الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابعاد الحقيقيه لكارثة-قيلاجيو-

عبد العزيز الخاطر

2012 / 5 / 30
المجتمع المدني



الكارثه عادة تطلق على فعل "الطبيعه" السلبى كالزلازل أو البراكين أو الفيضانات. تنخرط الحرائق ضمن الكوارث الطبيعيه مالم يكن وراءها فعل جنائى. تفتح كارثة فيلاجيو ملفات مجتمعيه متعدده ما جرى التركيز عليه من قبل الصحافه والجمهور هو الملف الفنى أى التقصير من الجهات الفنيه المسؤوله عن المبنى ودرجة تعامل قوى الدفاع المدنى مع الحدث على الرغم من إشادة الجميع ببسالتهم وشجاعتهم وسرعة استجابتهم لنداء الكارثه إلا أننا بحاجه كذلك الى تحقيقات من جهات عاليه الكفاءه فى التعامل مع مثل هذه الاحداث ولايكفى فقط الانطباع الاجتماعى الظاهر فثمة امور دقيقه مثل عدم وجود خرائط لأكبر مجمع فى الدوحه لدى قوات الدفاع المدنى أمر يثير الاستغراب والخوف, عدم معرفة سلطات الدفاع المدنى بوجود حضانه أمر آخر يدعو للعجب, ليس القصور دائما فعلا جزئيا وإنما من الجائز كثيرا كونه قصورا شموليا لذلك توجد فى كثير من الدول بما فيها دولة قطر كم أظن إدارات متخصصه فى إدارة الازمات والطوارىء وهى إداره ديناميكيه وتلاحق آخر التطورات فى كيفية التعامل مع الازمات والكوارث باستمرار ولاتنتظر الأزمه لتتحرك , كل هذه الأمور ستكشفها التحقيقات واللجنه التى شكلها سمو ولى العهد حفظه الله على قدر كبير من المسؤوليه والدرجه . هذا ما يتعلق بالجانب الفنى , اود ان اشير الى ملفين آخرين كابعاد لهذه الكارثه, وهما الملف الاجتماعى والملف الثقافى. فيما يتعلق بالملف الاجتماعى, فثمة فرق بين مجتمع الكارثه وغيره, مجتمعات الكارثه كالمجتمع اليابانى والمجتمع البنغالى كمثالين تجدهما دائما على إستعداد للتعامل مع كارثتى الزلزال والفيضان وجميع آليات المجتمع مهيأه دائم لمواجهة الكارثه بما فيها الجانب الاجتماعى وفقدان الارواح والممتلكات, فالكارثه هناك هى السمت العام للمجتمع وبالتالى أوجدت استعدادا نفسيا وإجتماعيا بالاضافه الى كفاءه فنيه وإداريه ومعماريه عاليه . مجتمعنا على النقيض لم يشهد كارثه كمثل هذه إلا فى بداية السبعينيات عندما غرق مركب"الريان" بمن فيه من أهل قطر وأتشح المجتمع كله بالسواد. اليوم قطر فى بؤرة التاريخ والدور وإن لم تحدث كوارث طبيعيه فإحتمال وجود الفعل البشرى الشيطانى موجود ومحتمل , لذلك من المفترض التيقن والحذر والاستعداد للإنتقال من مرحلة مجتمع البراءه الى مرحلة مجتمع الدور الفاعل بمحاذيره وتكلفته. أما الملف الثقافى فهو فى تعدد جنسيات وديانات الضحايا وذويهم, قد تكون فرصه سانحه للتركيز على دور وفهم الدين إنسانيا وسط غابة من التشنجات والتعصبات المتشحه بالدين التى تعايشها مجتمعاتنا اليوم, حيث ذكر أحد المشايخ تلفزيونيا ما للحريق من فضل فى الجنه كونه شهيد كما جاء فى الاحاديث, هذا الفهم الانسانى أرجو أن يستمر ولايأتى بعد ذلك من يستثنى من رحمة الله من أختلف دينه أو جنسيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف