الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدو المرأة

ابراهيم هيبة

2012 / 6 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المرأة هي الوجه الآدمي للعدم؛ والرجل إما أنه يكره المرأة و إما أنه لا يعرفها حق المعرفة. هذا ما انتهيت إليه بعد كل هذه السنين التي قضيتها في التودد إلى هذا الكائن الذي يجمع بين الجاذبية والتفاهة؛ لقد كنت آنذاك في المرحلة الجامعية وكنت واقعا تحت سحر شيئين اثنين لا ثالث لهما: الميتافيزيقا والمرأة. بالنسبة للأولى، مازلت أمارسها من حين لآخر، أما بالنسبة للثانية، فإنني لم أعد أكثرت لوجودها. لكن هذا الاكتراث لم يأت مجانا، بل كان حصيلة لسنوات من الوهم وخيبة الأمل... كنت اسمح لنفسي، من وقت لآخر، بالإذعان لجاذبية هذه المرأة أو تلك، ولكنني كنت كلما اقترب من إحداهن وأتعمق معها في الحوار أكثر فأكثر، إلا وكانت تنتابني الرغبة في التراجع وعدم التقدم؛ كنت دائما لا أجد وراء تلك الجاذبية والجمال إلا طفلا مدلّلا، أو كائنا ساذجا، أو روحا جوفاء يزكيها الغرور والنرجسية.
كن شاعرا أو فيلسوفا أو اتخذ لك أي شكل تشاء من أشكال العظمة، ولكن كن على يقين بأن كل ذلك لن يضمن لك أي احترام أو تقدير من جانب المرأة— فهي قد تترك وتذهب مع أي رجل آخر، ولن يكون ثمة من مبرر لذلك إلا كونه خبازا ثريا أو صائغا مخنثا. لقد كان هذا بالفعل ما عالجني من مرض الحب، والذي لم أستعد عافيتي منه إلا بما هو سيء وفاسد في المرأة ـ أي كل تلك اللحظات التي بادرتني فيها بالخذلان وخيبة الأمل. والحق أن المرأة، وفي كل الأحوال، كائن سطحي، سواء كانت جميلة أم ذميمة. فهي عندما تكون جميلة يطغى على شخصيتها الزهو والخيلاء، وتظن بأنها يجب أن تكون محط اهتمام الجميع لمجرد أنها تملك وجها متناسقا. إنها تجهل بأن جمالها مجرد ترتيبات هندسية من صنع الصدف وقوانين الارتقاء الطبيعية، والحق أن هذا الجهل هو بالضبط ما يجعل من كل امرأة جميلة امرأة غبية وتافهة في الآن نفسه. وأمّا عندما تكون هذه المرأة ذميمة فإنها تنقم على الطبيعة وتندب حظها العاثر، وقد يصل الأمر إلى أن تتولّد لديها عقدة الشعور بالدونية. آه لهؤلاء النسوة وما تفعله بهن المظاهر! إنني أكاد اجزم بأن كل حياة المرأة تتمحور حول شيء واحد: عبادة السطح.
المرأة كائن بدون روح. فمن بين كل النساء المثقفات، اللواتي شهدهن تاريخنا البشري، لم تكتب لحد الآن ولو واحدة منهن عملا فلسفيا يجاري الطاو تي كنغ (Tao Te-King) في عمقه الميتافيزيقي أوكتاب الأفكار لبسكال في قوته الاستبصارية. قد تهتم المرأة بالبوِّيتيكا أو الميتافيزيقا ولكن اهتمامها هذا لا ينبثق ، في كل الأحوال، عن أي ضرورة جوانية— إنه مجرد استعراض يحدث على السطح؛ بل يمكنني القول بأن السذاجة الميتافيزيقية للمرأة لا تعكس إلا وجها واحدا من كونها كائنا يفتقر إلى الروح؛ فثمة وجه آخر لذلك ويتمثل في افتقارها للفضيلة: فبمجرد ما تستشعر المرأة بأنه لا تحدوك أية رغبة في الزواج بها، تتوقف على الفور عن الاهتمام بك حتى ولو كنت تجمع في شخصك بين ذكاء اسبينوزا وعبقرية دافنتشي. لقد أصبحت، بالنسبة إليها وببساطة تامة، منعدم الوجود؛ وحتى إن كانت تحس بوجودك فهي لا تفعل ذلك إلا لتكرهك. ماذا أقول؟ لا يبحثن أحدكم عن الصداقة لدى المرأة فهي لا تعرفها. حتى الحب الذي تكنه المرأة لأولادها لا يمكن أن نعتبره فضيلة ـ إنه مجرد ميل غريزي من إبداع ميكانيكا الطبيعة؛ وفي هذا السياق لا تختلف المرأة في أي شيء عن إناث الشامبنزي؛ ومن يشك في ذلك، ما عليه إلا أن يحاول تصور مدى الحب الذي كانت ستكنه له أمه لو أنه كان ابن امرأة أخرى.
والمرأة تفتقر أيضا إلى الإحساس بالكرامة؛ فعندما ينزلق الرجل، مثلا، إلى الفقر قد يتحول إلى ماسح أحذية أو حتى نشال؛ أما المرأة فتتجه مباشرة إلى الدعارة. وفي الحقيقة لست أبالغ إن قلت بأن أشكال انحطاط المرأة لا تنتهي؛ فهي كائن بدون شخصية، ولا أدل على ذلك من كونها مازلت تُستعمل كمطية سياسية من طرف الأيديولوجيات— واحدة تغطّيها وأخرى تعرّيها، واحدة تنظر إليها كموضوع متعة أو تسويق، والأخرى قد ترفع من شأنها قليلا فتجعل منها حاضنة أو آلة إنجاب. والمرأة، في كل هذه الأحوال، كائن لا يوجد في ذاته— إنها مجرد كائن ملحق بالرجل يلجأ إليه هذا الأخير في ساعات التعب طلبا للراحة أو استمرار النوع.
عندما استحضر،الآن، في ذهني كل تلك العذابات المجانية التي تكبدتها من اجل المرأة، وكل تلك "المشاعر النبيلة" التي أهدرتها لأجلها ، لا املك إلا أن اشعر بالسخرية والشفقة على نفسي؛ إنني مازلت لحد الآن لا أصدق كيف أنه أمكنني أن أتعلق كل ذلك التعلق بإنسان من الدرجة الثانية؟ وكيف أنه حصل أن تورطت في تخبطات عشقية من اجل كائن وهمي يقترب في قيمته من العدم ؟ والحق أنه لولا دفع الليبيدو وإغراءات الأرداف المكتنزة ونزوات الرجال، لهبطت أسهم النساء إلى الدرجة الصفر ولانطفأ بريقهن الزائف إلى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هكذا تورد الأبل
قاسم السيد ( 2012 / 6 / 11 - 10:42 )
استدرجني عنوان مقالك لقراءته ولكني فوجئت بطرح غريب في نوعه فهو عدا كونه يجافي الحقيقة والواقع تماما وفيه من التحامل الشخصي على المرأة سببته تجربة حب فاشلة مع احداهن هذا على الأقل ماصرحت به أنت ولم اكتشفه انا وبالتالي جردتها تماما بجرة قلم وكأي دكتاتور من اي ميزة تحسب لها وفي نفس الوقت حملتها من المثالب التي ادعيت ان النساء والنساء وحدهن فقط من يستحق ان يوصف بها ولاادري ماالفرق بينك وبين اي سلفي يلغي دور المرأة ولايسمح لها حتى بإبراز وجهها ويحرمها من قيادة السيارة ... ثم تلغي اي دور للمرأة في الثقافة الأنسانية وتعتبر ذلك طبعا اصيل من طباعها وتتجاهل تماما دور الرجل في تفويت اي فرصة امامها للنهوض ولو بواقعها الأجتماعي فما بالك السماح لها بإرتقاء سلالم المعرفة ومع القليل من الثغرات التي تركها الرجل في جدار هيمنته الذي حجر فيه المرأة نفذت بعض النشاطات النسوية لترتقي الى مصاف انسانية متقدمة ولعل انجازات مدام كوري في مجال الفيزياء تعد احداها على سبيل المثال لا الحصر وحتى حياتنا اليومية العادية تستطيع ان تلتقط بعض من نشاط المرأة الرائع لكن يبدو لي ان الشرنقة التي حبست نفسك بداخلها منعتك


2 - لايمكن وضع الجميع فى سله واحده
منجى بن على ( 2012 / 6 / 11 - 11:29 )
سيد ابراهيم تجدنى اتفق معك فى الكثير مما طرحته فى هذا الموضوع وهنا اود ان اكرر ما كنت اقوله سابقا فى قدرتك الرائعه على استخدام وتوظيف الكلامات لصياغة موضوعك والتعبير عن ما يدور فى ذهنك من افكار قد نتفق او نختلف معها ...بالتاكيد سيهاجمك الكثير من ما وصفتهم بالصائغ المخنث وهم كثر فى هذا الموقع وغيره الذين لاهم لهم الا ان ترضى عنهم انثى ما لانهم كما تقول مجرد خواء...وهل يعشق الخواء غير الخواء!!؟
ولكى نكون اكثر واقعيه فالمراه لم تختار ان تكون انثى او ذكر ولا احد اختار ان يكون كذلك انها مجرد صدفه ضمن نظام عشوائى لاغايه او هدف له فلا الرجل العبقرى سيضيف شى ولا المراه الغبيه ستنقص شى حتى لو انقرض الجنس البشرى من على وجه الارض فان ذلك لايعنى شى حيث بكل بساطه الحياه ستعود من جديد من تلقا نفسها وذلك بشكل جديد وبعناصر مختلفه تماما ...اذا السر كله يكمن فى الماده وفى دوران شحنه الموجبه والسالبه المكونه للماده وذلك فى الفراغ الذرى وبما انه هناك يوجد مليارات الاحتمالات اذا هناك فرص لوجود ملايين الاشياء من ضمن هذه الاشياء المراه والرجل..فى الواقع لايمكن وضع كل النساء او الرجال فى سله واحده


3 - تفكير منطقى
منجى بن على ( 2012 / 6 / 11 - 13:23 )
سيد ابراهيم دعنى اذكرك بشى وهو ان التفكير المنطقى هو ان تنشىء علاقه صحيحه بين الاشياء وفى الوقع الذى قد يصدمك ان المراه تملك تفكير منطقى يجعلها تفضل الخباز(الشى المؤسف ان السيد ابراهيم هو دائم الاستخفاف بالاخرين فمره يستخف بالبقال واخرى بالخباز وكانه مسطره لكل شى...الغرور مقبرة العظماء)عنك لانها انشئت علاقه منطقيه صحيحه (فالخباز)هو شخص ناجح وانت مجرد ثرثار وبائع للكلام لاينفع لشى(حتى فوق الفراش مجرد وساده اضافيه) وباختصار شديد فان الانسان الناجح هو انسان ذكى ولا يهم نوع المهنه او الشهاده التى يملكها الانسان طلما هو شخص لايعرف كيف ينشى علاقه صحيحه بين الاشياء وطلما المهنى(الذى تستخف به دائما)استطاع ان يجمع مال اذا هو يملك ذكاء وتفكير منطقى حيث استطاع ان ينشى علاقه صحيحه بين الاشياء اى بين الذكاء والمهاره والمهنه وثم ترجمة كل ذلك الى مال انه امر اشبه بالاختبار او الامتحان لايستطيع ان يجتازه الا الاذكياء...هذا بالاضافه الى ان الانثى لديها حدس او حاسه غريبه تقول لها ان هذا الذكر لاينفع لشى وفى الغالب يكون حدسها صحيح
باختصار بدل ان تلعن الظلام اشعل شمعه


4 - الجواب الشافي
nor ( 2012 / 6 / 19 - 16:34 )
ليست كل النساء اللاتي تعشن ضروف صعبة تلتجئن إلى الدعارة هدا حكم مشحون بالتعصب و التشدد و الجهل .بالاضافة إلى أن هدا النضام ليس بنضام عشوائي و تحكمه قوانين طبيعية على العكس من قولك المنحرف إنه منضم تنظيم دقيقا ومبهر تحكمه قدرة إلهية فلقد خلق الله عز وجل الأنظمة التي تحكم الكون كي يستطيع الإنسان من خلالها أن يستوعب عظمة قدرته. فبسبب جهلك حولت الكون إلى عشوائيات و احتقرت المرأة التي تألقت على الرجل في شتى مجالات الحياة و ساهمت في تغيير المجتمعات و تقدم العالم


5 - عبيد الجنس
سليمان ياسين ( 2012 / 7 / 23 - 10:57 )
الرجال والنساء من عبيد الرغبة الجنسية هم من يقف في الصف المعارض لافكار الفيلسوف العظيم ابراهيم هيبة والدليل ردود النساء التافهة على الكاتب والتي ركزت على صورة الكاتب وشكله ان هذه الردود المتدنية اخلاقيا اقنعتني بصدق نوايا هذا الكاتب الصوفي الرائع. استمر في الكتابة فأنك مؤثر.


6 - لا حول ولا قوة الا بالله
يسرى ( 2012 / 7 / 25 - 14:17 )
لو كانت المرأة مثل ما تقول لما كانت الجنة تحت أقدام الامهات، أنت لديك مشكلة مع ذاتك، الله يهديك

اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د