الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صهيونية، بما لا يخالف شرع الله

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2012 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ابتزت الحركة الصهيونية العالم بمظلومية اليهود في أوروبا وبالهولوكوست بالذات، في حين أن الحركة الصهيونية كانت قد تحالفت مع النازية لتنفيذ هذه العمليات المريعة بحق يهود أوروبا لدعم المشروع الصهيويني، واستثمار دمائهم التي أسالتها هي ... الحركة الصهيونية... وظل ابتزاز الأوروبيين بتاريخهم الدموي مع اليهود وعنصريتهم ضدهم وبالهولوكوست هو حجر الأساس في الدعاية الصهيونية ... ذات الميكافيللية الغليظة التي لا تمانع قتل القتيل والمشي في جنازته

ولم يحدث أن اتخذ أحد من الصهيونية وأساليب عملها التنظيمية والدعائية قدوة له كما فعلت التنظيمات والجماعات الإسلامية التي لجأت لأساليب في التنظيم تشبه الأخويات السرية الماسونية، واستخدمت أساليب تبريرية تتفوق على أبشع ما يمكن أن تنتجه عبارة "الغاية تبرر الوسيلة" وبأسوأ تأويلاتها... فأصبح الكذب والتدليس وتزوير التاريخ والقتل والزور أمورا لا مانع منها بل واجبة أحيانا في سبيل "التمكين"

واستطاع الإسلاميون السيطرة على الخطاب الديني في المجتمعات العربية، وعمدوا إلى تقديم الدين للناس كجملة من المحرمات التي تقيد الحياة إلى درجة تخالف الطبيعة البشرية في كثير من الحالات، ومع عجز الناس عن الالتزام بهذه المحرمات التي أنتجها الفقه، الذي أصبح في النهاية هو التعبير الموجود عن الإسلام،وأصبح هو التأويل السائد والرسمي والشعبي له، بغض النظر عن كون الإسلام الحقيقي مخالفا له كما يصر البعض.. نما في المجتمعات شعور عام بالذنب تجاه الدين، كونه غائبا ومغتربا ومعطلا... وتم تعزيز هذا الشعور بنمو الأفكار التكفيرية كفكر سيد قطب ورؤيته لما يسمونه بال"حاكمية" ... وهي الأفكار التي يتنصلون منها عند اللزوم... وفي خطابهم الذي يوجهونه للناس عادة ... ولا يتنازلون عنها أبدا في حالات أخرى .. وخاصة حين يكون الخطاب موجها لكوادرهم

أصبح هذا هو الملمح الأساسي لخطاب الإسلاميين، استثمار الشعور الجمعي الزائف بالذنب عند الناس العاديين، الذنب تجاه الدين المعطل كما يصور الإخوان للناس، وكذلك الذنب تجاه الإسلاميين أنفسهم الذين يصورون للناس أنهم كانوا مضطهدين دائما، وأن الأنظمة كانت دائما تحاربهم، وتحاربهم وحدهم، وفقط لأنهم كانوا يحاولون تطبيق الإسلام المعطل، وبأن الغرب والشرق والشمال والجنوب تآمر عليهم، وبأن الحركة الصهيونية ما قامت إلا كمؤامرة عليهم وعلى نهجهم تحديدا... في حين أن العكس هو الصحيح في كل تلك الحالات، فقد نشؤوا كحالة تبعية عميلة لم تكن سوى خنجر في ظهر كل محاولات التحرر من التبعية وتطوير المجتمع وتحويله إلى مجتمع منتج...

لذا أصبح الكثير من الناس يتحركون بطريقة غرائزية عند أول فرصة يتاح لهم فيها الاعتذار للإسلاميين، للتنصل من الشعور الزائف بالذنب تجاههم ، بإعطاء الإسلاميين أصواتهم وتضامنهم وكأنه جزء من تعويض أولئك المظلومين أصحاب الرسالة المظلومة عن كل ذلك التنكيل المفبرك ...

إن صراع الأفكار، والنزعات والغرائز الجمعية، هي كلها تعبير عن الصراع الأساسي، بين القوى الاجتماعية التي تسعى القوى المستغلة فيها دائما إلى تشويه الوعي بتناقضات المجتمع الحقيقية لخلق تجاذبات وهمية تصرف المجتمع عن صراعه الحقيقي، وتثنيه حتى عن المطالبة بتحسين شروط استغلاله، فضلا عن التحرر من الاستغلال... لهذا فهذه الصراعات جزء من الواقع، ولا يمكن أبدا أن نتجاهل الحاجة الماسة اليوم إلى تعرية الجماعات الإسلامية .. خاصة في هذه اللحظة الحرجة من تاريخنا ...

ولنبدأ بالتحرر من هذا الشعور الزائف بالذنب تجاه صهاينة الداخل،، ولنخرج لهم ولمظلوميتهم المفبركة ألسنتنا ... وبوقاحة

http://1ofamany.wordpress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
ثائر قبعة ( 2012 / 7 / 18 - 11:01 )
شكرا

اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran