الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة التاريخ

نورالدين علوش

2012 / 6 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فلسفة التاريخ:الدين و الفلسفة والغائية
ترجمة نورالدين علوش - المغرب
http://mecaniqueuniverselle.net/animal-homme/environnement/histoire.php


- من اليهودية الى ارسطو .مرورا بكانط وانتهاءا بهيغل
التفاؤل من الله والتشاؤم من الإنسان" مثل عربي"
الغائية هي بديل فلسفي. فهذا الاختيار يعترف بوجود قضية غائية.ويفترض هدفا
أخيرا.كما انه يرى في الخلق علامة جوهرية أو متعالية منذ البداية. فهذا المنظور يسمى الغائية , الذي يتعارض مع النزعة الميكانيكية.
ففلسفة التاريخ هي فرع فلسفي يهتم بالتأمل في معنى ولا معنى الإنسانية .
وعلى ما يبدو لي هناك 3 مقاربات لفلسفة التاريخ:- الأولى تعترض على أي محاولة
للتأمل في المعنى الأخير للإنسانية . وهذا هو موقف اغلب التيارات الفلسفية المعاصرة لا تهتم إلا بما هو راهن والى حد ما المستقبل القريب.

الثانية :تختلف عن الأولى, حيث أن هناك غاية للبشرية تصبو إليها وهذا ما نجده عند كانط وهيغل وماركس؛ بالإضافة إلى اوغوست كونت وتوما الاكويني..

المقاربة الثالثة: تهتم بالغائية لكن من اجل الطعن في جدارتها وأهميتها , فمثلا نجد شوبنهمر يرفض فكرة تقدم الإنسانية ,ونيتشه يعترف بوجود تقدم للإنسانية ؛لكن في الاتجاه الخاطئ.
تاريخ فلسفة التاريخ قبل ولادة المسيح عليه السلام
موسى وارسطو
لفلسفة التاريخ بدايات عديدة . منها الغائية . وفكرة القيامة هي واحدة منها كذلك . نجد
فكرة الغائية لأول مرة في فلسفة أرسطو . في كتابه الأخلاق إلى نيقوماخس يتحدث عن
الغائية الكامنة في طبيعة الأشياء.لكن هذا المبدأ الايجابي لن يظهر جيدا إلا مع
اليهودية. في القرن الثالث قبل الميلاد.وحسب اليهودية فان البشرية تتطور لغاية إقامة مملكة مسيحية عالمية . فظهور الملكوت الأرضي يعني "نهاية الأزمان"
القرون الكبرى المنشئة للروحانيات
أن تكون فيلسوفا هو أن تعالج بعض من المشاكل , لكن ليس على الصعيد النظري فقط
بل على الصعيد العملي كذلك." هنري دافيد تورور".فالقرن السادس والخامس والرابع قبل الميلاد عرف نهضة فلسفية دينية كبيرة. حيث نجد الهندوسية واليانية والبوذية والطاوية واليهودية..

إنها أسست قواعد للتجربة الداخلية والباطنية. ففكرة التقدم الايجابي تأسست
في تلك القرون المثمرة فلسفيا ودينيا. حيث تأسست مع كتابات أفلاطون.بالإضافة إلى أن الحب تطور تدريجيا مع الرغبة البدائية حتى النشوة.
لكن مع ذلك فأفلاطون ينتمي الى عالم قبل غائي. وكما نجد عند الفلسفات الأسيوية فتلميذ سقراط نجده يهتم بالتطور الفرداني. وحتى السياق الذي كان يعيش فيه سواء السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي لم يسمح له بتصور فكرة التقدم البشري.
التأثير الحاسم للديانات التوحيدية
في المقابل نجد أن الديانات التوحيدية اهتمت كثيرا بتطور الإنسانية. فإنجيل دانييل في القرن الثالث قبل الميلاد وضع أسس فكرة القيامة.
. ثم جاءت أناجيل يوحنا وبولس لترسخ هذا المفهوم. وفيما بعد جاء كبار الفلاسفة المسحيين أمثال توما الاكويني واغسطين لغرسها في الوجدان المسيحي نهائيا .




كانط وهيغل والعقلانية
لكن الرائد في العقلانية بدون منازع هو الفيلسوف الألماني كانط.
فهو يعتبر من كبار الفلاسفة الذين اهتموا بمستقبل البشرية.كما انه من الأوائل الذين
انطلقوا من العالم المعيش وليس من فكرة الله .هيغل اعطى بعدا خاصا لهذا العمل الفلسفي.
وأثراه من ناحيتين/ الأولى مادية تحقق التاريخ في المطلق والثانية مثالية آي المطلق نفسه.
فكل الأفكار المطروحة الآن هي من بنات أفكار هيغل وكانط. فالمفكرون الاشتراكيون
والفوضويون ( سان سيمون و فورييه ’ ماركس ..)عمقوا التوجه المادي والاجتماعي
للنوع البشري. فهم عملوا على تحقيق سريع للسعادة الجسدية و الاجتماعية للإنسان..
مأزق فلسفة التاريخ
المادية والمركزية وتجاهل البعد الروحي
فالدرس المستفاد من فلسفة التاريخ أن الناس لا يستفيدون من التاريخ (هكسلي). منذ بداية
فلسفة التاريخ( كانط وهيغل وماركس وفوكوياما) إلى يومنا هذا ؛تعرضت لنقد شديد بل إلى حقيقة مصداقيتها..
هناك ثلاث اتجاهات رئيسية متناقضة دفعت في هذا الاتجاه:1- اتجاه تغيير راديكالي
للمجتمع بدون اعتبار قدرات الإنسان.
2- وهم التربع على قمة البشرية.
3- تجاهل البعد الروحي.
• الاتجاه الأول:استصغار الوقت الكافي لتغيير البشرية
مستشاطين غضبا من الجور الانساني ,بعض الفلاسفة من هذا الاتجاه يأملون في تغيير
مفاجئ للعالم. فنظرياتهم تدعو إلى العنف أو إلى الثورة. وأمام القوة الكبيرة لبعض
السلطات يبقى العنف الثوري هو السبيل الوحيد امامهم. لسوء الحظ، فإن هذه التغيرات الجذرية هي السبب في التسارع الحاد الذي يعرفه المجتمع( الثورات الشيوعية).
اليوم العالم بكامله دخل إلى عصر الديمقراطية. ما لم يتلاعب بهذا النموذج الذي يسمح
لقوى المعارضة بالتعبير عن نفسها. في ديمقراطية شرعية لن يكون للعنف أي
معنى.فالثورات اللاعنفية ( غاندي ولوثر كينغ)تتفوق عندما تكون على حق. بفضل الثورة الديمقراطية استطاع الوعي أن ينوب عن العنف في تغيير الإنسان.
- الاتجاه الثاني : مجد الفيلسوف
هناك من الفلاسفة الغائيين الفخورين باكتشافاتهم؛ من اعتبر بان الانسانية قد اقتربت من اكتمالها. لكن هذا النوع من التقدير الخاطئ يتناقض مع المنطق السليم.الذي يمكن أن يضعف مصداقية نظرياتهم .

هيغل رأى في نابليون روح العالم , فوكوياما ارتكب نفس الخطأ ؛عندما ربط بين نهاية
الحرب الباردة ونهاية التاريخ. حسب فوركويا فنهاية الصراع الاديولوجي وتاليه الديمقراطية الليبرالية أهم ما يميز نهاية التاريخ.
فالتاريخ أمامه الكثير من الأيام الجميلة حسب وجهة نظري. فظهور منظمة الأمم المتحدة
بشكل يجسد العدالة والحق لازال بعيدا. فهذا أمر لابد منه لإزالة الصرع الاديولوجي.
فيما يخص التفاؤل غير اللائق , ارتكبت النزعة الميكانيكية ذات الطابع العلمي نفس
الأخطاء مرتين. فهي تريد أن تثور بسرعة النظام وتتصور قرب الاكتمال البشري.
فالأمر يتعلق بتشويه كبير ومغالطة جسيمة.للوصول إلى كمال لا يمكن تجاوزه ,لابد للبشرية من قطع الكثير من المراحل ولابد للكثير من العقد إن تحل. لابد من الأخذ بعين الاعتبار لكل هذا أثناء زيارتكم لهذا الموقع.

الاتجاه الثالث / تجاهل البعد الروحي
القرن التاسع العشر تميز بعودة البعد الروحي .فقرن فرويد وداروين أدى إلى تطور
الاتجاه المادي . حيث كانت الكنيسة رجعية ومتواطئة مع السلطة . إذن الفلسفة تجاهلت
البعد الغائي لتركز جهودها نحو ما هو ملموس.
نعم للمادية نواحي طيبة, فهي تساهم في التقدم التقني والعلمي. بالإضافة إلى دورها في
الرفاهية وحرية التصرف والفكر والاعتقاد.فهي تفتح الأبواب للتمتع بمتاع الدنيا.
فأي مستوى أخر للتطور بدون تأمل روحي لن يودي بنا إلا إلى العدمية. وبدون البعد الروحي سيتجه الإنسان نحو التوحش والهيمنة.

فالقيم الإنسانية ليست مغطاة لجيناتنا بما فيها الكفاية, لنتخلى عن البعد الروحي.
بالنسبة للمادية الخالصة فالإنسان يختزل إلى مكوناته المادية. أوالى قيمته المادية أو
شكله. من هنا فالإنسان لا يمكنه أن يجد معنى لوجوده في ظل هذه التصورات المادية.
فالإنسانية لم تكتشف البعد الروحي صدفة . عندما يحاول أي مجتمع أن يلغي هذا البعد
الروحي فانه سيقصي مرجعياته الكبرى. وخير دليل على ذلك عودة الدين في روسيا بعد
عقود من الإلحاد. بنفس الطريقة نجد أن حالة الاختناق الدينية التي تسببه العولمة ,تساهم في عدم توازن روح العالم الغربي.
بدون أفق رحب يجد الإنسان نفسه محشورا في عالم بدون معنى. فالدين كما قال ماركس هو أفيون الشعوب . لكن اليوم السوق هو من يجسد الأفيون.

منطق فلسفة التاريخ
نهاية التاريخ ليست الآن
المستقبل تم خلقه لتغييره.( باولوكويليوو)
دائما الفيلسوف يجد في حاضره بمثابة نهاية للعالم ,فهيغل رأى في نابليون روح
العالم. وفي نفس الاتجاه يذهب فوكوياما إلى ان التاريخ توقف عندما لم يعد هناك صراع
اديولوجي بعد نهاية الحرب الباردة.
على ما يبدون سيأتي اليوم ليقول الفلاسفة هذا القول بحق, لكن ليس اليوم . على البشرية قطع الكثير من المراحل للوصول إلى كمالها.

يجب تحقق هذه الانتصارات الجديدة قبل الدخول إلى السلام الأبدي العزيز على الفيلسوف كانط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر