الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج19

محمد الحداد

2012 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تركت الديانات الإبراهيمية
لأبحث في ديانات شعوب شرق آسيا
وأقول
لا يمكن للباحث المنصف
مهاجمة أي دين كان
على أساس المعتقدات والتطبيقات الحديثة لذلك الدين
بل لا بد له من الرجوع الى أصول ومنبع ذاك الدين
فعليه أن يسأل الأصول
لا أن يتابع التصرفات والتطبيقات الجديدة فقط
فربما تكون محرفة عن منابعها الأصلية
وأن يأتي الباحث ليستفيد من بحثه
وليس فقط ليهاجم
فاذا دخل الباحث عن الحقيقة
الى أي دين بأحكام مسبقة
فأنه لن يظفر بأي فائدة تذكر
ولا داعي من الأساس لبحثه
فقد وجدت في ديانات شرق آسيا كنوز
تدعو الى تأمل عميق
فأن نهاجم ديانة ما
فقط لأنها مختلفة معنا في العقيدة
لهي كارثة من كوارث المعرفة
......................
أنا لا أروج لأي دين
ولكني أبحث فقط
ببحث محايد
و لولا روح الحياد هذه
لما كنت لأفهم شيئاً
ففي العالم أشياء وأفكار مفيدة جداً
ولكن روح التعصب الموجودة فينا لدين الآباء والأجداد
تمنع الفائدة الحقة
لذا ينبغي أن نترك الأحكام المسبقة
كي نفهم
فكنوز كثيرة وثمينة
في فكر شرق آسيا
حجبتها عنا روح التعصب
...........................
بدأت بالديانة الهندوسية
وكان لا بد لي من الاطلاع على الفيدا
وهو كتابهم المقدس
تقوم فلسفة الفيدا
على أن طبيعة تكوين المخلوقات
هي طبيعة إلاهية
فالله موجود داخل كل كائن حي
والدين وجد فقط للبحث عن الذات
أي البحث عن الله
الموجود داخل الانسان
فدورة الحياة
تبدأ من الإله
وتنتهي عند الإله
والإنسان له روح أزلية أبدية
غير مخلوقة
وأن الإله
هو الذي أخرج العالم من ذاته
فكل البشر آلهة
في نظر الهندوس
فالبراهما
الرب الاعلى
هو فقط الموجود
ولا شيء سواه
وكل شيء خارج البراهما
مجرد وهم
فالآلهة المتعددة
لهم جوانب وظواهر
لقوة واحدة متعالية
هي البراهما
فالرب الأعلى
الله أو البراهما
يعبر عن نفسه وظهوره
من خلال العديد من الآلهة
والله أو البراهما
كيان مجهول لا يمكن وصفه
أو الاستدلال عليه
وإنما يمكن معرفته من خلال ظواهره
الآلهة
.........................
عملية البحث عن الذات
للوصول الى الله
يمكن أن تكون بطرق عديدة
وليس شرطاً بالديانة الهندوسية
فهم يتقبلون أي ديانة أخرى
ما دامت تؤدي للبحث عن الذات
الموصلة الى الإله
........................
والكارما
قانون الجزاء
الكون قائم على عدل محض
ويتحقق هذا العدل عن طريق
النيرفانا
دورة تناسخ الارواح
ثم الانطلاق للاتحاد بالإله
فالإنسان يعيش دورات حياة
ليجازي على كل فعل
......................
وعند الاطلاع على الهندوسية الحديثة
نجد تشويش كثير
نتيجة التحريف عبر الأزمنة
وظني أن فكرة تقسيم المجتمع الى خمس طبقات
بيضاء، حمراء، صفراء، سوداء، ومنبوذين
هي من جملة ما طرأ على هذا الدين من تحريف
كباقي الأديان الموجودة على الارض هذا اليوم
الا أننا وبالرجوع الى الأصول يمكننا الفهم الدقيق
......................
وقفت حينها مبهوراً أمام هذا الدين
فهو يفتح مدى لوجود الانسان
ويسير به نحو كمال مطلق ليس له حدود
لا يجعل من وجوده جزء من قصة
تنتهي نهاية حزينة مؤلمة
بعذاب أو جحيم دائم
كما في الديانات الإبراهيمية
بل يفتح له أبواب الكمال المطلق
ويجعل لوجود الانسان قيمة
ولخلقه غاية سامية نبيلة
فتنتهي العبثية
وتصير العلة الغائية من خلق الانسان متحققة
وغاية الكمال موجودة
هكذا كنت حينها وليس الان
أنظر للديانة الهندوسية
كديانة عظيمة في جوهر محتواها
نبيلة في شرف غايتها
وحسبت أني قد ظفرت ببعض الأجوبة القليلة عن أسئلتي
ولكنها قليلة وغير كافية
هكذا كنت أنظر الى الدين الهندوسي
كغريق يريد ان يتشبث بأي قشة ليطفوا
كتائه يريد أي علامة ليهتدي لطريقه
و واصلت الرحلة

نقلها لكم
محمد الحداد
17. 06. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن ننتظر الهك المظفر
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 18 - 02:54 )
نحن في شوق..لنتعرف على الهك الذي وجدته بعد طول بحث...و مقالات مملة
لك احترامي

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah