الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستخارة الشرعية في التراث الشيعي , عادة مبتدعة مخدرة للعقول.

فادي كمال الصباح

2012 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاستخارة هي تصرف يقوم به المسلم عندما يحتار إذا وقف بين أمرين لا يعلم ماذا يختار بينهما ,فيلجأ إلى ربه ويفوض إليه أمره ليختار الخير الأنسب له، ويسأله الدلالة على الخير. وذلك عبر عدة وسائل منها صلاة ركعتين وانتظار الإلهام أو إستخدام وسائل كفتح القرآن و عد حبات المسبحة و غيرها..., بينما اكتفت المذاهب الاسلامية بالاستخارة عبر صلاة ركعتين إلا أن الاستخارة في المذهب الشيعي الاثنا عشري توسعت و تنوعت بالوسائل, لذا أخذ استخدام الاستخارة بالانتشار في أوساط الشيعة بشكل واسع بسبب إختلاق وسائل بسيطة بمتناول الجميع للحصول على الخيرة من الله, لمعرفة الرأي والقرار السليم الذي يفترض ان يتخذوه في مختلف مجالات الحياة و حتى يصل الأمر من اتخاذ القرارات السياسية الى إتخاذ القرار في أبسط أمور الحياة.

تتنوع الوسائل المستخدمة لمعرفة الخيرة , لكن الاشهر والاكثر إنتشارا من هذه الطرق في أوساط الشيعة الاثنا عشرية تحديداً , هي:
1. الاستخارة بالقرآن وذلك عبر أخذ القرآن و قراءة دعاء بسيط و من ثم فتح القرآن والنظر الى اول اية من الصفحة اليمنى, وتستنتج الخيرة عبر محتوى الاية اذا كانت ترغيب او ترهيب.
2. الاستخارة بالمسبحة او السبحة وهي عير اخذ المسبحة و قرأءة دعاء بسيط و من ثم مسك طرفي جزء من السبحة والقيام بتعداد الحبات ثلاثا ثلاثا, وتكون الخيرة نتيجة ما بقي من حبات مفرد او مجوز.
بالاضافة الى ما ذكرنا من وسائل مشهورة , هنالك وسائل أخرى غير مشهورة تستخدم على نطاق ضيق.
ومن الشائع التعامل مع نتيجة الاستخارة سواء من خلال القرآن أو المسبحة , كأنها قرار أو خيار إلهي يكره العمل بمخالفته. وعلى أساس هذه الاستخارة كم حصل من حالات طلاق او زواج غير مناسب أو خسارة فرص عمل و تجارة ,...إلخ !!!,من وراء عادة الاستخارة المخدرة للعقل.

لكن بالعودة الى المصادر الشرعية المعتمدة لدى الشيعة و هي القرآن الكريم و كتب الاحاديث الشيعية, للتحقق من مشروعيتها ومصدرها شيعيا , يفاجأ الباحث من عدم وجود أدلة تؤكد هذه الاستخارة بالقرآن الكريم والسبحة و فما هي إلا وسائل جرى إختلاقها بعد مئات السنين من ظهور المذهب الشيعي والاثنا عشري تحديداً.


موضوع الاستخارة في القرآن الكريم:
لم يرد في القرآن شيء يذكر يدعو لإستخدام الاستخارة ولا يوجد اي دليل منه يلمح بأنه وسيلة للاستخارة لا بل ورد النهي عن عادة جاهلية شبيهة جدا بالاستخارة من ناحية هدفها العام و بالاستخارة بالسبحة من ناحية أسلوبها و هي عادة الاستقسام بالازلام حيث وردت آيتين في هذا الخصوص في القرآن الكريم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة/90}
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ...وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ...{المائدة/3}
و يشرح صاحب تفسير الميزان العلامة الطباطبائي, الاستقسام بالازلام, بأنها:
" سهام التفؤل والخيرة التي كان العمل بها معروفا عندهم في الجاهلية قال الشاعر : فلئن جذيمة قتلت ساداتها - فنساؤها يضربن بالأزلام, وهو – كما روى - أنهم كانوا يتخذون أخشابا ثلاثة رقيقة كالسهام أحدها مكتوب عليه " افعل " والثاني مكتوب عليه " لا تفعل " والثالث غفل لا كتابة عليه فيجعلها الضارب في خريطة معه وهي متشابهة فإذا أراد الشروع في أمر يهمه كالسفر وغير ذلك أخرج واحدا منها فإن كان الذي عليه مكتوب " افعل " عزم عليه ، وإن خرج الذي مكتوب عليه " لا تفعل " تركه ، وإن خرج الثالث أعاد الضرب حتى يخرج واحد من الأولين ، وسمى استقساما لأن فيه طلب ما قسم له من رزق أو خير آخر من الخيرات .
فالآية تدل على حرمته لأن فيه تعرضا لدعوى علم الغيب ، وكذا كل ما يشاكله من الاعمال كأخذها الخيرة بالسبحة ونحوها[1]" .

كما ورد في القرآن الكريم آية حول الاسلوب الذي اتبع لكفالة مريم وهو اسلوب القرعة لكن لم يذكر الكيفية ولا شجع عليه باعتبار اسلوب مناسب لإتخاذ القرارات, حيث ذكر القرآن الاية التالية:... وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {آل عمران/44}, و حول تفسيرها, يقول العلامة الطباطبائي:
"القلم بفتحتين القدح الذي يضرب به القرعة ويسمى سهما أيضا وجمعه أقلام فقوله يلقون أقلامهم أي يضربون بسهامهم ليعينوا بالقرعة أيهم يكفل مريم . وفي هذه الجملة دلالة على أن الاختصام الذي يدل عليه قوله وما كنت لديهم إذ يختصمون إنما هو اختصامهم وتشاحهم في كفالة مريم وأنهم لم يتناهوا حتى تراضوا بالاقتراع بينهم فضربوا بالقرعة فخرج السهم لزكريا"[2].
وأيضا بحسب تفسير الرازي:
"ظاهر الآية يدل على أنهم كانوا يلقون أقلامهم في شيء على وجه يظهر به امتياز بعضهم عن البعض في استحقاق ذلك المطلوب ، وإما ليس فيه دلالة على كيفية ذلك الإلقاء ، إلا أنه روي في الخبر أنهم كانوا يلقونها في الماء بشرط أن من جرى قلمه على خلاف جري الماء فاليد له ، ثم إنه حصل هذا المعنى لزكريا عليه السلام ، فلا جرم صار هو أولى بكفالتها والله أعلم"[3]

موضوع الاستخارة في مصادر الروايات الشيعية:
يمكن من خلال تتبع موضوع الاستخارة في مصادر الروايات لدى الشيعة التي تفصل فيما بينها فترات زمنية, من ملاحظة تطور فكرة الاستخارة و اساليبها. فهذه المصادر لدى الشيعة لم تظهر في زمن واحد او متقارب حيث يعدد الشيخ السبحاني في كتابه: مصادر الفقه الإسلامى و منابعه[4]،مصادر الروايات المعتمدة لدى الشيعة و يقسمها الى الجوامع الأَوّلية وهي المجاميع الحديثية المؤَلّفة في القرن الثاني و الثالث ، و الجوامع الثانوية المؤلّفة في القرن الرابع و الخامس وهي الكتب الأَربعة التي يدور عليها رحى الاستنباط لدى الشيعة ، و الجوامع الأَخيرة المؤلّفة في العصور المتأخّرة.
 الجوامع الأَوّلية:
1. المحاسن‏ ,ألّفه أحمد بن محمد البرقي (المتوفّى 274 ه)، أصله كوفي.
2. نوادر الحكمة,صنّفه محمد بن أحمد بن يحيى الأَشعري القمي،توفي في أواخر القرن الثالث نحو 293 ه.
3. الجامع‏,ألّفه أحمد بن محمد,المعروف ب «البزنطي»، كوفي،توفّي عام 221 ه.
4. كتاب الثلاثون ,صنّفه الاخوان الحسن و الحسين ابنا سعيد بن حماد الأَهوازي من أصحاب الإِمامين الرضا و الجواد .

من هذه الجوامع الأولية توفر لنا لبحثنا كتابي المحاسن للبرقي الذي أورد الاستخارة في كتابه و النوادر للأشعري الذي لم يرد موضوعها في كتابه.لذا سنورد ما ورد في المحاسن دون الاسانيد لدواعي الاختصار, فتحقيق الاسانيد سنعتمده فقط على روايات الكافي , فما يهمنا من روايات المحاسن هو اسلوب الاستخارة حينها وهل ورد شيء حول الاستخارة بالقرآن الكريم أو السبحة, روايات المحاسن اتت في بابين , الاستخارة و القول بالاستخارة و بالاضافة الى باب أورد روايتين حول القرعة الشبيهة بالاستقسام بالازلام, كما يلي:

- باب الاستخارة[5]
1 - قال أبو عبد الله ( ع ) : من استخار الله عز وجل مرة واحدة وهو راض بما صنع الله له خار الله له حتما.
2 - وباسناده قال : سمعت أبا عبد الله ( ع ) يقول : إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاورن فيه أحدا من الناس حتى يبدأ فيشاور الله قلت : وما مشاورة الله ؟ - قال : يبدأ فيستخير الله فيه أولا ، ثم يشاور فيه ، فإنه إذا بدأ بالله تبارك وتعالى أجرى الله له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق.
3 - عن أبي عبد الله ( ع ) قال : قال الله عز وجل : من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني.
4 - قال أبو عبد الله ( ع ) : من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلى لم يؤجر.
5 - عن بعض أصحابنا ، قال : قلت لأبي عبد الله ( ع ) : من أكرم الخلق على الله ؟ - قال : أكثرهم ذكرا لله وأعملهم بطاعته ، قلت : فمن أبغض الخلق إلى الله ؟ - قال : من يتهم الله ، قلت : وأحد يتهم الله ؟ - قال : نعم ، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط فذلك يتهم الله.
6 - عن النوقلي باسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من استخار الله فليوتر.
7 - عن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبد الله ( ع ) : ربما أردت الامر تفرق نفسي على فرقتين ، إحداهما تأمرني ، والأخرى تنهاني ، قال : إذا كنت كذلك فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة ، ثم انظر أعزم الامرين لك فافعله فإن الخيرة فيه إن شاء الله ، ولتكن استخارتك في عافية ، فإنه ربما خير للرجل في قطع يده ، وموت ولده ، وذهاب ماله.
8 - عن أبي عبد الله ( ع ) قال : كان أبى إذا أراد الاستخارة في الامر توضأ وصلى ركعتين ، وإن كانت الخادمة تكلمه فيقول : سبحان الله ولا يتكلم حتى يفرغ.

ملاحظات حول روايات هذا الباب: لم يذكر شيء حول الاستخارة بالقرآن أو السبحة بل فقط تركيز على استحباب الاستخارة بشكل عام و بالنسبة للاسلوب لم يذكر سوى أسلوب صلاة ركعتين مع دعاء.

- باب القول عند الاستخارة
1 - قال جعفر بن محمد ( ع ) : ليجعل أحدكم مكان قوله " اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك " " اللهم إني أستخيرك برحمتك وأستقدرك الخير بقدرتك عليه " وذلك لأن في قولك : " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك " الخير والشر ، فإذا اشترطت في قولك كان لك شرطك إن استجيب لك ، ولكن قل : اللهم إني أستخيرك برحمتك ، وأستقدرك الخير بقدرتك على لأنك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، فأسألك أن تصلى على محمد النبي وآله كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم إن كان هذا الامر الذي أريده خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فيسره لي ، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنى واصرفني عنه.
2 - عن جعفر بن محمد ( ع ) قال : كان بعض آبائي يقول : " اللهم لك الحمد ، وبيدك الخير كله ، اللهم إني أستخيرك برحمتك ، وأستقدرك الخير بقدرتك عليه ، لأنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم فما كان من أمر هو أقرب من طاعتك وأبعد من معصيتك ، وأرضى لنفسك ، وأقضى لحقك فيسره لي ويسرني له ، وما كان من غير ذلك فاصرفه عنى واصرفني عنه ، فإنك لطيف لذلك والقادر عليه.
3 - عن أبي جعفر ( ع ) قال : كان علي بن الحسين ( ع ) إذا هم بأمر حج أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهر ثم قال : اللهم إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني ، وخيرا لي في دنياي وآخرتي ، وعاجل أمرى وآجله ، فيسره لي ، رب اعزم على رشدي وإن كرهت ذلك وأبته نفسي.
4 - من قال أبو جعفر ( ع ) : إني إذا أردت الاستخارة في الامر العظيم استخرت الله في مقعد مائة مرة ، وإن كان شراء رأس أو شبهه استخرته ثلاث مرات في مقعد ، أقول : اللهم أنى أسألك بأنك عالم العنب والشهادة ، إن كنت تعلم أن كذا وكذا خير لي فخره لي ويسره ، و إن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عنى إلى ما هو خير لي ، و رضني في ذلك بقضائك فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وتقضى ولا أقضى ، إنك علام الغيوب.
5 - عن علي بن أسباط رفعه إلى أبى عبد الله ( ع ) قال تقول في الاستخارة : " أستخير الله وأستقدر الله وأتوكل على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أردت أمرا فأسأل إلهي إن كان ذلك له رضى أن يقضى لي حاجتي ، وإن كان له سخطا أن يصرفني عنه ، وأن يوفقني لرضاه.

ملاحظات حول روايات هذا الباب: ليست هذه الروايات الا تفصيل لروايات التي سبقتها, بالنسبة للاذكار التي تذكر في سبيل الاستخارة.

- باب القرعة[6]
1 - عن فضيل بن يسار ، قال : سألت أبا عبد الله ( ع ) عن مولود ليس له ما للرجال ولا ما للنساء ، فقال : هذا يقرع عليه الإمام ، يكتب على سهم " عبد الله " ويكتب على سهم آخر " أمة الله " ثم يقول الإمام أو المقرع : " اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون بين لنا أمر هذا المولود حتى نورثه ما فرضت له في كتابك " قال : ثم يطرح السهمان في سهام مبهمة ، ثم تجال فأيهما خرج ورث عليه.
1 - عن منصور بن حازم قال : سأل بعض أصحابنا أبا عبد الله ( ع ) عن مسألة ، فقال له : هذه تخرج في القرعة ، ثم قال : وأي قضية أعدل من القرعة إذا فوض الامر إلى الله عز وجل ؟ ! أليس الله يقول تبارك وتعالى : " فساهم فكان من المدحضين ".

ملاحظات حول روايات باب القرعة: مخالفتها للقرآن بسبب تشابهها الكبير الاستقسام بالازلام , فلا ينظر اليها.

 • الجوامع الثانوية
الكتب الأَربعة التي يدور عليها رحى الاستنباط لدى الشيعة المؤلّفة في القرن الرابع و الخامس وهي:
1. الكافي‏, لمحمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (260-329 ه).
2. من لا يحضره الفقيه‏, للشيخ الصدوق (306 -381 ه).
3. التهذيب و الاستبصار ,هما للشيخ الطوسي (385-460 ه).

ورد موضوع الاستخارة في هذه الكتب تحت عنوان صلاة الاستخارة ما عدا كتاب الاستبصار الذي لم يتطرق الى موضوعها, ولم يرد شيء في هذه الكتب حول الاستخارة بواسطة القرآن الكريم أو السبحة, لا بل ورد نهي عن التفاؤل بالقرآن في الكافي, وهذا الأمر دلالة واضحة على ابتداعهما فيما بعد.
بتجميع مختلف روايات الكتب الاربعة يمكن تقسيم موضوع الاستخارة الورادة في هذه الكتب الى :

1. الاستخارة بواسطة عن صلاة مستحبة و إستلهام القرار الأنسب قلبيا,كما الروايات التالية:
 عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع : إِذَا هَمَّ بِأَمْرِ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ أَوْ عِتْقٍ تَطَهَّرَ ثُمَّصَلَّى رَكْعَتَيِ الِاسْتِخَارَةِ يَقْرَأُ فِيهِمَا سُورَةَ الْحَشْرِ وَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ ثُمَّ يَقْرَأُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا خَيْراً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَيَسِّرْهُ لِي عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَ أَجْمَلِهَا اللَّهُمَّ وَ إِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا شَرّاً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ رَبِّ اعْزِمْ لِي عَلَى رُشْدِي وَ إِنْ كَرِهْتُ ذَلِكَ أَوْ أَبَتْهُ نَفْسِي[7].
 عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ: سَأَلَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ أَبَا الْحَسَنِ ع لِابْنِ أَسْبَاطٍ فَقَالَ مَا تَرَى لَهُ وَ ابْنُ أَسْبَاطٍ حَاضِرٌ وَ نَحْنُ جَمِيعاً يَرْكَبُ الْبَرَّ أَوِ الْبَحْرَ إِلَى مِصْرَ فَأَخْبَرَهُ بِخَيْرِ طَرِيقِ الْبَرِّ فَقَالَ الْبَرُّ وَ ائْتِ الْمَسْجِدَ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ انْظُرْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ فَاعْمَلْ بِهِ وَ قَالَ لَهُ الْحَسَنُ الْبَرُّ أَحَبُّ إِلَيَّ لَهُ قَالَ وَ إِلَيَّ.[8]

2. الاستخارة بواسطة تسبيح بعد صلاة أو دونها و إستلهام القرار الأنسب قلبيا,كما الروايات التالية:
 وَ رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ مَا اسْتَخَارَ اللَّهَ عَبْدٌ سَبْعِينَ مَرَّةً بِهَذِهِ الِاسْتِخَارَةِ إِلَّا رَمَاهُ اللَّهُ بِالْخَيْرِ يَقُولُ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ وَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خِرْ لِي فِي كَذَا وَ كَذَا.[9]

 سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَسْرِيُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الِاسْتِخَارَةِ فَقَالَ اسْتَخِرِ اللَّهَ فِي آخِرِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً قَالَ كَيْفَ أَقُولُ قَالَ تَقُولُ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ.[10]

 عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَا تَتَفَأَّلْ بِالْقُرْآنِ.[11]

3. الاستخارة بواسطة الرقاع أو القرعة, وردت هذه الطريقة فقط بالكافي دون الكتب الثلاثة الاخرى وذلك عبر روايتين فقط:

 عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةً مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ افْعَلْهُ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةً مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ لَا تَفْعَلْ ثُمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلِ الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لَا تَفْعَلْ فَلَا تَفْعَلْهُ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لَا تَحْتَاجُ إِلَيْهَا .

 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْهُمْ ع: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ قَدْ سَأَلَهُ عَنِ الْأَمْرِ يَمْضِي فِيهِ وَ لَا يَجِدُ أَحَداً يُشَاوِرُهُ فَكَيْفَ يَصْنَعُ قَالَ شَاوِرْ رَبَّكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ كَيْفَ قَالَ لَهُ انْوِ الْحَاجَةَ فِي نَفْسِكَ ثُمَّ اكْتُبْ رُقْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ لَا وَ فِي وَاحِدَةٍ نَعَمْ وَ اجْعَلْهُمَا فِي بُنْدُقَتَيْنِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اجْعَلْهُمَا تَحْتَ ذَيْلِكَ وَ قُلْ يَا اللَّهُ إِنِّي أُشَاوِرُكَ فِي أَمْرِي هَذَا وَ أَنْتَ خَيْرُ مُسْتَشَارٍ وَ مُشِيرٍ فَأَشِرْ عَلَيَّ بِمَا فِيهِ صَلَاحٌ وَ حُسْنُ عَاقِبَةٍ ثُمَّ أَدْخِلْ يَدَكَ فَإِنْ كَانَ فِيهَا نَعَمْ فَافْعَلْ وَ إِنْ كَانَ فِيهَا لَا لَا تَفْعَلْ هَكَذَا شَاوِرْ رَبَّكَ .

ملاحظات حول الاستخارة بالرقاع :لا داعي ولا حاجة لنا للاشارة الى مدى تطابقها مع طريقة الجاهليين في الاستقسام بالازلام و بيان عدم صحتها بشكل كامل.

التحقيق في صحة أسانيد روايات الكافي حول الاستخارة
سنقتصر التحقيق بواسطة كتب علم الرجال المعتمد لدى الشيعة, فقط على روايات الكافي لأنه الأقدم بين الكتب الأربعة و لعدم وجود روايات مختلفة في الكتب الاخرى التي ألفت في فترة زمنية قريبة من زمن تأليفه.
فقد أورد الكليني الاستخارة في كتابه الكافي ضمن بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ [12]حيث ذكر ثمانية روايات حولها, سنوردها و سندقق في سند كل رواية كما وردت:

1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع :صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَخَارَ اللَّهَ مُسْلِمٌ إِلَّا خَارَ لَهُ الْبَتَّةَ.
نتيجة التحقيق : حديث ضعيف ,لأن سنده لا اعتبار له لوجود محمد بن يحيى وهو من الضعفاء و محمد بن الخالد الذي كان مجهولاً أو واقفي المذهب.
2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ :كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ص إِذَا هَمَّ بِأَمْرِ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ أَوْ عِتْقٍ تَطَهَّرَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيِ الِاسْتِخَارَةِ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِسُورَةِ الْحَشْرِ وَ بِسُورَةِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ يَقْرَأُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِذَا فَرَغَ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي دُبُرِ الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا خَيْراً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ يَسِّرْهُ لِي عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَ أَجْمَلِهَا اللَّهُمَّ وَ إِنْ كَانَ كَذَا وَ كَذَا شَرّاً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اصْرِفْهُ عَنِّي رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اعْزِمْ لِي عَلَى رُشْدِي وَ إِنْ كَرِهْتُ ذَلِكَ أَوْ أَبَتْهُ نَفْسِي.
نتيجة التحقيق : حديث ضعيف ,لأنه لا اعتبار لسنده بسبب علي بن إبراهيم وأبوه مجهول وسنده ضعيف لوجود عمرو بن شمر الذي ضعفه النجاشي و ابن داوود ولوجود عثمان بن عيسى الواقفي المذهب



3. غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةً مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ افْعَلْهُ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةً مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ لَا تَفْعَلْ ثُمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلِ الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لَا تَفْعَلْ فَلَا تَفْعَلْهُ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لَا تَحْتَاجُ إِلَيْهَا .
نتيجة التحقيق : حديث ضعيف ,لأن سنده لا اعتبار لوجود سهل بن زياد الذي عدّة علماء الرجال ضعيفاً جداً وفاسد الرأي وفاسد الدين ومغالياً حيث أخرجه أهل قم منها

4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ: سَأَلَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ أَبَا الْحَسَنِ ع لِابْنِ أَسْبَاطٍ فَقَالَ مَا تَرَى لَهُ وَ ابْنُ أَسْبَاطٍ حَاضِرٌ وَ نَحْنُ جَمِيعاً يَرْكَبُ الْبَرَّ أَوِ الْبَحْرَ إِلَى مِصْرَ فَأَخْبَرَهُ بِخَيْرِ طَرِيقِ الْبَرِّ فَقَالَ الْبَرُّ وَ ائْتِ الْمَسْجِدَ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ انْظُرْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ فَاعْمَلْ بِهِ وَ قَالَ لَهُ الْحَسَنُ الْبَرُّ أَحَبُّ إِلَيَّ لَهُ قَالَ وَ إِلَيَّ
نتيجة التحقيق : حديث ضعيف ,لأن سنده لا اعتبار له لوجود محمد بن يحيى وهو من الضعفاء , و ابن فضّال الواقفي المذهب وهو ضعيف .

5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَرَى آخُذُ بَرّاً أَوْ بَحْراً فَإِنَّ طَرِيقَنَا مَخُوفٌ شَدِيدُ الْخَطَرِ فَقَالَ اخْرُجْ بَرّاً وَ لَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ تُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ فِي غَيْرِ وَقْتِ فَرِيضَةٍ ثُمَّ لَتَسْتَخِيرُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً ثُمَّ تَنْظُرُ فَإِنْ عَزَمَ اللَّهُ لَكَ عَلَى الْبَحْرِ فَقُلِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ...
نتيجة التحقيق : حديث ضعيف , بسبب وجود علي بن إبراهيم, وعلي بن أسباط الفطحي.

6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع:إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ شَيْئاً فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيَحْمَدِ اللَّهَ وَ لْيُثْنِ عَلَيْهِ وَ لْيُصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ فَيَسِّرْهُ لِي وَ اقْدِرْهُ وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي فَسَأَلْتُهُ أَيَّ شَيْ‏ءٍ أَقْرَأُ فِيهِمَا فَقَالَ اقْرَأْ فِيهِمَا مَا شِئْتَ وَ إِنْ شِئْتَ قَرَأْتَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
نتيجة التحقيق : حديث ضعيف ,لأن سنده لا اعتبار له لوجود محمد بن يحيى وهو من الضعفاء .

7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ رُبَّمَا أَرَدْتُ الْأَمْرَ يَفْرُقُ مِنِّي فَرِيقَانِ أَحَدُهُمَا يَأْمُرُنِي وَ الْآخَرُ يَنْهَانِي قَالَ فَقَالَ إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً ثُمَّ انْظُرْ أَحْزَمَ الْأَمْرَيْنِ لَكَ فَافْعَلْهُ فَإِنَّ الْخِيَرَةَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لْتَكُنِ اسْتِخَارَتُكَ فِي عَافِيَةٍ فَإِنَّهُ رُبَّمَا خِيرَ لِلرَّجُلِ فِي قَطْعِ يَدِهِ وَ مَوْتِ وَلَدِهِ وَ ذَهَابِ مَالِهِ
نتيجة التحقيق :حديث ضعيف ,لأن سنده لا اعتبار لوجود سهل بن زياد الذي عدّة علماء الرجال ضعيفاً جداً وفاسد الرأي وفاسد الدين ومغالياً حيث أخرجه أهل قم منها , و علي بن محمد غير معلوم الحال ومحمد بن عيسى راوي الأخبار الضعيفة والخرافات

8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْهُمْ ع: أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ قَدْ سَأَلَهُ عَنِ الْأَمْرِ يَمْضِي فِيهِ وَ لَا يَجِدُ أَحَداً يُشَاوِرُهُ فَكَيْفَ يَصْنَعُ قَالَ شَاوِرْ رَبَّكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ كَيْفَ قَالَ لَهُ انْوِ الْحَاجَةَ فِي نَفْسِكَ ثُمَّ اكْتُبْ رُقْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ لَا وَ فِي وَاحِدَةٍ نَعَمْ وَ اجْعَلْهُمَا فِي بُنْدُقَتَيْنِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اجْعَلْهُمَا تَحْتَ ذَيْلِكَ وَ قُلْ يَا اللَّهُ إِنِّي أُشَاوِرُكَ فِي أَمْرِي هَذَا وَ أَنْتَ خَيْرُ مُسْتَشَارٍ وَ مُشِيرٍ فَأَشِرْ عَلَيَّ بِمَا فِيهِ صَلَاحٌ وَ حُسْنُ عَاقِبَةٍ ثُمَّ أَدْخِلْ يَدَكَ فَإِنْ كَانَ فِيهَا نَعَمْ فَافْعَلْ وَ إِنْ كَانَ فِيهَا لَا لَا تَفْعَلْ هَكَذَا شَاوِرْ رَبَّكَ .
نتيجة التحقيق :حديث ضعيف لأن سنده مقطوع و لأن علي بن محمد غير معلوم الحال.

 الجوامع الأَخيرة:
وهي كتب احاديث جمعت ما ورد في الكتب السابقة وأضافت عليها الكثير من الاحاديث, وهذه الكتب كتبت بعد الكافي بحوالي 800 سنة كمعدل وسطي للفارق الزمني, ولا يخفى على احد ,حول هذه الفترة الفاصلة بما يمكن ان تضيفه من اقاويل و تحريفات على الروايات السابقة التي قسم كبير منها ضعيف و محرف.

1. الوافي‏,لمحمد بن محسن بن فيض الكاشاني (1007- 1091 ه), فقد جمع فيه أحاديث الكتب الأَربعة القديمة، و فرغ منه سنة 1068 ه.
2. وسائل الشيعة ,للشيخ محمد بن حسن بن علي بن حسين الحرّ العاملي‏المشغري (1033- 1104 ه).
3. بحار الأَنوار,للشيخ محمد باقر بن العالم الجليل محمد تقي ابن مقصود علي المجلسي (1037 1110 ه) .
4. جوامع الكلم‏,و هو أحد المجاميع الحديثية المتأخّرة، صنّفه السيد محمد بن السيد شرف الدين الشهير بالسيد ميرزا الجزائري.
5. عوالم المعالم‏ ,لعبد اللّه بن نور الدين البحراني المعاصر لصاحب البحار،هو الكتاب الكبير الذي يزيد على مجلدات البحار بكثير، ، و قد طبع في عام 1318.
6. الشفا في أخبار آل المصطفى ,لمحمد رضا بن عبد اللطيف التبريزي، (المتوفّى 1157 ه) جمع فيه الاخبار و بوّبها نظير البحار في مجلدات، و قد فرغ من بعض مجلداته 17 رجب سنة 1178 ه، و الكتاب في الحقيقة مجمع بين البحار و الوافي،.لكن هذا الجامع لم ير النور و هو بعد مخطوط.
7. مستدرك الوسائل‏,و هو سابع المجاميع الحديثية، صنفه حسين بن محمد تقي الطبرسي النوري (1254 1320 ه) و الكتاب يحتوي على 23 ألف حديث عن أهل البيت.و الكتاب كما يعرب اسمه استدراك على وسائل الشيعة، و ذكر فيه ما لم يعثر عليه صاحب الوسائل،و قد طبع الكتاب في أزيد من عشرين جزءاً.
8. جامع أحاديث الشيعة,تأليف لجنة مؤَلّفة من علماء الحوزة العلمية تحت إشراف المرجع الديني السيد حسين الطباطبائي البروجردي (1292 1380 ه)، و يعدّ هذا الجامع أضخم جامع فقهي للشيعة ظهر في الفترة الأَخيرة، يحتوي على كلّ ما ورد في الكتب الأَربعة و وسائل الشيعة و مستدرك الوسائل و غيرها من كتب الحديث.

سنكتفي بإعتماد مصدرين فقط من هذه المصادر, وسائل الشيعة وبحارالأنوار, كونهما الأشهر بينهم والأكثر إعتمادا من قبل الفقهاء الشيعة.
لن نتعرض للروايات المنقولة عن الكتب الاربعة السابقة بل سنركز على فقط على ما أضيف عليها و تحديدا الاستخارة بالقرآن والسبحة التي هي محور بحثنا كونها الأكثر إنتشارا بين الشيعة.

الاستخارة بالقرآن الكريم في الجوامع الاخيرة
وردت هذه الروايات في الوسائل و البحار,كالتالي:
من وسائل الشيعة: بَابُ جَوَازِ الِاسْتِخَارَةِ بِالْقُرْآنِ بَلِ اسْتِحْبَابِهَا وَ كَرَاهَةِ التَّفَاؤُلِ بِهِ .[13]
7816- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ عَنِ الْيَسَعِ الْقُمِّيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أُرِيدُ الشَّيْ‏ءَ وَ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ فَلَا يُوَفَّقُ فِيهِ الرَّأْيُ إِلَى أَنْ قَالَ فَقَالَ افْتَتِحِ الْمُصْحَفَ فَانْظُرْ إِلَى أَوَّلِ مَا تَرَى فَخُذْ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
بإلتفاتة من الحر العاملي الى تناقض هذه الرواية مع رواية الكافي: لَا تَتَفَأَّلْ بِالْقُرْآنِ , قام بتعليق للتهرب من هذا التناقض:
"أَقُولُ الِاسْتِخَارَةُ طَلَبُ الْخِيَرَةِ وَ مَعْرِفَةُ الْخَيْرِ فِي تَرْجِيحِ أَحَدِ الْفِعْلَيْنِ عَلَى الْآخَرِ لِيُعْمَلَ بِهِ وَ التَّفَاؤُلُ مَعْرِفَةُ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ وَ أَحْوَالِ غَائِبٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ".
أما صاحب بحار الأنوار فقد أعتمد بشكل رئيسي على كتابات ,علي بن طاوس الحلي (589-664 ه), صاحب كتاب فتح الأبواب الذي يتمحور موضوعه حول الاستخارات و انواعها و الدفاع عنها.

بعض مما ورد في بحار الأنوار تحت عنوان: باب الاستخارة و التفؤل بالقرآن المجيد [14]
- الفتح، ]فتح الأبواب[ ذكر الشيخ الإمام الخطيب المستغفري بسمرقند في دعواته إذا أردت أن تتفأل بكتاب الله عز و جل فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات ثم صل على النبي و آله ثلاثا ثم قل اللهم تفألت بكتابك و توكلت عليك فأرني من كتابك ما هو مكتوم من سرك المكنون في غيبك ثم افتح الجامع(القرآن التام لجميع السور و الآيات) و خذا الفال من الخط الأول في الجانب الأول من غير أن تعد الأوراق و الخطوط كذا أورد مسندا إلى رسول الله ص .
- الفتح، ]فتح الأبواب[ وجدت في بعض كتب أصحابنا صفة القرعة في المصحف يصلي صلاة جعفر فإذا فرغ منها دعا بدعائها ثم يأخذ المصحف ثم ينوي فرج آل محمد بدءا و عودا ثم يقول اللهم إن كان في قضائك و قدرك أن تفرج عن وليك و حجتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا فأخرج لنا رأس آية من كتابك نستدل بها على ذلك ثم يعد سبع ورقات و يعد عشر أسطر من ظهر الورقة السابعة و ينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطور ثم يعيد الفعل ثانيا لنفسه فإنه يبين حاجته إن شاء الله تعالى
-أقول وجدت في بعض الكتب أنه نسب إلى السيد ره الرواية الثانية لكنه قال يقرأ الحمد و آية الكرسي و قوله تعالى وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ إلى آخر الآية ثم يدعو بالدعاء المذكور و يعمل بما في الرواية. و وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي ره أنه وجد بخط الشيخ قدس سره رواية حسنة في التفؤل بالمصحف .
كتاب الغايات، لجعفر القمي صاحب كتاب العروس و المكارم عن أبي علي اليسع بن عبد الله القمي قال قلت لأبي عبد الله ع إني أريد الشي‏ء فأستخير الله فيه فلا يفي و لي فيه الرأي أفعله أو أدعه فقال انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة أي شي‏ء يقع في قلبك فخذ به و افتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذ به إن شاء الله
روي عن الصادق ع قال إذا أردت الاستخارة من الكتاب العزيز فقل بعد البسملة إن كان في قضائك و قدرك أن تمن على شيعة آل محمد بفرج وليك و حجتك على خلقك فأخرج إلينا آية من كتابك نستدل بها على ذلك ثم تفتح المصحف و تعد ست ورقات و من السابعة ستة أسطر و تنظر ما فيه

ملاحظات حول روايات وسائل الشيعة وبحار الأنوار: لا تقتصر الروايات المبتدعة على الاستخارة بالقرآن أو السبحة بل تنوعت الى طرق اخرى و وسائل متنوعة لم نذكرها. ويلاحظ ان الفضل الكبير في ابتداع ذلك يعود الى علي ابن طاووس صاحب كتاب فتح الأبواب الذي أضاف العديد من الاساليب للاستخارة مما هو منتشر في زمانهه الذي ينسبه الكثير من رجال الدين حينها و منهم من نسب اسلوب السبحة الى الامام المهدي.
لكن اللافت في الروايات نسب الاستخارة بالقرآن الكريم الى رسول الله بينما كلنا يعلم بعدم وجود قرآن مجموع على عهده بل جمع بعد وفاته, فكيف يمكنه الطلب الى المسلمين الاستخارة بالقرآن و هو غير مجموع .

ملاحظات عامة حول صلاة الاستخارة بالدعاء الى الله:
لا يوجد مشكلة ظاهرة بالروايات التي تصف الاستخارة بأنها صلاة مستحبة يتبعها دعاء الى الله والطلب منه الارشاد الى القرار السليم بعد ممارسة عملية التفكير , فهذا نوع من طلب الالهام الذي هو حقيقة و يأتي بعد طول التفكير ولا ينكره احد و تجربة ملموسة لدى المبدعين و المخترعين ,يذكر ذلك احد الكتاب الفرنسيين, جاك هادامارا في مقالة بعنوان: تأثير الشعور الباطن في البحوث العملية:
" حين نتأمل في الكشوفات والاختراعات, فلا يمكن لنا أن نهمل تأثير الادراكات الباطنية المفاجئة, فإن كل عالم محقق, قد أحس بهذه الحقيقة , وهي أن الحياة والمسائل العلمية مؤلفة من مجموعة الفعاليات والنشاطات, التي كان للشعور والارادة دخل في بعضها والبعض الآخر منها ناشئ من بعض الالهامات الباطنية".
أما المشكلة الرئيسية هو بإستخدام وسائل بالاستخارة التي تمنع العقل من ممارسة دوره و أخذه من تجاربه فتصبح قرارات الفرد اكثر صوابية مع ازدياد الخبرة والتجربة.

ملاحظات عامة على الاستخارة بالقرآن وغيره:
1. تناقض الاستخارة بالقرآن و السبحة مع الروايات التي تحث على التفكير والاستشارة.
2. تناقض الاستخارة مع المشهور من كلام الامام علي ,كالتالي:
- اضْمُمْ آرَاءَ الرِّجَالِ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ اخْتَرْ أَقْرَبَهَا إِلَى الصَّوَابِ وَ أَبْعَدَهَا مِنَ الِارْتِيَابِ
- اضربوا بعض الرأي ببعض يتولد منه الصواب
- إذا هممت بأمر فاجتنب ذميم العواقب فيه
- الأمور ثلاثة أمر بان لك رشده فاتبعه و أمر بان لك غيه فاجتنبه و أمر أشكل عليك فرددته إلى عالمه
- من كثرت فكرته حسنت عاقبته
- من استقبل وجوه الآراء عرف مواقف الخطإ و من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول
- من تورط فى الأمور بغير نظر فى العواقب فقد تعرض للنوائب
- خوافي الآراء تكشفها المشاورة
- ما استنبط الصواب بمثل المشاورة
- من لزم المشاورة لم يعدم عند الصواب مادحاً و عند الخطأ عاذراً.
3. عدم توافقها مع المشهور من الحوادث التي حصلت زمن رسول الله وطريقة تصرفه إزاءها, كما حصل قبيل معركة احد عندما جرى جدال كبير حول الطريقة الأنسب للقتال , داخل المدينة ام خارجها, فلم يستمهل حينها أصحابه لعمل الاستخارة بالقرآن او غيره بل اتبع المشورة و رأي الاغلبية مع حساسية هذا القرار و خطورته على مستقبل الاسلام بشكل عام.

4. لا يعقل بأن رسول الله نصح بالاستخارة بالقرآن,لعدم وجود قرآن مجموع على عهده الذي جمع بعد وفاته, فكيف يمكنه الطلب الى المسلمين الاستخارة بالقرآن و هو غير مجموع .


5. ان القرآن المجموع بعد رسول الله كان محدود التداول لعدة قرون ولم تكن اساليب الطباعة قادرة على ان توفر بشكل كبير بين الناس فاقتصر امتلاكه على بعض العلماء والافراد في كل مدينة, وكان من الحجم الكبير بسماكة حوالي النصف متر مما يصعب عملية الاستخارة به أو نقله في الاسفار اذا احتاج اي شخص للاستخارة فيما لو كانت اسلوب حقيقي الاتخاذ القرارات, لذا فلا يعقل أيضا بأن رسول الله نصح بالاستخارة بالقرآن.

6. الاستخارة بالسبحة شبيهة بالاستقسام بالازلام أو القرعة الممارسة زمن الجاهلية التي نهى عنها القرآن الكريم.

7. عدم ورود أي روايات حول الاستخارة بالقرآن او السبحة في الكتب الاربعة التي هي محور الاستنباط لدى الشيعة, كالكافي و أمثالها , بل وردت بعد هذه الكتب بعدة مئات من السنين.


8. كل الروايات حول الاستخارة هي روايات احاد ضعيفة السند لا يطمئن الى صحتها.

9. للاستخارة المنتشرة مفعول مخدر للعقول فتجعل من الافراد أصحاب عقول مشلولة و ضعيفة الثقة بالنفس والعقل و تجعلهم اشخاص ضعاف مترددن لا يجرؤن على اتخاذ قرارات في حياتهم.


في الختام نورد رأي الدكتور علي شريعتي حول الإستخارة بالقرآن الكريم ,الذي يلخص ما حاولنا تأكيده:
القرآن ليس للاستخارة إنك تستخدمه عند القيام بالاستخارة وبدلاً من الاختيار والعزم والعمل والحكم والفهم والتفكير فهذه هي أعمال الإنسان, وقيمة امتياز الإنسان تقوم عن طريق كتاب بنوع من الشعوذة والرمل أو التلاعب بالخطوط, وتجعل منه كأوراق اليانصيب واللوتو, و أنا ابنك .. , لست مستعداً لإهانة القرآن إلى هذا الحد, فهو كتاب على كل الأحوال.. ولا ألعب به, تماماً مثلما لا أهين العقل, فأنا استخدم عقلي بمساعدة العلم وشحذ الذهن والوعي والشعور والدراسة واستشارة المطلعين والمتخصصين والرجوع إليهم, وأفكر بشكل منطقي, ولو آمنت ذات اليوم أن قرآنك كتاب هداية لقرأته, حتى أفهم عن طريق التفكير في تعاليمه وفهمها: الطريق الجيد, الطريق المقبول, والطريق السيء بالحياة... لا عن طريق الاستخارة.. ولفتحت عيني قبل أن أفتح دفتيه وأبحث عن موضوع ما لأرى ما الذي قال بشأنه, لا أن أغمض عيني وأفتحهما على سبيل المصادفة والحظ لأرى ماذا كُتب في الآية أو الكلمة التي على رأس الصفحة اليمنى ثم أعزم طبقاُ لها, وأحكم على قضية ما أو على إنسان ما!.[15]





[1] تفسير الميزان للطباطبائي ج 6 ص 118

[2] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 3 - ص 190

[3] تفسير الرازي - الرازي - ج 8 - ص 49

[4] أنظر, الشيخ السبحاني, مصادر الفقه الإسلامى و منابعه ,ص : 357- 367.

[5] المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 2 - ص 598 - 600

[6] المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 2 - ص 603

[7] تهذيب‏الأحكام 16 180 3- باب صلاة الاستخارة ..... ص : 9

[8] الكافي ج : 3 ص : 471

[9] تهذيب‏الأحكام 16 182 3- باب صلاة الاستخارة ..... ص : 9

[10] من‏لايحضره‏الفقيه 562 1 باب صلاة الاستخارة ..... ص : 562

[11] الكافي 629 2 باب النوادر ..... ص : 627.

[12] - الكافي ج : 3 ص : 471

[13] وسائل‏الشيعة ج : 6 ص : 233

[14] بحارالأنوار ج : 88 ص : 241باب 4

[15] علي شريعتي ,أبي..أمي.. نحن متهمون- ص:68.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألإستخارة ليست من الدين
Kamal Belbisi ( 2012 / 6 / 6 - 11:59 )
كتب الدكتور احمد صبحي منصور في رده على سؤال عن الإستخارة في الإسلام
آحمد صبحي منصور :
أهلا أخى العزيز
ليس فى الاسلام استخارة ولكن فى الاسلام توكل على الله تعالى و الاعتماد عليه .
الاستخارة من إفرازات الديانات الأرضية التى تقام بالافتراء على الله تعالى و رسوله ، باسنادها الى وحى مزعوم منسوب للنبى (الحديث النبوى ) أو الى الله تعالى ( الحديث القدسى ) ، أو الى مدعى الولاية كالصوفية الذين يزعمون أن العلم اللدنى يأتيهم من الله تعالى مباشرة الى اتلقلب بعد زوال الحجاب ، أوأنهم يخاطبون الله تعالى مباشرة أو يرونه فى المنام ،أو يخاطبون النبى محمدا عليه السلام أو يرونه فى المنام أو اليقظة . وتتعدد لدى الصوفية مزاعم الوحى بالمنام و الهاتف و الفيض الالهى و الإشراق .. الى آخر تلك الخرافات.
ولكن ما يهمنا منها أنها أنتجت فى البيئة الشعبية امكانية التخاطب مع الله أو الاتصال به فى الأمور المهمة ، وذلك فيما يعرف بالاستخارة. وسنكتب بحثا تاريخيا عن شيوع الاستخارة فى العصر المملوكى.
الذى يهمنا الآن أنه لا وجود للاستخارة فى الاسلام
يوجد فى الاسلام : التشاور وبحث الأمر يتبع ،


2 - تابع لما قبله
Kamal Belbisi ( 2012 / 6 / 6 - 12:05 )
ثم بعد الاطمئنان الى توفر كل وسائل نجاحة نعتمد على الله جل وعلا ونقوم بالتنفيذ ، وهذا ماكان يفعله خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، والله تعالى يقول له ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )( آل عمران 159 ). المشورة تعنى تقليب الأمر من جميع جوانبه بحثا وتمحيصا واستماعا لكل الآراء ، ثم بعدها اتخاذ الرأى الصائب وتنفيذه متوكلا على ربك جل وعلا يتبع .


3 - تابع لما قبله
Kamal Belbisi ( 2012 / 6 / 6 - 12:10 )
ومن يتوكل على الله تعالى حق التوكل مؤمنا به جل وعلا و باليوم الآخر حق الايمان يلتزم بأن يحسن كل عمل يقوم به ، ثم يحمد الله جل وعلا على أى نتيجة ، ويرضى بها باعتبارها قدرا مقدرا سلفا ، ويبتسم منتظرا أجره إن لم يكن فى الدنيا فهو ينتظره فى الآخرة.


4 - من اجل الحقيقه ليس الا
الدكتور محمد جواد فخر الدين ( 2012 / 6 / 7 - 01:24 )
مقالتك اخي العزيز من الضعف العلمي الاكاديمي ماتضحك له الثكالى انت تسئل وتجيب في نفس الوقت لم اجد في كتاباتك اي نفس بحثي حقيقي بل مجرد التطاول واخفاء الحقائق او رفضها دون التحقق من اصولها ، مع العلم هذا الامر لاتنفرد فيه الشيعة الامامية فحسب بل كل المذاهب الاسلاميه على حد سواء بصيغ مختلفه لذا اتمنى على كاتبنا العزيز ان يعالج اي امر بصوره حياديه مع التقدير


5 - رد على الدكتور محمد جواد فخر الدين
فادي كمال الصباح ( 2012 / 6 / 7 - 08:42 )
عزيزي الدكتور الاكاديمي, تعليقك ماتضحك له الثكالى, كان من الافضل الرد بالدليل بدل الكلام العام , ولو كانت المقالة لا اهمية لها لما اتعبت نفسك بالدخول عدة مرات على المقالة والرد بواسطة
الفيسبوك تحت اسم -الراصد النجفي - ومرة اخرى بإضافة نفس التعليق بإسمك.
بما أنك أكاديمي , لماذا لا تبحث في الكافي والكتب المعاصرة له و تجد لي دليلا على وجود شيء إسمه استخارة بالقرآن الكريم أو المسبحة ؟
و أين تجد محل الاستخارة بالقرآن الكريم والمسبحة أمام الكم الكبير من الروايات المنسوبة الى الامام علي في نهج البلاغة وغيره التي تحث على التعقل والتدبر والتشاور ؟!.


6 - الاستخارة ليست من البدع والضلالة
الدكتور محمد جواد فخر الدين ( 2012 / 6 / 8 - 12:00 )
الاستخارة : ليست من البدع والضلالة وإنما هي شكل من اشكال العبادة والتقرب إلى الله بالدعاء . واما من السنة : فيكفي في شرعية أصل الاستخارة عموم مثل قوله ( من أعطى الدعاء أعطى الاستجابة . . . ومن أعطى التوكل أعطي الكفاية . ويمكنك مراجعة باب ( صلاة الاستخارة ) في كتابي الكافي ومن لايحضره الفقيه وتهذيب الاحكام وهي احد الكتب الاربعه وفيها اشارات واضحه ، اما انك تعتبرها روايات منسوبه فعلى أي ميزان علمي بنيت رأيك او مجرد رفض لاجل الرفض


7 - رد اخير على دكتورنا الاكاديمي
فادي كمال الصباح ( 2012 / 6 / 8 - 20:23 )
,ليتك أتعبت نفسك قليلاً و اطلعت على ماذا استند في المقالة !!, فما طالبتني بمراجعته هو محور استنادي في المقالة , لكن كما تعودنا على المتعصبين لموروثهم الديني بهجومهم التلقائي دون النظر الى تم الاستناد اليه في نقد موروثهم, فلا استغرب ردة فعلك تلك . انت اخذت مجرد وجود كلمة استخارة في بعض روايات الكافي والكتب المعاصرة , كافياً لأخذك بتلك العادة المخدرة للعقول , لو حللت مضامين هذه الروايات ستجد بأنها لا تتكلم عن شيء إسمه الاستخارة بالقرآن والمسبحة وغيرها مما هو متعارف عليه اليوم لدى الشيعة , فهذه الاساليب مبتكرة بعد مئات
السنين من ظهور الكافي و الكتب المعاصرة له.


8 - حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له
الدكتور محمد جواد فخر الدين ( 2012 / 6 / 8 - 22:57 )
اخي العزيز ليس كل ما متدوال اليوم بين السلمين من امور تتعلق بالعبادات او المعاملات قد ذكرها القران الكريم ، لاتتوقع مررت كما يمر الاخرون على اي مقال بل على العكس قرئتها مرارا وتكرارا وانا قلت سابقا ان هدفك من هذا المقال ليس عملية نقد لاجل اصلاح بل نقد لاجل النقد ،وهذا واضح جدا بين كل كلمة وضعتها في هذا المقال ، ليس يهمني من هذا كله الا ان اقول ما ممكن رفض اي رواية دو الاستناد الى جملة امور تتعلق اصلا بهذه الرواية من حيث السند ومتن الرواية ، والنظر في مدى مخالفتها للقران والسنة او التلاقي معها ،واذا كنت تنظر الى الامر من جانب احادي فعليك قبل ان تطالبني بقراءة نصوص الروايات الوارده في كتاب الكافي لمعرفة انها لم تكن تنطوي على مورد واحد ، اما كونك تعتبر هذا مخدر ، للعقول فيبقى رأيك اذا كنت على بصيرة من امرك ولاتحاول ان تضع امورك بين يدي الله مع العلم الايمان بهذا الشي او عدمه لايقلل من قيمة العقيده بشي ، يعني اذا تعتبر هذا الامر يخل بجانب القدرة للانسان فيبقى رأيك وهذا الامر ليس مدعاة الى الخلاف والى النقد اللاذع الذي انطوت عليه هذه المقالة ،والتي ابتعدت عن اصول البحث الاكاديمي

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا