الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسد النبي محمد !

أشرف الحزمري

2012 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن سؤال الجسد، هو سؤال مادية الإنســان، ووجوده الحسي، والجسد حقيقة تستمد حضورهـا من محرِّكـها اللامــرئي، سواء كان هذا الحضور آنيا، أو تاريخيـا أثريا، فتاريخ الجسد هو تاريخ طبيعته المسيّجة بقبضة القانون الذي لا يميـّـز بين الأجساد والأنواع المادية الأخرى، وتاريخ الوسيلة التي لا تتعدّى أفقــها المادي كذلك، لكن بحكم أن تصورات الناس مغرقة فيما هو ملموس، فهي غالبا ما تتشكل وتتركب وفق الحقائق الحسية، ولا ترقى إلى مناولة الموضوع في معنويته.

فالشخص الذي ننــكر ونشك في وجوده، لا يعني بحال من الاحوال أننـا نجحد وجوده المادي المقيّد بزمنيته، وإنـما نجحد الشخصية المعنوية التي تُعتـبَر شبكة مفهومية في عقل المؤرخ، هذه الشبكة التي تساهم مجموعة من العوامل في صياغتـها، وإبداع عناصرها، والربط بين أجزاءهـا، فالجسد في حركيته وتنقّلاته لا ينطوي على أي معنى في غياب قصدية التحرك، بل ينطوي على معنى اذا هو تجاوز سطحه إلى أغراض وعيه السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

إن العنوان قد يوحي بإشـكالية المقدّس أو موضوع يقرب من هذا، لأن إضافة الجسد للنبي، هوأسلوب من أساليب الإيـحاء بنبوة الجسد أو قدسيته، لكن الموضوع الذي أحببت أن أتطرق إليه، لا يرمي إلى هذا الغرض بقدر ما يحاول أن يدرء إشكالا، ويوضّح إبهـاما، خلقته هوامش وتعليقات على نصوص كتـبناها، حاولنا فيهـا أن نستفـز الوعي استفزازا إيجابيا ينتج عنه إعـادة النظر، ومحاولة الفهم، لكن نصنـا فهــِم فهمـا خاطئـا، أو نحن عجزنــا عن التعبـير عنه بوضوح.

ولم يخطر ببالنا أننـا نشكّـك في مادية النبي محمد وحضوره الجسدي، بقدر ما شككـنا في الفضاء الرمزي والدلالي والمفهومي الذي تَحرّك فيه هـذا الجسد، وبنـى "الهابيتوس" الديني الإسلامي الذي نحـيا في ضرورياته، وتذعن إرادتـنا لبنياته وأنساقه.

إن الجسد المحمدي لا يشكّـل موضوعـا للذات المدركة التي تتطلّع إلى استخلاص الكليات النظرية، والمـقاصد الفلسفية العامة، والإطـار السياسي للدعوة المحمدية، بل ما يشكّل الموضوع والهاجس المؤرق لكل مؤرخ متحصّن ــ بأدواته العقلية ومنهجيته الإبستيمولوجية ــ من فلتـات العاطفة، هو النص الذي يعتـبر بدواله واسطة ساهمــت في بناء الرؤية الإسلامية في غياب شامل للمدلولات بمفهومهـا "الإحــالي".

إن السؤال الذي يمكن لقارئ السيرة وتاريخ النبي محمد أن يطرحه ويجعله رفيـقا له وهو يتلقى النص :
مــا هي "المسافة المفهومية" بين القارئ وبين النص وإحــالاته ؟
مـا الخلفية الثقافية التي تحكم القارئ وهو يشكّل للنبي محمد صوراً ذهنية ؟

وهذه الأسئلة قد يعترض عليها القارئ، بأنـها تُطرَح على كل سيرة وتاريخ، لكن ما يجب استحضاره أثناء التساؤل، هل تاريخ محمد، يمكن اعتباره تاريخا أم يدخل في مجــال "اللاتاريخ" وهل سيرته، تفهَم بمعنى السّيرة، أم هي حياة لغوية تصارع كي تجد لها مكانا داخل حياتنـا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع محمد اخذ اكثر مما يستحق
سعد الشروكي ( 2012 / 6 / 20 - 12:20 )
محمد وجسده وسيرته اصبحت معروفة للجميعوسقطت عنه الطهارة والان نحتاج ان ناخذ عينة من جسده ونبدا بتحليل هذه العينة وسوف نعرف اذ كان نبيا ام مدعي النبوة وقد يساق الى محكمة العدل الدولية وتنزع منه النبوة ويحاسب على جرائمه . (DNA)
فائق احترامي للكاتب.


2 - سعيد
بلبل عبد النهد ( 2012 / 6 / 20 - 13:38 )
معك اخي سعيد الشروكي


3 - احديث نبوية
عبد الله اغونان ( 2012 / 6 / 20 - 14:01 )
ماأنا الاابن امرأة تأ كل القديد
ان الله حرم على الارض اجساد الانبياء
اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد
ثبت انه صلى الله عليه وسلم كان يتطهر ويستاك ويتزوج وينام ويأكل الطعام ويمشي في الاسواق
نحبك يارسول الله
اللهمصل على محمد وعلى اله وازواجه واولاده وبناته وصحابته وكل من امن به الى يوم من الدين,نسأل الله العظيم شفاعته وشربة من حوضه
اااااامييييين


4 - ياامة ضحكت من جهلها الامم
الشربينى الاقصرى ( 2012 / 6 / 22 - 02:48 )
مازلنا نتحدث فى اشياء لا يرضاها العقل قبل ان ترفضها الاديان .نحن امة كثيرة الكلام قليلة الافعال .فمثل هذه الموضوعات عزيزى القارىء لا تقدم ولا تؤخر فى الانسان سواء اكان مؤمنا ام كان كافرا .فحبك او كرهك لانسان ما يجعلك لا تفرق بين روحه وجسده .فالانسان كالمعادلة المركبة من عدة ارقام مجموعها يؤدى الى النتيجة المطلوبة اما ايجابا واما سلبا .فلننظر امة العرب الى العالم من حولنا وهويعيش ونحن نموت .واخيرا يضحك علينا من افعالنا وافكارنا لاننا امة ضحكت من جهلها الامم .


5 - ياامة ضحكت من جهلها الامم
الشربينى الاقصرى ( 2012 / 6 / 22 - 02:49 )
مازلنا نتحدث فى اشياء لا يرضاها العقل قبل ان ترفضها الاديان .نحن امة كثيرة الكلام قليلة الافعال .فمثل هذه الموضوعات عزيزى القارىء لا تقدم ولا تؤخر فى الانسان سواء اكان مؤمنا ام كان كافرا .فحبك او كرهك لانسان ما يجعلك لا تفرق بين روحه وجسده .فالانسان كالمعادلة المركبة من عدة ارقام مجموعها يؤدى الى النتيجة المطلوبة اما ايجابا واما سلبا .فلننظر امة العرب الى العالم من حولنا وهويعيش ونحن نموت .واخيرا يضحك علينا من افعالنا وافكارنا لاننا امة ضحكت من جهلها الامم .


6 - تعليق
لا يعرفني ( 2012 / 6 / 27 - 23:48 )
العنوان أكبر من المضمون، مع تحياتي لصاحب المبادرة

حين قرات العنوان ظننتني سأمضي ساعة في القراءة

اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah