الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج22

محمد الحداد

2012 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ذهبت الى أديان أخرى في الارض أسألها
كالصابئة والبهائية
ثم اتجهت أبحث في أديان شعوب أفريقيا
وديانات شعوب الأنكا
وبحثت في مفهوم الأحيائية
وسألت فئة الموحدين من الطوائف المسيحية...والعلموية
حتى أني ذهبت للأرواحية في أمريكا
ولم يبق فكر أو دين أعرفه إلا وسألته
ولكني لم أجد جواباً يريح قلب
.........................
أفلا يوجد في هذا العالم حق ؟!!
فأين الحقيقة ؟!!
ما سر وجودنا ؟!!
من أين جئنا ؟!!
وأين نحن الآن ؟!!
وإلى أين نحن ذاهبون ؟!!
.......................
عدت الى بيتي
بعد رحلة عقلية طويلة
لم أجمع فيها إلا السراب
شكوك وتساؤلات
ليس لها جواب
ولن أجد لها جواب
فاعتكفت في داري أياماً
صامتاً
مفكراً ... ومتأملاً
معتزلاً كل البشر
في ضيق شديد
وعزلةٍ تامة.....وصمتٍ حزين
...................
وفي يوم ممطر خرجت من الدار
كانت الشوارع خالية
وكنت أمشي وأمشي بغير قصد أو هدف
كنت أريد فقط الخروج من عزلتي
مشيت طويلاً
حتى أني لم أحس بالمطر
خرجت من المدينة
وبقيت أمشي على غير هدى
كالمذهول...لا يعرف قصداً
حتى وصلت الى الصحراء
كنتُ وحدي... والمطر... وصوت الرعد
وقفتُ ساعة أنظر الى السماء بصمت
والماء يسيل من أطرافي... يغمرني
كنت أسأل السماء سراً
لم الصمت يا سماء ؟!!!
......................
لم أتمالك نفسي حينها
فأجهشت بالبكاء...
كان المطر يختلط بدموع عيني..
وكنت أبكي بشدة ....و حرقة
سقطت على ركبتاي...
وبسطت كفيَّ على الارض....
ورمقت السماء.....
و لأول مرة في حياتي أنطقها....
يا رب... يا رب... يا رب...
والدموع تنهمر من عيني...
والمطر يغمرني...
يا رب... يا رب ... يا رب...
يا الله....
حتى صرت أصرخ في الصحراء بصوت عالي ....
يا رب ...يا رب...
لقد تعبت يا رب....
بحثتُ عنك في كل مكان..
ولم أجدك....
عشرون عاماً من الضياع...
ولم أجدك...
فما الذي علي فعله ؟!!
كي أجدك ...
لست فيلسوفاً يا رب...
ولا أحب الفلسفة..
ولكني درستها من أجلك...
لأني أبحث عنك...
فما وجدت فيها شيئاً...
درت العالم من أجلك...
سألت كل الناس...
سألتهم عنك...
فما دلني أحد عليك...
فإن كُنتَ موجوداً حقاً ؟!!
فدلني عليك...
....................
أجهشت ببكاءٍ شديد...
و لأول مرة أضع جبهتي على الأرض وأسجد....
كان جسدي يرتعش من شدة البكاء ...
إلهي ... إلهي ... أين انت ؟
دلني عليك....
ليس لي دين أعتنقه...
ولا فكر أتبعه....
عقلي فارغ تماماً
ليس من أحد يشغله ...سواك
....................
أحسست حينها بطمأنينة في قلبي ...
وهدوء لم أعرفه من قبل....
ودخلت في سكينة... سكينة ... سكينة....
وغمرت قلبي فرحة ... وابتهاج....
إلهي ... إلهي ... إلهي دلني عليك....
......................
توقف المطر..
فجمعت أطرافي
وعدت ماشياً الى المدينة...
يا لها من مسافة قطعتها...
ولا أدري بنفسي...
مسافة طويلة جداً...
كان وقت الغروب ...
وقد بدأ الليل يتسلل ....
وجدت بيتاً في أطراف المدينة ..
فألقيت بنفسي على الحائط..
لأستريح..
فقد كنت مجهداً حقاً......
نظرت حولي ..
كان البيت ريفي....
بسيط جداً...
حوله أرض مزروعة بالبرسيم.....
وقربه حيوانات أليفة....
....................
خرج رجل من الدار...
تعلوه ابتسامة لطيفة
قال : تفضل يا بني ... هل أساعدك في شيء ؟!!
قلت : لا شكراً
فلا أنت...
ولا كل من في الأرض ...
يستطيع مساعدتي...
ابتسم الرجل
قال : هون عليك يا بني...
تفضل الى الدار وأسترح قليلاً...
فدخلت معه الى الدار...
كانت داراً بسيطة جداً ....
شعرت بالارتياح لهذا الرجل ...
بنظراته البريئة ...
وابتسامته الهادئة ....

نقلها لكم
محمد الحداد
20. 06. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسرحية
بلبل عبد النهد ( 2012 / 6 / 20 - 14:58 )
مسرحية رائعة تستحق الاخراج


2 - ملل
عمر عزيز ( 2012 / 6 / 20 - 19:25 )
انت انسان ممل بطريقة بشعة


3 - روعة
أوروك ( 2012 / 6 / 20 - 21:10 )
لم أستطع ان أمنع نفسي من التعليق والرد..حقيقة قصة مؤثرة ولا يعرف أثرها الا من طافت هذه الافكار رأسه يوما ما بشدة..وأستغرب ممن يدعي عكس ذلك وعلى كل حال ارضاء الناس غاية لا تدرك وربما لن تدرك أبدا..هي تجربة حقيقية مطروحة للاخرين سيستفيد منها البعض وينكرها البعض الأخر بل ويستنكرها أيضا فمن شاء ان يجد فيها السلوى فله ما اراد ومن مر عليها مرور الكرام فلن يستطيع ان يغمط الأخرين حقهم في الاستزادة والفائدة والاعجاب..جهد تشكر عليه أستاذ محمد وشكرا لمتابعتك المتواصلة.دمت بخير

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah