الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج24

محمد الحداد

2012 / 6 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت أذهب اليه في كل يوم .. وأستمع منه ...
المؤمن : الحقيقة لا تنال بالفلسفة ... ولا بقراءة الكتب .... فالعلم هبة ربانية
الباحث : أنا لا أؤمن بالرب ... فعن ماذا تتحدث ؟!!
المؤمن : ولكني أؤمن ... وأتكلم حسب ايماني
الباحث : تكلم حسب ايمانك ... براحتك... لك هذا
المؤمن : ليس عظمة الناس وشهرتهم بالحكمة بدليل على غناهم الفكري ... فيوجد أناس منحطي القدر ومهملين يملكون من الحكمة الكثير ... لأن الحكمة هبة من الرب ولا تنال بالتعلم والاكتساب ...
فسقراط يقول
أقسم لكم ايها الأثينيون أشد القسم أني قد وجدت أشهر الناس ممن يدعون الحكمة .. أكثرهم غباء ... ووجدت فيمن دون هؤلاء مقاماً .. رجالاً بلغوا من الحكمة ما لم يبلغه هؤلاء
والمسيح يقول
أحمدك أيها الأب .. رب السماء والارض .. لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء .. وأعلنتها للبسطاء
كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع .. أتركوهم .. نعم قادة عميان .. وإن كان أعمى يقود أعمى .. فكلاهما يسقط في الحفرة
وكذلك في أعمال الرسل
لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء .. الفلاسفة.. وأرفض فهم الفهماء
بل اختار الله جهال العالم .. ليخزي الحكماء .. واختار الله ضعفاء العالم .. ليخزي الاقوياء .. كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب
أما قرأت هذا في الانجيل...
الباحث : نعم قرأته .. ولكني لا أؤمن به....
المؤمن : نبي الاسلام يقول
ليس العلم بالتعلم .. العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء
الباحث : أين ذهبت يا عم ؟!! فأنا قرأت هذا من قبل .. ولا أؤمن به ......
المؤمن : أنا أتكلم فيما أؤمن به أنا.. وإنما أردت أن أوضح لك .. أن البسطاء ربما يملكون من معرفة الحقيقة أكثر بكثير من مشاهير العالم
الباحث : ما هو دينك يا عم ؟!!
المؤمن : أنا كل الأديان .. وكل الأفكار
الباحث : لم أفهم ؟!!
المؤمن : ستفهم فيما بعد ...هات أسئلتك
الباحث : لا توجد أدلة على الوجود الالهي ... فحتى الكتب التي يدعي الأنبياء أنها من السماء .. لم تقدم دليل قاطع وحيد على وجود ربهم... فما الفائدة منها ؟!! إذا كان الأساس غير مثبت فيها
المؤمن : وجود الله لا ينال بدليل أو بحث ... بل ينكشف بالمشاهدة الحضورية... يعني تطلع عليه بالحقيقة ...
الباحث : وهل الله يرى يا عم ؟!! هل هو جسم مثلاً ؟!!
المؤمن : نعم يرى ...
لم تره العيون بمشاهدة العيان ... ولكن تراه القلوب بحقائق الايمان
فليس الرب جسم .. ولا مادي .. لكي يرى بالعين الظاهرية .. ولكن بالبصيرة القلبية يرى .. بالحقيقة
فليس الإنسان بمجبر بالاعتراف بوجود الله من البداية .. فالأنبياء لم يجبروا الناس على الاعتراف بوجود الله من البداية .. ولا يمكن ذلك ... بل مهمتهم ان يدلوا الناس على الطريق الذي يوصلهم الى الله بالحقيقة ... يعني أن يعطوا التعاليم الاخلاقية الصحيحة .. ويقولوا للناس هذا هو الطريق ... ولا يستطيعوا أن يسيروا إنسان واحد في الطريق ... فمهمة السير هي مهمة شخصية ... وعندما يسير الانسان فهو بنفسه سيجد الله بالحقيقة
الباحث : كيف يسير الانسان وهو لا يؤمن بالوجود ؟!! كيف يصدق الإنسان الأنبياء ؟!!
المؤمن : لذلك كان الأنبياء مضطرين الى عمل المعجزة
فلا يستطيع أي دليل بحثي اثبات الوجود الالهي ما لم تكن عند الانسان رغبة وحاجة في اكتشاف هذا الوجود بنفسه .. والسير بالطريق الموصل الى الله .. ولذلك فالأنبياء وضعوا تعاليم فقط ... تمكن الإنسان من السير ... وأن يكتشف بنفسه ... لذلك أيضاً لم تعطي الكتب السماوية أدلة قاطعة .. لأنها لن تكون كافيه ما لم يكتشف الانسان هذا الوجود بنفسه ... وبالمشاهدة الحقيقية
الباحث : علمني ما هو هذا الطريق الذي أشاهد فيه الله بالحقيقة ... حتى أسير فيه .. وأعرف إن كنت صادقاً أم كاذباً....
المؤمن : سأعلمك ... بعد أن أجيبك على كل أسئلتك ...
انصرفت من عند الرجل وأنا لا أدري ما أقول ....فهو يتكلم حسب إيمانه ... وأنا ليس لي إيمان ... وكنت أسأل نفسي
هل هناك طريق فعلاً يجعلني أرى الله بالمشاهدة الحضورية الحقيقية ؟!!
إذا كان الامر صحيحاً ... فلن أحتاج إلى أدلة بحثية أبداً ...
سأكتشف إن كان هذا الأمر صحيح ...
أم مجرد كذب ...
وضحك على الذقون...

نقلها لكم
محمد الحداد
22. 06. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah