الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التشنج في التحاور بين المتدينين وغير المتدينين؟

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا التشنج في التحاور بين المتدينين وغير المتدينين؟
العالم ينحو الى الديمقراطية واعلاء حقوق الانسان وحرية الفكر والمعتقد, وقد ساعدت الثورة العلمية
والمعلوماتية على نشر الافكار وتبيانها وكذلك الحث على التحاور العلمي والبناء, وهذا ما تقوم به
الكثير من الصحف الالكترونية ووسائل الاتصال من خلال الشبكة العنكبوتية. والمفروض ان يستغل
الكتاب والمتحاورون هذه الامكانية لايجاد قواسم فكرية مشتركة تعزز التفاهم بين النخبة المثقفة للوصول
الى درجة اعلى من تقبل الآخر وتمازج الافكار, والذي هو اساس الانفتاح الفكري والتقدم, وعكسه على
المجتمع لكي يعم السلام الفكري والاجتماعي. ولكن على العكس من ذلك نرى ان الحوار بين الفرقاء
في المجال الفكري يشوبه التعصب ومحاولة فرض الرأي على الآخر, وفي بعض الاحيان حد المساس
بالآخر والاستهزاء بفكره ومعتقده والذي قد يمثل فكر ومعتقد جمهور كبير من الناس, وهذا بدوره يجلب
سخط هذه الجماهير الغفيره ليس على الكاتب فحسب وانما على الفكر الذي ينتمي اليه أيضا.
وموضوع بحثي هنا هو الحوار بين المتدينين وغير المتدينين, والذي يسميه البعض الحوار بين المتدينين
والعلمانيين وهذا خطأ, حيث ان العلمانية وكما بيناها في مقال سابق هي ليست الالحاد وانما هي الوقوف
على مسافة واحدة من الديانات والمعتقدات واعطاء الحق للجميع باختيار المعتقد وممارسته بحرية, ولذلك
العلمانية لاتنطبق على الافراد وانما على الدول. المهم في الموضوع ان الفكرين الديني والمادي في
جوهرهما لا ينفيان الآخر ولا يحارباه وانما اتى الخلاف من التطبيقات اللاحقة واستغلال الدين او الفكر
المادي لمحاربة الآخر, اعتمادا على التأويلات ولذلك تجد هناك صراع حتى بين حملة الدين الواحد
والفكر الواحد. فالجوهر هو انساني للكل والدين والافكار المادية جائت لخدمت الانسان وتسيير اموره
الحياتية, وفي حالة الدين ما بعد الحياتية ايضا واعتقد ان هذا لا يضر غير المتدينين. والاديان جميعها
لم تجبر الآخر على اعتناقها وكذلك الفلسفات المادية. لا بل اكثر من ذلك فان المتدينين مقتنعين ان هذا
الاختلاف لحكمة ارادها الله سبحانه وتعالى ولو شاء لجعلها أمة واحدة. وايضا هناك مشتركات فكرية
بين المتدينين والماديين وخاصة الاشتراكيين منهم, كمحاربة الظلم والدعوة الى العدل والضمان
الاجتماعي والمساوات ونشر التعليم وتقليص الفارق بين الطبقات على سبيل المثال. ومن الطبيعي ان
يكون لكل شخص مرجعيته الخاصة دينية كانت ام غير دينية ولكل شخصية انسانية تطورها التاريخي
المتأثر بالبيئة التي نمى فيها هذا الشخص وكون قناعاته الاساسية التي بنى عليها معتقداته, وهذه
المعتقدات قد تكون مختلفة عن غيرها, ولكن كما قلت هي جزء من تراث انساني واحد فيه مشتركات
عديدة, فلماذا لايبحث المثقفون عن هذه المشتركات في افكارهم ومعتقداتهم يساعدهم في ذلك ما اشرنا
اليه من تطور علمي ثقافي معلوماتي, وننبذ التشنج في الحوار المباشر والغير مباشر والذي لا يؤدي
سوى الى التناحر والتأزم والمناكفات الفكرية. ولنؤمن جميعا بأننا نعيش في قرية كبيرة كونتها لنا
الثورة المعلوماتية, ولنؤمن ايضا بشكل حقيقي بحقوق الانسان وحرية الفكر والمعتقد.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طيب
نيسان سمو الهوزي ( 2012 / 6 / 11 - 22:32 )
ولنؤمن ايضا بشكل حقيقي بحقوق الانسان وحرية الفكر والمعتقد. هذه جملة جميلة ولكن ألا تعتقد بأن سبب كل هذا الدمار الذي تتعرض له البشرية هو بسبب عدم قبول الدين بالحرية الفكرية ؟؟؟ ام انك لست معنا ؟.. مع التقدير

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah