الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولات أسلمة الدولة في مصر وتركيا دعوة للمقارنة 1

رفعت السعيد

2012 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


والمقارنة هنا تأتي ليس لمجرد المضمون . وإنما هي محاولة لدراسة كيفية تحول بذرة التأسلم ذات المحتوي الواحد في واقعين مختلفين .

خاصة وأن هذا المحتوي الواحد لم يأت من مجرد قراءة أو اعتماد نصوص واحدة وإنما لأن النبتة التركية جاءت وليدة للشجرة الأصلية أي جماعة الإخوان المسلمين المصرية .

فطالب كلية الهندسة في جامعة ميونيخ أربكان تتلمذ في المركز الاسلامي العالمي هناك علي يد سعيد رمضان مؤسس المركز وهو زوج ابنة الأستاذ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان .

ويقال أن أربكان أعجب بشدة بكتاب “معالم في الطريق” وهو الدستور الأكثر تشدداً للتأسلم السياسي والذي صاغه الأستاذ سيد قطب ، وأنه ترجم هذا الكتاب إلي اللغة التركية وعندما عاد أربكان الي استانبول قام بتدريس هذا الكتاب لحلقة صغيرة من الشباب في مسجد “اسكندر صاده” وعندما اكتشفه الأمن تحول وبشكل سري هادئ إلي تكوين حلقات .. انتهت لتصبح حزباً حمله إلي السلطة .. ثم كانت التداعيات التي انتهت بحزب جديد ، ذي تفاهمات أكثر عمقاً مع الواقع التركي وكان حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان.

ولعل هذه الورقة تستهدف فحص أثر الواقع المحلي علي المعطيات النظرية حتي ولو كانت ملتزمة بذات الالتزام العقائدي المرتبط بمحتوي ديني واحد .

ونبدأ المقارنة .

< الجيش في تركيا علماني وقد نصب نفسه وعلي مدي عقود كحام للعلمانية . لكنها حماية مرتدية زياً عسكرياً تتولد منه منازعات مع التوجه الديمقراطي .

< العلمانية التركية ارتبطت بالنهوض الشامل للمجتمع التركي علي يد زعيم مهيب ويظل مهيباً علي الدوام هو أتاتورك . وتربت أجيال تركية متعاقبة وهي تقارن بين تركيا العثمانية وتركيا الحديثة وتمنح أتاتورك والعلمانية استحقاق التمجيد .

< الحلم التركي بالانتماء لأوربا والاتحاد الاوربي وإن كان النهوض الاقتصادي الحالي قد قلل من النزوع نحو هذا الحلم .

< الدور الأمريكي السري والعلني وسط النخبة التركية ذات التوجه الاسلامي . وتنامي هذا الدور بتأثير الدبلوماسي الامريكي المخضرم أبراموفتش الذي دعا أمريكا إلي المراهنة علي تركيا السنية ذات حكومة إسلامية معتدلة وذات قاعدة أمريكية عسكرية (انجر ليك )وذات علاقات وثيقة مع إسرائيل .

مع كل ما يحققه ذلك من توازنات جديدة قد يتغير معها شكل المنطقة كلها . وهي توازنات تتماشي مع الإستراتيجية الأمريكية الشاملة .

< الدروس القاسية التي تلقتها النخبة التركية ذات التوجه الاسلامي منذ التصادمات بين العسكريين وأربكان والإحساس بضرورة تطويع نصوص الأدبيات ذات الصبغة الإسلامية لتتلاءم – ودون التخلي الفعلي عن مفهوم النص الأصلي – مع الإصرار التركي العام والجذري علي العلمانية والديمقراطية . في إطار العمل علي تقديم نموذج مختلف للحكم سواء في مجال الشفافية أو التطور الاقتصادي .

لكن الواقع المصري مختلف

< فالجيش ليس علمانياً بل إن رجاله ينساقون مثل الغالبية المصرية إلي فكرة أن العلمانية فكرة كافرة .

< ومصر لا تمتلك حلماً بالانتماء إلي أوربا المتوسطية فهذه الفكرة تنمو قليلاً لتتراجع أكثر تحت أفكار مناهضة التغريب وأيضاً بسبب التواجد الاسرائيلي في أي إطار متوسطي . ومع تفضيل الانتماء عربياً أو حتي إفريقيا .

< وجماعة الإخوان ظلت ومنذ نشأتها تهاجم “التغريب” وتسعي نحو توجه اسلامي يحلم باستعادة الخلافة .

< الليبرالية نشأت ضعيفة وظلت ضعيفة لأنها ومنذ رفاعة الطهطاوي أرادت أن تبرر نفسها عبر المرور من ثقب إبرة الالتزام الديني .

< ومع مطلع القرن الماضي تبني عدد من المفكرين الشوام ( شبلي شميل – فرح أنطون – نقولا حداد) فكرة ليبرالية تري أن الدين (مطلق الدين)قيد علي الإبداع العقلي الأمر الذي عزلهم عزلة قاسية عن شعب متدين خاصة وأنهم كانوا في ذات الوقت يقفون في معسكر الاحتلال البريطاني نكاية في الخلافة العثمانية التي اضطهدتهم واضطهدت شعبهم وخاصة مسيحييه بما دفع بهم إلي القدوم لمصر .

< ومع الهجوم الشديد الذي شنه الشيخ رشيد رضا ( التلميذ المنشق عن فكر محمد عبده) ومعه البنا وعديد من رجال الدين عاد الجيل الجديد من الليبراليين وهو جيل مصري تماماً إلي فكرة المزاوجة بين الوعاء الديني وبين الفكر الليبرالي في محاولة لإرضاء الطرفين وانغمس الكثيرون من مفكري هذا الجيل في كتابات دينية صرفه ذات مسحه ليبرالية مثل عباس العقاد- طه حسين – أحمد أمين – حسين هيكل فعادت الليبرالية لتتعثر إذ تحاول ذات محاولة رفاعة الطهطاوي بعد قرن كامل من الزمان .

< وإذا كان أردوغان يتطلع أوربيا وحتي أحياناً يترفع بقدر من التعالي علي الجميع ، فإن جماعة الإخوان بوضعها الراهن تتطلع إلي حديقتها الخلفية وهي حكم حماس في قطاع غزه بما يحمله ذلك من تأثير مضاد .

< وكذلك فإن الشريك الأساسي لحزب الحرية والعدالة (ذراع جماعة الإخوان) هو حزب النور السلفي ذو التوجه الوهابي الخالص . وفي مثل هذه الحالة يضطر الطرف الاخواني إلي قدر من التشدد لكي يسحب البساط من تحت أقدام منافسيه في حزب النور .

أنها ذات الحالة التي تجد الأحزاب اليسارية نفسها فيها إذ يتواجد إلي جوارها فصيل متشدد سواء كان تروتسكياً أو جيفارياً فتجد نفسها مضطرة إلي بعض من التشدد لتتوازن مع جماهيرها التي قد تجنح لسبب محلي موضوعي نحو التشدد.

وبعد تأمل هذه الاختلافات بين النبتة والشجرة الأصيلة . نواصل في مقال لاحق البحث عن مستقبل المحاولتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب الموتور جدا
نزار الحافي ( 2012 / 6 / 15 - 12:23 )
الست من جملة نخب مصر ومثقفيها اللذين اثبتت الايام ان لا تأثير لكم على الشارع اللذي تكتبون له او تقودونه اليس الاخوان آخر من دخل على خط الثوره وكان معظمهم في غياهب السجون ومن ثم قلبوا الطاوله عليكم واحتلوا المشهد وفازوا بانتخابات المجلسين وينافسون الآن على الرآسه وليس لديك سوى مراجعة المؤتمر الصحفي اللذي ادلى به السيد مرسي اللذي يهدد بثوره عارمه في حال فوز شفيق وهذا هو اول انقلاب حقيقي على ديمقراطية مصر الحديثه
ارأيت اين اوصلتو مصر يا صديقي ال دولة المرشد الفقيه فمبروك عليكم ونكشوا شوككم بأياديكم والله المستعان


2 - هى حرب على الاسلام وليس الاخوان
سلامة شومان ( 2012 / 6 / 15 - 16:27 )
انها حرب على الاسلام ولن تفلتوا من الله خالق الكون
والله لن تفلتوا والدكتور المحترم رفعت السعيد يجب عليه ان يترك ما هو عليه من افكار ويعود ويتوب الى الله فليس هناك مفر من الله والموت ات لاشك فيه ويوم ان تلقى الله ماذا ستقول له
اتقى الله يا دكتور وكن مسلما حقا
اللهم اهدى قومى فانهم لايعلمون


3 - العلمانية أحب إلى الله وأنفع للأوطان
ضياء الشكرجي ( 2012 / 6 / 15 - 20:47 )
عندما أقرأ شتائم الإسلاميين والذين لم يكتفوا بتسييس الدين بل تجرؤوا على الله فسيّسوه واحتكروه وادعو أنهم الناطقون الرسميون باسمه ولم يمنحهم تخويلا بذلك ولقد قلت دائما حتى حزب العدالة والتنمية التركي لو أوتيت له الفرصة لانقلب على إنجاز أتوتورك الخالد أٌقول ذلك وقلبي يحترق على مصر الحبيبة كي لا يصيبها ما أصاب العراق على يد الإسلام السياسي


4 - الدولة مسلمة اصلا
عبد الله اغونان ( 2012 / 6 / 16 - 05:49 )
منذ الفتح الاسلامي والدولة مسلمة والدليل امامك
في من يضع اللشعب ثقته ؟في احزاب كرتونية عريقة عجوزة ام في من كان يطلق عليهم مبارك وفلوله المحظورة التي صارت المشهورة دائعة الصيت مهما فعلوا وتامروا فالاخوان في كل زمان ومكان
الاسلمة مرجل يغلي بدأ من ايران ولم يترك بلدا الاومسه مسا ثم انتقلت الى تونس فالمغرب فليبيا فقاهرة المعز

الاسلمة اتية دمقراطيا وسلميا او ربما نحتاج الى فتوحات اسلامية جديدة في القرن الواحد والعشرين.في الحديث الشريف ان قوما يقادون الى الجنة بالسلاسل
حي على جهاد الفلول
حي على التصويت
محمد مرسي رئيسا
يااصوات الله اقبلي
يااصوات الفساد ادبري وانهزمي
الله الله اكبر
غدا يوم من ايام الله


5 - الدولة مسلمة اصلا
عبد الله اغونان ( 2012 / 6 / 16 - 05:49 )
منذ الفتح الاسلامي والدولة مسلمة والدليل امامك
في من يضع اللشعب ثقته ؟في احزاب كرتونية عريقة عجوزة ام في من كان يطلق عليهم مبارك وفلوله المحظورة التي صارت المشهورة دائعة الصيت مهما فعلوا وتامروا فالاخوان في كل زمان ومكان
الاسلمة مرجل يغلي بدأ من ايران ولم يترك بلدا الاومسه مسا ثم انتقلت الى تونس فالمغرب فليبيا فقاهرة المعز

الاسلمة اتية دمقراطيا وسلميا او ربما نحتاج الى فتوحات اسلامية جديدة في القرن الواحد والعشرين.في الحديث الشريف ان قوما يقادون الى الجنة بالسلاسل
حي على جهاد الفلول
حي على التصويت
محمد مرسي رئيسا
يااصوات الله اقبلي
يااصوات الفساد ادبري وانهزمي
الله الله اكبر
غدا يوم من ايام الله


6 - الرجاء اين تعليقي وقد شكوتكم الى انفسكم في حينه
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 6 / 23 - 07:51 )
ارجو الاخوه في الرقابه نشر تعليقي الذي حجبتموه خطاء باعلان معاقبتي ولم يكن في التعليق اي سوء لاحد او شئ اللهم الا مقارنه مختصره جدا بين الاقتصاد والمجتمع في مصر وتركيا
ارجو ان لاتاءخذكم العزه بالاثم وتعاندوا -ان الاعتراف بالخطاء فضيله
قيلت هذه الحكمه قبل الاف السنين قبل اليساريه والدمقراطيه والعلمانيه
فهل من يريد التعلم وشكرا

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah