الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام الشهداء وهلهولة امام مقر الاقتراع

طارق حرب

2005 / 2 / 6
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ام الشهداء وهلهولة امام صندوق الاقتراع
في صباح يوم الاحد الجميل , يوم 30/01/2005 استيقظت مبكرة ام الشهداء كما اسماها الحزب الشيوعي العراقي وبحق لأنها قدَّمت كوكبة من ابنائها قربانا للأرض الطيبة والشعب العظيم , الشهداء سكنة المقابر الجماعية التي اكتشفت بعيد سقوط الطاغية ,وهم : وصال محمد شلال ,جميلة محمد شلال ,ابراهيم محمد شلال واما بشرى محمد شلال فقد اختفت في ظروف غامضة بعد سبٍّها احد المسؤولين في المستشفى.
اما رحيق عمرها الرفيق والمعلم الراحل محمد شلال الصفار فقد توفي بحصرته ان يرى كل اطفال العراق جميعا يذهبون الى المدرسة.هذا المعلم الذي ربى جيلا ً من المتفانين في حب الوطن والشعب ,الذي ربى عشرة رفيقات واربع رفاق , توفي غريبا ودفن في مقبرة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي في موسكو وعلى قبره نبتت سوسنة تتجدد كل عام.
فلم تر هذه الأم العراقية حتى رفاته منذ غادرها من بغداد الحبيبة عام 1979الى المنافي البعيدة ولم تتكحل عيناها الضعيفتان بسبب التعذيب بمرآه مرة اخرى ولم تستطع حتى زيارة قبره .
ولكنها في هذا اليوم التاريخي استيقظت مبكرة وكأنها ذاهبة للقاء زوجها الراحل وبناتها الشهيدات وقد بُعِثوا احياءً.
كانت الفرحة غامرة وهوسة متغنجة تترد في ذهنها (هاذا اليوم الﭽنه انريده).نادت على ابنها احمد محمد شلال ذو الثلاثين ربيعا وهو ايضا شاهد آخر على همجية وشراسة ولا انسانية نظام صدام المقبور.فقد سُجِنت ام جلاء وعُذِّبت في غياهب السجون وهي حامل به فولد وهو مصابا بالمنغوليا .ولكن بفضل صبرها وتربيتها استعاد جزءا كبيرا من وعيه.
نادت هذه الأم العراقية ذو الوشاح الأسود على ابنها احمد وتأبطت ذراعه ذاهبة الى مقر الانتخاب ,وقد لبس احمد احلى دشداشة عنده وسرَّح شعره وصبغ حذاءه والأم تستعجله الذهاب فقال لها:
ــ يوم إصبري شويه اليوم احلى عيد عندي
وعند وصولها الى مقر الاقتراع ومعها احمد مبتسما فرحا وقفت معه بباب المقر :
وهلهلت هلهولة اخذت تتردد صداها في ارجاء مقر الاقتراع وعندها سألها موظف المفوظية :
ــ ها خالة اسلامية؟
فأجابته بأبتسامة برَّاقة وكأنها تنتصر لشهدائها:
ــ لاعيني لا وين اتحاد الشعب؟
فضحكوا جميعا وقال لها المسؤول :اذن اذهبي الى هناك وهم سوف يساعدونكِ.
ظل احمد يتطلع في وجوه موظفي المفوظية وهو لا يفهم سوى شئ واحد قاله للمسؤول:
ــ آني اريد 324 وينها؟
خرجت ام جلاء واحمد من مقر الاقتراع وهي تفكر (وين وصال وين جميلة وين ابراهيم وين بشرى وين ابو جلاء ... وِلْكم اليوم احتييتوا عندي ....

[email protected] طارق حرب ــ مالمو ـ 04/02/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل