الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتخاب احمد شفيق خيانه للثورة المصرية ؟؟

هشام حتاته

2012 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد قيام ثورة 25 يناير2011 فى مصر ، وبعد تشكيل لجنة تعديل بعض مواد الدستور وعلى رأسها المستشارطارق البشرى والمعروف عنه انتمائه لفكرة الدولة الدينية وعضوية الاخوانى القح صبحى صالح ، وبعد حملة الاخوان والسلفيين المحموعة لدفع الجماهير للتصويت بـ " نعم " عل هذه القرارات بالاستخدام الفج والممجوح والنفعى للدين بوضع الناس بين خياري الجنة والنار ، وتلى الموافقة صدور الاعلان الدستورى ومن ضمنه المادة 28 التى تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات ضد الطعن والموافقة الضمنية لجماعات التيار الدينى على مواد هذا الاعلان ، والتى اثارت فيما بعد استنكار نفس هذه الجماعات فيما بعد عندما انفض التحالف مع المجلس العسكرى ، ثم السماح لهم بتكوين احزاب مدنية على مرجعية دينية ، والصمت المريب من المجلس العسكرى ومن اللجنة المشرفة على الانتخابات على تجاوزاتهم خلال انتخابات مجلسى الشعب والشورى بالاستخدام الصارخ للشعارات الدينية مرة اخرى وتقسيم الشعب الى مؤمنين تابعين او كفار من الليبراليين والعلمانيين المعارضين . ومن قراءة المشهد وصلت الى قناعة مفادها :
( ان المجلس العسكرى اعتقد ان قوة المعارضة الرئيسية فى مصر والتى ساهمت فى استمرار الثورة هى للاخوان والسلفيين وحدهم وان التفاهم معهم والاعتراف بهم كقوة فاعلة فى المجتمع المصرى ومؤثرة فى المشهد السيايى بأن يكونوا شركاء بشكل ما فى احدى سلطات الدولة ، وليكن مجلس الشعب على ان تكون الحكومة من التكنوقراط ورئاسة الدولة لاحد اقطاب ممثلى التيارالمدنى ؟ وان شباب الثورة الذين اشعلوا شرارتها الاولى سرعان مايتفرقون ثم يعود لمصر استقرارها مرة اخرى ) .
اعتقدت جماعات الاخوان والسلفيين ان مجرد وصولهم الى اغلبية البرلمان سيخرج الشعب عن بكرة ابيه يغنى لهم ( طلع البدرعلينا من ثنيات الوداع ...... الخ ) ولكن قوى الثورة عرفت بحدسها الثورى اتفاق التيار الدينى مع المجلس العسكرى .
وفجر شباب الثورة مفاجأته الثانية بنزولة المكثف فى الميادين – دون قوى التيار الاسلامى وكان عدم نزولها يؤكد للثوار هذا الاتفاق - واجبر الممجلس العسكرى على محاكمة اركان النظام السابق وعلى رأسهم حسنى مبارك بدلا من اقامته المريحة فى شرم الشيخ ، وفى موجه ثانية من الضغوط عبر الميادين ايضا اجبر المجلس على تحديد ميعاد لانتقال السلطة الى سلطة مدنية منتخبة والمحدد له نهاية هذا الشهر، كل هذا وتيار الاسلام السياسى بعيدا عن الميادين .
جرت فوق السطح وبين الكواليس وتحت جنح الليل امور كثيرة لايسع مقال واحد ذكرها ، وبعد وصول حزب الاخوان الى اكثرية اعضاء البرلمان انفتحت شهيتهم على التكويش على السلطة وطالبوا بحل حكومة الجنزورى ليكون خيرت الشاطر رئيسا للحكومة الجديدة وزادوا على ذلك بأن اعلنوا احد كوادرهم لرئاسة الجمهورية .
هنا تنبه المجلس العسكرى الى ان الاخوان يكرروا اخطاء الماضى مع جمال عبدالناصر عام 1954 ، وهنا عرف المصريين ان من انتخبوهم يريدون ان يفرضوا على الشعب المصرى لون واحد وثقافة واحدة وفكر واحد ، شعب عرف التعددية منذ بداية التاريخ مع تعدد اشكال الطبيعة وتعدد انواع الطعام وتعدد آلهة القرى والمدن دون تكفير والتى انتقلت فيما بعد الغزو الاسلامى الى مساجد وموالد اولياء الله الصالحين دون تكفير ، فالمصرى ينتقل من مولد ابراهيم الدسوقى الى مولد السيد البدوى الى مولد السيدة زينب ومولد الحسين ..... الخ ويتمسح بهم جميعا ويطلب بركتهم وشفاعتهم جميعا دون ان تقول طائفة انها انصار السيد البدوى واخرى من انصار ولى آخر ..... هذا المخزون الحضارى المصرى المتوارث منذ سبعة آلاف عام انفجر مرةواحدة فى وجه جماعات المنتفعين بالاسلام السياسى خصوصا عندما شاهدوا اعضاء هذه التيارات تحت قبة المجلس تتحدث عن الغاء اللغة الانجليزية من التعليم ، والآخر يؤذن للصلاة ، والثالث يقدم قانون لختان البنات والرابع يريد صياغة قوانين الاسرة من جديد لصالح ذكورية الرجل على حساب الحقوق التى اكتسبتها المرأة ، هذا ناهيك عن المرشح السلفى الكاذب ونائب المناخير الكاذب واخيرا نائب الفعل الفاضح فى الطريق العام مع احدى الفتيات داخل سيارة .
وعندما رأى الشعب ان الفن الذى تقوت عليه منذ فجر تاريخه معرض للرقابة والتحجيم ( سأضرب مثلا صغيرا : ونحن صغارا كانت احب الاشياء لدينا ان نذهب الى السينما مع والدينا ، وعند الشباب كانت السينما مكانا للقاء الصديقات والاصدقاء، وعندما كبرنا كنا نصطحب اولادنا الى دور السينما التى كانت ايضا من احب الاشياء لديهم .... فيأتى التيار الدينى ليهدم صرحا عشنا عليه وتربينا فى احضانه وقضينا فيه مع الآباء والحبيبات والابناء اسعد اوقاتنا .. ؟؟ ).
وتبدا انتخابات الرئاسة ويحصل مرشح الاخوان على خمسة ونصف مليون صوت هو كل ما استطاع الاخوان حشدة من بين 25 مليون صوت ذهبوا للصناديق ، البعض فسره بهجوم الاعلام عليهم – وهذا ايضا ماوصف به مرشدهم الاعلاميين عندما وصفهم بسحرة فرعون – وفسره البعض الآخر بالاداء السيئ لهم تحت قبة البرلمان وفسره آخرين بالخوف من التكويش على السلطة ، والقول الاخير اقرب الى الصحة مع اضافة هامة وهى ان المخزون الثقافى الحضارى المصرى المؤمن بالتعددية لم ولن يقبل ان تفرض عليه ثقافة واحدة وفكر واحد وديكتاتورية واحدة بمعنى ان الشعب المصرى بمخزونه الحضارى يفضل ليبرالية التعدد على ديكتاتورية التوحيد .وكان ماكان فى الجولة الاولى للانتخابات وحصول التيارات المدنية على اكثر من 55 % من اصوات الناخبين ( راجع مقالتى السابقة على الحوار ) ولاننسى ان نشيد بدور الاخوة اشقاء الوطن من الاقباط الذين خرجوا لتاييد مرشحى التيار المدنى وفرضوا ارادتهم ليكون لهم صوتا مسموعا فى المعادلة الانتخابية .
كل هذا اوصلنى الى قناعة اخرى ربما يكون لها ظل من الحقيقة وهى ان المجلس العسكرى اراد لهذه التيارات ان تخرج الى النور حتى يراها الشعب على حقيقتها ، فاذا كان هذا حقيقى فالمجلس العسكرى فى منتهى الذكاء ، وهذا ماقلته انا مرارا : ارتكوهم فى الضوء حتى يراهم الناس جيدا .
قرائى وزملائى الاعزاء :
نحن امام مأزق بين ممثل هذه التيارات – محمد مرسى – واحمد شفيق المحسوب نظريا على النظام السابق رغم عدم وجود شوائب ماليه تحيط به غير عدة بلاغات امام النائب العام لم يثبت صحتها .
امامنا الدولة المدنية التى يمثلها احمد شفيق – رغم بعض المآخذ عليه – وامامنا الدولة الدينية التى يمثلها محمد مرسى بكل ماشاهدناه مع رغبه عارمة فى الاستحواذ على كل شئ ، حتى انهم تحرشوا بالقضاء والمحكمة الدستورية من قبل . مقاطعة الانتخابات سوف تصب فى صالح محمد مرسى لان كل كوادر الاخوان ستخرج لتاييده . اخرجوا وصوتوا الى احمد شفيق من اجل الدولة المدنية ، واذا لم يكن على مستوى اختيارنا فى قادم الأيام نستطيع تغييره لانه لايرتكز على تنظيم منضبط يقف ورائه .
انتخاب احمد شفيق ليس خيانه للثورة ، ولكنه المتاح امامنا من اجل مدنية الدولة المصرية وحفاظا عليها من الوقوع فى براثن الظلام والعصور الوسطى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجلس العسكر والثوره
على سالم ( 2012 / 6 / 15 - 21:25 )
الاستاذ هشام حتاته لك التقدير والاحترام ,بالطبع انى اختلف معك تماما بالنسبه للمجلس العسكرى واجيندته الغامضه ,من دواعى الاسف الشديد ان الثوره لم تكمل طريقها للنهايه لكى تحقق اهداف الشباب الشرفاء ,كان خطا فادح عندما ترك الشباب الميدان وترك اكمال المهمه لما يسمى مجلس العسكر وبلع الشباب الطعم من العسكر حينما اثنى عليهم بالكذب والبهتان ,العسكر دول اصل عصابه مبارك الاثيم ,بدا العسكر فى تصفيه الثوره شيئا فشيئا وبداوا فى القبض على الشباب وضربهم وايداعهم السجون حيث الانتهاك والتعذيب ووصل اعدادهم الى اكثر من خمسه عشر الف سجين فى خلال عام واحد ,الاشكاليه هنا ان المجلس العسكرى كاذب وفاسد مثل قائده الاغبر والا كيف يسجن هؤلاء الشباب بدون وجه حق ويلوث سمعتهم ويذلهم ويكشف عورات النساء ,الا تعتبر ان هذا عمل خسيس وجبان ,المجلس العسكرى يريد الااستئسار بالقوه والنفوذ والبلطجه واحمد شفيق سوف يعمل سكرتير لهم ليس الا ,لان الامر الاول والاخير لهم ,انا مع استكمال الثوره مهما بلغت الضحايا ,العسكر هم العدو الاول للثوره ,عندما تحقق الثوره اهدافها والقبض على هؤلاء المجرمين وعقابهم على جرائمهم


2 - عزيزى / على سالم
هشام حتاته ( 2012 / 6 / 16 - 00:05 )
احترم بالقطع وجهة نظرك واؤؤيدك فى جزء منها ، ولكنى افضل شفيق العوبة فى يد المجلس العسكرى اكثر من مرسى العوبة فى يد المرشد وعودة الخلافة والزج بمصر فى صراعات مع امريكا والغرب . فنحن للاسف بين خيارين اما الدولة الدينية او الدولة المدنية ... ماذا تختار انت ؟ ثم ياعزيزى ارجو ان تقرأ جيدا ماكتبته واليك جزء منه (ولكن قوى الثورة عرفت بحدسها الثورى اتفاق التيار الدينى مع المجلس العسكرى . وفجر شباب الثورة مفاجأته الثانية بنزولة المكثف فى الميادين – دون قوى التيار الاسلامى وكان عدم نزولها يؤكد للثوار هذا الاتفاق - واجبر الممجلس العسكرى على محاكمة اركان النظام السابق وعلى رأسهم حسنى مبارك بدلا من اقامته المريحة فى شرم الشيخ ، وفى موجه ثانية من الضغوط عبر الميادين ايضا اجبر المجلس على تحديد ميعاد لانتقال السلطة الى سلطة مدنية منتخبة والمحدد له نهاية هذا الشهر، كل هذا وتيار الاسلام السياسى بعيدا عن الميادين .)
فعلا اخطأ الثوار فى ترك اليمدان وقد كتبت مقالة بعنوان ( خطا الثوار وخطيئة المجلس العسكرى ) ارجو ان تراجعها .. تحياتى واتفهم وجهة نظرك جيدا

اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa