الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج18

محمد الحداد

2012 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



اتجهت الى الديانة المسيحية
فقرأت الانجيل واعمال الرسل
ولمدة ثلاث سنوات
كنت كل يوم أقرأ من الانجيل
وبدون ملل أو كلل
أحسست بالدفء والطمأنينة
هدأت نفسي قليلاً
تعاليم الانجيل وقصة المسيح تعطيني الهدوء
تملأ قلبي محبة وتسامح
أحسست حينها أن المسيحية تتناغم مع فطرة قلب الإنسان
..........................
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ
محبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح
ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه فماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه
من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً
بالكيل الذي تَكيلون به يُكال لكم من لا يَرحم لا يُرحم
أحبوا أعدائكم
أحسنوا الى مبغضيكم
باركوا لاعنيكم
واصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم
من ضربك على خدك فأعرض له الآخر ايضاً
.......................
وما أن طبقت بعض تعاليم المسيح
حتى أحسست بداخلي صفاء وطمأنينة
لم أعرفها يوماً في حياتي
سعادة صحيح قليلة
ولكني لم أعهدها من قبل
أحبوا أعدائكم
أي دين عظيم هذا
تحفظوا من الطمع فانه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله
لا تقولوا ملكوت الله هنا أو هناك ملكوت الله في داخلكم
واما أنت اذا صليت فادخل الى مخدعك وأغلق بابك وصلي الى أبيك الذي في الخفاء
لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو
أقول لكم اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد
لا تنتقموا لأنفسكم لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الرب
...............................
وكنت كل يوم أعمل بالتعاليم
فأزداد صفاء ومحبة لكل الناس
فالمحبة لا تسقط ابداً
عندها قلت في نفسي
لماذا لا أعتنق الدين المسيحي
وأستريح من عناء البحث والتفكير
و أرمي بشكوكي
و أسئلتي الوجودية بعيداً
لقد غيرني هذا الدين فعلاً
لقد أمسكت بفضله بأول خيط من خيوط الإنسانية
باركوا لاعنيكم باركوا ولا تلعنوا
لماذا لا أستريح من البحث الطويل والفلسفة
وهو يقول
أنظروا ان لا يسبيكم احد بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح
و لأنه يقول
لأنه اذا كان العالم لم يعرف الله بالحكمة استحسن ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة
حسناً أضع أثقالي وأستريح
و أعتنق المسيحية
فهي دين سلام ومحبة
وبعد ثلاث سنوات مع الانجيل
قررت ان أذهب الى المسيحيين لأعتنق دينهم بكامل ثقة
ولكن يا للهول
تفاجأت
عندما وجدت المسيحيين في وادي وكتابهم المقدس في وادي ثاني
ما هذا ؟!!
ماذا أرى ؟!!
إنهم يسمون المسيح رباً
ويعطونه صفة الله
وعندما اقتربت أكثر منهم
وجدت أنها ليست صفة الله فقط
فهم يقولون أنه هو الرب وهو الإله
ما هذه الأقانيم الثلاثة
الأب و الابن و الروح القدس
ثلاثة في واحد
جوهر واحد
كنت أسأل نفسي حينها هل المسيح هو الله ؟!!
هل المسيح ابن الله ؟!!
وبقيت حائراً في الإجابة
من أين جاءوا بكل هذا
ولأنني أقرأ في الانجيل ثلاث سنوات
كل يوم
فلم أكن أجد فيه شيئاً مما يقولون
من ألوهية المسيح
ولا حرف مما يقولون
بل بالعكس تماماً
المسيح في الانجيل ذات منفصلة عن الرب
خاضع له تمام الخضوع
عندما كنت أتلوا الانجيل
ما كنت أحس لحظة
أن المسيح يقول أنه الرب أو الإله
فلمن كان يصلي إذاً
والى من كان يدعوا
وأما الجلوس عن يميني وشمالي فليس لي أن أعطيه
بل الذين خصص لهم من قبل أبي
فلم يقل المسيح أنه وحده أبن الله
بل وبنوا العلي كلكم
كان يقول
كل إنسان صالح هو ابن الله
والشرير ابن الشيطان
بل أنتم أبناء ابليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا
اذا المسيحيون بعيدون عن كتابهم
فتركت المسيحيين
ولم أترك الانجيل
كان لتعاليمه أثر في نفسي
و في سلوكي
و في محبتي للناس
تركت المسيحيين لأواصل البحث عن أسئلتي الوجودية
لأني أيضاً لم أجد لها أجوبة في المسيحية
فواصلت رحلة البحث عن الحقيقة
لأكتشف سر الوجود

نقلها لكم
محمد الحداد
16. 06. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah