الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعة بيولوجية تدق للصلاة

نافذ الشاعر

2012 / 6 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك صلة بين أوقات الصلاة الخمسة وحالات النفس وتقلبات المزاج. وعلى هذا لم يكن عدد الصلوات وأوقاتها شيئا اجتهاديا متروكا لمزاح الشخص ورغبته، وإنما كانت وحيا من الله بواسطة جبريل عليه السلام.
وهناك اتصال روحاني لا ندرك كنهه، بين عالم الإنسان وعالم الملكوت، وبين عالم الغيب وعالم الشهود، تتنزل من خلال هذا الاتصال الرحمات والإمدادات، التي لا يدركها الإنسان العادي لكثرة ما ران على قلبه من الشهوات، ولذلك فإن أشد الأوقات اتصالا بين عالم الإنسان وعالم الملكوت، أو بين عالم الغيب وعالم الشهود، هي أوقات الصلوات الخمس، التي تكون نفس الإنسان- في هذه الأوقات- مستعدة فيها لاستقبال الفيوضات والنفحات، أو مستعدة لتقبل الفتن والشبهات.
وساعات الليل والنهار، منها ساعات تنزل فيها الفيوضات والرحمات، ومنها ساعات تنزل فيها الشرور والشبهات، وعندها يكون للشيطان على الإنسان، أثر ذو خطر، والقلب عندها يكون مهيئاً لتلقي الشرور والفتن. ولذلك كان هذا السر في اختيار تلك الأوقات الخمس على وجه الدقة والتحديد؛ فكانت أوقات الصلوات مقدرة ومضبوطة حسب أوقات نزول الرحمات وحسب أوقات نزول الشبهات. فوقت الصلاة إما وقت تنزل فيها الرحمات وإما وقت تنزل فيه الشرور والشبهات.. وصلاة المسلم في هذه الأوقات، تجعله يستقبل هذه البركات النازلة، أو تجعله يتجنب تلك الشرور الساقطة..!

وأوقات الفيوضات غالبا ما تكون في وقت صلاة الفجر وصلاة العصر. وهناك بركة كونية لا نعلم كيفية نزولها، تفيض على الكون فتغمره جميعا في وقت صلاة الفجر، ولكن هذه البركات لا يشهدها إلا قليل من الناس لمشقتها، لكنها عند التأمل نجدها جديرة بعناء المشقة والتعب. ومن بركة الاستيقاظ وقت الفجر أن من يصلي هذه الصلاة يقضي بقية يومه في همة ونشاط وطيب نفس وانشراح صدر..
وهذه الفيوضات النازلة، تدخل في القلب كما تدخل إلى المعدة وجبة طعام دسمة؛ وكما تكون المعدة بحاجة لبعض الوقت لتهضم هذه الوجبة وتحللها وتمتصها، فإن هذه البركة النازلة إلى النفس حين الفجر، بحاجة لبعض الوقت لتهضمها الروح وتمتصها.
لذا، فإن المصلي لابد أن يمكث بعدها مستيقظا، شاغلا نفسه بالذكر والتفكر والدعاء.. حتى لا يفقد شيئا من بركتها، فيأخذ منها نصيبه كاملا غير منقوص، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النوم بعد صلاة الفجر، كما يروي البيهقي عن فاطمة، عليها السلام، أنها قالت: (مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مضطجعة متصبحة؛ فحركني برجله، ثم قال: يا بنية قومي اشهدي رزق ربك و لا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس).
ولو دققنا النظر فيمن يصلون صلاة الفجر لوجدنا على وجوههم نضارة وحيوية وبهاء، يشاهدها كل إنسان، وهذا ما جاءت إليه الإشارة بقوله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً}، والمقصود بقرآن الفجر هو صلاة الفجر، والمقصود بقوله مشهودا ليس شهود الملائكة؛ لأن الملائكة تشهد كل الصلوات، وإنما المقصود بقوله (مشهودا) يعني مشاهدة النضارة والبهاء على وجه من يصلى هذه الصلاة.

وهذه الوجبة الروحانية جاءت إليها الإشارة بقوله تعالى: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ}البقرة238
فالصلاة الوسطى تعني أنه لابد أن توجد في إحدى الصلوات الخمس وجبة روحانية عالية يشعر خلالها المصلي بتدفق المشاعر، عندما تصل لحظة الخشوع إلى ذروتها، فيشعر المصلي بالفرح التلقائي، وبالنشوة إلى أقصى حد، فيكون مستغرقا تماما في الصلاة والدعاء، مركزا انتباهه فيها، ويمتزج وعيه بها، بحيث يغيب إحساسه بدورة الزمان والمكان. فإذا وصل الإنسان إلى حالة "تدفق المشاعر"؛ فإنه يستغرق تماما في الصلاة إلى الدرجة التي يفقد فيها الوعي بذاته تماما، وما أن تبدأ حالة "التدفق" حتى تتخذ قوة دفع ذاتية، الأمر الذي يؤدي إلى قبول الدعاء والعروج إلى السموات.
ولذلك يجب أن يجتهد المصلي في البحث عن هذه الصلاة الوسطى ذات الوجبة الروحانية العالية؛ لأنها ليس لها موعد محدد، فهي تختلف من وقت لآخر، كما أنها تختلف من شخص لآخر أيضا.
وهذه الشحنة الروحانية اليومية شحنة شفافة عالية الحساسية يفسدها أقل الأشياء، بحيث يمكن تشبيهها بالنوم الهانئ المريح، حيث نجد أن للشخص لحظات معينة يستغرق فيها في نومه تماما، يشعر فيها بلذة النوم، فإذا تم إيقاظه وإفساد هذا الاستغراق، فإنه يصعب عليه العودة إلى هذا الاستغراق مرة أخرى، ويبقى قلقا متوتر النفس مبلبل الخاطر.

أما صعوبة الاستيقاظ في الصباح الباكر، فليس كل إنسان يعاني من هذه الصعوبة، لأن بعض الناس يستيقظوا مبكرين، وإن كانوا من غير المسلمين، والإنسان صاحب الفطرة السوية لا يجد في اليقظة المبكرة أي صعوبة أو مشقة أو تعب، بل البقاء في الفراش هو الذي يجلب عليهم المشقة والتعب..
ومن الناس من لا يستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر، وكثيرا ما يعترض في سره أو علانيته على الوقت الباكر لهذه الصلاة، ويقول إن فيها مشقة وحرج، ولكن هذا القول غير مستقيم، لأنه يقيس الأمر على شخصه ومزاجه. أما الإنسان سوي الفطرة والتكوين، فإنه يتفاعل مع هذه الأوقات بشكل تلقائي، لذلك تجد بعض الأشخاص الأسوياء من غير المسلمين، يستيقظون مبكرين في وقت الفجر، ليمارسوا الرياضة أو القراءة أو الكتابة.. ويجدون في هذه اليقظة الباكرة متعة لا توصف، وهم على قناعة تامة بأن هذا هو أنسب الأوقات لشحن النفس وصقل الروح..

ومتى حانت أوقات الصلوات الخمس انتاب الإنسان، وإن لم يكن مسلما، قلق خفي لا يدرك كنهه أو مصدره؛ فتجد الإنسان السوي، غير المسلم، يتوق إلى قراءة قصيدة شعر، أو سماع موسيقى، أو كتابة خاطرة، أو ممارسة أي شيء فيه غذاء للروح.. ولو أحسن التأمل في ذاته ودخيلته، لأدرك أنه بحاجة إلى الصلاة وليس للموسيقى أو الغناء.. وهكذا باقي أوقات الصلوات، وفى هذا دليل على أن كيان الإنسان مضبوط، بشكل بيولوجي، كي يتفاعل مع هذه الأوقات الخمسة. إنها كالقنبلة الموقوتة التي ما أن يحين وقتها التي ضبطت عليه، حتى تنفجر من تلقاء نفسها، وهذا ما جاءت إليه الإشارة بقوله تعالى:{فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}(النساء103).
إن تعاقب هذه الأحوال الروحانية على كيان الإنسان النفسي، لها ما يوازيها على جسم الإنسان الفسيولوجي، وهي تشبهها إلى حد كبير. وقد أثبت "جيرس" في بحث أجراه، وجود إيقاعات يومية لدرجة حرارة جسم الإنسان. والحد الأقصى لدرجة الحرارة يبدأ من الضحى إلى بداية الليل، على حين أن الحد الأدنى من الحرارة يقع في الصباح الباكر. وهذه الدورة للحرارة تحدث حتى لو كان الإنسان مستيقظا طوال الليل، أو ملازما للفراش طوال النهار. ووجد كذلك أن الأفراد يختلفون فيما بينهم من حيث المعدل الذي ترتفع به درجات حرارتهم في الصباح، ولعل هذا يفسر لماذا يستيقظ بعضنا مبكرا وفي يسر، على حين يظل البعض الآخر شاعرا بالنعاس في الساعة الحادية عشرة صباحا!.. وقد وجد أيضا أن إفراز البول يتبع نفس النموذج يوميا، بمعزل عن النشاط؛ فتجد أن تدفق البول من الكلى يكون في حده الأدنى خلال ساعات النوم المعتادة، بينما يبلغ ذروته في الصباح. وإن كثيرا من الأحداث الحاسمة في حياتنا- مثل الولادة الطبيعية والإصابات والنوبات القلبية- تكشف على أنها تبلغ ذروتها في الساعات المبكرة من الصباح، بحيث تتزامن مع أضعف حالاتنا الفسيولوجية، وتلقي عبئا ضخما من الإجهاد على قدرتنا على التكيف. وقد لقيت تجارب محاولات تغيير دورة النوم واليقظة نجاحا مؤقتا؛ حيث أن المتطوعين كانوا يشعرون دائما بالنعاس وكأنهم في حالة بيات أو كمون[1]

وكما توجد أوقات تنزل فيها على القلوب البركات، فإن هناك من الأوقات ما تنزل فيها على القلوب الفتن والشرور والشبهات.. وليس شيئا أجدى وأنفع عند نزول تلك الشرور والفتن، من الاعتصام بحمى الصلاة والدعاء، وقد جاء في الحديث: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير، عودا عودا، فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء)[2]

ووقت نزول الفتن على القلوب هو وقت انكشاف العورات؛ حيث إن لكل إنسان لحظة حرجة، وهي ضربة لازب في حق الرجل والمرأة على حد سواء، وهذه اللحظة الحرجة هي لحظة انكشاف العورات، وليس المقصود بالعورات ما يقصده الناس من عورة الجسد، وإنما المقصود بالعورات اللحظات الحرجة في حياة الإنسان، كالعيوب النفسية والأخلاقية، التي قلما يخلو منها إنسان، ويحاول جهده أن يسترها عن الآخرين، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو دوما بهذا الدعاء: (اللَّهُمَّ اُسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا)[3]
ولحظة انكشاف هذه العورات غالبا ما يكون في ساعات الصباح الأولى، ومنتصف النهار، وبدايات الليل، ولذلك فقد نبهنا القرآن إلى أخذ الحيطة والحذر في هذه الأوقات بالذات:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ: مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ، وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ، وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء، ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ}النور58
وكما تنكشف العورات، ثلاث مرات في النهار، فهناك عورات خطيرة لكل إنسان تنكشف في العام مرة أو مرتين، تقرر مصير الإنسان أو حياته، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة: {أَو َلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ، مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ}التوبة 126
وقد أشار علماء النفس إلى هذه العورات النفسية بألفاظ أخرى فأطلقوا عليها أزمات بدلا من عورات، ومنها على سبيل المثال أزمة منتصف العمر، التي يتعرض لها الإنسان كل سبع سنوات مرة، وتبدأ من سن الخامسة والثلاثين وتنتهي في سن الخامسة والخمسين[4] .
وخلال هذه الأزمة تتبدل أحوال الإنسان النفسية ويتعرض فيها لكثير من الاضطراب وعدم الاتزان. إن هذه الأزمات عبارة عن صدمات نفسية تقلب حياة الإنسان رأسا على عقب وتضعه على مفترق طرق..
وهذه الأزمات السابقة التي يمر بها الإنسان في مراحل عمره المختلفة، تبدو كدورة يومية، يمر بها الإنسان على مدار يومه وليلته، لإنها شيء لصيق بكيان الإنسان النفسي تتعاقب عليه وكأنها مضبوطة على ساعة بيولوجية خاصة لكل شخص. ثم إن هذه الأزمات تبدو كدورة شهرية، تمر بالإنسان بشكل أوضح وأجلى أيضا كل ما يقرب من الشهر أو يزيد عليه قليلا، وكأنها مرتبطة بدورة الشمس والقمر، كارتباط المد والجزر؛ وهذا ما جعل القدماء من أهل السحر والتنجيم يربطون مزاج الإنسان وطالعه بالكواكب والنجوم، لأنهم كانوا يظنون أن طلوع كوكب ما يجلب على الإنسان إما السعادة وإما الشقاء، ويؤثر في مزاجه تأثيرا شديد الوضوح.. وقد ذهب "فيلهم فليس" وهو من علماء التحليل النفسي الراسخين، إلى أن كلا من الرجال والنساء عرضة لدورة "ذكورية" (القوة، التحمل، والشجاعة) مدتها 23 يوما، ودورة من "الأنثوية" (الحساسية، والحدس، والحب) مدتها 28، وبامتزاجهما معا يحددان يوما بيوم الحالة العقلية والجسمانية لكل من النساء والرجال"[5]
وفي هذه الأزمات، يكون كيان الإنسان النفسي ونسيجه الروحي، شديد النعومة والحساسية، تؤثر فيه وتمزقه أقل المؤثرات وأضعفها، وتجعل فيه جراحا لا تندمل وأمراضا بعيدة الغور والخفاء.

ونزول الأفكار عبارة عن فيوضات تنزل من السماء، أو هي شيء روحاني يغمر الكون، ويسري في ثناياه كالأثير؛ فيتلقاها كل إنسان بحسب نفسه وإيمانه واستعداده.. وهذا ما جاءت إليه الإشارة بقوله تعالى:{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}(الأعراف143). تدل هذه الآية أنه في تلك الأثناء من حياة بني إسرائيل هيمنت على الكون أفكار ومشاعر متقاربة، وسرت إلى النفوس والقلوب، وهي الرغبة في رؤية الإله مجسدا، أمام العين، فهذه الأفكار تلقاها موسى فعبر عنها بقوله:{رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} وبالتالي، فإن هذه النزعة النفسية عندما غشيت الكون، غشيت فيمن غشيت موسى وقومه على حد سواء، فاستبدت بهم الرغبة كذلك في رؤية الإله مجسدا، في نفس اللحظة التي استبدت تلك الرغبة بموسى، وهي طلبه رؤية الله عز وجل؛ فقد كان موسى عليه السلام هناك في الجبل يطلب النظر إلى الله عز وجل، بينما كان قومه من ورائه يطلبون نفس الطلب من هارون خليفة موسى في بني إسرائيل، كما أشارت إلى ذلك آيات القرآن الكريم:{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ..}الأعراف148
ومن الأمثلة على ذلك ما حدث يوم بدر عندما أنزل الله عز وجل مشاعر الرعب والفزع على ساحة المعركة، فإنه كان من المفترض أن تغمر تلك المشاعر المرعبة كلا الفريقين المتحاربين في ساحة القتال، لذلك فإن الله أنزل ملائكة لتحمي قلوب المؤمنين من هذه المشاعر النازلة حتى تشمل الكفار وحدهم، وتمنع وصولها إلى قلوب المؤمنين، وهذا ما جاءت إليه الإشارة بقوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ؛ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ..}(الأنفال12).
إن تلك الفتن أشبه شيء بالمطر الذري الملوث الذي لا يفرق بين إنسان وآخر، كما قال تعالى:{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خاصة}(الأنفال25). ولذا، فقد كان من أسباب عدم استجابة طلب الكفار بإنزال الحجارة عليهم، أن بينهم يوجد مؤمنون، وبالتالي فلو نزلت الحجارة فلن تفرق بين مؤمن وكافر، كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }(الأنفال33) وكما جاءت الإشارة أيضا بقوله تعالى:{لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }(الفتح25). ومعنى "لو تزيلوا" لو انفصل بعضهم عن بعض في المساكن والأعمال والأسواق..

-----------------------------
المراجع:
[1] فكرة الزمان عبر التاريخ: كولن ولسون، ترجمة فؤاد كامل ص 137-139، سلسلة عالم المعرفة، الكويت.
[2] صحيح مسلم ومسند الإمام احمد وغيره
[3] فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني.
[4] أزمة منتصف العمر: أحمد خيري حافظ، ص15، أخبار اليوم، القاهرة.
[5] فكرة الزمان عبر التاريخ: كولن ولسون، ص 143.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نور هبل
سالمي ( 2012 / 6 / 24 - 11:39 )
ذكرتني بالزرقاوي وبن لادن وزعماء بوكو حرام رضي الله عنهم وارضاهم جميعا كيف كانت تلالاء وجوهم وادبارهم ايضا بنور الارهاب والعنف حين يجزون رقاب الكفار لعنهم الله


2 - نور هبل
سالمي ( 2012 / 6 / 24 - 11:39 )
ذكرتني بالزرقاوي وبن لادن وزعماء بوكو حرام رضي الله عنهم وارضاهم جميعا كيف كانت تلالاء وجوهم وادبارهم ايضا بنور الارهاب والعنف حين يجزون رقاب الكفار لعنهم الله


3 - ماذا يحدث للساعة البايولوجية ؟
حكيم فارس ( 2012 / 6 / 24 - 11:58 )
السيد الكاتب المحترم
في النصف الشمالي من الكرة الارضية مثل شمال النرويج وشمال روسيا وشمال كندا في هذه المدن الموجودة في اقصى الشمال يستمر النهار ولا وجود لليل في هذه الايام بالذات من الشهر السادس اي قبل وبعد 21 من هذا الشهر بعدة ايام
يعني لافجر ولا غروب الفجر ملتصق بالغروب بل لا يختفي قرص الشمس ينخفض حتى يصبح اسفله مع الافق ثم يرتفع ويكمل الدورة بشكل مستمر
هل تتوقف الساعة البايولوجية هناك ؟
ثم نحن نعلم انه في باقي اجزاء الارض انه في كل لحظة هنلك فجر في مكان ما فهل الفيوضات الروحانية والبركات تتهاطل بشكل مستمر مع دوران الارض


4 - اقرأ المقال جيدا
د.نافذ الشاعر ( 2012 / 6 / 24 - 13:06 )
يا سيد حكيم لو أنك قرات المقال جيدا لفهمت هذا الامر وانا اوردت اقتباس من كولن ولسون الذي يقول ان هناك دورة بيولوجية للانسان لا علاقة لها بالشمس ولا بالقمر، إنما هي تتعاقب في نفس الشخص فقط ، واليك كلامي انفا: (وقد أثبت -جيرس- في بحث أجراه، وجود إيقاعات يومية لدرجة حرارة جسم الإنسان. والحد الأقصى لدرجة الحرارة يبدأ من الضحى إلى بداية الليل، على حين أن الحد الأدنى من الحرارة يقع في الصباح الباكر. وهذه الدورة للحرارة تحدث حتى لو كان الإنسان مستيقظا طوال الليل، أو ملازما للفراش طوال النهار. ووجد كذلك أن الأفراد يختلفون فيما بينهم من حيث المعدل الذي ترتفع به درجات حرارتهم في الصباح، ولعل هذا يفسر لماذا يستيقظ بعضنا مبكرا وفي يسر، على حين يظل البعض الآخر شاعرا بالنعاس في الساعة الحادية عشرة صباحا!.. وقد وجد أيضا أن إفراز البول يتبع نفس النموذج يوميا، بمعزل عن النشاط؛ فتجد أن تدفق البول من الكلى يكون في حده الأدنى خلال ساعات النوم المعتادة، بينما يبلغ ذروته في الصباح)..


5 - اعلق على افكار وهدف المقال
حكيم فارس ( 2012 / 6 / 24 - 14:24 )
السيد الكاتب المحترم
سوف انسخ سطرين من مقالتك تؤكد ان تعليقي في صميم الموضوع

وأوقات الفيوضات غالبا ما تكون في وقت صلاة الفجر وصلاة العصر. وهناك بركة كونية لا نعلم كيفية نزولها، تفيض على الكون فتغمره جميعا في وقت صلاة الفجر، ولكن هذه البركات لا يشهدها إلا قليل من الناس لمشقتها
الا تلاحظ يا سيدي انك ذكرت الفجر وصلاة الفجر وربطها بهطول البركات الروحية
الم تقل ان تهاطل البركات او المنغصات تتواقت مع اوقات الصلاة
اليس الهدف اثبات ان مواقيت الصلاة لها علاقة بنزول تلك الروحانيات من السماء
الم تذكر ان بعد تلك الوجبة الروحية بعد صلاة الفجر تصبح وجوه المصلين ذات نظارة خاصة
لهذا السبب علقت وركزت على الفجر
فهل فهمت يا سيدي مغزى تعليقي
ولك تحيتي


6 - البركة لا تنزل كالمطر
د.نافذ الشاعر ( 2012 / 6 / 24 - 15:48 )
مثالك عن النرويج وشمال روسيا وكندا مثال شاذ لا ينبغي أن يعمم، لأن أغلب الناس تعيش في بلاد أيامها كأيامنا، وبالرغم من ذلك فإن هؤلاء الناس الذي تستمر الشمس لديهم بالطلوع أو الغروب يكون اليوم الليلة لديهم 24ساعة أو أقل أو أكثر بقليل، والبركة النازلة بركة روحانية ليست كالمطر، ولو كانت كالمطر لأصابت النائم واليقظ معا، ولأصابت تارك الصلاة والمصلي أيضا.. إنما هي روحانية تصيب المستعدين لها كليلة القدر تماما، يجب أن يكون الشخص مستعدا لها، فهناك شرطان: بركة الوقت واستعداد النفس. وبهذين الشرطين تتحق البركة الروحانية..
تحياتي لك


7 - الفتن فقط تنزل كالمطر
حكيم فارس ( 2012 / 6 / 24 - 18:18 )
اذن نزول البركة الروحانية ليس كالمطر ولا تصيب النائم ولا تارك الصلاة فهي تصيب المؤمنين فقط والذين ادوا طقوس صلاة الفجر
في حين ان الفتن ومشاعر الرعب والفزع هي من تنزل كالمطر وتصيب المؤمنين والكفار على حد سواء وهذا نسخ ما ذكرت انت
إن تلك الفتن أشبه شيء بالمطر الذري الملوث الذي لا يفرق بين إنسان وآخر
اذن الله القدير والمسيطر على كون مكون من ملايير المجرات لايستطيع السيطرة على مشاعر الفزع والرعب عندما انزلها لانها ستصيب الطرفين في معركة بدر فلذلك انزل ملائكة تحمي المسلمين منها
لم استطيع ان افهم كيف يسيطر الله على نزول البركة الروحانية ولا يستطيع السيطرة على نزول الفتن ومشاعر الفزع والرعب
ان كان هدفك يا سيدي ان تعطي معنى اكثر قبولا لدور الملائكة بالمعارك التي وردت بالقرأن من دورهم المتعارف عليه بالتدخل بالقتال الحقيقي لجانب المسلمين
فاني ارى وكأنك تحاول الخروج بالنص من حفرة لتقع بهوة سحيقة


8 - رحمة اله وبركاته لا تنقطع
د.نافذ الشاعر ( 2012 / 6 / 25 - 16:25 )
من قال لك يا سيد حكيم أن رحمة الله لا تصل إلى غير المؤمنين، ولا المصلين؟
رحمة الله وإمداده وبركاته لا تفارق الإنسان أبدا في ليله ولا في نهاره، لكن رحمة الله تتناسب مع القلوب المستعدة لها عندما تنزل عليها، خذ مثلا النفخ.. فعندما ننفخ في كأس شاي وهو ساخن لتبريده، ولكن أحيانا ننفخ في اليد لتسخينها، فالنفخ واحد لكن النتيجة مختلفة وخذ مثلا العطر عندما ترشه على جسمك بعد تنظيفه، يكون له أثر طيب، لكن عندما ترشه على جسم قذر يتصبب عرقا، لا يعطي النتيجة المرجوة.. فما تشعر به من النشاط والسكينة أحيانا هذه من بركات الله النازلة على العباد..
تحياتي


9 - فرض الله 50 صلاة
حكيم فارس ( 2012 / 6 / 25 - 20:29 )
السيد الكاتب المحترم
سيدي لا تنسى ان الله العليم الحكيم في البداية فرض 50 صلاة اي بمعدل كل 28.8 دقيقة ليل و نهار لا يوجد امكانية للنوم ولولا النبي موسى وتحذيره للنبي محمد من مشقة ذلك (وفي الحقيقة استحالة ذلك) حيث اضطر للعودة من السماء الاولى الى السماء السابعة طالبا من الله التخفيض ...ولكن كم خفضها الله الحكيم العليم الى 45 صلاة اي اصبحت بمعدل كل 32 دقيقة صلاة وتستمر الرحلات المكوكية بين السماء الاولى والسماء السابعة وفي كل مرة يحصل العليم الحكيم على تخفض 5 صلوات لاتغير سوى بضع دقائق وتبقي على استحالة قدرة الانسان على القيام بها حتى وصلنا الى 5 صلوات
وترك الله مواعيدها وطريقة القيام بها الى الرسول هو الذي يحدد كل ذلك وكل ما وصلنا عنها مشكوك فيه بدليل
ان صلاة اصحاب المذاهب مختلفة في طريقة الوقوف وطريقة وضع الايدي وطريقة التشهد بل حتى الشيعة يختلفون بكل شيئ من ما يقولون في الصلاة
فهل الرسول كان يصلي بكل هذه الطرق وان فعل فما هو قصده ان يجعل الامة من بعده مختلفة ام ماذا
سيدي الكاتب الراحة التي تشعر بها حالة نفسية وليست بركات تهطل من السماء انه الوهم بانك انجزت واجبا ستكافئ عليه


10 - لو كانت 50 صلاة لن تكون كصلاتنا اليوم
د.نافذ الشاعر ( 2012 / 6 / 26 - 06:27 )
يا سيد حكيم بالنسبة لعدد الصلوات لو كانت 50 صلاة فلن تكون كصلاتنا اليوم، وأنت تعرف ما يسمى (بالصلاة الربانية)، وكيف هي عبارة عن قراءة عدة جمل تعادل سورة الفاتحة، أو أكثر قليلا فهذه الصلاة، فلو كانت خمسين صلاة، لكانت عبارة عن قراءة عدة جمل فقط، ولن تكون كصلاة اليوم بوضوء وطهارة وركوع وسجود...
أما هيئات الصلاة فليس للخلاف كما تقول، وإنما هي للتيسير على الناس، وإفهامهم أن هذا الأمر فيه يسر وعدم مشقة على العباد، وأن صلاتك جائزة بأي هيئة أديتها!
أما الراحة التي تقول أنها حالة نفسية وليست بركات، فمن الذي بيده النفس والروح ليجعلها تعيش في راحة أو تعيش في شقاء، ألم تسمع قول الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ؛ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}الرعد28
أما الإسراء والمعراج فسوف افرد له مقالة خاصة..
تحياتي


11 - حتى ولو
حكيم فارس ( 2012 / 6 / 26 - 17:59 )
يا سيدي الكاتب حتى ولو فرضنا جدلا ان الصلوات الخمسين التي فرضها في البداية الله العليم الحكيم ستكون مجرد تمتمات لجمل قصيرة لن تستطيع القيام بها لانها تتطلب ان تقوم بها كل 28.8 دقيقة طول اليوم ليل ونهار يعني ما في نوم
وسوف استبق ما قد تقول ومن قال لك يا سيد حكيم انها ستوزع بهذا المعدل ربما كل 5 دقائق مثلا هنا يا صديقي ستصبح اسهل من تلك التي جاء بها محمد 5 صلوات ووضوء وحركات ما عدا النوافل حدث ولا حرج
ولو كانت هكذا لما اضطر محمد لكل هذا العناء صعودا ونزولا من اجل تخفيضها وحتى في النهاية يقول لقد استحيت من العودة لله لتخفيض ال 5 هذا دليل على انها هي نفسها الصلاة التي ابتكرها ووضع قواعدها وطريقتها
كيف لك ان تقنع من يستخدم عقله ان صلاة يوم واحد في مكة تعادل صلاة 273 سنة لشخص اخر في مكان اخر فيدول الشرق الاوسط او افريقيا اليست الصلاة هناك ب 100000 صلاة خرج الالة الحاسبة واحسبها
افضل جواب على الصلوات الخمس وفكرتها مع بعض التعديلات ستجده في تعليق السيد سرحان على مقالة الاسراء والمعراج فمصدرها خرافة زرداشتية يعرفها الناس قبل محمد ب1200 سنة

اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات