الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج23

محمد الحداد

2012 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


و أول سؤال سألته..
هل انت مؤمن يا عم ؟
فأجاب بنعم...
فصرت أسميه المؤمن...
وأسمي نفسي الباحث....
ذهب المؤمن لإحضار الطعام...
كان طعاماً بسيطاً ...
ولكنه لذيذ ...
وعندما كنا نأكل ... قال لي
المؤمن : قلت لي لا أنت ولا كل من في الأرض يستطيع مساعدتي ... فما مشكلتك ؟
أحسست بارتياح شديد لهذا الرجل ...
كنت أريد أن أبوح له بهمومي ...
أن أفرغ ما في داخلي ...
فبدأت أسرد له قصتي ...
وهو منصت ...و بابتسامة هادئة على محياه ...
المؤمن : أستطيع الإجابة على كل أسئلتك الوجودية ...
عندها ضحكت ...
ضحكة ممزوجة بالألم والسخرية ...
ونوع من الشفقة على هذا الرجل البسيط ...
الباحث : لقد سألت كل عظماء الفكر ... والفلاسفة ... والأديان ... فلم يستطيعوا اجابتي ...
فمن أنت يا عم حتى تجيبني ...
المؤمن : لا أكون شيئاً ... ولكني أعرف جواب أسئلتك ...
الباحث : انت تستهزئ بي يا عم...
فقد سألت انكسامندريس ... و انكسيمانس ... و انباذقلس ...و سقراط ... و افلاطون ... وارسطو...
فلم يجيبوني ... وأنت يا رجل تستطيع ... لا أعتقد ذلك ...
المؤمن : أنا أعرف الإجابة ...
الباحث : ديكارت و كانت و باركلي وهيوم و .... فرويد و بافلوف و آينشتاين وعباقرة الفكر...
سافرت الى كل الأديان وشعوب العالم ولم يجبني أحد ... وأنت تقول عندك الإجابة ...
أنت رجل بسيط يا عم ...
فهل درست الفلسفة مثلا ؟!!
المؤمن : لا ... لا أبداً ....ولكني أعرفها ...
.......................
وعندما أنهيت طعامي... شكرت الرجل ... و استأذنته ...
وكان الوقت ليلاً ... فخرج معي و ودعني ....
فقلت له عند الباب ....
الباحث : لا تدعي يا عم شيء أكبر من طاقتك ... فأنت انسان طيب وبسيط حقاً ... وإنما سردت لك قصتي لأستريح ... وأنا موقن أنك لن تستطيع الإجابة على حرف واحد من أسئلتي ...
فعباقرة الفكر يا عم ... هل تعرف ما معنى عباقرة !!
لم تزيدني أفكارهم إلا شك وحيرة ...
وأنت تقول أنك تعرف الإجابة !!!
أنا أشفق عليك يا عم ...
أنت إنسان طيب .... وداعاً
المؤمن : لو أنك سمعت مني .... فأنا أعرف الإجابة ...
الباحث : لا حاجة لي بإجابتك .... أشكرك يا عم .... وداعاً
وعندما عدت الى البيت كنت أقول في نفسي
مسكين هذا الرجل ....لا يعرف شيئاً وهو يظن أنه يعرف.... لا يدري أني غصت في أعماق هذا العالم ومشاهير الفكر .... هذا الرجل مجنون ...
وفي جوف الليل كنت أذكر ابتسامته الهادئة ووجهه الصبوح وهو يقول ...
ولكني أعرف الإجابة ...
فتأملت طويلاً ... وأخيراً قلت ...
ما المانع أن أسمعه ...
ضاع من عمري عشرون عاماً هباء ...
لن تفرق معي بضعة أيام ...أسمعه فيها على سبيل التسلية ...
و أخرج من عزلتي...
فقررت أن أذهب اليه في اليوم التالي ....
وهنا أقول ....
أن كثير من الأفكار التي يطرحها المؤمن ... وإن كانت لا ترضي أغلب الناس بيومنا ... فهي لا تخص إلا صاحبها ... ولا يمكن فهم أولها إلا بمعرفة آخرها ... فلا تتسرعوا الحكم من البداية ... بل أنصتوا كما أنصت أنا اليه .... أما فكرتي الشخصية في الإيمان فهي في نهاية القصة تماماً ... ولا يمكن إدانتي على افكار مبدئية أنا مستمع لها فقط ...
دعونا نسمع لنفهم ... لا لنتهجم ...
وإن كان الرجل المؤمن يتكلم بأسلوب بسيط ... ولكن من العسير علي جداً ترجمة أفكاره ... وكأني أمام عالمين منفصلين تمام الانفصال ... أحاول الربط بينهما...
مهمة عسيرة للغاية ...
ولكني سأحاول كل جهدي ...
أن أجعلها في متناول الفهم ....

نقلها لكم
محمد الحداد
21. 06. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah