الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطور والأخلاق ( الانفراط العظيم ) ؟

شامل عبد العزيز

2012 / 6 / 11
المجتمع المدني


نحن نعيش في عالم حيث علينا أن نمارس الحب في الخفاء فيما العنف نمارسه في وضح النهار ( جون لينون 1940 – 1980 ) ..
بين الجمود العقائدي والتراجع عن الخطأ , أين هو الديالكتيك ؟
{ مثل هذا الحقد البورجوازي الوضيع يعّم الثقافة البورجوازية بكل ألوانها وكل منابرها وتجد لها متنفساً حتى في جريدة تعلن عن نفسها بأنها " يسارية " } ..
مقطع من مقال الأستاذ فؤاد ألنمري / ماذا علمّنا ستالين ؟
وكان قد أفتتح مقالهِ بالمقطع التالي :
{ علينا في البدء أن نقرّ ههنا أن النخاسين الأوغاد وأعداء الجنس البشري نجحوا في إقحامنا في الحديث عن مآثر أعظم القادة عبر التاريخ كما رآه تشيرتشل وأرفع أعلام العمل الشيوعي كما في الواقع هو الرفيق ستالين } ..
الجواب بات سهلاً واضحاً للغالبية , ما علينا إلاّ أن نقرأ بضعة أسطر من هذا المقال , لنعرف ماذا علمّهم ستالين !
لكن (ماذا علّمهم ستالين ) , ليس بيت القصيد في مقالي هذا .. ما شأني أنا ب :
( أنبل أبناء البشريّة وأعظم القادة عبر التأريخ و Ultra-humane ) الذي لم يقتل 50 مليون إنسان , بل اكتفي بمليونين وحسب أو أقل بكثير ضمن محاكمة عادلة أصولية كعدالة الفاروق حسب ما يقولون ؟
{ نكتب اليوم عن ماذا علمنا ستالين من دروس في الحرب على الطبقية وعلى استغلال الإنسان لأخيه الإنسان } ..
مقطع ثالث من مقال الأستاذ ألنمري .
لماذا أتخيّل صورة الجميلة أنجلينا جولي , وهي تفترش الأرض مع الجياع الأفارقة والبائسين الأفغان وتحتضن منهم , بل تتبنى خمسة أطفال من بينهم لتكون لهم الأمّ التي تعطيهم حنان وإنسانيّة لا يفوقها إلاّ اللهم إنسانية ستالين / أين أنتَ يا عقل ويا منطق ويا تأريخ ؟
لنرى الجانب الآخر / الليبرالي أو البرجوازية الوضيعة كيف تُفكّر , وأيّ أسلوب تنتهج في الحياة ؟
الزميل وليد مهدي علّق مشكوراً على مقال سابق لي بعنوان / الحتميّة بين ماركس وبوبر "
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=310339
وجلب الانتباه إلى كتاب جديد للبروفيسور الأمريكي " فوكوياما " ( الانفراط العظيم ) , وهذا شطر من التعليق .
{ .. فقط عندي ملاحظة بسيطة , البروفيسور فوكوياما تراجع عن فكرة نهاية التأريخ بالديمقراطية الرأسمالية وذلك في كتابه الأخير {:
الانفراط العظيم ..The Great Disruption
http://www.wesjones.com/fukuyama.htm
حيث يبشر فوكوياما بخطر النظام الاجتماعي المفكك في المجتمع ما بعد الصناعي والمعلوماتي , ويحّث على ضرورة التفكير بإعادة بناء نظم اجتماعية قادرة على التكيف . إنّه يعيد النظر بذلك في طبيعة النظام الرأسمالي برمته . خالص التحيات } انتهى
حقيقة الأمر الرابط محجوب في مدينتي – حاولتُ عدة مرات ولكن محاولاتي باءت بالفشل .
حسناً , لنفترض تطابق استنتاج الزميل وليد مهدي ( أنا أثق بحسن نيتهِ) مع مقاصد المفكر فوكوياما , وأنّهُ نَدَم أو تراجع في كتابه الجديد ( الانفراط العظيم ) عن أفكارهِ في كتابهِ الأقدم ( نهاية التأريخ ) ؟
فإلى ماذا يُشير ذلك ؟
أنا أفهم أنّهُ لا يجد غضاضة في التراجع عن فكرة أو نظريّة تبناها يوماً ما , ثمّ وجدها خاطئة بعد ذلك أثناء التطبيق .
هذا إذا إستثينا احتمال كون فوكوياما يُعدّل ويضيف على فكرتهِ الأولى .
وأنّه ربّما لا يتحدث ( عن الأطفال غير الشرعيين في المجتمعات الرأسمالية ) كما نتحدث عنهم في مجتمعاتنا . فعلى حدّ علمي من الساكنين هناك أنّ لجميع الأطفال حقوق متساوية منذُ كونهم أجنّة في بطون أمهاتهم , ولا يُسألون إن كان والديهم قد تزوجاً ( شرعياً ) في الكنيسة أو المسجد , أو الزواج المدني العادي , أو حتى بلا زواج البتّة ..
الشرع يحكم ويقرّر عندنا ويفرّق بين الأطفال عندنا وليس في تلك المجتمعات الغربية .
والآن إليكم تعليق الأخ مثنى حميد , الذي يُسلّط الضوء على بعض النقاط :
{ أنا أعتقد بنظرية مفادها - أن الأساليب والأفكار الجيدة على بعضها تقع وتتداخل وتتراصف - الحقيقة أن السويد يقدم نموذجا لتداخل الاشتراكية بالشيوعية وبالرأسمالية فالسويد يبدو فعلا تجسيدا لحلم ماركس في العيش الكريم لكافة البشر لكن تبقى هناك مشاكل بنيوية عسيرة الحل كالبطالة ولا تعالج إلا بالتحول التدريجي إلى نظام الإدارة الذاتية للملكية وهذا لا يتم في بلد واحد بل هي عملية عالمية تستغرق المائة عام القادمة وربما أكثر أي حين يبلغ بلد مثل الصومال درجة التطور التي عليها السويد الآن عندها تكون السويد قد دخلت مرحلة متقدمة من الشيوعية . وأضيف إلى ما قاله الأخ رعد الحافظ أن بعض مراكز رعاية العاطلين عن العمل تقدم مجانا وجبات طعام وجلسات سمر أسبوعية أو شهرية كما أن بعضها يدعم ماليا ويشجع مواهب بعض العاطلين كالفنون والآداب على أمل دفعهم لاستثمارها مثلا مسؤلتي وفرت لي كل أدوات ومستلزمات الرسم والآن لدي مرسم أعمل به يوميا وهي تنوي فتح موقع لعرض لوحاتي وبيعها عبر الإنترنت {.. ) انتهى ) ..
وأسئلتي هي ؟
هل فكرة الزعيم الملهم الأوحد / أعظم وأنبل أبناء البشرية هي الأصحّ , أم الليبرالي الذي يتراجع عن أفكاره كلّما وجدَ ضرورة ؟
هل التطور يؤدي إلى تفسخ الأخلاق حتماً ؟
هل لا بدّ " لكي" يكون هناك مجتمعات متطوّرة أن تكون النتيجة " مجتمعات بلا أخلاق" ؟
ما هو معيار الأخلاق أصلاً / هل هي بؤرتهِ الشرقيّة المعروفة ؟
ما موقف الأديان من التطوّر , هل ستطأطئ الرأس أم تُعاند ؟
هل سوف يكون الإسلام هو الدين الوحيد الذي سوف يقف حجر عثرة أمام التطوّر وفق هذا المفهوم الأخلاقي ؟
هل الأديان اليوم هي الأديان بعد 400 عام على سبيل المثال ؟
هل تستطيع المجتمعات الشرقيّة أن تكون على غرار المجتمعات الغربية ولماذا ؟ في حالة الإيجاب ب نعم أو لا ؟
هل سوف تندثر الأديان بمرور الزمان وما هو البديل ؟
هل الفردية والتي هي سبب تقدم الغرب كما يقول الليبرالي السعودي – إبراهيم البليهي – هي نفسها السبب في التفسخ الأخلاقي المصاحب للمجتمعات الغربية ؟
هل يوافق الرجل الشرقي على الزواج من فتاة فاقدة " العذرية " ومن هو وكم عدد هؤلاء الرجال ؟
هل المرأة الشرقية على استعداد لممارسة الجنس مع أكثر من رجل قبل الزواج بحجة " الحرّية "والحق الطبيعي ؟
هل هناك استجابة من قبل الحملات " على ألنت " لما يسمى فض " البكارة " وكم هي النسبة ؟
هل هذه الحملات لها مردود وهل هو إيجابي أم سلبي ؟
هل نستطيع إقامة مجتمعات متطوّرة دون انحلال أو إباحية أم أن التطوّر لا بدّ أن تكون نتيجته الطبيعية – الانحلال – الفساد – تفسخ وتفكك العائلة ؟
والسؤال الأهم / مَنْ يستطيع ذلك ؟ الستالينيون أم الليبراليون مثلاً ؟
يقول الكاتب / فوّاز فرحان في تعليق له على مقال الأستاذ ألنمري نفسهِ , ما يلي :
إذا أردنا أن نقدّم خدمة جليلة للإنسانية ولأجيالنا علينا تقديم الحقائق الناصعة لها وعلينا أن نبيّن نقاط الضعف والقوة في التجربة التي انهارت لأنها اعتمدت على جهلة بالمعنى الدقيق للكلمة أمثال / ستالين ( الذي يضع يدهِ على قضيبهِ كلّما سمع كلاماً لا يفهمهُ ) وخروشوف وبريجينيف وأندروبوف وغيرهم ! انتهى ..
مُلخّص بسيط عن كتاب / الانفراط العظيم :
* أزداد كثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين في كل البلدان الغربية الصناعية تدهور علاقات القربى التي هي مؤسسة اجتماعية ظلت قائمة منذ أكثر من مائتي عام .
* ازدياد في الجريمة وفي تفكك النظام الاجتماعي جعل أواسط المدن في أغنى البلاد على وجه الأرض أماكن لا تكاد تُسكن .
* أنخفض معدل الإنجاب في معظم الدول الأوروبية وفي اليابان إلى درجة من الدنو يجعلها عرضة لتناقص عدد سكانها في القرن القادم إذا لم تكن هنالك هجرة إليها .
* قلَّ الزواج وقلَّ الإنجاب , وارتفعت معدلات الطلاق.
* بلغت نسبة الأولاد غير الشرعيين، ثلث الإجمالي، في الولايات المتحدة والنصف في الدول الاسكندنافية .
( علماً هناك الكثير ممّا يُقال عن قيمة الشرع والدين في القانون المدني وحقوق الطفل , وجملة / الأولاد غير الشرعيين )
* الثقة في المؤسسات ظلت تتناقص تناقصاً كبيراً لمدة أربعين عاماً، حيث في الخمسينيات عبَّر أغلبية الناس في الولايات المتحدة وفي أوروبا عن ثقتهم في حكوماتهم وفي زملائهم؛ لكن أقلية ضئيلة هي التي عبَّرت عن مثل هذه الثقة في التسعينيات ...
* تغيرت اهتمامات الناس بشؤون بعضهم البعض، ومع أنه لا يوجد دليل على تناقص في الصلات بين الناس , إلاّ أن العلاقات بينهم صارت أقل جاذبية، ومع عدد أقل من الناس .
إحصائيات مرعبة أم مسألة طبيعية لديكم ؟
نشأنا في مجتمعات شرقية ضمن عادات وتقاليد وبيئة معينة وخصوصية تختلف اختلافاً جذرياً عن المجتمعات الغربية فهل سوف نوافق على تطوّر حياتنا وفق هذه الصورة ؟
هذا هو السؤال الحقيقي ؟
هل نستطيع أن نبني مجتمعات مزدهرة متطوّرة مع الحفاظ على هذه الخصوصية أم أن ذلك يتعارض مع سير تطوّر الحياة ؟
إلى ماذا نبه فوكوياما وما هي الأسباب لهذا التداعي ؟
ينبه فوكوياما هنا على أن هذا التدهور في العلاقات الاجتماعية في البلدان الغربية الصناعية ، في الفترة ما بين أواسط الستينيات إلى أوائل التسعينيات ، كان مواكباً لانتقال في هذه البلاد من العصر الصناعي إلى العصر الذي سمي ما بعد الصناعي تارة ، وعصر المعلومات أخرى . فهل هناك من علاقة سببية بين ذلك التدهور وهذا التطور؟ وبما أن مظاهر هذا التمزق عامة في كل الدول الغربية الصناعية، وحدثت مجتمعة، وفي فترة زمنية محددة، فإن هذا يدعونا لأن نبحث لها عـن أسباب في أمر أو أمور مشتركة ، لا في الأسباب الخاصة يبعضها من دون بعض ...
هل ستدخل مجتمعاتنا عصر ما بعد الصناعي وكذلك عصر المعلومات ؟
أليس من ضمن أهدافنا وأحلامنا وأمنياتنا أن نكون الأفضل صناعياً ويسعى كل منا إلى ذلك بطرق مختلفة ؟.
كيف سيكون رأينا إذا صاحب تطوّر مجتمعاتنا ما حدث في الغرب عموماً أو الدول الصناعية المزدهرة المتقدمة عن باقي الدول ؟
هل هي مسألة حتميّة أم أن لكل مجتمع إرهاصات تختلف اختلافاً جذرياً عن إرهاصات المجتمعات الأخرى ؟
حقيقة أنا لا املك جواباً محدداً أو صورة معينة خصوصاً إذا ما تابعنا بعض الدعوات التي تقول بأننا لا بدّ أن نسير على خطى الغرب" بكل إيجابياته وسلبياته " فهل حقاً ما نقول في تلك الدعوات ؟
هل يحق لنّا فقط أن نتمتع بتلك الانجازات العظيمة التي كان الغرب فيها على رأس القائمة دون باقي الانجازات الفكرية والمبادئ العامة التي يحيا بها الغرب الصناعي ؟
أي كما يقول رجال الدين بأنهم يصنعون لنّا كل شئ مفيد ونافع لحياتنا دون أن نأخذ منهم ما هو مخالف لديننا وعاداتنا وتقاليدنا ؟
ما هو سبب تمزق المجتمعات الغربية في نظر فوكوياما ؟
تبعاً لذلك يرى فوكوياما أن السبب الأساس الذي قاد إلى تمزق المجتمعات الغربية كان تحولاً ثقافياً ، وقيمياً ، تمثل في اشتداد النزعة الفردية ، وأن أعظم ما أثرت فيه هذه النزعة الفردية هو العلاقات بين الجنسين ، والأسرة على وجه الخصوص . وأن مظاهر ذلك الانفراط أو التمزق نشأت كلها تقريباً عن التفكك الذي أصاب الأسرة ...
لكن فوكوياما يعود فيقول :
إن القول بأن سبب الانفراط هو تغير الثقافة والقيم، فيه مصادرة على المطلوب؛ إذ إن السؤال ؟ ما يزال قائماً ؟
لماذا حدث هذا التغير في القيم في كل هذه البلاد المتقدمة صناعياً ، وفي فترة معينة من الزمان ؟ يعترف فوكوياما بن التحولات القيمية لها أسباب كثيرة؛ لكنه يرى أن أهم أسبابها في هذه الفترة التي يدرسها ، أمران جاء بهما التطور العلمي ، هما : حبوب منع الحمل ، والإجهاض الآمن ، حيث سمحا- لأول مرة في التاريخ- للنساء بأن يتعاطين الجنس بلا خوف من العواقب ، وأن هذا جعل الذكور يشعرون بالتحرر من القيم التي كانت تفرض عليهم مسؤولية العناية بالنساء اللاتي حملن منهم ..
يبدو أن المشكلة سوف تكون سهلة " بالنسبة لمجتمعاتنا "– حبوب منع الحمل والإجهاض الآمن ؟
( الله يعطيكم العافية ) ؟
ما هي الآثار السلبية لهذا الانفراط العظيم ؟
إن نصف السكان في أوروبا واليابان ستكون أعمارهم أكثر من خمسين عاماً في غضون العقدين القادمين ، وسيؤدي هذا إلى نقص في عدد السكان ، إضافة إلى نقص في الدخل القومي ، ما يؤدي إلى ضعف قوة هذه البلدان ..
وأن الدول الاسكندنافية التي هي الأعلى في نسبة التفكك الأسري، هي الأعلى أيضاً في نسبة الوحدة ؛ إذ إن خمسين بالمائة من البيوت صارت تتكون من شخص واحد ، بل إنه في مدينة أوسلو بلغت النسبة خمساً وسبعين بالمائة...

أثبتت كثير من الدراسات في الولايات المتحدة أن تأثير الأسرة والأقران على أداء الطلاب ، أعظم مراراً من كل العوامل التي هي بيد السياسة التعليمية العامة كرواتب المدرسين ، وأحجام الفصول الدراسية ، والصرف على التسهيلات الطلابية ...
إن ضرر الجريمة لا يقتصر على من يقع ضحية لها ، بل يتعداه إلى المجتمع كله ، وذلك أن انتشار الجريمة يقلل من ثقة الناس بعضهم ببعض ، ويعوق أو يحول دون تعاونهم ؛ بل إن الجريمة تؤدي إلى جعل المجتمع مجتمعاً ذرياً يحصر كل إنسان فيه اهتمامه في نفسه وفي أقرب الناس إليه. من ذلك أن الجيران كانوا يتعاونون جميعاً على تربية أولادهم ، وأما الآن وبعد أن كثر الاعتداء على الأطفال، فإذا رأى والد شخصاً يؤنب ولده فالاحتمال الأقرب أن يتصل بالشرطة ...
هل التطوّر التقني هو السبب ؟ الجواب من فوكوياما على الشكل التالي :
لا يعتقد فوكوياما أن الانفراط هذا أمر حتَّمه التطور التقني ، بل أنه كان بملك الناس أن يتفادوه ، لأن الوسائل الاختيارية المتاحة للناس للتأثير في سير أحداثهم الاجتماعية تتمثل في أمرين، هما : السياسات العامة ، أي التي ترسمها وتنفذها الجهات المسؤولة، والثقافة الشائعة بين المواطنين وما تتضمنه من قيم ، ويقول : إن كوريا واليابان وبعض الدول الكاثوليكية استطاعت أن تقلل من تأثير التطور التقني بسبب اختلاف ثقافاتها عن الثقافة الشائعة في المجتمعات الغربية ؛ ولأنه قد حدث مثل هذا الانفراط من قبل في التاريخ الأوروبي والأميركي ، بل وفي اليابان ؛ لكنه لم يستمر؛ بل عاد الناس بعده إلى الالتزام بالقيم الضرورية لكل مجتمع إنساني ...

لقد كان الرأي الشائع عند العلماء ، أن القيم أمور نسبية، وأنها تختلف لذلك من ثقافة إلى أخرى، ومن زمان إلى زمان وأن كلاً منها مقبول في إطار الثقافة التي توجد فيها، والزمان أو المكان الذي توجد فيه ؛ فلا مجال إذن للحكم عليها بالخيرية أو الشريّة ، ولا خوف إذن من تغيرها وتبدلها. ثم إنه تبين لبعض علماء الاجتماع والاقتصاد أن الصورة ليست كذلك بل إن هنالك قيماً لا بد منها لكل مجتمع بشري، لأن الناس إذا اجتمعوا فإنما يجتمعون ليتعاونوا على تحقيق مصالحهم ؛ لكن هذا التعاون لا يتأتى إلا بالتزام المجتمع ببعض القيم الخلقية : قيم الصدق في القول ، والوفاء بالعهد، وحسن تبادل المنافع، وتوفر الثقة إذن من المحتمل أن يُعيد التاريخ نفسه ( حسيب شيخ جعفر ) ..
نهايّة الكتاب :
في نهاية الكتاب ، يبدو فوكوياما متفائلاً بأن هذا الحال السيئ قد بدأ يزول فعلاً ؛ فمعدلات الزيادة في الجريمة ، والطلاق، والأطفال غير الشرعيين ، وفقدان الثقة ، بدأت تتباطأ كثيراً في التسعينيات. كما أنه حدث تحول بقدر مائة وثمانين درجة في آراء الأكاديميين بالنسبة للقيم ؛ فهم الآن يقولون : إن القيم وتركيب الأسرة تؤثر تأثيراً كبيراً في ما يحدث في المجتمع .إن فترة تعاظم الفردية قد انتهت ، وبعض القيم التي محتها فترة الانفراط بدأت تعود، وبدأت أصوات مؤثرة تنادي بضرورة الانضباط في السلوك وتحمل مسؤوليات الأسرة والأطفال . وهذه الأصوات أشد ما تكون مخالفة لما كان يقوله المعالجون النفسيون للناس في الستينيات والسبعينيات ...
ما هو رأيكم الآن ؟
ماذا سوف تختارون الانفراط العظيم أم ما بعد الانفراط ؟
لكل إنسان قدرة جنسية ويجب أن يمارسها دون عقدة ذنب ما دام لا يجبر الآخرين على ممارستها معه ( باولو كويلو 1947 - )
/ ألقاكم على خير / .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التطور
ابراهيم الصيد ( 2012 / 6 / 11 - 11:25 )
مايميز الانسان عن سائر المخلوقات هوالعقل هناك حيوانية بدائية يفعلها الانسان فى حياته وهناك افعال انسانية يفعلها الانسان فى حياته لومارس الانسان مثلا الجنس فى العلن ومشى عاريا وتبرز علنن وتبول علنن وانجب الابناء ورماهم واهملهم صار مثل الحيوان او الشعوب البدائية القديمة جدا لافرق بين الذى يمارس الجنس علنا فى اروبا اوفى اى من دول العالم فى عصرنا هذا بالانسان الحجرى اوبالمرحلة الحيوانية الانه اغلب على نفسه غريزته الحيوانية لماذا للمجرمين وسجون لترويض البدائيين ان العالم العالم الغربى ملئ بالبدائيين الذين لايراعون العقل الانسانى الحديث بتصرفاتهم الحيوانية البدائية سواء اكانوا يمارسون الجنس علنا او يمشون عراء هكذا كانت تفعل الشعوب البدائية القديمة منطبيعة الانسان ان يتطور فلهذا حتى لا ينفرط كل شئ توقع عالم بلى قوانين اذا زاد الشئ عن حده ينقللب لضده قاعة معروفة ان بتجارب البشرية ونجاحها وفشلها ناتج عن تصارع الافكار بين الفكر الذى يريد ممارسة الافعال البدائية القديمة وبين الفكر الذى يريد ان يرقى بالانسان للاحسن ولكن احيانا تغلب الطبيعة الحيوانية دائما الحرية الحيوانية وليست الحرية العقلية


2 - التطور
ابراهيم الصيد ( 2012 / 6 / 11 - 11:27 )
مايميز الانسان عن سائر المخلوقات هوالعقل هناك حيوانية بدائية يفعلها الانسان فى حياته وهناك افعال انسانية يفعلها الانسان فى حياته لومارس الانسان مثلا الجنس فى العلن ومشى عاريا وتبرز علنن وتبول علنن وانجب الابناء ورماهم واهملهم صار مثل الحيوان او الشعوب البدائية القديمة جدا لافرق بين الذى يمارس الجنس علنا فى اروبا اوفى اى من دول العالم فى عصرنا هذا بالانسان الحجرى اوبالمرحلة الحيوانية الانه اغلب على نفسه غريزته الحيوانية لماذاجعل للمجرمين وسجون لترويض البدائيين ان العالم العالم الغربى ملئ بالبدائيين الذين لايراعون العقل الانسانى الحديث بتصرفاتهم الحيوانية البدائية سواء اكانوا يمارسون الجنس علنا او يمشون عراء هكذا كانت تفعل الشعوب البدائية القديمة منطبيعة الانسان ان يتطور فلهذا حتى لا ينفرط كل شئ توقع عالم بلى قوانين اذا زاد الشئ عن حده ينقللب لضده قاعة معروفة ان بتجارب البشرية ونجاحها وفشلها ناتج عن تصارع الافكار بين الفكر الذى يريد ممارسة الافعال البدائية القديمة وبين الفكر الذى يريد ان يرقى بالانسان للاحسن ولكن احيانا تغلب الطبيعة الحيوانية دائما الحرية الحيوانية وليست الحرية العقلية


3 - التقليد الاعمى
ابراهيم الصيد ( 2012 / 6 / 11 - 12:02 )
ومن الحوانية ايضا التقليد الاعمى اى مايسمى بالتقليد الكلبى اى ان يقلد الشخص شخص اخر يضن انه ارقى منه ويقلده فى كل شئ فى المأكل والمشرب وحتى فى لباسه ويضن نفسه انه متعلم او مثقف وهذه حيوانية من الد رجة الثانية اى التقليد الا عمى عندما استعمرت اروبا الشعوب لم تخرج حتى جعلت هذه الشعوب تقلدها تقليد كلبى فأصبحت لاتستطيع فعل شئ بدون سيدها المحتل القديم الذى جعلها تقلده فى كل شئ ويطلق اسم جديد على هذا التقليد الا وهو مثقف اى انه المروض اوالمتوحش الذى روض هذا معنى كلمة مثقف اى المقلد اوالمروض وهذه غريزة التبعية اخطر من البدائية الانها سيطرت على الانسان وصنعته حسب رغباتها وشهواتها الصفحة البيضأ افضل من الصفحة المليئة


4 - الديمقراطية فى المجتمعات القديمة
ابراهيم الصيد ( 2012 / 6 / 11 - 12:43 )
الديمقراطية كانت متجدرة فى المجتمعات القديمة فى كل شئ ولكن اصبحت شيئا فشيئا تحدد بقوانين عرفية حتى يسيطر على الانفراط الحيوانى اللامحسوب وإن تغلل الديمقراطية او الحرية الحيوانية فى المجتعات القديمة حالت بينها وبين ان تتطور بسرعة ولكن فى مجتمعاتناالشرقية قدتطورت بتقنين وتحديد الديمقراطية الحيوانية القديمة وقد سبقت شعوبا كثيرا فى هذا التطورالتى صارت الدول الغربية تنشد اليه الان


5 - الغرب
رعد الحافظ ( 2012 / 6 / 11 - 14:47 )
فكرة إنفراط الترابط الأسري والعائلي , يُصاحب حرية العمل والإختلاط والسفر بحثاً عن العلم والعمل / هذهِ حقيقة واقعة
لكن خصوصيّة المجتمعات تبقى حاضرة / وفوكوياما نفسه ذكر مثال المجتمع الياباني
الذي كان أقلّ إنفراطاً من الغرب عموماً
*****
لاحظ معي أخي شامل نظرتي التي رأيتها عن كثب في المجتمع السويدي مثلاً
الطلاق والسكن الفردي / موجود ربّما عند النصف
لكن العائلة وقيمها أيضاً موجودة عند النصف الآخر
عندهم مثل سويدي شهير / أن تقود عائلة أصعب من أن تقود مملكة
لماذا ؟ لانّ المملكة فيها مؤسسات تديرها
شيء مهم جداً
خيانة لا توجد عندهم إلاّ نادراً
لو أراد الرجل أو السيدة أن يُغيّر شريكه / يُصارح الطرف الآخر ويتناقشون طويلاً
أعود لك لاحقاً / جائني ضيف عزيز


6 - مصالحة العقل
سيمون خوري ( 2012 / 6 / 11 - 17:52 )
اخي شامل الورد تحية لك ، لم اٌقرأ مقال الزميل النمري المحترم لكني سوف أشير الى ملاحظات أخرى واردة في مقالك وتتعلق بالحالة الإجتماعية في أوربا بإختصار:
التحولات التكنولوجية والإقتصادية التي شهدتها أوربا في العشر سنوات الماضية احدثت نوع من الطفرة المفاجئة حول المواطن الاوربي وجعلته يعاني من صعوبات غير معلنة أو مكتومة في قدرته على التكيف مع ما يجري حوله . بذات الوقت أبرزت هذه التحولات أن عناصر القوة تتمركز في يد فئة قليلة من البشر وهم الكولدن بويز من الصناعة البنكية صاحب ذلك تغيير في انساق الأفكار العامة والقناعات والآراء . بحيث باتت الصورة معقدة جداً . إضافة الى أن التكنولوجيا عملياً ساهمت في خلق أنسان معولم خارج إطاره القديم القروي وتقاليده وتراثه الثقافي . فعليا هناك مناخ محتلف عما سبق. ربما تتذكر يوماً في أحدى مناقشاتنا فكرة أن العالم بحاجة الى موديل جديد ضد طغيان العولمة وضد طغيان التعصب العنصري والطائفي . وغالباً ما يلعب الوضع الإقتصادي السئ أو المتراجع حاضنة لأسوء الأفكار . ما لدى أوربا الأن موديل متخلف لا يلبي طموحات المواطن عدا عن عودة ظاهرة سؤال الهوية الفرعية للمواطن الأوربي


7 - عجلة التطور مستمرة
حبيب مشتاق ( 2012 / 6 / 11 - 18:29 )
مرحبا ... موضوع جميل كعادتك استاذنا العزيز ..
اعتقد مرة قلتها لجنابك الكريم او ربما كتبت تعليقا بهذا المضمون وتساءلت ومن ثم اجبت على سؤالي وهو : هل امي او اختي او زوجتي - على سبيل المثال - كنت اوافقها في وقت من الاوقات على لبس ما تلبسه حاليا - وباعتباري قروي - اعلم وربما كل القرويين رأووا التغيير الذي حصل لاخواتنا وبناتنا وحتى امهاتنا من ناحية الملبس اولا ومن ثم حتى طريقة تعاملنا معهن .. انا منذ ان وعيت على نفسي كان اللبس الذي تلبسه زوجتي الان مثلا ليس لبسا محتشما في وقت من الاوقات .. اما الان فكل رجال الدين - الملتزمين بالاخلاق - يأمرون الناس بهذا اللبس الذي كان اقل ما تسمى صاحبته في ذاك الوقت ان اهلها لم يحسنوا تربيتها !!! انا اريد ان اقول من هذا المثال البسيط ان ما نحاربه من عادات واخلاق نعتبرها انحلال وتفكك وربما دعارة سوف نمارسها وبكل فخر مستقبلا وهذا دليل على ان منظومة الاخلاق التي اتفقنا على تسميتها حسنة او قبيحة نحن سنغيرها غدا وبدون ارادة منا طبعا لان عجلة التطور - سلبا ام ايجابا - اتية لا محال ..


8 - التطور والاخلاق والرأسمالية
نجيب توما ( 2012 / 6 / 12 - 09:01 )
اولا عاشت يداك على المواضيع الجميلة التي تطرحها في مقالاتك
تقول

هل فكرة الزعيم الملهم الأوحد / أعظم وأنبل أبناء البشرية هي الأصحّ , أم الليبرالي الذي يتراجع عن أفكاره كلّما وجدَ ضرورة ؟

الليبرالي ياعزيزي طبعا..باعتقادي ان كل مجتمع في تطوره تتطور وتتغير معه العلاقات الانسانية اي ليس هناك شئ ثابت..الحاجة ام الاختراع ونحن مثل مجرى الماء الذي يجد سبيله دائما..ليس هناك وصفة جاهزة للاخلاق والتربية هي بنت ظرفها وقابلة للتغيير..
اعتقد ان خلفيتنا الدينية الملتصقة بنا هي التي تجعلنا نتحدث عن تفسخ الاخلاق وما شابهها من المصطلحات التعبانة؟
بربك قل لي هل الغرب متفسخ الاخلاق؟
نحن لنا نظرة احادية الاتجاه مربوطة بحبال الجنة وهي الصح وما تجاوزها او مر بجانبها يعتبر نشاز ولا اخلاقي
وبخصوص تراجع فوكوياما عن ان نهاية التاريخ بالديمقراطية الرأسمالية لا يعني شئ لليبرالية او للرأسمالية..في الوضع الراهن وحسب تصوري ان البشرية احتاجت الرأسمالية والليبرالية كمرحلة طبيعية لشطف دماغ البشر لمرحلة ارقى واعدل
وشكرا


9 - تعقيب 1
شامل عبد العزيز ( 2012 / 6 / 12 - 14:40 )
السيد إبراهيم تحياتي - بالرغم من أن وجهة نظرك مخالفة لأسئلة المقال إلا أنني احترم رأيك - المسألة هل مجتمعاتنا سوف تصل للتطور ومن خلال التطور يكون هناك إنحلال وتفسخ وهل العادات والدين والتقاليد ووو سوف تقف حجرة عثرة أم لا ؟ وكذلك هل التطور مصاحب له ما يسميه فوكوياما الانفراط أي هل هما مرتبطان ؟
خالص الاحترام
أخي رعد تحياتي - طبعاً الغرب لديه كل ما تقوله حول العلاقات الاجتماعية فهل ستحقق مجتمعاتنا ما حققه الغرب في مرحلة التطور - ؟
تقديري لمرورك
العزيز سيمون تحياتي
الكولدن بويز - موديل جديد - الاقتصاد له دور فاعل وقوي في بنية المجتمع - الدراسة التي قام بها فوكوياما تؤكد استعداد الغرب لكل جديد ولكل متغير بالرغم من وجود بعض السلبيات ولا حظ انه يقول عودة بعض القيم القديمة حالياً نتيجة ما وصل إليه .. تقديري لك
العزيز نجيب - تحياتي لا بربي مو متفسخ إلا من ناحية مفاهيمنا القديمة
هناك مقال عن مستوى الذكاء والليبرالية سوف نأتي عليه
الليبرالية هي التي تتكيف مع كل جديد وليس كما يفهم بعض الخنفشارية ؟ من ان هذا تغيير في الأفكار ؟
عجبتني هاي الخنفشارية
احترامي للجميع


10 - التطور والقانون
Aghsan Mostafa ( 2012 / 6 / 12 - 15:17 )
تحياتي لك شامي المحترم، ياصديقي انا دائما عندما اتكلم عن الغرب اتكلم عن ما أصادفه هنا بكندا، مايميز المجتمع هنا هو سرعة تطوره ومواكباته وأندماجه وفق المستجدات التي تحدث له وبكافة الأمور الحياتية التي تخص الفرد والمجتمع ككل.... وبالتأكيد عندما لا يكون هناك جمود وتكون الحركة دائمة ستجد مشاكل جديدة تظهر.... ولكونهم حريصين على مصالح الأفراد والخوف عليهم من هذه المشاكل، تجد لوائح قوانينهم تتعدل وفقا لمتطلبات المرحلة، ولعل ابرز قيمهم تظهر بقانونهم الذي لا يعرف مسؤول او رجل دين او غني ... القانون واحد ويحمي الجميع بل تعدى ليحمي الحيوان ايضا
ولو أردت ان اعطي مثلا على هذا، سيكون بمايخص قوانين الهجرة، كما تعلم كندا دولة مفتوحة للهجرة اليها من قبل جميع دول العالم، وفق شروط ونقاط تحسب، وخلال السنوات الأخيرة تجد ان لوائح وشروط التقديم تتغير حسب متطلبات البلد ووفق العقبات التي يصادفها مع المهاجرين أو بالعكس، المهاجرين وأمكانية تأقلمهم مع واقع الحياة هنا

تقديري واحترامي


11 - الصديقة أغصان
شامل عبد العزيز ( 2012 / 6 / 12 - 15:51 )
تحياتي
صحيح
لا غبار على كلامك
مواكبة التطوّر وإيجاد حلول لكل جديد - هذا هو ما نتمناه وهذا هو الصحيح - ليس قوالب جامدة معلبة من القرون الماضي يحاول البعض تنزيلها على العصر الحالي
فوكوياما من 1999 وهو يعدل ويكتب ويغير ويتابع كل جديد
تعليقك في الصميم
شكراً لكِ

اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر