعكس على مجمل جوانب الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، ويؤدي الى تمترسٍ فكري وحواجز يصعب تخطّيها. وهي العلمانية الماركسية والقومية العربية والقومية السورية.. الاولى هي أممية لا تحدّها حدود جغرافية، لكنها اسيرة ما يسمى الافكار الماركسية بعد ان حّولوها الى ايديولوجيا، الثانية، حدودها الوطن العربي، وهمّها وحدته على أساس ثابت هو أفكار مفكّري النصف الأول من القرن العشرين، والثالثة، تعتمد جغرافيا الهلال الخصيب أساساً لها، منتهجة أفكار الفكر الفاشي الذي انتشر في اوروبا في النصف الأول من القرن العشرين. وهناك علمانية اخرى غير ايديولوجية ، هي اجتماعية وثقافية نشأت في مناطق الارساليات الاجنبية بدعم وتشجيع من الغرب وقوى الانتداب. كل هذه الاشكال من العلمانية كانت تصطدم عند تحرّكها بسقف النظام الطائفي اللبناني، وترتدّ الى الخلف مهزومة، ومع كل ارتدادٍ كانت تتعرّض الى ارتجاجاتٍ تزيد من ضعفها ومن قلّة مناعتها، حتى تدجّنت وأصبحت أكثر قبولاً لواقع النظام، بل وحاميته في أحيانٍ كثيرة، ومدافعة عن حقوق أقليّاته، وبات تكرار كلامها عن أفكارها الثابتة وعن علمانيتها وعن عدم طائفيتها مدعاةً للتندّر ليس الاّ. انطلاقاً من هذا الواقع، يبدو ان عملية الاندماج بين العلمانيين يلزمه أولاً تحديد مفهوم العلمانية على أساس جديد وغير ايديولوجي، تكون أفكاره متحرّكة متحررّة من رواسب العلمانيات السابقة، التي اوصلتنا الى حائط مسدود، هذه العلمانية كفيلة بأن تبلور قضية وطنية على مستوى كل الوطن، تراعي الخصوصيات الثقافية وتحميها، تُطلق للفرد مجالاً ليعبّر عن نفسه، تشجّع الطاقات الفردية الهائلة، تعتمد الديموقراطية اساساً لها وتحترم الحريات...حينها سيكون هناك مجالاً واسعاً للتحرّك...شرطه الأول اعادة النظر في مفاهيمنا، كل مفاهيمنا، والتخفّف من إرث الماضي، وهذا ينسحب علينا جميعاً ومن دون اي استثناء. والى ذلك الحين سنظلّ نسعى الى ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال