الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جورج حاوي: ما احوجنا اليك

جمال القرى

2012 / 6 / 19
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


باستشهاد جورج حاوي، يفتقد لبنان مناضلاً من الصفّ الأول، بكل نجاحات مسيرته الطويلة واخفاقاتها، يفتقد الحيوية والاقدام في فهم وربط وممارسة فعلَيْ التحرّر والتحرير بكافة الاساليب المتاحة والممكنة، يفتقد الوطنية والعروبة العميقة والبعيدة عن المصالح والارتباطات الخارجية، يفتقد الجرأة بإعلان الإخفاق والنهوض من جديد، يفتقد الكاريزما الذكية اللمّاحة، يفتقد روح الأمل الذي لا ينضب، يفتقد الحسّ الانساني لدى السياسي، يفتقد رجل المبادرات التي لا تنتهي...
اغتالوه عندما استشعروا برعب اللحظة... لحظة اتخاذه القرار بعد تفكير وتريّث وتنسيق مع سمير قصير، بضرورة الانخراط عملياً في حركة 14 آذار من موقعهما الوطني اليساري المستقّل، وأوعز حينها للرفاق بنصب خيمة في ساحة الحرية مرفوع عليها علم الحزب. هذه اللحظة، التي لو لم تنتهي باغتيال جورج وسمير لكانت استطاعت احداث تغيير جذري في مسار الحركة عموماً، نظراً لقدرتهما على إضفاء قيمتين كبيرتين وطنيتين اليها، يستطيعان من خلالها تحويلها الى حركة تغيير وطني ديموقراطي فعلي، فسمير قصير جسّد قيمة وطنية مدنية وعاهد نفسه على تحقيق التغيير الديموقراطي، وجورج حاوي جسّد قيمة مقاومة وطنية للاحتلال الاسرائيلي، وقيمة سياسي مخضرم بإمكانه تحريك الشارع والتأثير به، عدا عن ارتباطهما المشترك النفسي والعاطفي والعقلي والسياسي بأرض سوريا وفلسطين وبشعبيهما، وبرؤيتهما اليسارية النافذة التي استشرفت الترابط العضوي لعملية التحرّر في هذه البلدان الثلاث.
باغتيالهما نجح المخطّطون والمنفّذون في اضعاف حركة 14 آذار، وبإعادتها الى مربّعاتها الطائفية والمذهبية الأوليّة، حيث يمكن مجابهتها بحركة طائفية ومذهبية مشابهة ...ولكن ما فاتهم ان كل ذلك الإضعاف والتأخير كان الى حين.. فها هم الشباب قد ثاروا وقاموا من حيث لم ينتظرونهم في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وفلسطين...وفي سوريا، التي تروي دماء اطفالها وشيوخها وشبابها ونسائها الأبطال ارضها الطيبة، لقد انتفضوا جميعاً ليهدموا الاستبداد والديكتاتوريات على رؤوس من استغلّوهم وسجنوهم وسحلوهم تحت مسمّى الوطنية والقومية والتحرير...ولكن شباب لبنان ما زالوا ينتظرون فرصة الانضمام..
ابو انيس لك تحية كبيرة في عليائك من فلسطين وسوريا..ومن دماء كل الشهداء..ومنّا نحن أيتام هذا البلد الذي أحببته..الانتفاضات تفتقدك..السياسة تفتقدك...العقلانية تفتقدك..اليسار يفتقدك...الانسانية تفتقدك...لروحك السلام ولك كل الورد والياسمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو