الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يستطيع المؤمن التفكير بصورة منطقية و يتخوف من الالحاد؟

عمر مشالى

2012 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ولد المؤمن و تربى لسنوات طويلة و عاش فى ظل الدين و وضع اغلب اماله و احلامه التى لم يستطيع ان يحققها فى الدينا على تلك الحياة الاخرى الوهيمة و هى الجنة , فالانسان فى مجتمعاتنا يشعر بالاحباط و اليأس و ذلك لسوء مستوى المعيشة و الحياة السياسة و الاقتصادية و الاجتماعية , و بالتالى فان بصيص الامل الوحيد لهذا الانسان هو الانغماس فى التدين و الغيبيات بحيث يعطى لنفسه بعض الامل و الثقة فى ان يحقق كل تلك الاحلام المهضومة فى العالم الاخر , و لاسيما عندما يرى ان جميع الدول من حوله فى الشرق و الغرب تتقدم للامام و تتعلم من اخاطئها و البشر هناك يستمتعون بحياتهم , فهذا يشعره بالمزيد من اليأس و الاحباط و لذلك يلجا للتدين و يحاول ان يقنع نفسه انه لا بأس بان يستمتع الاخرين طالما هو سيستمع فى الجنة , فعندما ياتى شخص ما و يحاول اقناعه بان دينه باطل بالعلم و المنطق و انه لا يوجد اله تقع عليه صدمة بالغة و يعتقد انها مكيدة من الشيطان و اختبار من الله له , لذلك يتهرب و يتجه مسرعا الى الصلاة و الدعاء و كتبه و لانه لا يملك الا كتبه ولا يقرأ فى مصادر علمية اخرى تجده مفلس فكريا لا يملك الا السب و الدعاء او الاجابات اللامنطقية التى لا يمكن ان تقنع شخص عاقل فى العصر الحالى.


لا يستطيع المؤمن ان يبرمج عقله للتفكير بصورة منطقية سليمة لانه اذا فكر بصورة منطقية سيتجه للالحاد , و لهذا تجد ان منطقه هو من الزندقة و النفاق و ان الله خارج جميع تصوراتنا و خارج عن الزمان و المكان , و انه خلق الانسان محدود العقل ولا يمكن للانسان يوما ما ان يتوصل الى الله مهما فعل , فهو بذلك ينفى و يكذب جميع العلوم و الاراء المنطقية و يتمسك بكتابه ليس الا , لان تلك العلوم تفضحه و تفضح دينه و تدل على بشريته.


لكى تكون ملحد هذا يتطلب منك الكثير من العوامل مثل الثقافة و القدرة على استقبال العلم و المعرفة و المنطق , و المؤمن لا يملك تلك القدرة على توفير هذه العوامل ولا توجد لديه الرغبة و اللذة فى البحث و المعرفة للوصول الى الحقيقة و متعة العلم , فدائما يتجه الى طريق الفشل وهو الطريق الاسهل و هو الصلاة و العبادات و كتبه المقدسة , و من المعروف ان طريق النجاح هو الطريق الاصعب.


لكى تكون ملحد هذا يتطلب ان تكون على خلق جيد بدون الحاجة الى دين و لكن المؤمن يحتاج للدين لكى يتحلى بالاخلاق فهو يعتقد ان الدين هو مصدر جيد للاخلاق و الحقيقة عكس ذلك حيث انه يمكنك ان ترتكب ابشع الجرائم فى حق اخيك الانسان باسم الدين او لنصرة دينك و التاريخ يشهد على هذا , يحتاج المؤمن للجحيم لكى يفعل الخير , و الجنة لكى يكون له هدف فى تلك الحياة و هو الفوز بتلك الجنة الوهمية ولا يستطيع ان يعيش من دونها لانه عندما يتفاجا بانك تخبره عن عدم وجود جنة و نار و اله سيضطرب نفسيا لاعتقاده انه اضاع عمره سدى فى الصلاوات و العبادات و الصيام و كل تلك المشقات التى فرضته عليه تعاليم دينه و من جانب اخر فقد ترك جميع ملذات الدينا و جمالها التى حرمتها عليه دينه من اجل ارضاء اله الوهمى الذى دائما يرفع يده دوما للدعاء و يكلمه ليلا من اجل الفوز بالجنة , ولذلك يحاول ان يبتعد عن جميع تلك الاراء و يتمسك بدينه.


على اساس النقطة السابقة يعتقد المؤمن ان سقوط دينه و الله يعنى سقوط حياته كليا و عدم وجود اى جدوى او هدف منها , و لكن الحقيقة عكس ذلك فسقوطهم يعنى انه ولد من جديد انسان حر عقلانى متحضر و راقى , يرفض اتباع معتقدات و تعاليم و خرافات و اساطير الانسان القديم التى لم تجلب لتلك الدنيا سوى الخراب و الدمار و التخلف و الرجعية و سفك الدماء و الالم , و فضل اتباع العلم عن اقتناع و ليس وراثة , العلم الذى عرف انه بسببه تقدمت تلك البشرية للامام , فاصبح يفكر بخلق لا يخشى شئ و ليس عبدا لاحد , هدفه السعادة و رسم البسمة على الاخرين و يفعل الخير حبا فى الناس و لارضاء انسانيته و ليس طمعا فى جنة او خوفا من جهنم.


المؤمن مكبوت جنسيا و من قرأ فى علم النفس يعلم ان هذا الكبت ينتظر فرصته للظهور و الانفجار لذلك تجد المؤمن كثير السؤال عن الحرية الجنسية و الزنى و المضاجعة و ما الرادع لها , لانه محروم و يحلم دوما بالجنس و لانه ممنوع عنده فى الاصل , فيتصور انه اذا صار ملحدا سيكون مثل الحيوان يضاجع كل ما تقع عينه عليه لان هذا هو تفكيره الخاطئ عن الالحاد بحسب ما يصوره له الكهنة و المشايخ , و الحقيقة عكس ذلك , و هى ان الدين و الايمان هوما السبب الرئيسى لهذا الكبت و الحرمان , حتى ان الالحاد يكفيه احتراما و شرفا و عظمة انه ليس بكتاب يتحدث عن الدبر و النكاح و الحيض و الحوريات و ملكات اليمين و السبايا.


يخشى المؤمن الالحاد لانه لا يريد ان يضع نفسه فى محل خطر بسبب اعتقاده فى جهنم و بهذا فهو يريد ان يكون فى الجانب الامن ثم انه ايضا يعتقد ان الالحاد هو مؤامرة صهيونية على دينه فينافق نفسه و الاخرين و يظل متمسكا بايمانه و باله الوهمى رغم عدم تاكده من وجوده , و لكنه لا يعلم انه بهذا يحقر من شانه و يجل من نفسه منافق كبير.


يعتقد المؤمن ان الله هو من خلق هذا الكون الواسع و منحه الحياة و ان هذه الدينا ما هى الا مجرد اختبار للفوز بالحياة الابدية فيظن ان الالحاد مكيدة و امتحان من الله له و لايمانه و الحقيقة عكس ذلك , فلو وجد الله اساسا لما سمح بوجود علم المنطق الذى ينفد وجوده , او سمح بوجود نظرية مثل التطور التى تنفى قصة الخلق , و لم يكن عالم مثل تشارلز داروين قد ولد اصلا فلماذا سيخلق الله شخصا ليفضحه؟ , ام انه كان نائم او فى عطلة صيفية و نسى؟ , يخاف المؤمن من الالحاد لانه يتوهم الله , الله هذا الصديق الوهمى الذى يعلم الاسرار , و لتعلم يا مؤمن انه لا وجود لله و العلم و المنطق يشهدوا على ذلك (الاله مات و نحن من قتلناه).


اما عن المراة المؤمنة و بالاخص المسلمة , فقد تم تقيدها و سجنها بسبب هذا الدين و تعانى من السيطرة عليها و اخضاعها سواء عن طريق زوجها او اسرتها , و تعانى من كبت الحريات و النظر اليها على انها اداة للجنس فقط , جميع تلك العوامل تجعل المراة تتمسك بالدين باعتباره الامل الوحيد للخروج من هذا الجحيم و التعويض عما فاتها فى الحياة الاخرى , فهى تنتظر الموت بشغف لانها تعتقد انه السبيل الوحيد من اجل الخروج من هذا الجحيم و السجن المظلم و الاذلال الذى فرضه عليها اله الاسلام , لانها تعتقد انها ستحظى بحياة افضل فى تلك الجنة المزعومة اذا اتبعت كل ما يامره بها دينها , و لذلك تجدها متمسكة بهذا الدين باى شكل من الاشكال لانها تظن انه طوق النجاة الوحيد لها من اجل حياة عاطفية جميلة و للخروج من هذا الجحيم المؤلم , فلا شك انها ستلجا الى ابسط وسائل الدفاع النفسية و هى الانكار , فهى ستحاول بكل قوة الدفاع عن اى اتهامات لدينها الحبيب طوق نجاتها , كما لو انك شاهدت رجلا يخون زوجته و حاولت اخبار تلك الزوجة عن خيانة زوجها الذى تحبه و تعتمد عليه عاطفيا و اقتصاديا , ففى البداية هى ستلجا للانكار و اتهامك بالكذب , و حتى لو عرضت عليها الدلائل قد تظل غير مصدقة و قد تتهمك بتزييف تلك الاشياء , و فى النهاية عندما لا يستطيع عقلها ان يقاوم الفكرة اكثر , فانه سوف يلجا الى تكتيك اخر و هو محاولة التماس العذر لهذا الزوج الخائن , بمحاولة تذكر الاشياء الجميلة له و التى فعلها لها فى حياتها من قبل لكى تستطيع اقناع نفسها بامكانية الاستمرار فى العيش منه , طالما لانها لا تستطيع الانفصال عنه و هذا ينطبق بالظبط على علاقة المراة العربية المسلمة بالدين , بالرغم من عدم وجود العدالة و المساواة بينها و بين الرجل اطلاقا فى هذا الدين و تحقيرها , وجود الحق للزوج فى الزواج عليها من اخرين و التقليل من شائنها , و تنزيل مستواها و جعله فى مستوى الكلب و الحمار فى ابطال الوضوء . و وصفها بالنجاسة لانها تحيض و مع العلم ان هذا شئ خارج عن ارادتها , فهى لا تستطيع ان تصدق ان الدين الذى هو املها الوحيد ما هو الا مجرد كذب و اوهام , و بالتالى فهى تحاول الدفاع عنه بكل قوة و تحاول انكار الحقائق الموجودة فيه و صحة الرويات التى تؤكد خيانة هذا الدين لها و انه هو وراء السبب الحقيقى لحالها ذلك , و حتى ان كانت الدلائل قوية جدا بحيث انها لن تستطيع انكارها , فستحاول التملص و افتعال اى عذر لذلك الدين الخائن (كمثال عن سوء اخلاق محمد و نكاحه لعائشة ذات التسع سنوات , زواجه من اكثر من اربع نساء و تميز نفسه عن الاخرين , او قتله لمعاريضه لانهم كانوا يتطاولون عليه مما استوجب قتلهم , او قصة مذبحة بنى قريظة).
...............................................................................................

ففى النهاية كلما ناقشت المؤمن سيتجه الى حالة الانكار غاليا و هى انه سيتهمك بالجهل او تزييف الادلة او عدم فهمك للايات او اخراجك من سياقها او التماس الاعذار بشتى الطرق , و ان لم يستطيع فعل ذلك فسيحاول الخروج عن الموضوع و التحدث فى موضوع اخر , مثل فوائد الدين و تلك حالة انكار ايضا واضحة و على الرغم من ان اضاراره تعد اكثر بكثير من فوائده و السبب الحقيقى فى فشل الحوارات هو ليس عدم قدرتهم على الفهم و انا عدم رغبتهم فى الفهم.

تحياتى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
سمير ( 2012 / 6 / 7 - 10:16 )
وحق العقل والعلم ان لتكتب دررا بكلام بسيط يفهمه الكل مزيدا من هذا العطاء القاصم لخرافة الاديان والى لقاء


2 - خير الماكرين
بلبل عبد النهد ( 2012 / 6 / 7 - 10:55 )
لك مني جزيل الشكر يا جزيل العطاء في كشف الغطاء عن اسطورة الديانات التي تركتنا في الوراء فعقول المسلمين يعشعش فيها العنكبوت كما عشعش على الكهف الذي كان محمد يؤلف فيه كتابه فهل الله بكل هذه الصفات لم يستطع الا تاليف كتيب صغير في حين نجد كتاب بسطاء الفوا عشرات الكتب مثل العقاد انها مهزلة تحط من قيمة الله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين


3 - اين الانصاف؟
سلام صادق ( 2012 / 6 / 7 - 12:12 )
عزيزي عمر مشالي المحترم...اني ارى في كتاباتك الكثير من التجني والاجحاف تجاه رسول البدو صلعم.... حيث ان الشخصية المحمدية تكاد أن تكون أكثر الشخصيات إلحاداً في التاريخ ... فلو لم يكن متأكداً 100% بأن هذا - الإله - غير موجود.... او ان الشيطان نفسه كان متمثلا بصلعم...... ، لما كان قد تجرأ وتحدث بإسمه ، ونقل عن لسانه الكثير من الخرافات والأساطير ...تحياتي


4 - فتحي
فتحي عثمان ( 2012 / 6 / 7 - 16:35 )
رائع رائع رائع هدا المقال بس مين حيفهم ةالكلام ده ويقتنع بيه ده لازمله ثورة علي العقل العربي بالخصوص لان الناس اتغرست في دماغهم افكار مستحيل انها تتغير


5 - omar
amr ( 2012 / 6 / 8 - 00:51 )
you fabulous


6 - العلم بالعلم
Dina El Zayat ( 2012 / 7 / 10 - 00:50 )
اولا موضوع ان الدين هو الخلاص قصاد التطور الاوروبي فانت بتتكلم في الطبقة الفقيرة الغير متعلمة فى اى دولة حتي لو الدولة علمانية وكلامك كله بيعكس دماغ انسان سلبي لأن لو احمد زويل ولا مجدى يعقوب طبقوا الكلام دة كان زمانهم موصلوش لحاجة وعلي شرط لحد دلوقتى معترفين بوجود اله لأن ببساطة مفيش حاجة واحدة من اللي درسوها في البلاد العلمانية تناقدت مع مبادئ الاديان. سوء استخدام العلم هو اللي بيوصل للحرب مش الدين وفي فرق كبير بين الدين و اللي بيستخدموا اسم الدين زى جماعات التكفير و الهبل دة. ارجع لعصور الالحاد و شوف اخلاقهم ازاي حتي فى الفترات اللي كان فيها علم ايامهم. بالنسبة لموضوع داروين عشان واجعنى اوي: للاسف انت انسان جاهل لأنك خدت نص الكلام لأن نظرية داروين خالفت قوانين الهندسة الوراثية الحديثة فى ظهور صفات فاجئة من غير وجود دليل علي وجودها قبل كدة و فوق دة كله بتخالف قوانين الطبيعة لأن غذا فصيلة علي فصيلة بيأدى لندرتها بس مش اختفائها فبيتم الغذا علي فصيلة مختلفة و دة بيدي فرصة للفصيلة الاولى انها تتكاثر تانى. العلم مقدرش يوقف الزمن او يلاقي ثغرة فيه تمكنه من السفر فيه .. خلي العلم يفسرلي ده

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية