الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لجان الحماية الشعبية ضمانة الغد

لقمان محمد

2012 / 6 / 17
القضية الكردية


سأبدء مقالتي هذه بسؤال أتمنى أن يطرحه كل أنسانٍ كردي على نفسه ويجيب عليه حسب ما تتطلبه المصلحة العليا للشعب الكردي في غرب كردستان و بعيداً عن كل حكمٍ مسبق بحق حزب الاتحاد الديمقراطي pyd ولجان الحماية الشعبية التابعة له.
السؤال هو: ماالذي جعل القوى الكردية في أقليم كردستان أن تكون ذا وزنٍ كبير و دورٍ مهم في المعادلة السياسية في العراق مابعد صدام، وماالذي جعل أقليم كردستان أن تكون منطقة تعيش في جوٍ آمن مقارنة مع المناطق الأخرى من العراق، بالرغم من بعض الإختراقات الصغيرة من بعض القوى والتيارات الإسلامية الكردية المتطرفة ؟
حسب رأيي هناك سببان رئيسيان هما :
السبب الأول : القوى الكردية في الأقليم كانوا أصحاب قوة عسكرية مسلحة ومنظمة من البشمركة التي تحوّلت فيما بعد إلى قوة نظامية لحماية أمن الأقليم ولم تقبل هذه القوى الكردية دخول الجيش العراقي الوطني إلى الأقليم لا وبل رفضته رفضاً تاماً.
السبب الثاني : الموقف المشترك للقوى الرئيسية في الأقليم ( حزب الديمقراطي الكردستاني PDK والإتحاد الوطني الكردستاني YNK ) تجاه قوى بغداد العربية والحكومة المركزية هناك، بالرغم ممّا عاشته هذه القوى الكردية من إقتتالٍ داخلي قديماً وبالرغم من وجود بعض القوى الكردية المعارضة الآن في الأقليم.
مع بدء ثورة الحرية السورية حاول النظام البعثي الشبيحي تحييد الشعب الكردي من الثورة و من بعدها جرّ البلد إلى حربٍ أهلية. حيث قام النظام ومازال بارتكاب أبشع المجازر وبأفظع الأساليب بحق الشعب السوري والتي يُندى لها جبين الأنسانية في المناطق الثورية، أمّا في المناطق الكردية قام فقط بعمليات اغتيالية وتركها مع فلتان أمني وفوضوي، مما أدى إلى خلق فراغ أمني يهدد أمن المجتمع وهذا ما ظهر من خلال عمليات السرقة والقتل والنهب في المناطق الكردية هذا من جهة. ومن جهةٍ أخرى موقف المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني السوري المتنكر لحقوق الشعب الكردي حسب وثيقة العهد وحسب ماصرّح ويصرح به من قبل قيادات جماعة الاخوان المسلمين المسيطرة على هذا المجلس، حتى بعد استلام السيد عبد الباسط سيدا لرئاسة المجلس وما صرّح به مرشد الجما عة رياض الشقفة بصدد حقوق الشعب الكردي في غرب كردستان، ومحاولات دخول عناصر من أفراد الجيش السوري الحر إلى المناطق الكردية وخاصة منطقة عفرين الذي أجاب أحد قياداته حاج عبدالقادر الصالح على سؤالٍ في حوارٍ لصحيفة التايمز " تحدثنا مع PKK لمحاربة النظام السوري، لكنهم لم يتخذوا قراراً بعد، ولقد طلبوا من الجيش السوري الحر ضمانات من أجل دولتهم ، ونحن لن نعطي هذه الضمانات " حسبما ورد في خبر لوكالة أنباء دوغان التركية DHA بتاريخ 17-6-2012. مما سيجعل المنطقة الكردية تتعرّض أيضاً للتنكيل من قبل النظام وشبيحته من بعض أفراد عشائر عربية.
إذاً هناك خطرٌ يهدّد الوجود الكردي في كردستان الغربية الآن وفي سورية مابعد زعيم الشبيحة الأسد. فالنظام الذي يعمل بكل أساليبه الوحشية لتحويل الثورة السورية إلى حربٍ أهلية وهذا مايلمسه المرء من تقارير المنظمات الدولية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى موقف المعارضة الشوفيني. لهذا ولكي يكون الشعب الكردي قادراً على حماية ذاته والدفاع عن وجوده لابد أن يتخذ التدابير اللازمة.
حسب قوانين الشرعة الدولية والكونية فإنه من حق أي كائن الدفاع عن ذاته وحماية وجوده بكافة الأساليب المشروعة وذلك عندما يتعرض لخطرٍ يهدد حياته ووجوده. لهذا يجب على أحزاب ومنظمات والتنسيقيات الشبابية للشعب الكردي في كردستان الغربية اتخاذ كافة التدابير اللازمة والمتاحة لأجل ضمان مستقبل حر للشعب الكردي في سورية مابعد الأسد، لأن النظام منهار حتماً.
حسب رأيي هناك تدبيرين أساسيين تشكلان الضمانة للشعب الكردي في وجوده ،هما :
الأول- إنشاء لجان حماية شعبية على غرار اللجان الشعبية الموجودة حالياً والتابعة ل PYD وذلك من خلال توسيعها واعادة هيكلياتها بحيث تضم أفراداً من كافة التيارات والأحزاب والتنسيقيات الشبابية القادرة على ذلك ودعم الغير قادرين على ذلك لهذا. لتحافظ على أمن الشعب وتكون بذلك نواة الجيش لحماية الشعب الكردي مستقبلاً، بدلاً من دخول عناصر الجيش السوري الحر، أي لنحمي مناطقنا بأنفسنا، أما الذي يرى ذلك فقط مسموحاً للجيش السوري الحر يطبق عليه المثل الكردي القائل " giya yê hewşê tehle" وغير مؤمن بقواه الذاتية. أي بدل من أن نتهجم على أفراد هذه اللجان ونطالب بالبديل -الجيش السوري الحر- علينا تقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه اللجان ورفدها بالشباب.
الثاني- وحدة موقف وكلمة التنظيمات و الأحزاب والتنسيقيات الكردية تجاه المعارضة السورية بصدد مطالب الشعب الكردي وحقوقه المشروعة ولو أنهم مختلفون فيما بينهم . وأرى أن توقيع البروتوكول بين المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غربي كردستان خطوة مهمة بهذا الاتجاه، خاصة لجهة تطبيق قرارتها وترجمتها للواقع .
ولكي يتم ترجمة هذا التدابير للوقع العملي يجب استخدام لغة التجاذب والتوافق بدلاً من لغة التنافر والتخوين وحل المشاكل العالقة حسب المصلحة الشعبية الكردية العليا. بهذا فقط يمكننا كشعب كردي أن نعيد حقوقنا المغتصبة ونصل إلى الحرية المبتغاة ونحافظ عليها ونكون شريحة ذات تأثير قوي في بناء سورية ديمقراطية تعددية. وبالتالي يكون الشعب الكردي قادراً على لعب دوره الفعّال في دمقرطة سورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية