الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألاعيب الأخوان المسلمين

مجدى خليل

2012 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قال صديقى المخضرم أنت تركز على إستغلال الأخوان المسلمين للدين وللفقراء فى الأستحواز على السلطة فى مصر وتنسى العديد من التكتيكات السياسية الناجحة التى قاموا بها، على سبيل المثال تنسى العمل المنظم والجهد الجبار الذى يقومون به حتى أنهم لديهم أكبر شبكة مترابطة ومنظمة فى مصر، وتنسى أنهم جماعة أيضا غويطة بالمعنى المصرى للكلمة ما يظهر على السطح منها ليس إلا قشور وهى تشبه الجماعات الماسونية فى العمل التحتى الخفى السرى المنظم. وتنسى كذلك هذه الشبكة العالمية الممتدة فى أكثر من مائة دولة لهذا التنتظيم، وهم بهذا يعتبروا أكبر تنظيم دينى أيدولوجى فى العالم كله حاليا؟. وتتهمهم بتغيير التحالفات ونقض العهود رغم أن هذا جزء طبيعى فى العمل السياسى،ناهيك عن قدرتهم الرهيبة فى فرض نسبة مئوية من الدخل على جميع الأعضاء وهذا يحسب لهم وليس عليهم حيث يضحى كل عضو بجزء من رفاهيته الشخصية لصالح مستقبل الجماعة، وتنسى أيضا جلدهم وصبرهم وعملهم المتواصل لمدة 84 عاما.
قلت له يا صديقى الكثير مما قلته صحيح ولكن مشكلتهم ليست فى العمل السياسى ولكن فى مدخلهم الدينى لهذا العمل، وأيضا رؤيتهم الدينية للأمور وتصنيفم للبشر وللسياسيين وللدول وللسياسات من منظور دينى.
قال صديقى المخضرم أنك تتجاهل قدرتهم السياسية وتكتيكاتهم الناجعة والناجعة فى الكثير من المواقف، فعلى سبيل المثال فى الأنتخابات الرئاسية تغير التكتيك الأخوانى بدرجة كبيرة عن الأنتخابات البرلمانية، ففى الأنتخابات البرلمانية نحن إزاء دوائر محددة تستطيع التأثير عليها بفرد منها ولكن فى الأنتخابات الرئاسية فأن الأمر مختلف. لقد درس الأخوان المشهد بدقة وكان قرارهم بالعمل بكل الطرق لكى ينافس مرشح الأخوان الفريق أحمد شفيق لسهولة قيادة حملة ضده فى الإعادة.
قلت له ماذا فعلوا من آجل الوصول إلى هذه النتيجة؟.
قال صديقى المخضرم لقد درسوا الموقف جيدا وتوصلوا إلى أن ذلك لن يتم إلا بتقويض وضع كل من عمرو موسى وعبد المنعم ابو الفتوح.
قلت له كيف تم لهم ذلك؟.
قال الأمر بسيط أتفقوا مع السلفيين بتأييد أبو الفتوح علنيا والتصويت لمرسى عمليا، وجاء إعلان السلفيين لتأييد أبو الفتوح ككارثة عليه، فمن ناحية تحول خطاب ابو الفتوح تجاه اليمين الدينى ليرضى حلفاءه الجدد مما جعل الكتلة المسلمة الوسطية تنفر منه وفى نفس الوقت أبتعد عنه الكثير من الثوار، وتحول ابو الفتوح إلى مرشح الإسلاميين بدلا من تقديم نفسه فى البداية على أنه مرشح الثوريين والإسلام المعتدل الوسطى، وفى يوم الأنتخاب صوت السلفيون لمرسى بناء على مصالح متفق عليها مما جعل ابو الفتوح يتراجع بشدة بعد أن كان متصدرا للمشهد.
أما عمرو موسى فقد خططوا لسحب الكثير من أصواته لصالح حمدين صباحى؟.
قلت له كيف تم لهم ذلك؟.
قال أنهم شاهدوا أن حملة حمدين محدودة الموارد فى البداية ولكى يستطيع سحب هذه الأصوات لا بد من تقديم دعم مالى سخى له ، وهذا ما كان بالفعل وجعل حملة حمدين تنشط بشدة فى الأيام الأخيرة ،وكان واضحا أنها تلقت دعما ماليا من جهة ما.
قلت له أننى أستبعد أن يضع حمدين أصبعه فى فم الأخوان المفترس، ثم الم يخشوا من أن تكتسح حملة حمدين المشهد وتتصدر السباق؟.
قال لقد وضعها بالفعل والآن يعايرونه بأنه حصل على نصف مليون من خيرت الشاطر لدعم الحملة، كما أن حساباتهم كانت دقيقة وتقول أن أنصار حمدين محدودين جدا ومهما زادوا فلن يصلوا لدرجة الخطورة، وكان لسان حالهم يقول دعمنا له سوف ينعش الحملة ويجعل خروجه مشرفا ولكن لن يصل لدرجة المنافسة فى الإعادة، وهو ما كان لهم، المهم إستبعاد ابو الفتوح وعمرو موسى.
قلت له كيف تصل تكتيكاتهم إلى هذا المستوى من الإبداع السياسى؟.
قال لى هذه الجماعة التى تعايشت مع كل الأنظمة على مدى أكثر من ثمانين عاما ، هى تستطيع أن تفعل الكثير، لأنها تخطط تحت الأرض فى الغرف المظلمة وفى نفس الوقت عاشت طوال هذه المدة على الصفقات السرية فلا تستبعد عليها تراكم الخبرة فى مجال التكتيكات السياسية الناجحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - !!! ياكِـبدى .. بقى لهم 84 سنة مُـضطـَهدون
حورس شاكر ( 2012 / 6 / 7 - 19:11 )

يتباكون على إضطهادههم عبر تاريخهم النضالى !!! من السـُلطة، يا إلـهى أجميع السـُلطات المتاعقبة والمتناقضة إتـفقوا على إضطهادكم بلا سبب ؟ . أكنتم ملائكة وماعداكم شياطين عبر كل تلك السـنوات ؟
إن كل أعمال العنف والدمار والقتل فى مصر بدءا من قتل الخازندار والنقراشى باشا مرورا ًبحريق القاهرة وحتى أحداث البلطجة الأخيرة أنتم مسئولون عنها إما مباشرة أو عبر فصائل تعمل لحسابكم أو عبر من تمولون أو تـُوعزون لهم أو يتأثرون بمنهجكم . وليفسروا لنا ماحدث يوم 28 يناير حين تم السطو على المحلات والمتاجر فى كل أنحاء مصر فى نفس الوقت ماعدا محلات ... التوحيد والنور، ومحلات أبو ذكرى، وأولاد رجب، وخير زمان وغيرها من مشاريعهم
إنهم وعبر تاريخهم كله ليذكروا لنا عملا ًواحدا ً يـُضاهى ماقام به طلعت حرب بمفرده لإقتصاد مصر ؟ ؟ ؟ وهو بدون جماعة وبلا تنظيم سرى ولا أتباع ولا ميليشيات ؟
يتبع


2 - 2!!! ياكِـبدى .. بقى لهم 84 سنة مُـضطـَهدون
حورس شاكر ( 2012 / 6 / 7 - 19:23 )
يسعون دائما للسـُلطة ويحاربون حتى أنفسهم من أجل الوصول لها
وحين أتاح لهم النظام السابق دخول البرلمان كان صوتهم عاليا ًضد الكاتب الفلانى والكتاب العلانى والقائل الترتانى وضد الخنازير فى مذبحة إنفلونزا الخنازير وظهرتم كفصيل عنصرى داخل البرلمان تجلسون متجاورين وتقفون جماعة وتصرخون سويا ًوترفعون أحذيتكم ضد معارضيكم كما لو كنتم فصيل غير باقى المصريين فى بيت المصريين


3 - تسجيل إعجاب و إدانة و سؤال و تعقيب
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 6 / 8 - 11:55 )
تحية لسيادتك و بعد

أولا أسجل إعجابي بالإخوان برغم اختلافي معهم في الفكر و العقيدة و مفهوم (الوطن) و هنا اختلاف كبير و لا يجب تجاهله في الحديث معهم (لماذا لا يحذو الأحرار من مصر حذوهم؟) أو عنهم

ثانيا: أدين نفسي و قومي و طائفتي و طبقتي لأننا بلا بديل، و حين تحركنا تحركنا عشوائيا فاستغل المستعدون الموقف، فلماذا نلومهم؟

ثالثا: ماذا يمنع أي فصيل من التوحد حول فكرة، و الالتئام و الانصهار شيئا فشيئا و النزول إلي الشارع و بلورة التكتيكات المختبٍرة و تقديم التضحيات و السير في طريق العمل الوطني؟ ماذا يمنعنا إلا الفردية و الانتهازية و عدم الإيمان؟

رابعا، التعقيب: إن كان الإخوان هم المثابرون المكافحون، المقاتلون، المخططون، المتآمرون، المصرون، المدعمون بسين و صاد، و اللاعبون بكل الوسائل للوصول إلي هدفهم، و بالتالي هم البديل القوي المطروح، و يكاد يكون لبعض شركاء الوطن البديل الوحيد و المخلصون - حتي إن كانوا مخطئين - علي حق تماما في اختيارهم، فليفز الأخوان و لينتصروا و ليحوزوا الحكم كما شاء لهم الله كما نؤمن نحن المسيحيين، و لهم كل الحق، فالشعوب لا تخطئ
!!!!!!!!!!
كل الاحترام


4 - نشأوا وما زالوا وسيظلون ما بقوا مفرخة للارهاب
بشارة خليل قـ ( 2012 / 6 / 8 - 14:08 )
ايديولوجيتهم الفاشية بشقيها المتدثر بالوسطية والشق السلفي الوهابي هي التحدي الاكبر للبشرية كآخر الايديولوجيات الشمولية واكثرها انتشارا ووصولية
لاموال الزيت الاسود التأثير الاكبر على بقائهم الهش(والبترول لن يدوم)..اينما حلوا واستلموا زمام الامور حل الخراب والدمار..هذه السودان وغزة وباكستان ودول الرجعية الخليجية والذبح على الهوية في ليبيا وسوريا وتونس..اما تركيا فهي النموذج الوحيد لفكرهم الذي رضخ لعلمانية الدولة التي تعطي مواطنيها حقوق وواجبات متساوية بغض النظر عن الدين او اي شيء اخر ومع هذا فهم مقبلون على انحسار اقتصادي بالتوازي مع اسلمة الدولة هناك وما خسارتهم الجسر السوري للوطن العربي الا بداية الانكماش


5 - ما بعد الفاجعه
نزار الحافي ( 2012 / 6 / 8 - 16:34 )
السيد الكاتب ذهبت للدراسه الى الولايات المتحده الاميريكيه ببداية عام 1978 والتحقت بجامعه في الغرب الشمالي الاميريكي ومنحت سكن بالجامعه واكتشفت بعد ثلاثة ايام ان هناك صندوق بريد برقم غرفتي وعند فتحه للمره الاولى وجدت منشور بالعربي من جماعة الاخوان المسلمين اللتي لم اسمع بها من قبل وكان المنشور بالعربي وآت من هيوستن تكساس وللعلم انا غير مصري هذولا جماعه شغالين بسرعه وهمه منقطعة النظير والآخرين في شبه نوم تام


6 - مرسي طريق للديمقراطية وشفيق أخطر منه عليها
الحايل عبد الفتاح ( 2012 / 6 / 8 - 23:10 )
شكرا على المقال. لكنني غير مرتاح لمثل هذه المقالات السياسية شكلا والتي لا تفيد في شيئ سوى زيادة الزيت فوق النار و الزيادة في تعقيد الوضع في مصر. مصر الأمل الوحيد للشعوب العربية الإسلامية في استحقاق الديمقراطية.
اعلم سيدي مجدي خليل، أن الإخوان المسلمين هم الآن الطريق الوحيد والأوحد لاستتباب الديمقراطية بمصر، لأنهم الوسيلة الوحيدة لقطع العلاقة مع النظام الدكتاتوري السابق... فالتجربة أفادت متتبعي الأحدات السياسية بأن الإخوان المسلمين لن يكونوا ولا يمكن أن يكونوا حاجزا أمام الثورة المصرية. فسياستهم لا تتعارض مع الديمقراطية إن أمعنا النظر في مفهوم الدين الذي يفهمونه هم. فالثورة المصرية لن تترك لهم المجال للقيام بما قام به سلفهم...فهم في حرج أكثر مما قد يتصوره خصومهم. فهم سيكونون في موقف لا يستطيعون فيه معالجة كل المشاكل المطروحة. وبعد 4 سنوات ستنفرج النظرة السياسية بمصر.وسيعرف وسيفهم المسلمون قاطبة، حسب رايي، أن الإخوان المسلمين المدجلجين بالدين لن يستطيعواقك رموز التخلف والفقر والبؤس الإجتماعي. التجربة الغربية.
أقول قولي هذا رغم أنني من دعات فصل الدين عن الدولة.واومن أيضا بالديمقراطيل


7 - كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا
مختار ( 2012 / 7 / 23 - 23:42 )
ولا أسجل إعجابي بالإخوان برغم اختلافي معهم في الفكر و العقيدة و مفهوم (الوطن) و هنا اختلاف كبير و لا يجب تجاهله في الحديث معهم (لماذا لا يحذو الأحرار من مصر حذوهم؟) أو عنهم

ثانيا: أدين نفسي و قومي و طائفتي و طبقتي لأننا بلا بديل، و حين تحركنا تحركنا عشوائيا فاستغل المستعدون الموقف، فلماذا نلومهم؟

ثالثا: ماذا يمنع أي فصيل من التوحد حول فكرة، و الالتئام و الانصهار شيئا فشيئا و النزول إلي الشارع و بلورة التكتيكات المختبٍرة و تقديم التضحيات و السير في طريق العمل الوطني؟ ماذا يمنعنا إلا الفردية و الانتهازية و عدم الإيمان؟

رابعا، التعقيب: إن كان الإخوان هم المثابرون المكافحون، المقاتلون، المخططون، المتآمرون، المصرون، المدعمون بسين و صاد، و اللاعبون بكل الوسائل للوصول إلي هدفهم، و بالتالي هم البديل القوي المطروح،

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah