الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم الطفل العالمي

منى حسين

2012 / 6 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أشراق الكون يزهر مع كل ضحكة طفل بالعالم، الأطفال وقهقهاتهم أجمل ما أهداه الوجود لنا، أعتقد أن يوم واحد في السنة نقدم فيه لهم الحروف ونمر على الأطفال لايكفي، فالطفولة بشكل عام تمر في هذه المرحلة بكم هائل من المأسي الناتجة عن أستغلال مؤسسات الرأسمال بجميع تنويعاتها وأغراضها، فمؤسسات الأنتاج السينمائي والتلفزيزني بمعية جميع وسائل الأعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، التي أستعبدها النظام الرأسمالي راحت تبث رسائل تنحدر بالمرأة والطفولة وبالأخص البراءة والطفولة، نحو منحدرات وأنحطاط أجتماعي وتراجع أخلاقي من أجل زيادة الأرباح ومن أجل وضع الصبات الجدارية أما تمايل السنابل ونضوجها، نعم النظام الرأسمالي له الأثر الأكبر في تراجع وضع الأطفال في المجتمعات، لقد تم أستغلال الطفولة من قبل مؤسسات النظام الرأسمالية بوسائل مختلفة، فتارة لتنفيذ أجندة وسياسات غايتها فرض السيطرة وأدامة النفوذ على الأنسانية، كأستغلال الطفولة في تأدية الطقوس الدينية وفرضها عليهم في الدراسة والتعليم، وغيرها من القسريات الأخرى التي تفرض عليه وبالأجبار كحجاب الصغيرات والفصل المبكر بين الجنسين. وتارة أخرى في أستغلال الأطفال في العمل كونهم عمال ينفذون ما يكلفون به وبأجور زهيدة، يضاف لها ماتنتجه مؤسسات أنتاج لعب الأطفال والتي أغلبها يندرج ضمن تعليم الأطفال أساليب القتل والأرهاب.
تجاوزنا الأرقام والسنين والتواصل صار العالم قرية صغيرة فتكنلوجيا الأتصالات أوسمتنا بالتطور والرقي، فتحت أمامنا المنافذ الواسعة على كل ما في العالم من تحضر وتقدم ورقي، لكن رغم هذا نجد أن الطفولة في مجتمعاتنا لازلت ترزح تحت نير الأستغلال والأضطهاد واللاقيمة أن لم تكن قد تراجعت بشكل مخيف.
بعض من العادات والأعراف القبلية البالية عادت وبشكل كبير رغم هذا نجد المؤسسات السياسية المسطيرة على السلطة وبرفقتها المؤسسات الدينية، تغط الطرف عنها أو تجاريها من خلال تعطيل القوانين والآحكام التي تتصدى لتلك الظواهر أو أصدار الفتاوى التي تحاذي تلك العادات، فقد عادت وبأنتشار واسع مسألة تزويج الفتيات الصغيرات وفق الشريعة الدينية الملطخة أيديها بتدنيس الطفولة وخنق برائتها، الى جانب أجبارهن على ترك الدراسة وأجبارهن على أرتداء الحجاب لفرض الأسلمة على الشارع وتدجينه. كما أن هناك عادات بالية تم محاربتها والقضاء عليها لكن عادت وأنتشرت خلال السنوات القليلة المنصرمة، كختان البنات الصغيرات والمنتشرة الأن في شمال العراق بشكل كبير وفي بعض الدول العربية مثل مصر، وغيرها من الأماكن التي تأبى أن تفهم أن الطفولة يجب أن تعيش حياة طبيعية لكنها تأبى إلا أن تضر بها وتقمعها. كيف لا وهي تلاقي دعم وتشجيع من القوى السياسية الدينية التي تحاول فرض سيطرتها على السلطة في تلك المناطق. علينا أن نصنف ملف ختان الصغيرات ضمن ملفات الأرهاب الحقيقي لأنتهاك الطفولة والأعتداء الجسدي عليها أنها جريمة ضد مستقبل الأنسانية، ضد تطورها ورقيها.
ولا ننسى قضية التعليم والتي هي الأخرى تراجعت بشكل غير مسبوق فنلاحظ التسرب الكبير للطلاب من المدارس وأتجاههم نحو سوق العمل، كما وأن المؤسسات التربوية بقيت على حالها لم يطالها التطور ولم تدخل أليها التكنلوجيا الى الأن، سواء من ناحية أبنيتها أو ملحقتها أو مرافقها فهي تفتقر الى ابسط المقومات الأنسانية الأعتيادية، فصفوف الدرس للتلاميذ نجدها تفتقر الى التدفئة في ايام البرد القارس وتفتقر الى وسائل التبريد في ايام الحر القائض، كما وان أرضياتها واثاثها غير صالح للأستخدام البشري. أما مناهجها التربوية فهي لازالت اسيرة ومقيدة بحدود وجدران أجندة الأنظمة السياسية التي تتعاقب على الحكم والسلطة.
اما الرسم الحقيقي لصورة الطفولة أمام المتغيرات السياسية والتي أجتاحت التاريخ السياسي في المراحل الأخيرة، فأكثرمن دفع ثمن هذه المتغيرات ومارافقها من حروب وقتل وتهجير وابادة هم الأطفال، حيث ساقتهم نحو مستقبل مظلم أفقدتهم اسرهم وأسرتهم والسقوف وماكانوا يحتمون به، لتتلاقف قسم منهم مؤسسات الأحسان الرأسمالي بكل بشاعتها ودونيتها والتي عرضت قسم كبير منهم للأستغلال الجنسي، كما وأن تلك المؤسسات لم ولن تكن ابدا عونا للطفولة في رسم مستقبل يليق بأنسانيتها، أما القسم الأخر فقد تلاقفته الشوارع حيث التشرد والجوع والفقر ولا رغيف لهم سوى عن طريق التسول والضياع. نعم شوارعنا يملئها الأطفال المشردون والأطفال المستغلون من قبل بعض المؤسسات القذرة التي تدفعهم نحو التسول. أطفالنا أصبحوا يحلمون بالأمان يحلمون بالتعليم ويحلمون بالحلم نفسه، ينامون وفي بالهم أنهم قد سيصحون وهم فاقدين لجزء من جسدهم أو قد يجدوا أجسادهم قد تحولت الى أشلاء.
الطفولة عندنا تنتهك من قبل كل الجهات، تنتهك نفسيا وصحيا وجسديا، كم هو مؤلم أن نرى أطفالنا وهم يمضون في دروب ضيقة متعكرة ودهاليز لايعلمون نهاياتها، أن هناك الكثير والكثير من المأسي التي تنتظر الطفولة. لا شيء سينقذ أطفالنا من الجوع والفقر والمرض والتشرد، ولاشيء سيهدي الأطفال في العالم الأمان ويحمي طفولتهم وبرائتهم مادام رأس المال هو الحاكم المتسيد. أن أنقاذ الطفولة من براثن التشرد والضياع هو أنقاذ لمستقبلنا ومستقبل مجتمعاتنا. أن كنا نسعى لبناء مجتمع الرقي والتقدم والتحضر. علينا جميعا نحن الشيوعيين ومعنا جميع قوى اليسار والتحرر الوقوف بوجه الهجمة الشرسة على الطفولة ومحاربتها سواء أفرادا كنا أو مؤسسات.
***************************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأهل والتعليم
فؤاده العراقيه ( 2012 / 6 / 2 - 20:57 )
قبل أيام دخلت لمحافظة الأنبار شحنة من لقاحات اكسباير لشلل الآطفال , وبعد أن فحصت من قبل أكثر من لجنة على أنها صالحة للعمل بها !!!
فهل وجدت أجرام أكثر من هذا بحق الطفولة
أطفالنا يستحقون كل أيامنا
لكننا لا نعطيهم من تفكيرنا حتى يوم
طفولتنا حالها حال الكثير من امورنا اصابها التهميش عزيزتي
أطفالنا مجني عليهم من قبل الوالدين اولا ومن ثم يستلمهم المعلمون


2 - الدوله اولا ثم الباقون
منى حسين ( 2012 / 6 / 3 - 18:05 )
تحياتي لفراشة التمدن
فؤاده العراقيه
نعم عزيزتي اطفالنا يفتقدون كل شيء لكني لا اتفق معك في وضع اللوم على الاسرة او المعلم فالعنايه بالطفل مسؤلية الدوله اولا والعنايه بالوعي والثقافه مسؤلية الدوله والدوله الشيوعيه وحدها هي التي تحقق هذا الرفاة بالعدل والمساواة وضمان حقوق المراة والطفل والاسرة عموما

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير