الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفقة العادلة

محمد نبيل صابر

2012 / 5 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انتهت الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية فى مصر اول انتخابات بعد الثورة لنصل الى جولة اعادة بين اعتى اعداء الثورة على الجانبين طبقا لترتيب المراكز انحصر منصب الرئيس بين تيار دينى يخفى اكثر مما يبدى استغل الثورة منذ اللحظة الاولى لمصلحته فاستغنى عن الثورة حين كانت مصلحته تقتصى التحالف مع العسكر ولو كان العسكر يقتل ويهتك العرض بل وساعد بالدعاية ضد الثورة عبر سلسلة مساجدة المنتشرة فى مناطق فقيرة عادة
والمركز الثانى -طبقا للنتائج غير الرسمية شبه النهائية- هو ببساطة اخر رئيس وزراء للنظام السابق والذى استخدمه هذا النظام لتجميل صورته فى اواخر ايامه وهو الممثل الرسمى للعسكر والذى شارك ولو بالصمت على موقعة الجمل الشهيرة والذى له سقطات شهيرة ونال علقة ساخنة فى ثلاث محافظات ورغم هذا احتل المركز الثانى فى الانتخابات وبفارق ضئيل (200 الف صوت) عن مرشح جماعة الاخوان العتيدة
وتحقق اسوأ سيناريو للمرحومة الثورة او اسمها الرسمى والاوقع والاصح فى كتب العلوم السياسية الانتفاضة بين سندان تيار دينى لم يلتزم بعهد واحد مع بقية اطياف الثورة واعتمد فى دعايته على الدولة الدينية فالمرشح كان يجر وراءه طقما من الشيوخ المنتسبين لجماعته ولم يتحدث سوى عن دولة دينية وخلافة وتحدث المشايخ عن ان اختياره هو فقط فرض لا فكاك منه ومطرقة فلول وقف وراءهم ودعمه رموز الحزن الوطنى ويبشر باستمرار دولة الفساد ولكنه يلوح بدولة مدنية و القدرة على الوقوف ضد الاخوان والسلفيين واستغلال اخطاءهم المميته وخاصة ضد مواطنين مصريين كل ذنبهم انهم يدينون بالدين المسيحى مما يبشر بعهد من التمييز فى حكمهم
ويكفى ان فى وصول هذين المرشحين شهادة وفاة للثورة التى كان شعارها عيش....حرية....عدالة اجتماعية فهما اكثر المرشحين يمنية وكلاهما لا يبشر بعهد يحترم الحرية او العدالة الاجتماعية
اما القوى المدنية والثورية فأثبتت كالمعتاد قدرا لا بأس به اما من الغباء النووى او المثالية التى لا معنى لها فى ملعب السياسة ...فمن هدد بمقاطعة الاعادة ليمنح صوته للطرفين معا بهذا التصرف بدلا من ان يكون صاحب ثقل يسعى كلاهما الى اجتذابه الى صفه وهو ليس بالعيب فى عالم السياسة وبالتالى يصر على ان يكون كما مهملا .... او اندمج لمنح صوته الى التيار الدينى ويتكلم عن تجربة الاخوان بدلا من ان يقرأ التاريخ او يلجا الى كتب الاخوان او تصريحاتهم الحالية او حتى يراجع كيف يتصرف الاخوان فى مجلس الشعب بنفس طريقة النظام السابق ضد معارضيهم ليتخيل كيف سيكون وضعهم وتعاملهم مع معارضيهم فى حالة الاستحواذ على السلطة وبدأنا نسمع عن طلب ضمانات من الاخوان وكأنهم لم يتعظوا من اللجنة التأسيسية وغيرها من مواقف الاخوان.....وفى نفس الوقت يقف ضميرهم الثورى حائلا دون التصويت الى ممثل النظام السابق الذى يمنحهم الملمح الوحيد الباقى من حلمهم الجميل وهو الدولة المدنية وان كانت فاسدة بديلا عن دولة دينية لا تتفاهم سوى بالتكفير للمعارضين
رغم ان طلب الضمانات يحمل ايضا غباءا سياسيا من جهة انه يعنى ان تلك القوى غير مستعدة للتعامل مع سيناريو وصول السلطة الى الاخوان فى حالة تداول السلطة بشكل ديمقراطى وضد مرشح ينتمى الى الثورة (مثل حالة فوز الاخوان ضد صباحى او ابو الفتوح) وهو ما سخر منه اعضاء الاخوان عبر صفحات التواصل الاجتماعى
اما ما سأقدمه هو مقترح لصفقة عادلة لدعم مرشح الاخوان وهو امر مشروع تماما فى عالم السياسة ويجيد الاخوان لعبه وسبق ان باعوا الثورة من اجله وفى نفس الوقت يقدم حلا لاشكالية الدستور التى بتدو مستعصية ويحقق بعض المكاسب للتيار الثورى والقوى المدنية بدل من تحمل كافة الخسائر
يتلخص مقترحى انه فى مقابل دعم مرشح الاخوان ضد الفريق احمد شفيق يتم التالى:
1- يتم عقد مؤتمر صحفى عالمى موسع يتعهد فيه كلا من د/ مرسى والمرشد العام ويوقعون فيه امام العالم وثيقة تتضمن اعتماد وثيقة الازهر "فقط" كوثيقة اساسية للدستور كما هى بدون تعديل على الاطلاق وعدم مزجها بأى وثيقة اخرى بما فيها وثيقة احزاب التحالف الديمقراطى "وثيقة الاخوان" لما تحمله من مبادئ تثير الشبهات
2- يتم التوافق على تشكيل الجمعية التأسيسية بعد ايقاف مشروع القانون الذى يتم سلقه فى اللجنة التشريعية بالكامل من خارج البرلمان بنسبة (50:50 او 40:60 ) بين التيار الدينى والتيار المدنى احتراما لا غلبيته فى البرلمان -رغم اختلافنا حول تلك الاغلبية- واعتماد المواد التى تضاف الى وثيقة الازهر بالتصويت بنسبة 65 %
3- تشكيل الحكومة الائتلافية على نطاق واسع بالاتفاق مع كافة القوى وعلى الا يكون رئيسها منتم الى الاخوان او حزب الحرية والعدالة .
4- اعتماد لنظام الرئاسى البرلمانى الاقرب الى اسلوب دستور 1923 بحيث تتوازن سلطات الرئيس وسلطات البرلمان فيشكل البرلمان الحكومة ويحق للرئيس اقالتها وحل البرلمان
واعتقد ان هذه ستكون صفقة عادلة يفوز فيها الاخوان بالرئاسة ويعودون فيها الى صفوف الانتفاضة ويعيدون بعض الامل فى تحولها الى ثورة وفى نفس الوقت يحقق التيار المدنى هدفه الاسمى فى الحفاظ على الدولة المدنية دون الخضوع لبلطجة الاخوان وحلفاءهم من بقية التيار الدينى

والا فالخيار يبدو واضحا طالما انتهت الانتفاضة باى حال من الاحوال فهل تبحث عن دولة دينية تعارضها فتصبح عميل وكافر او دولة مدنية تعارضها فتصبح عميل فقط؟
عزيزى عضو القوى المدنية انت فى الحالين ستبقى فى المعتقل فعليك الاختيار بين ان تعتقل وحيدا او تعتقل جماعة مع الجماعة
السياسة لا قلب لها ...والديمقراطية هى الحل


روابط للمراجعة
نص وثيقة الازهر
http://elkhamis.com/News-55612371.html

نص وثيقة الاخوان "التحالف الديمقراطى"
http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=67996:%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D9%85%D8%B5%D8%B1&catid=102:%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A&Itemid=105








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثورة هزمت نفسها و المؤمنين بها
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 5 / 28 - 07:50 )
أتفق مع سيادتكم تماما و أحيي وضوح رؤيتكم

هزمت الانتفاضة أو الهوجة نفسها و خذلت المؤمنين بها (و لست منهم) و المتعاطفين معها و لست منهم أيضا فأنا أؤمن بالتعقل لا بالغضب، و الامتحانات للثوريين تكررت، و للعجب رسبوا في جميعها، و هذه آخرها و لا رصيد لهم بعد ذلك
!!!!
طريق الجحيم مفروش بأصحاب النوايا الطيبة، و السياسة كما تفضلتم بلا قلب، و المكسب السياسي لا يبالي بالدماء

كل من يظل يبحث عن الثورة حتي بعد هذا الامتحان الكاشف هو واهم للأسف، و كل من يصدق الثوريين هو كمن يصدق الإخوان تماما، كلاهما يخدع نفسه بتعاطي الوهم

لا حل إلا بيد الكتلة الصامتة الآن و إلا ذهبت الأصوات إلي الإخوان، و من تبقي له نظر ووعي من الثوريين لا بد أن يشارك في ضمانات تؤخذ من شفيق، و إلا فلا خروج من هذا المأزق إلا بعد رحلة أخري مدتها 60 عاما أو يزيد في وهم القومية العربية

كلمة أخيرة إلي النخبة التي رسبت هي أيضا بجدارة: لن يرحمكم التاريخ، بيع العقول و الضمائر و الكلمات أشد خطيئة من بيع الأجساد و خيانة عظمي للضمير و الوطن و الشعب المسكين الذي استحوزتم علي حظه من العلم و المعرفة: اتحدوا شفاكم الله و هاتوا الحل


2 - لن نلدغ من نفس الجحر مرتين
رياض حسن محرم ( 2012 / 5 / 30 - 14:53 )
عدم اتفاقى مع المقال بالدرجة الأولى أنه ما زال هناك وهم أن يتخلى التيار الإسلامى عن فرصته التاريخية التى يعتبرون أن الله سربلهم بها وهى التمكين فى الأرض، وكل ما يقال عن إمكانية عقد صفقة معهم أو تقديمهم لتنازلات حقيقية أو التزام صادق بالدولة المدنية هو قبض الريح، وما الخلاف بينهم سوى فى موعد تطبيق الدولة الدينية واقامة الخلافة، أكثرهم إعتدالا يجيب أن الظروف الحالية لا تسمح بتطبيق الشريعة وامامنا طريق طويل لتهيئة الشعب حتى يتقبل الشريعة كاملة، والطريق هذا يمر بتغيير عادات الناس فى المأكل والملبس وطريقة الحياة والحريات المختلفة

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah