الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازدواجية من الناحية النفسية

قبس السرحان

2012 / 6 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كثير ما نقرأ في الكتب و نسمع من الآخرين في أحاديثهم عن وضع الشخصية العراقية و ما تمتلكه الشخصية العراقية من ازدواجية في الرأي و القول
و نقول أحيانا ( هذا أبو وجهين ) ولو دققنا جيدا سنجد أمثلة كثيرة حولنا و ويعيشون معنا و قد لا يظهرون وجههم الثاني لك و أمامك ..
فأمامكم يبدون رأي ما و من خلفكم رأي أخر .
لو عدنا قليلا الى الذاكرة أو إلى كتاب ازدواجية الفرد العراقي للكاتب و الباحث في علم النفس الدكتور علي الوردي نجده قد صنف الازدواجية في ثلاث نواحي :-
1- ناحية حضارية
2- ناحية اجتماعية
3- ناحية نفسية
و لو أخذنا في هذا المجال الناحية النفسية التي يمر بها الفرد العراقي .. سنجد ان الازدواجية موجدة لدى الكثيرين ..
و لو دققنا سنجدهم يعانون من عوامل نفسية كثيرة تجعلهم يتقلبون في أرائهم .. يقول (علي الوردي في كتابه ( شخصية الفرد العراقي ) :-
" الازدواجية تتبعها الحالة النفسية و الظاهرة النفسية عند بعض الأفراد "
و يفسرها الباحثون على أنها امتداد لنوع المعاملة التي عاملهم بها الوالدين عندما كانوا صغارا أو فصل الرجل عن المرأة في كثير من الأمور من شأنها أن تسبب للرجل النقص و تجعله يحاول الحصول على الشيء محروم بأي وسيلة كانت و مهما كلفه الثمن .
يقول فرويد و أتباعه علماء التحليل النفسي ..
" إن الإنسان إذا أحب شيئا حبا شديدا كبت هذا الحب في عقله الباطن , و قد يلجأ في سبيل التنفيس عن هذا الكبت إلى الشغب و شدة الانتقاد ضد الشيء الذي يحبه و يحاول الوصول إليه ... "
ومن هنا نستنتج إن كل شخص ينتقد شيء معين أمام الملأ أو أمام شخص ما , فهو في داخله يتمنى الحصول على هذا الشيء الذي ينتقده و يبدأ خياله بنسج أشياء ليس لها صحة , و قد يصل به الحال الى تصديق أوهامه التي تصور للأخرين بانه سوبرمان ..
و الواقع يؤكد ان هذه الامور قد تؤدي الى التهلكة حالما تنكشف الأوراق ،
سيفقد ثقة الأخرين و سيصاب بخيبة الأمل و سيكون في مواقفه عدائيا ليعوض شعوره بالنقص و يغطي عقدة فيلجأ على سبيل المثال لتسقيط الآخرين رغم انه قد لا يعلم عنهم إلا القليل .. و هنا اصل لنتيجة مفادها :-
( إن الذي ينتقد غيره انتقادا لاذعا يدفعه شعور لا حسي إنما هو ينفس بذلك عن عاطفة مكبوتة بداخله ولدت لديه عقد نفسية )

و أخيرا أحب أن انوه على أننا ما زلنا شباب وعلينا أن نعمل بصدق و نتعامل مع الآخرين بصدق و علينا ان نحب لأخوتنا ما نحب لأنفسنا
و يجب على كل شخص منا أن يراجع نفسه في الأعمال التي يقوم بها ليرى ما هو فاعل و يحاسب نفسه على الأعمال التي فعلها في السابق و و يحسن أداءه
, لأن الحقيقة إذا ظهرت للعامة سوف يخسر كل شيء منها ثقة الأخرين به و ثقته بنفسه ,
عليه الاستفادة من التجارب السابقة وعليه أن يحترم كلام الأخر و أعماله و لا يسعى للتجريح بالأخرين والانتقاص منهم خلف الكواليس لأنها صفة الغدارين و المجرمين ,
عليه أن يعامل الآخرين كما هو يحب أن يعامله الآخرين ..
باختصار دعونا نتخلص من الشعور بالنقص و عقدة الدونية و الازدواجية في شخصيتنا من اجل بناء مجتمع مدني صحي خال من العلل النفسية .

قبس السرحان
5/6/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون