الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج20

محمد الحداد

2012 / 6 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تركت الهندوس
ورحت أسأل الديانة البوذية
وكم أسرتني شخصية بوذا
سيدارتا غاوتاما
ذاك الشاب ابن الترف الذي تربى في حياة ناعمة باذخة
أبوه كان حاكماً على مملكة صغيرة
يترك حياة الترف ويذهب للبحث عن الحقيقة
يا ترى ما الذي كان ينقصه ؟!!
ابن ملك وحياة ناعمة ؟!!
أمير حقيقي .. فماذا ينقصه ؟!!
لقد أدرك سيدارتا بوذا أن الحياة الحقيقية
ليست هي الحياة المادية فقط
مهما زخرت به من ملذات وترف
كان بوذا يبحث عما يبحث عنه كل واحد منا
الطمأنينة والسعادة الحقيقية
وأدرك أن العيش كالبهائم لن يوصله اليها
فترك ملذات الدنيا اضلال الوجود
ليبحث خلف هذه الاضلال
كان عمره 29عاما
عندما خرج الى البوادي والغابات
باحثاً عن المجهول
يصارع نفسه وشهواتها
ولكن بعد سنوات
ترك بوذا هذا الطريق
واتبع طريقاً وسطاً بين الحياة الدنيوية وحياة الزهد
ولكنه لم يترك التأمل
كان منفرداً في نفسه
متأملاً في ذاته وفي هذا الوجود
هل في هذا الوجود حقيقة ؟!!
......................
يقول بوذا
سمعت صوتاً من داخلي
يقول بكل جلال وقوة
نعم ان في الكون حق
أيها الناسك هناك حقيقة لا ريب فيها
جاهد نفسك اليوم حتى تنالها
......................
وبعد جهاد صعب مع النفس
أدرك بوذا حقيقة معاناة الانسان
كمبدأ للوصول الى الحقيقة
......................
يقول بوذا
أن منشأ هذه المعاناة الحتمية
يرجع الى الرغبات التي تمتلئ بها نفوسنا
أي أن سبب الشقاء وعدم السعادة
هو الأنانية وحب الشهوات والرغبات
.....................
ولكي نحصل على النيرفانا
أي الصفاء الروحي
لا بد من الإقرار بحقائق ثلاث
1. أن الحياة معاناة
2. سبب المعاناة هي الرغبات التي تمتلئ بها نفوسنا
3. التخلص من المعاناة بترك الملذات والتعلق بالحياة وترك الأنانية
ولا بد من التفرغ كل يوم فترة من الزمن للتأمل والتفكر
حيث جعل بوذا التفكر والتأمل أساس العبادة وروحها
وللتخلص من الأنانية
يجب اتباع الخطوات الثمانية
التي تبدء بالإدراك السليم
وتنتهي بالتركيز السليم
وبفترة وجيزة يمكن للإنسان أن يصل الى النيرفانا الكاملة
أي الصفاء الروحي التام
ويقول بوذا عن أولئك
لا يمكن لأي شخص أن يستوعب حالة الطوبى التي يبلغونها
أنها حالة فوق مستوى الاحساس المادي من السعادة التامة والطوبى الأزلية
..........................
يعتقد الباحثون ان بوذا أنكر الإله
وهذا اعتقاد خاطئ
فبوذا لم يكن يريد وضع تعاليمه تحت وصاية إلهية
لكي تكون الإنسانية والرغبة في التكامل هي المحرك
وليس الخوف والرهبة
لأنه كان يعتقد في صميم نفسه بالإله
ولكن لم يريد ان يجعلها ديانة قسرية
فقط الرغبة في الخير وحب الكمال
أما اعتقاده بالتناسخ فله تأويل سنعرفه في الاجزاء الأخيرة من هذه القصة
......................
كم أحببت هذا الرجل
رأيت فيه نفسي عندما كنت تائهاً أبحث عن المجهول
ولقد دخلت حكمته في قلبي
تلك التي تظهر سبب شقاء الانسان وعذابه المستمر
الرغبات التي تمتلئ بها نفوسنا
يا لها من حكمة عظيمة لو عقلها الإنسان
.......................
يقول بوذا
لا يمكن لكائن من كان أن ينال جزاء ما لا يستحق
لأن الكارما
قانون الجزاء
يقوم على عدالة شاملة
تأخذ هذه العواقب شكل ثمار تنموا
وبمجرد أن تنضج
تسقط على صاحبها
والكارما لا تحتاج الى سلطة إلهية
بل هي قائمة بذاتها
....................
مات بوذا ولم يترك أي كتابة
بل تعاليم شفوية
وكمثل أي دين
لعبت يد التحريف بهذا المنهج
فصار بوذا إلاهاً
وابن إله
وجعلوا له تمثال يعبد
بالرغم من أن بوذا لم يقل أني إله او ابن الله.....
وحسبت أني
قد ظفرت بأجوبة عن أسئلتي
ولكنها قليلة
فواصلت الرحلة

نقلها لكم
محمد الحداد
18. 06. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah