الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلمة المجتمعات الخطر القادم و التطرف

هاني برهومة

2012 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا بد ان مصطلح أسلمة المجتمع من المصطلحات المعروفة بعموميتها في مجتمعاتنا العربية و لكن الخوض في الزمان و المكان لهذا المصطلح بحاجة للكثير من البحث و التحريري و لكن سنحاول في هذه الاسطر القليلة ان نوضح مفهوم أسلمة المجتمعات و كيفية تطوره و الطريق الناظمة لعمل المنظمات و الجهات الداعمة له.
في البداية أسلمة المجتمع هي عبارة عن إستراتيجة اتبعها أسلاميوا هذه المجتمعات بحيث كان التركيز على جوانب المجتمع الاجتماعية و الاستثمار بها بإعتبارها القاعدة التي ينبغي الأنطلاق منها و الابتعاد عن الاصتدام بالدولة و عدم التشكيك فيها.

و هنا و تدعيما لما ذكر اعلاه نجد ان الاسلاميين مسيطرين على كافة النقابات العمالية (مهندسين،اطباء،محامين،صيادلة)

ونتيجة لكل ما تقدر نجد ان الخطاب الاسلامي توجه من خطاب سياسي حول الدولة الى خطاب حول المجتمع على اعتبار ان المجتمع هي الاداة التي تمكن هذه الجماعات الاسلامية على التأثير بهذه المجتمعات و من ثم التأثير بالدولة بالدرجة الثانية.

حيث نجد ان الاسلاميين انتهجوا سياسة تطوير المجتمعات من خلال السعي على ان يكون المجتمع إسلامي بكل ما تعنيه الكلمة من معاني لا ان يكون مؤلفاً من مسلمين فقط.

كما ان احد اهم الاستراتيجيات المتبعة في سبيل اسلمة المجتمع هي ان تكون الشريعة الاسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع بحيث تصبح هي الناظمة لسلوك المجتمعات في كافة مناحي الحياة.

بحيث يكون المجتمع إسلامي مقفل عن اخره يتمتع بالاستقلالية التامة سواء كانت سياسية فالقرأن هو مصدر التشريع او اقتصادية فالاقتصاد الاسلامي و البنوك الاسلامية هي القاعدة التي ستدعم هذه المجتمعات و اجتماعية فالمسجد هو المعلم و المربي الأول و الاخير في ههذه المجتمعات.

ولكن كل هذه الاستراتيجيات التي وضعت من اجل اسلمة المجتمعات هي في إعتقادي غير قادرة على النهوض في مجتمعات التي تقبع في العالم السفلي الثالث فهذه ليست سوى إستراتيجيات خادعة مضللة داعمة للغلو و التطرف الديني و الذي هو اشد فتكاً من اكثر الاسلحة تطورا في العالم.

كما ينبغي ان نعلم ان القائم على هذه الاستراتيجية هو جيش من المشايخ اصحاب اللحى حيث اصبح الدين و الاسلام هو شغل من لا شغل له، نخوض في نتف شعر الحاجب و التعطر و لون حيض المرأة.

الأصل في مجتمعات ان تكون منارة للعلم و العطاء مصنعاً لأجيال المستقبل من اجل النهوض في الأمة مكانة و فكراً، لا أن ندع عقولنا تلوثها حفنة من مريضي الأنفس، و اكبر دليل على هذا ما تشهده الدول الأخرى من تقدم و إزدهار كبيرين بعدياً عن مفهوم أسلمة المجتمعات التي ننتهجها فلم نسمع يوماً على تنمية صليبية مثلا ًولا عن تنمية يهودية و لا بوذية فالأصل في التنمية هو انفتاح العقول لا غلقها و صيانة الحريات لا وؤدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بناء الشهره الزائفه
نزار الحافي ( 2012 / 6 / 1 - 14:33 )
سيدي الكاتب انا معك مائه بالمائه وكلامك صحيح مائه بالمائه ولكن هل تعلم ان الكتاب جهاد علاونه واحمد سلوم وحضرتك تستعملون نفس طريقة الاسلاميين انفسهم حيث هم يعملون باستخدام الاسلام واتباعه لفوائمهم الحزبيه والماليه والوجاهيه وانتم على النقيض تستعملون شتم الاسلام واتباعه لصالح شهرة عجزتوا ان تكسبوها في شوارع سبقوكم بالسيطرة عليها
الاصح ان تعملوا على ايضاح العلمانيه ومكتساباتها للمجتمعات اللتي تبنتها وخرجت من غياهب السحر والتقيه والرقيا والفتوى والتبعيه العمياء للاولياء والشيوخ
العلمانيه وشفافية طرحها وتسامح مجتمعاتها والاقرار بحق الاختلاف والتلاقي
صدقني انتم تخدمون من تريدون ان تتصدون لهم من حيث لا تعلمون


2 - وأعدوا لهم ما استطعتم
شاكر شكور ( 2012 / 6 / 1 - 20:47 )
تحياتي لك سيد هاني وبلا شك مقالتك مميزة حيث قمتَ بتشخيص الموضوع بكل دقة وبرهنت بالحجة ما جاء في موضوع المقالة (أسلمة المجتمعات الخطر القادم) ، ان بعض الحكومات العربية مع الأسف هي التي شجّعت صعود التيارات الأسلامية المتشددة لغرض ان يظهر قادتها بأنهم مؤمنين ليظلوا في مأمن على كرسي الحكم لأطول مدة ، فسمحت تلك الحكومات بفتح المدارس والجوامع التعليمية الوهابية ظنا منها ان هذه التيارات ستظل تحت السيطرة ، ولكن كان المعمل الأسلامي ينتج ليلا ونهارا مخلوقات غريبة هجومية مستعدة لنسف اي حضارة بعد ان يكبّروا بعبارة الله أكبر ، هذا حدث في مصر وفي سوريا وقد تطول القائمة الى الأردن فما شاهدته في صلاة الجمعة امام مسجد الحسين في عمان قبل سنوات ايقنت بأن جيش محمد قد نظّم صفوفه ويحّضر لغزوة القصر الملكي حال حصوله على السيوف ، تحياتي


3 - مشكلة الأسلمة هي ألأسلام
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 6 / 1 - 23:55 )
إن الشعوب الأسلامية، ومنها العربية على وجه التحديد، لم تخرج يوماً من سيطرة الدين الأسلامي، منذ أكثر من ١٤٠٠ سنة، فتأريخ الثقافة ألأسلامية الطويل، والمبني على مبدأ السمع والطاعة، وليس السمع والفهم، وحتى السؤال ممنوع قرآنياً، في حالة التشكيك بأمر غير مقنع وغير عقلاني وغير منطقي، أو حتى غير صحيح لغوياً، مع تهديد السائل بالقتل.
هذه السياسة الدينية، هي التي سلطت سيف ألأسلام على جميع العلوم والمعارف، ومنذ مؤسسها محمد، الذي قتل عمه، أبا لهب، لأنه لم يسلم،
فلكي تنهض الشعوب العربية، وتغير واقعها المزري، لابد التصدي لهذا الفكر ألأرهابي، وبكل شجاعة، وتحليله تحليلاً علمياً، ووضع النقاط على الحروف، فمع الأسلام، لا حضارة ولاحياة.
إنه السبب في كل ماتعاني منه هذه الشعوب، لأن حياة الشعوب هي إنعكاس لعقائدها الدينية.


4 - أسلمة الاعبين
نور ساطع ( 2012 / 6 / 2 - 03:45 )

أسلمة الاعبين

وليس أسلمة اللاعبين

تحية طيبة لكم جميعاً

بعد اذن الكاتب لو سمحَ لي

وهذا واحد منهم :-)


http://www.youtube.com/watch?v=Oqx5bK_cAFM&feature=related


اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا