الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة بين (العُهر) والسياسة

حماده زيدان

2012 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في طريقي لوسط البلد بالأمس، وبالقرب من محطة مترو الجيزة، وجدت مجموعة من الفتيات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن السابعة عشر، والسادسة عشر، يحملن إعلانات تخص مرشح جماعة الإخوان المسلمين (محمد مرسي) ويقولن بانفعال:
- يوم السبت.. سنسقط النظام.. انتخب الدكتور (محمد مرسي).
أخذت الأوراق منهن، وشعرت بغيظ تملكني، وأمسكت أوراقهن وقذفتها أرضاً وبصقت عليها ومضيت لحال سبيلي.
مرت عدة ساعات خرجت فيها مع بعض الأصدقاء، وبعدها ساعات أخرى من الهدوء، جلست فيها أفكر بهدوء في ما رأيت، ورأيت أمامي السيدة (أم أيمن) تصرخ في مجلس الشعب:
- لابد من إلغاء قانون التحرش فالنساء هن المذنبات بملابسهن المثيرة.
وتذكرت أيضاً ما قاله ممثل الجماعة في انتخابات 2005 عندما قال:
- أخرجوا نسائكم من جحورهن حتى يقمن بانتخاب الإسلام.
تذكرت أيضاً، مرور أخوات الإخوان، على نساء مصر القرويات في بيوتهن وتقديم (الأرز والزيت) مقابل الوقوف طوابير طويلة لانتخاب مرشح (الجماعة)، تذكرت كل هذا ووضعت الأشياء فوق بعضها فاكتشفت أن تلك (الجماعة) تتعامل بالمرأة تماماً كما يتعامل القواد مع (العاهرة)، وقبل أن أستمع إلى سباب هذا، أو أرى بصق هذا، دعونا نتأمل، ونقارن ما بين (القواد) و(الجماعة) في عدة أشياء سأذكرها في السطور التالية..
أولاً في طبيعة المرأة.
* نظرة (القواد) للمرأة.
ينظر (القواد) للمرأة بكونها جسد، يأتي له زبائنه، يطفئون نار شهواتهم في هذا الجسد، ولا ينظر أبداً إلى عقلها وأوقات كثيرة لا ينظر إلى (وجهها) الجسد هو الأهم بالنسبة للقواد ولزبائنه.
* نظرة (الجماعة) للمرأة.
تختلف نظرة (الجماعة) عن (القواد) في ظاهرها، ولكن لو نظرنا لبواطن الأمور سنجد الأمر متفق تماماً فكما ينظر (القواد) إلى الجسد، تنظر الجماعة إلى (الجسد) أيضاً والفرق بينهم وبين (القواد) أن القواد يستغل الجسد في (المتعة الجنسية) والجماعة تستغله في الحشد وأشياء أخرى.
ثانياً في الهدف من المرأة.
* الهدف من المرأة عند (القواد).
بالطبع الهدف من المرأة واضح وصريح عند (القواد) فهو لا يبحث إلا عن المال، وجسدها كما قلت سابقاً هو مشروعه، والمال يأتي من جسدها الذي لابد له أن يكون دائماً في حالة استعداد بعيداً عن (مشاعر) هذا الجسد فالجسد لا يشعر، الجسد عند (القواد) فقط ينفذ الأوامر لجلب المال.
* الهدف من المرأة عند (الجماعة)
الهدف من المرأة هنا (المنفعة)، أينعم ليس (المال) كالقواد، ولكنها (المنفعة) والمنفعة هنا قد تكون (استفتاء)، أو (انتخاب)، أو تمرير قانون ما، أو أية (منفعة) تراها الجماعة مناسبة، وكما هو الحال عند (القواد) لا تهتم (الجماعة) بمشاعر هذا الجسد، وتعليم هذا الجسد لا يكون إلا بما ترضاه (منفعة) الجماعة أيضاً، والمال عند (القواد) يعتبر منفعة له أيضاً، والمنفعة وإن اختلفت ما بين الأثنان ولكنها في النهاية.. منفعة.
ثالثاً المشترك ما بين المرأة (العاهرة) والجماعة.
1: الجهل.
تشتركان المرأتان في (الجهل) فالمرأة (العاهرة) في الغالب لا تكون متعلمة، وفي الغالب أيضاً لا تهتم بالتعليم، لأن أقصى ما في طموح تلك المرأة هو تعلم وضعاً جديداً تجذب به أحد زبائن السرير، أما شقيقتها المرأة الإخوانجية تعلمت، وتفوقت، وأصبحت (معيدة) في بعض الأحيان، وتكون في ذلك خير الفتاة الأخت، وتكون خير زوجة للأخ الذي لا يريد أن يكون (فلوطياً) كما ذكر (صبحي صالح) ولو بنظرة أبعد من مجرد (التعليم) ستجد تلك المرأة الأخت مجرد (إنسان آلي) يحرك بالريموت كنترول من مكتب الإرشاد، وتجد جهلها أكبر بكثير من جهل العاهرة، وموافقتها على تلك الممارسة الفكرية يعود إلى جهل أشد خطراً من الممارسة الفعلية على أسرة عشقها.
2: الفقر.
تتشابه المرأتان في (الفقر) وإن كان فقر (العاهرة) واضحاً للأعمى، وإن كان أيضاً أن الأخوات لديهن من الأموال ما يكفيها لأنها بالطبع زوجة، أو أخت، أو أم، ولابد للأخ أن يكون ذي وجاهة إجتماعية لذا لا تبحث سيدي القارئ عن أختاً فقيرة، ولهذا فالفقر هنا يختلف كثيراً، والفقر في الحالة (الإخوانجية) ليس فقراً للمال ولكنه فقراً في السُلطة، لأن السُلطة للرجل، و(الزبون دائماً على حق) كما تقول الأمثال، والإخوانجية تعلم جيداً ذلك، وتجدها تعمل وتكد لأجل الرجل الإخوانجي، وتتحول إلى جارية مطيعة لأوامر سيدها، الذي بعدما ينجح يتحول لسيد ينظر إلى جاريته، وبلسانٍ مقتضب يقول:
- أنتِ جارية وستظلين (فقيرة) ولن تخرجي أبداً عن ظلي، أنا (ظلي) سيدخلك الجنة.
هكذا يقول هو، وهكذا تستمع هي، وتقبل ما تطوله من يده المممدودة وخجلة. تقول:
- أمرك سيدي.
تقولها دائماً المرأة الإخوانجية، وترضى دائماً بدورها، وترضى دائماً بفقرها المصطنع مع (الرجل) وترضى دائماً بوجودها في ذيل القوائم، ترضى دائماً بكل هذا لأنها تعلم جيداً كيف ترضى زبونها تماماً.
خلاصة لابد منها.
قد يشعر البعض وهذا حقه أني أهاجم نساء الجماعة، وقد يعلى طموح آخر بأني أسبهم في شرفهم، لا والله لأني أعلم الكثير من الأصدقاء أهلهم من الجماعة، ونسائهم منها، ولكن وجه المقارنة يقع في نقطة واحدة وصريحة ألا وهي..
(استغلال المرأة).
فالمرأة هنا وهناك تُستغل إما لـ (المتعة) أو (المنفعة) وفي الحالتين المرأة..
(لا تُحترم).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24