الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفيين والإخوان المسلمين ودمار مصر

طاهر مرزوق

2012 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لن أسرد القصص والحوادث المشينة التى أرتكبها السلفيين والإخوان المسلمين منذ بداية الثورة وحتى اليوم سواء من كذب ونفاق وسلوك فاسد غير أخلاقى آخره حادثة النائب السلفى على ونيس مع فتاة من أهل مصر، إنها أحداث لا يجب أن تجعلنا ننسى تاريخهم الإرهابى القديم على أرض مصر وضد شعب مصر، إنهم بأفكارهم المنافقة يعملون على تضليل أفكار الغالبية المصرية تحت التأثير الدينى الذى يخدر عقول الغالبية من المصريين ويسيرون غائبين عن الوعى نحو مصيرهم المظلم المحتوم.
إن محاولات الدول العربية لعزل مصر عن العالم المعاصر ستأتى بنتائجها بفضل الملايين التى ترسلها للسلفيين والإخوان المسلمين فى الخفاء حتى يتم تشويه وجه مصر الحضارى، وبدلاً من أن يكون التغيير للأحسن، سيكون التغيير للأسوأ بفضل برلمانيين جهلة إهتماماتهم الأولى هى تحجيب النساء وتغطية المرأة على الشواطئ والشوارع وخفض صوتها لأنها أكبر عورة تؤدى حسب وصايا رسولهم وإلههم إلى الكوارث التى لا تحمد عقباها، كوارث يلصقونها كذباً وخداعاً بالمرأة ويصرخون ليل نهار أن الله هو الذى يقول ذلك.
إن سذاجة المواطنين وتصديقهم لكل من يقول لهم : أنا من أتباع لا إله إلا الله، وسرعان ما ينبذون كل شئ وينسون مشاكلهم ويمشون خلفهم مثل قطعان الأغنام لا تدرى من مستقبلها إلا من يسوقها بالعصى وصراخ مكبرات الصوت التى تدعوهم للصلاة الطقسية الروتينية خمس مرات فى اليوم حتى لا يغضب عليهم الإله الواحد، المواطن الذى ينسى فى غمرة حماسته الدينية أن غيرهم ساروا وراء الطالبان وآيات الله وأحمد نجاد والبشير والمهدى ، ويرى العالم كله مقدار ما تعانيه شعوبهم من سيوف الهيئات الدينية التى سحقت وقمعت حريات المواطنين فى تلك البلاد بأسم إلههم الكبير، وجعلتهم يعيشون داخل أوطانهم كالسجن الكبير كالعبيد لرجال الدين المتسلطين عليهم فى كل صغيرة وكبيرة.
هل يريد المواطن المصرى والعربى أن يعيش مثل حياة الأفغانى أو الباكستانى أو الإيرانى أو السودانى أو الصومالى؟
من قال مرة ظز فى مصر وشعب مصر ثم كررها أحد أتباعه بقوله أن الإخوان المسلمين هم أسياد المصريين، ماذا تنتظرون منه أن يفعل بكم يا مصريين بعد أن تنتخبوه؟ هل تنتظرون أن يبيح لهم الإحتفال بعيد الحب مثلاً وشراء الورود الحمراء للتعبير لأحبائكم عن السلام والحب؟ كلا يا مصرى إنهم سيحولون إحتفالاتكم هذه إلى إنهار حمراء من الدماء لأنهم لا يعرفون الحب والورود، إنهم سيمنعون أمثال تلك الأعياد لأن الحب هو كفر فى شرعهم.
إنهم يضعون لكم السم فى العسل الدينى وأنتم جاهلون بما ينتظركم من أيام سوداء لا رحمة فيها من سيف الشريعة التى تحلمون بتطبيقها ولا تعرفون ماذا ستحمل لكم من أخطار ستهدد وجودكم وحرياتكم وديموقراطيتكم، لو أنتخبتم الإسلاميين فهذا معناه أنكم فى حالة أكتشفتم فى المستقبل القريب خداعهم وأن شعارهم الإسلام هو الحل هو مجرد شعار لا علاقة لهم بالدين أو الإسلام ولن يحل لكم مشاكلهم اليومية من خبز وغاز وبطالة وعلاج أمراضكم المزمنة، وأنكم فى حالة شعرتم بالضيق من حكمهم وأردتم الأنتفاض والإنقلاب عليهم، فإنهم سيكونون أقوى وأكبر من أى دكتاتور سمعتم عنه، لأنهم سيعلنون صراحة وبكل بجاحة إنسانية أنكم تنتفضون وتثورون ضد الله وضد رسوله وضد شريعته، فهل منكم من هو مستعد للوقوف أمام الله ورسوله وشريعته؟
بالطبع لا يوجد أحد منكم يا مسلمون قادر بل ستركعون أمامهم لأنكم صدقتم أنهم وكلاء الإله الغيبى الذى لم يطلب منهم تحجيب عقول وأجساد البشر ولم يطلب منهم سلب حريات حقوق البشر بأسمه، فهل ستستمرون فى تصديق نفاقهم وتظلون راكعين أمام شعاراتهم التى يرفعونها بأسم الدين والآلهة؟
هل ستنتخبون من سيمتلك رقابكم بأسم الله ليتصرفون فيها كما يشاءون أو كما يقولون لكم: كما يشاء الله؟
هل تريدون التصويت للإسلاميين وتستمرون فى الخضوع لهم؟ حياتكم القادمة معلقة فى ذلك التصويت فإذا كنتم تريدون مستقبلاً بهيجاً لكم ولأولادكم فأنتخاب شفيق هو الحل الوحيد لأنه سهل أن تثوروا عليه، لكن إذا كنتم تريدون تدمير مستقبلكم وحرياتكم فعليكم بالسلفيين والإخوان المسلمين ، والمشيئة والإرادة لكم فى هذا التصويت ولا علاقة بأى إله أو أى رجل دين بها، فتحديد مستقبل الإنسان فى يده، وسعادته وتعاسته يحددها بنفسه لو فكر جيداً ونظر للشعوب الأخرى وحكامها الذين يحكمون بالشريعة وهيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى أعتقد أنكم سمعتم عن سطوتها وكيف تتعامل مع المواطنين كالعبيد، والمرأة لا وجود لها إلا بوجود الرجل، لأنها مجرد عورة لا إرادة لها إلا إرادة الرجل الذى ينفذها عليها .
إن القداسة التى أضفيناها على الفكر الدينى وكل من يطيل لحيته، وأوجبنا على أنفسنا تقديم الإحترام والقداسة والولاء له، جعلنا مسلوبين الإرادة والعقل والتفكير وكل ما يقولونه لنا فى وسائل الإعلام والمساجد هى أوامر علينا تنفيذها وإلا وقع علينا غضب الله، وهكذا يصورون للسذج من المواطنين حتى يضمنوا ولائهم اللا نهائى لهم، ويثيروا لديهم عواطفهم الدينية الكارهة للآخرين حيث قسموا المجتمعات إلى أهل الجنة وأهل النار، أهل الإسلام وأهل الكفر ومن يرفض الأنصياع لطلباتهم فسيكون من الكافرين.
إنهم جعلوا حياتنا جحيماً من الشبق الجنسى الذى يتملكهم نحو المرأة وبدلاً من أن يهذبوا غرائزهم وسلوكياتهم ويتعلموا الأخلاق والأدب، نجدهم يهينون المرأة ويجبروها على تحجيب جسدها لأنها تفتنهم وتفسدهم بمفاتن جسدها، يا لكم من رجال عديمى الأخلاق والتربية لا تفكرون إلا فى شبقكم الجنسى وجعلتم المرأة جارية خادمة لكم تشبع غرائزكم وتنفذ رغباتكم وتقدم لكم فرائض السمع والطاعة بأعتباركم السيد المهيمن الجبار الذى لا تسقط له أمر أو رغبة أو قرار.
من يريد دولة دينية إسلامية يقول أفرادها للشعب: إما أن تغلق فمك عن الكلام أو نقطع لسانك بإذن الله، فله الحرية الكاملة، لكن عليه أن يتذكر أن الثورة على البشر الدكتاتوريين الفاسدين ممكنة وليس من الصعب تحويل كل ميادين البلاد إلى ميادين للتحرير، لكن الثورة على الله وشريعته مستحيلة ولكم فى النهاية الأختيار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه