الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج6

محمد الحداد

2012 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كما أسلفت لم أكن أريد الخوض في مباحث فلسفية غامضة في الفكر اليوناني القديم
بقدر البحث عن الحقيقة
واكتشاف سر الوجود
إلا أنني من خلال مروري على كل دين أو فكر
أكتشف جوهرة نفيسة
هي بمثابة مفتاح لكشف أسرار الحقيقة الغامضة
خرجت من الاسلام ناقما على هذا الدين
وكانت حقيبتي في يدي خالية تماما
إلا من جوهرة واحدة نفيسة
اعتبرتها أول مفتاح لكشف أسرار الوجود
من عرف نفسه عرف ربه
أي أن معرفة أسرار الوجود متوقفة على معرفة نفسك
نرجع الى سقراط وما حظه من معرفة الحقيقة
..............................
في محاورة الدفاع نجده يقول
حاولت ان أحمل كل رجل منكم على وجوب النظر الى نفسه
لينشد الفضيلة والحكمة
قبل ان ينظر الى مصالحه الخاصة
..............................
وأعظم ما يأتيه الانسان من خير
هو ان يحاور كل يوم في الفضيلة
وان الحياة التي تخلو من امتحان النفس
ليست جديرة بالبقاء
............................
ليس عسيراً أيها الاصدقاء أن نفر من الموت
ولكن العسير كل العسر في تجنب الاخلاق الفاسدة
فالفساد والموت يعدوان في أعقابنا
ولكن الفساد أسرع من الموت عدواً
............................
ومع إن سقراط كان مهدداً بالموت
إلا أنه لم يطلب العفو
ولم يتخلى عن شيء من مبادئه
..........................
إنني رجل من لحم ودم
لا من خشب وحجارة
كما يقول هومر
ولي أسرة وأبناء
بلغ أحدهم حد الصبا وما يزال الآخران طفلين
ومع ذلك فلن أسوق منهم اليكم احداً
يستجديكم براءتي
ولم لا ؟؟
لست أصدر ذلك عن اعتداد بنفسي
أو ازدراء بكم
وإنما دفعني الى ذلك عقيدتي
إن ذلك تصرف يضع من قدري
ويحط من شأنكم
ويصم الدولة بأسرها وصمة عار
فلا يجوز لرجل ان يحقر من نفسه
مهما يكن من أمر
....................
ولكن الله هو الحكيم الأوحد
كأنما أراد الله أن يقول
أن من يدرك كما أدرك سقراط
أن حكمته في حقيقة الأمر لا تساوي شيئا
يكون أحكم الناس
...................
وأقسم لكم ايها الأثينيون أشد القسم
أني قد وجدت أشهر الناس
أكثرهم غباء
وقد صادفت فيمن هم دون هؤلاء قدراً بكثير
رجالاً بلغو من الحكمة ما لم يبلغه هؤلاء
..........................
وفي تلك الفترة
وقفت مبهوراً أمام هذا الرجل العملاق
ومن بين المئات من فلاسفة اليونان
كنت أحس بصدق لا متناهي
ومعرفة أكيدة للحقيقة عند هذا الرجل
ولكن كيف السبيل للوصول الى ما عرفه سقراط ؟!!
وسقراط لم يكتب شيئاً
وكل ما ورد عنه
هو تلك الحوارات التي يذكرها تلميذه افلاطون
ففي حواري المأدبة والجمهورية
يصف افلاطون سقراط
بأنه قد وصل الى الحكمة
عند دخوله بحر الجمال
ويحاول ان يصور سقراط
كرجل متصوف
كنت اسأل
هل كان افلاطون يفهم سقراط فعلا ؟!!
.........................
من خلال اطلاعي على كتابات افلاطون
وأفكار افلاطون
تأكدت تماما
انه لم يكن يفهم سقراط حقيقة الفهم
فكيف بالمعلم الاول ارسطو
واتباعه من المشائين الى يومنا هذا
لقد بقي سقراط لغزاً محيراً
لأنه لا يؤمن بكتابة الحكمة
ولكن عبارة واحدة له
بقيت في ذلك الوقت راسخة في عقلي
الحياة المثالية
هي تلك الحياة التي تقضى في البحث عن الخير
وتكمن الحقيقة وراء ظلال الوجود
نعم لقد وجدت الجوهرة الثانية في رحلتي
والمفتاح الثاني لكشف الحقيقة
ومعرفة سر الوجود وهو
الحقيقة تكمن وراء ظلال الوجود
فوضعت هذه الجوهرة الثانية النفيسة في حقيبتي
وتعلمت من سقراط
أن البحث الصادق لا يمكن الا بطلب الفضيلة
فالباحث مهما كان جاداً في بحثه
فبدون ان تكون الفضيلة راسخة في عقله وقلبه وعمله
فلن يجد شيئا ولو دار العلم ألف مرة
هذا درس لن انساه من سقراط ابداً
فكرت فيه طويلاً
ولاح لعقلي أنه حق
ولكن كيف لي ان أعرف معرفة النفس
وسقراط لم يكتب
لأنه لا يؤمن بكتابة الحكمة
وانما كتب تلميذه افلاطون
وتلميذ افلاطون ارسطو
اضطررت أن أدرس ما كتبه افلاطون وارسطو
لا من اجلهما
بل لعلهما استفادا شيئاً
من ذلك العظيم
سقراط

نقلها لكم
محمد الحداد
30. 05. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran