الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقديس الأعمى

واصف شنون

2012 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ البداية اقول للجمهور الكريم ، اني من عائلة شيعية ،وتربيت شيعياً بلا تعصب فلم أرَ امي قد صلت أمامي وأنا طفل ،كان الدين لدينا هو علي ابن ابي طالب ،ومع ذلك لطمت على صدري وضربت (الزنجيل ) حتى عمر الثانية عشر ، ثم بعدها بعام واحد اصبح همي وحلمي هو الإنتقام من البعثيين الذين أذلوا عمي الشيوعي المرحوم محسن الشنون وهو (مثالي – نموذجي الرجالي ) وسجنوه وكان المسكين شيوعيا آنذاك بالفطرة واندفاع الشباب ،وفي النهاية صرتُ أنا نصف شيوعي ونصف وطني ونصف أدبي ونصف علمي ونصف إنساني ونصف عشائري ، حتى أنتهيت في جزيرة بعيدة فيها عرفت اني ُملحد بجدارة !! لأن التقديس عبارة عن إهانة لعقل الضفدع وليس لعقل البشر أمثال ابو العلاء المعري وابن سينا وتشارليز داروين وغاليلوو..أو نفسه مؤسس الديانة المثيرة المتعصبة محمد بن عبدالله ..!!
هناك مقدس في حياة معظم المجتمعات فالغالبية لاتستغني عن رمز يمتثل لمطالب جمهوره ،وغالباً ما يميل ذلك الى العاطفة وليس تحكيم العقل والوجود للتخلص من مشكلة كبيرة وهي المعنى في أساس الوجود والموجودات ، الغالبيات البشرية لاتستغني عن مقدساتها ، ليس لأن تلك المقدسات حقيقية أو واقعة حقيقية ، لكنها مقدسات تحتمها الضرورة اللازمة في الإستمرار بالوجود لتلك الغالبيات ،وتنفس الحياة والتعبير عن الصوت مهما كانت تلك الغالبية في وضعها حاكمة أو أقلية ، فهي حسب المقدس غالبية مرتبطة بالأله الجبار ,,الذي لا يلد ولا يولد ، ومن كل ذلك نجد الأديان قد تعددت ثم انتشرت وحسب مصالح البشر انقسمت الى طوائف ..والطوائف باتت احزابا وافرادا..!!انها سلسلة من التكوينات التي تتشابه مع الخلية البشرية والمجرّة الكونية ،والكون ثم الأكوان ..ومابعد الأكوان ..!!
لكن المقدس لدى بعض المجموعات البشرية وبعض الشعوب ،بات امراً مثيرا ، يمكن مقارنته بالوباء الذي لايمكن معالجته ،فقد استطاعت البشرية في القضاء على امراض كانت مستعصية ..مثل التدرن (السلّ ) والجدري والأوبئة الفتاكة ، أما مشاهدة ملايين تسير بوحوشية وغباء مع فقر وذلّ وصمت وبؤس نحو حتفها الفكري والمعنوي ..نحو الجهل المقدس ..فأن البشرية برمتها في حاجة الى استيراد اطباء نفسانيين من خارج المجموعة الشمسية ..!!
ومن المفارقات فأن الحصار الدولي الجائر الذي تعرض له العراق كمجتمع ونظام حكم ابان التسعينات من القرن الماضي ، جعل من زعيم البلاد ان يعتمد الكثير من المقدسات للخروج من ازمته الدولية ،بل استخدام الأساطير والخرافات لتأكيد أن ذلك جزء من مهمته العتيدة كحاكم وسط طاعة شاملة من الشعب ومكوناته المنزعجة من الحصار والحاكم في آن واحد ، فالحاكم مرتبط بالمقدس الذي هو صاحب الدعوة المحمدية وهو أيضا حفيد لعلي ابن ابي طالب الخليفة الرابع الذي يعبده الشيعه في انحاء العالم واكثر من نصف العراق ، ثم هو(الحاكم ) قائد الحملة المقدسة الإيمانية ضد بقايا العلمانية التي حاربت الدين دون علم منه في سابق العهد والأوان ، وحين سقط ،سقطت دولة كاملة وليس ديكتاتورا عربياً مسلماً مناطقياً ،لقد سقطت قوانين وتشرعت قوانين ،ولأن الفوضى هي الحل الأكيد وفقاً لمثل عراقي بليد ( اخلط المشاكل ورجها رجاً وهي تصفى ) فأن الدكتورة كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأميركية السابقة توصلت الى ذلك في نظرية الفوضى الخلاقة، وكما نرى الفوضى الدموية من أجل صراع أحمق على الوجود ...!!
لقد عانت كل حضارات العالم وشعوبه من مساوىء التقديس ، حتى أن ميل غيبسون أنتج اروع افلامه عن المقدس الوحشي في حضارة الأزتيك المكسيكية مستخدما تلخيصا شديد المعنى لوول ديورانت عن قصة الحضارة في هدر دماء باقي القبائل البدائية التي تعيش في سلام ومسالمة مع الشلالات ، بحيث تموت قبيلة كاملة من أجل مقدس بناء الأهرامات أمام ضحايا بشرية لاتتمرد ..،وان المقدس هو وجود للحي ّ وهو حضور للغائب السري ..!! وياللمصيبة الإنسانية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعضلة
hakim amin ( 2012 / 6 / 21 - 06:58 )
حتى اليسار الشرقى---لدية حالة من التقديس ---كنا نعتبر ماركس---لينين---انجلز وكتاباتهم--هى نوع من الكتب المقدسة--لابل حتى قادتنا--هم معصومين من الخطاء
اليسار الشرقى مازال برغم ادعائاتة--هو سجين التقديس--وهو مرض شرقى نتاج علاقات اجتماعية وتربيةعائلية تضع القائد والحزب بمرتبة الانبياء والائمة
يقول مظفر النواب فى احدى قصائدة
مازال الواحد منا يحمل فى الداخل----ضدة
لك منى ود


2 - الثبات والتحول
سيدة عشتار بن علي ( 2012 / 6 / 23 - 02:07 )
الانسان كان ومازال عبر التاريخ يخشى من الحركة ويتمسك بالثبات لسبب بسيط وهو ان الثابت هو الاستكانة والراحة والطمأنينة والايمان بان هناك جدارا يستند اليه الانسان ليحميه من غضب الطبيعة وجموحها وغموضها اما الحركة فهي ثمثل النظر الى الامام والمستقبل والمغامرة لاكتشاف المجهول الذي يمثل مصدر ا للرعب ومن هنا ولد المقدس
مشكلة المجتمعات المتخلفة انها تمسكت بهذا المقدس حتى اصبحت عقولها مشلولة تماما عن الحركة فهي لم تحسن التعامل مع مقدساتها على غرار الشعوب المتحضرة التي نجحت اثر حروب طويلة من تحطيم التابو وخرقه بل انها استسلمت تماما لمقدساتها وجعلتها تحل محلها ليس في التفكير فقط بل حتى في ادق تفاصيل حياتها واكثرها حميمية حتى ان الانسان قتل الانسان بداخله ليحل محله قوائم عريضة من الاوامر والنواهي محظور تخطيها او حتى مجرد محاولة ذلك ومن هنا وقع التشريع للعبودية واغتيال العقل ومن هنا ايضا تم خلق الذكتاتور الذي هو في اله مصغر في الاذهان
احيي فيك ذكاءك باعتمادك السرد السيرذاتي الذي مزجت فيه بين التاريخ والطرافة الدرامية

اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟