الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السويد تمنح الدكتورة نوال السعداوي جائزة ستيغ داغيرمان الأدبية لعام 2012

منى حسين

2012 / 5 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أنها هي التي فكرت وحركت وغيرت قاعدة التنجيم العلمي والفلسفي، واصلت وصممت على تصحيح أخطاء أستمرت معنا سنين وسنين، كشفت حقائق وانقذت النساء من ظاهرة الختان وغيرها من ظواهر التخلف التي أنهكت أنسانية المرأة وصحتها، تلك هي الدكتورة نوال السعداوي أنحدرت من أحدى قرى الصعيد وقلبت موازين القرى، أعادت الى حضن الحلم حقيقة الواقع وحقيقة الطب.
شكرا أقولها للدكتورة نوال ومعي أصوات مئات وآلاف بل وملايين النساء، شكرا لعلمك وعقلك وبكل ماتفكرين، شكرا للسكاكين التي كسرتيها وغرزتيها في بؤر التخلف. عندما أتطلع الى مشوارك أرى تلك المرأة التي هزمت في أبجديتها الحروف، ضربت دستور الدكتاتورية بسياط الرفض والتغيير. من قال أنها شاخت وكبرت، عندما أتطلع الى مشوارها لا أرى إلا التحرر تخطه بلغات لم نصلها بعد، وعندما أتطلع الى هذا الشعر الأبيض لا أرى إلا هزيمة الظلم والأستبداد، وعندما أتخيل الأصابع التي تمسك القلم أرها بعيدة عن الأرتعاش، بل أشعر أرتعاش الباطل وهو يزحف خوفا من شجاعتها.
نعم أن نوال السعداوي على وجهها التاريخ وليس الزمن لن يترك على ايامها التنجيم، أنها نبراس الأمل أثبتت للعالم حقائق الجهل الذي نعيشه من الناحية الأجتماعية والعلمية. أخترقت جدران القرية والمدينة ودافعت عن وجودها ووجود كل النساء، ماذا يمكن أن نقول للدكتورة نوال السعداوي بمناسبة تسلمها جائزة (ستيغ داغيرمان الأدبية لعام 2012)، أقول لها أنها ليست جائزتك فقط، أنها لنا جميعا، كيف لنا لانفخر بأمرأة حصدت العذاب السياسي وحملت على أكتافها مسؤولية التحرر. كانت وما زالت صرخة بوجه العذاب والألم، بدأت من ذلك المكان في مصر، وأنتهت في ساحات التحرير، نعم شاركت السعداوي نساء مصر مظاهرات الربيع العربي، وخرجت بنفسها تعلن تضامنها مع نساء مصر.
أعتقد أن نوال السعداوي جاوزت كل النساء، وهدية التاريخ الأنساني للبشرية جمعاء. لعل هناك من يتهمني بالمبالغة والتحيز، لكني أرى أنها أحدى كواكب العلم التي غارت في أعماق النفس البشرية، وقد أدت رسالتها بكل أمكانياتها العقلية والعلمية، وواصلت مشوارها ولاتزال تتحدى المرض والجهل والفشل.
مشوار حافل بالفخر لايعرف الهزيمة مشوار تضمن الأضطهاد، تضمن الأعتقال، تضمن النفي وأنتهى بالغربة بعيدا عن الديار، معاناة واجهتها أمرأة قوية وكانت النتيجة البصمة، نعم الدكتورة نوال السعداوي أبصمت البصمة النسائية في عالم التحرر والمساواة، عالم القتال فيه على جميع الجبهات، بدأ من العائلة والشارع والمجتمع وأنتهاءا بالجهات الدينية والسياسية التي تدفعها المصالح المجهولة والمعلومة،
الدكتورة نوال السعداوي كانت وماتزال شمس أشرقت ومدت خيوطها في ظلام التخلف وأحرقت مفاهيم القبيلة الرعوية، كشفت وروضت الحقائق القبلية، ذلك الطريق الشاق الذي دفعت ثمنه بهرم من التضحيات. نشعر مامرت به الدكتورة نوال السعداوي، نفهم ونقدر حجم التضحيات التي قدمتها طوال مامرت به، في طريق أخذ منها أيام وليالي من القلق والتعب وعدم الشعور بالأمان، لكنها في النهاية وقفت بين يدي العالم، صعدت درجات السلم وحملت على كتفيها وبين ذراعيها جائزتها، هدية العلم والعقل والمنطق.
* جائزة ستيغ داغيرمان الأدبية
تُمنح هذه الجائزة عادة، لكتاب وناشطين متميزين في مجالات الأدب والسلم العالمي، وتشجيعاً للقيمة الإنسانية لنتاجاتهم وإبداعاتهم وأعمالهم المتميزة.
تحمل الجائزة اسم "ستيغ داغيرمان"، وهو كاتب سويدي شهير، كان قد انتحر في الـ 31 من عمره، لكن إبداعه الفكري والأدبي لايزال منتشراً في السويد وعموم أوروبا.
************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا وجود للمبالغة
فؤاده العراقيه ( 2012 / 5 / 29 - 16:51 )
أجمل التحايا زميلتي وعزيزتي منى حسين

لا زالت مؤلفات الدكتورة نوال ومنذ 40 سنة تمثل فكرا راقيا وجديدا على الكثيرين فلم يتأثر بالسنين وتطورها , فكم كان ولا يزال فكرها نيرا ويسبق الزمن
هي تمثل القوة والأصرار الفريد من نوعه
الذكاء والأرادة الصلبة
عظيمة بلا شك وتستحق اكثر من هذا
تحياتي لها ولكِ


2 - شتان بين تلك وهذه
صادق امين ( 2012 / 5 / 29 - 22:06 )
الاستاذة العزيزة منى حسين ------------- اريد ان اقص لك حكاية نائبة في البرلمان العراقي تفتخر بانها كانت تقاوم النظام البائد من خلال اقامة الماتم والغريب انها مازالت تقوم بهذا الدور بعدانتهاء دورها في البرلمان علما انها تحمل شهادة في القانون ويحكى ان سبب تحولها من القانون الى اللطميات هو المردود المالي الذي تدره هذه الماتم ولاعلاقةلهذه بسقوط النظام العفن بل على العكس كان النظام المجرم يساهم في احيائها لان في ذلك تخدير للعقول ---- اكتفي بهذا لاقارن بين الاستاذة التى تحدت الجميع من اجل ان تنير الطريق للاخرين واقصد المراة --- وبين هؤلاءاللائي يحاولن اطفاء هذه الانوار بمساعدة رجال الدين الذين يسيطرون على العقول المتخلفة وهي كثيرة ومخدرة ----- تحياتي القلبية للاستاذة الرائعة نوال السعداوي التي مارست النضال الفعلي في معاركها من اجل حقوق المراةوالنضال الفكري بحيث اوصلت صوتها الى كل بقاع الارض والدليل نيلها هذه الجائزة وكانت رائدة في هذا المجال ونحن بحاجة الى من يتتبع اثارها من اجل ان تنال المراة حقوقها في المساواة فقد ان الاوان لنكسر حاجز الخوف والتردد وانتن اهل لذلك ------- وتقبلي تحياتي


3 - يجب ان نسبق الزمن
منى حسين ( 2012 / 5 / 30 - 12:21 )
تحيات مكلله بالود
للعزيزه فؤاده العراقيه
نعم لقد شعرت ان الجائزه لي انا ولكل امراة عرفت طريق الدكتوره نوال وكما اشرت لا زالت مؤلفات الدكتوره تتصدر الثقافه العربيه كل الشكر لك العزيزه فؤاده


4 - حاجز الخوف والتردد
منى حسين ( 2012 / 5 / 30 - 12:28 )
تحياتي وسلامي للصديق العزيز
صادق امين
كلما اقرا لك تعليق كلما اشعر بالفخر والامان لوجود رجال يحملون على اكتافهم وفي عقولهم حقيقة قضية تحرر المراة وكما اشرت عزيزي ان الاوان لكسر كل الحواجز التي صنعها رجال الدين وجروا معهم نساء البرلمان او نساء البدع والاوهام حقا حقا شتان ما بين الامرين


5 - أجمل التهاني
عائشة التاج ( 2012 / 6 / 14 - 20:46 )
ألف مبروك للدكتورة نوال السعداوي على هذه الجائزة المهمة وهو اعتراف بعطاءاتها طوال عشريات من الزمن كانت باذخة بأفكارها ونضالاتها وصدقها
و جرأتها ,,,,بل وريادتها في الدفاع عن قضايا المراة العربية وكشف الستار عن العديد من الطابوهات ,
ألف مبروك للنساء العربيات عموما ,,,,والتتويج الحقيقي هو تلك البصمة التي تركتها د نوال لدى ملايين القراء الذين يتابعون كتاباتها الرائدة في قضايا النساء
شخصيا وأنا تلميذة تعلمت الكثير من كتبها وادين لها بما تعلمته وهي من ضمن الكتاب الذين أثروا في تكويني لذلك أنا مسرورة بهذه الجائزة وأتمنى أن تتبعها جوائز أخرى

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير