الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب يرث المكرمات واخر المنجزات

علي الشمري

2012 / 6 / 1
المجتمع المدني


الفوارق كثيرة ومتعددة بين الشعوب ,طرق تفكيرها ,سلوكياتها الشخصية وتعاملاتها والتزاماتها الأخلاقية والمصداقية في العمل ,ومديات أيمانها الروحي والفكري ,ومدى حبها للحياة والسعي لتطويرها والاستمتاع بالطبيعة ,وهناك تفاوت كذلك بنشاطاتها الفنية المختلفة ,وهناك تنافس في التفوق العلمي والحضاري ,والابتكارات الحديثة على كافة الصعد ,وأخرها وليس أخرا تسابقها في غزو الفضاء لتطوير مداركها المعرفية ,وغيرها الكثير التي ربما يوميا نسمع بانجاز علمي غير مسبوق .فهل كل هذه تربط بالعوامل الوراثية,أم البيئية.؟هل إن هناك شعوب في الأرض تلاقحت بكل شئ لتجعل من الصفات الجيدة هي السائدة والصفات السيئة هي المتنحية حسب قانون مندل الوراثي؟وهل هناك شعوب بقيت داخل قمقمها ترتهب من كل ما هو حديث يتعارض مع موروثها القديم؟لماذا هناك من تخلى عن إصراره على تحدي معوقات الطبيعة وخلد إلى السكون بانتظار من ينقذه من مستنقع الجهل والتخلف؟وهناك من يتسابق مع الزمن لمعرفة المزيد؟
لماذا هناك من يستحضر رموزه التاريخية من أجل التحفيز الى المزيد من التطور والإبداع والإضافة النافعة على كنوزهم المعرفية,وهناك من يستذكر رموزه التاريخية من اجل البكاء والنحيب والعيش على ذكريات أطلال الماضي السحيق؟والأدهى من ذلك العمل على حشوا الأباطيل والأقاويل التي ما انزل الله بها من سلطان على تراثهم و مسيرتهم الإنسانية؟وحتى الافتراء عليهم .
هناك من الشعوب ما زالت تؤمن بان المكارم تنهمر عليها من السماء من غير جهد وعناء ,وهناك من يعتقد بان المكارم لاحدود لها ولن تتوقف من يد الحاكم الذي قاموا بتأليهه أذا ما وضعوا بأنفسهم قيوده في أعناقهم وأيديهم,وهناك من يعتقد جازما بان مكرمات الأموات لا زالت قادرة على التواصل رغم الفارق الزمني الشاسع ,
وهناك شعوب تبذل كل ما في وسعها من أجل أن تنأى بنفسها عن الحروب واتخذت من سياسة السلام والتعايش منهاجا لها,وبين شعوب لا زالت تحلم بزمن الغزوات وفرض الإتاوات وسبي النساء ,وقد وضعت الإرهاب في أولوياتها لتحقيق أهدافها ..شعوب توضب كل إمكانياتها المادية والمعنوية وتعمل على توسيع دور المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني من أجل أن تكون في طليعة الدول التي تلتزم قضايا الشعوب وتقف الى جانبها وتقدم لها المساعدات في المحن والخطوب,وهناك شعوب ارتضت لنفسها ان تكون حواضن للإرهاب والارهابين وتعمل على تفريخهم وتصديرهم لبقية دول العالم.
شعوب تخطت عتبة الدولة واتحدت مع الكثير من الدول في كثير من المجالات .وشعوب لا زالت في تناحر وقتال فيما بينها وتقسيم لدولها الى دويلات متحاربة ومتباغظه.
شعوب لا تمتلك موارد مادية ولكنها تستثمر مواردها البشرية لتطوير بلدانها .وهناك من يمتلك كلا الموردين ,لكنه فضل أن يبقى ينتج المواد الاولية لتلك الشعوب ومستهلك لمنتجاتها.
هناك شعوبا استبدلت دساتيرها السماوية والموروثة بدساتير كتبها هي وفق متطلبات المرحلة وهناك شعوب لا زالت تتمسك بالقوانين السماوية والموروثة ,وكل منهما يدعي هو الأصح والاعدل في حفظ الأمن والنظام
وهناك من يجاهر بأنه المدافع الصلب عن الحق من اجل أظهار مظلومية الأموات ,وتاركا مظلومية الأحياء تتفاقم دون التفكير في السبل الكفيلة بالحد منها او أيقافها.فهل نرجع سبب كل تلك التناقضات الى تمسك شعوب بالتزاوج من الأقارب وعدم مصاهرة الأباعد وما يترتب عليها من تركيز للصفات الوراثية السيئة لكلا الأبوين ,لتصبح هي السائدة على أجيالها اللاحقة؟أم إن المؤثرات البيئية هي التي تفعل فعلتها في رسم خارطة الجينات الوراثية ؟
فالاتكالية والكسل والانا و التقاعس عن أداء الواجبات ,والكذب وعدم الإخلاص والتفاني ,والغيبة والذميمة وغرس الخنجر في الخواصر الرخوة أصبحت من الصفات السائدة للكثير من الشعوب التي قطعت كل صلاتها بالركب الحضاري الإنساني وبقيت تتغنى بأمجاد الماضي التليد إن وجد والتي لم تساهم بتطويره او الحفاظ عليه وتنقيته مما علقت به الكثير من الأدران الضارة.
والفارقة الكبرى هناك من الشعوب التي لا ترغب أن تكون حرة في اتخاذ قراراتها او تحكم نفسها بنفسها وإنما تملى عليها من شعوب تسيدت عليها ,أما لماذا هذه تسيدت والأخرى بقيت مستعبدة فذلك يعتمد على أسباب عدة,منها الوعي المجتمعي ,دور القيادة , العامل الديني,العامل السياسي,والاقتصادي ,والاعلامي .فهل تستطيع الشعوب المتخلفة تجاوز كل هذه العوامل وتعديل مساراتهاالمستقبلية؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشمري الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 6 / 1 - 04:06 )
تحيه وتقدير
شعب يرث المُخَلِفاتْ والمُخَلَفات وشعب يصنع المنجزات والمعجزات
الاول تعلم النوم لانه تعلم ان ياتي الحظ في عالم الطيف لينشغل في النهار بتفسير ماء ورد عليه والثاني يحب النجاح ويعشق الحياة ويفتخر بما انجز وينجز وليس بما انجزه من سبقه رغم احترامه له
اقص عليك التالي:
كنا في دار اوسكن للاجئين وكانت هناك عاملة نظافه تقوم بعملها اليومي بشكل ممتاز في نظرنا وفي احد الايام التقينا على السلم هي تنظف وانا نازل ومديرة الدار صاعده للتفتيش تكلمت المديره معها وقالت نعم عملك جيد لكن تحتاجين الى كورس تدريب اضافي..كورس لمدة ستة اشهر للتعلم تنظيف البنايه في مؤسسه متخصصه والاداره تدفع لها راتبها بالكامل
حتى عامل تصليح الاحذيه عنده شهاده من معهد متخصص
تقبل تحياتي اخي علي الورد


2 - لاخير في شعب ياكل اكثر مما ينتج
موسى شكر ( 2012 / 6 / 1 - 11:45 )
اخي الشمري
اعتقد بان مسؤلية تخلف الشعوب يتحملها الحكام ايضا وبنسبه عاليه فاذا وفرت الحكومه للشعب ادوات التطور الحديث في كل المجالات العلميه والفكريه وتكنولوجيا الصناعة والزراعه والبنى التحتيه للبناء وغيرها سيضطر المواطن للتعامل مع هذه الادوات ويفرض عليه التطورلكن مع الاسف اذا كان الحكام جهله ومنافقين ويعملون على تجهيل الناس حتى يمكنهم من السيطره على عقولهم لمنافعهم الخاصه


3 - مفارقة من نوع أخر
علي الشمري ( 2012 / 6 / 1 - 12:01 )
الاستاذ الفاضل عبد الرضا حمد جاسم المحترم
بحسب ما أعلن رسميا بان هنك اكثر من 5000 شهادة عليا مزورة في العراق العظيم.وبمختلف الاختصاصات ,لكن المغفارقة فيها مثلا,شخص يحمل شهادة الماجستير ,وهو لم يحصل على شهادة الاعدادية.زهناك دكتوراه وبعد التدقيق تبين أنه لا يمتلك شهادة البكالوريوس,ولغرض تسهيل مهمة عاملتكم وأختصارا للوقت أنصحها ان تاتي للعراق وتحصل على شهادة عليا في أسبوع
تقبل تحياتي


4 - تاريخ الشعوب هو من يحكمهم
فؤاده العراقيه ( 2012 / 6 / 1 - 13:25 )
الزميل علي الشمري

الوعي الشعبي والمفاهيم التي تتوارثها الشعوب من خرافات تؤثر بشكل سلبي على تقدمها
نحن اليوم لا زلنا نؤمن بالحظ الحسد والغيب فماذا نتوقع من هذه المجتمعات التي رضخت دوما لعبوديتها وتعلمت الخنوع والقبول منذ الصغر , ركنا عقولنا جانبا وسرنا وراء الغريزة من أكل ونوم ومتعة

مع اجمل التحيات


5 - منظومة الحاكم
علي الشمري ( 2012 / 6 / 1 - 21:56 )
الاخ موسى شكر المحترم
الحاكم هو المسؤول الاول على ما تصل اليه رعيته,,فكل حاكم وخصوصا في مجتمعاتنا العربية والاسلامية ,يصنع منظومته القيمية وفق مبدأ الحاكم بامر الله كي ,يخضع رعيته لاراداته وشهواته ,,ولا بد للشعوب المتخلفة أن تبدا خطوتها الاولى المتمثلة باختيار النظام الديمقراطي ,لتنهي أستبداد الحاكم وسطوته ,
تقبل تحياتي


6 - الركض خلف السراب
علي الشمري ( 2012 / 6 / 1 - 22:03 )
الاخت الغالية فؤاده العراقية المحترمه
هل تعتقدين باننا ركنا عقولنا جانبا بمحض أرادتنا؟لولا وجود مؤثرالت كثيرة تجعل منا نستسلم للامر الواقع ووكما تعرفين فأن الراعي مسؤول عن رعيته
,وهويتحمل وزر كل ما الت اليه مصائر الشعوب المبتلاة بطواغيت العصر من الكبار والصغار ,وهناك جوق وعاظ السلاطين من يسهل تلك المهمة.
شكرا لمرورك وتقبلي تحياتي

اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة: نحث الأطراف بقوة على التوصل لاتف


.. اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية في احتجاجات داعمة لغزة




.. نشرة الرابعة | اتفاقيات سعودية أميركية -قريبا-.. وعمليات -سع


.. سيناريو إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو




.. سباق مع الزمن لتفادي المجاعة في قطاع غزة • فرانس 24