الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى رجل التعليم بالمملكة والصحراء الغربية : لا أكاديمية ولا وزارة ولا دستور الكل في أزمة مستدامة بالمملكة

بوجمع خرج

2012 / 6 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


هذه الأيام أثيرت زوبعة احتجاجات بسبب اقالة السيد محمد لعوينة مدير أكاديمية جهة كلميم السمارة بقرار أصدره السيد وزير التربية الوطنية. ولعل ما يعاب على هذه المبادرة هو أنها مغلوطة المعطيات بما جعلها تأخذ صفة سياسية أكثر من ما هي أكاديمية في المفهوم الذي لأجله كانت الأكاديمية
طبعا هناك تباينات واختلافات لكن في غالبيتها لم تكن فيها الموضوعية محترمة بالمائة...ومنه يطرح السؤال التالي: هل يفترض الحكم على الحدث وفق ما يجب أن يكون في دولة تحترم مؤسساتها في الوقت الذي تتوقف فيه المؤسسات على الأشخاص في المملكة المغربية؟
لعله إذن أحد أهم اسباب الخلط الذي يستحال فيه تنمية حوار للتقويم الموضوعي ومنه أفتح نافذة على الأكاديمية كمؤسسة مرتبطة بالمنظومة التعليمية وجقيقة الوضعيات التي تعرفها مختلف المؤسسات بالمملكة المغربية
1-الوضعية المؤسساتية :
إن التراسبات الموروثة منذ الحقبة التي يرمز لها بسنوات الرصاص حالت دون تحرر المؤسسات بالمملكة المغربية بما أفقد سلطات الدولة ذاتها استقلالياتها وقابليتها للتناوب. هذه الحالة لازالت تنتصب كالطوطم. ولعل أخطر ما فيها هو إفشال المملكة في توليف نموذج مغربي من باب المثالية التي يمكن للأمة أن تتوحد حوله وأن يجد كل فرد ذاته فيه.
فالمنهاج بالمملكة يرسم نموذجا بملامح متمركزة في شخصنة تاريخية مجحفة في حق مكونات المملكة الثقافية الفسيفسائية (بصيغة الجمع) وذلك بجعل جل مكوناتها ثانوية الدور في البناء الحظاري.
إتها العقلية ذاتها التي جعلتها ثانوية في الحركة التحررية الإستقلالية بما أدى إلى تفككها إلى أحزاب و... وهي الحالة الذهنية التي تم بها البناء المؤسسي للدولة.
ولعل المحبط هو أن هذه الوضعية الغير منصفة للكيانات المغربية سيكرسها الدستور الجديد على مستوى المقاربة والجهوية الموسعة على مستوى "المرجعية الوظيفية" حسب السيد عزمان ولكن فقط من حيث الحق الذي يراد به تلفيف مؤامرة تجعل الجهات كما لو أنها محميات,
وعموما إذا اعتبرنا التركيبة الفسيفسائية للثقافة المغربية فإن المملكة أخطئت الإنسجامية المفترضة حتى في الدستور الجديد وسأكتفي بالتذكير على أن دسترة الأمازيغية لم يخرجها من دائرة الدور الثانوي فأما عن الحسانية فثمة تحنيطها دستوريا.
إن الأكاديمية جزء من هذا الكل المؤسساتي الذي أخطئ ميعاده التحرري مع التاريخ بسبب الإصلاح الدستوري والجهوي الذي كرس ما كان سببا في فشل توليف النموذج المغربي من منطلق المثالية الموحدة للأمة بما يسمح لكل فرد ان يجد فيها ذاته.
وفي هذا هناك كلام لميكائل ميكالكو(1) " إنه مزج العلاقات بين الرياح، والجذور، والأمطار والتربة هو الذي يحدد سلامة او عدم سلامة هذه العلاقة
فكيف نتحدث عن إصلاح تعليمي يستحق الإهتمام اللهم إذا من تحسين أفقي -لا يعني الجودة كما يعتقد- وطبعا إن هذا يكرس عدم استقلالية المؤسسات بما فيها الأكاديمية بما ذكرتنا به مبادرة السيد الوزير التي لا يمكنها أن تخرج عن هذا السياق.
2- المنطق الحالي للإصلاح التعليمي:
إن العقلية التي يتم بها حاليا إصلاح المنظومة التعليمية لا تخرج عن إطار المنطق المعروف بسباق أشيل والسلحفاة بحيث أنه لن يسبقها رياضياتيا. بمعناه أن كل المجهودات المبدولة هي كما الذي يجري في مكانه على الة للتداريب في صالة التدارب
وفي هذا السياق اسمحوا لي لأن آخذ بكلام السيد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي. شكيب بنموسى. الذي القاه في مستهل أبريل 2012 بإيفران جاء فيه فيه:"إن المغرب مدعو إلى إعادة التفكير في نظام التربية والتكوين المرتبط بالموارد البشرية"
لقد اخترت السيد شكيب بنموسى بحكم أنه علاوة على تجربته فإنه يراس مجلسا له اعتبار هام جدا في الأنساق والسياقات التعلمية التي يفترض الأخذ بها في الإصلاح التعليمي
وفي هذا وعلاقة بالمفهوم الكفاياتي في أبعاده الإقتصاداوية التي قد توظف المفاهيم القائلة ب œconomicus والكينيزي والنمساوي والماركسي... على مستوى النقل الديداكتيكي والتفعيل البيداغوجي في السياق الوضعياتي فإن المعرفة في أبعادها الأربعة (2) بما تحتاجه للتحرر من المدرسية لازالت متعثرة بسبب الففهم المضبب للكفايات والإنزال الخاطئ لبيداغوجيا الإدماج وليس لأن هذه الأخيرة لم تأتي بجديد وإن صحيح أنها تعرف تجادبات بين الايديولوجيات ومنه أؤكد على أن السيد وزير التربية الوطنية أخطئ في توقيفها وإلغاء المذكرة المعنية بالتقويم
لذلك وفي واقع مغربي يعرف خبراء مغاربة منهم مستشارون ملكيين وخبراء آجانب ومكاتب دراسات ... فإنه يليق لأن يطرح السؤال التالي : هل فعلا الدولة المغربية تريد إصلاحا تعليميا من داخل الإرتباطات الدستورية و المنظومات بما فيه الإقتصادية والتعليمية والحكامية ... لتحرير الطاقات والإمكانيات لكل المواطنين ؟
أكيد أن الجواب الشامل هو أن الجواب يوجد ضمن الإرادة السياسية بما يعني أنه قد يكون من المستحيلات على ضوء الالية التشريعية في كليتها ابتداء من الإنتخابية.
إن البرنامج الاستعجالي وان كان تنظيريا منسجما إلا ان مقاربة إنزاله في جل أجرئاته ليست بريئة وهو ما ينذر بما في الأمر من خطورة النخبوية وتطبيع المناهج ليبقى السؤال المفتوح هو هل يكفي القول بملائمة المقاربات والسياق لجعل المتعلمين متكافئي الفرص في تجاوز عتبة اليد العاملة الثانوية في المشهد الإنتاجي بالمملكة؟
الجواب جزرا: لا يمكن للمدرسة العمومية المغربية أن تتجاوز عثبة شغيلة ثانوية وثالثية في المشهد الإنتاجي المغربي في المشرو ع الضخم المحدد للمصير المغربي الإقتصادي والتعلمي ... "بزوغ" « émergence » الذي لا يمكنه أن يخلق طبقة وسطى سوى بشكل يكرس الداروينية في الجهويات التي سمتها بالمحميات
فعن أي إصلاح تعليمي وعن أي منظومة تعليمية نتحدث ؟ هل المخوصص في أعلى المستويات الجامعية والمدارس الكبرى الإقتصادية والتكنولوجية ... داخل وخارج المملكة بما ينتهون به من دبلومات وتشهيدات لها الأسبقية في سوق شغل مغربي بلا هوية اقتصادية ؟
الأكيد أن الإزدواجية القائلة ب " تطبيع التمايز" تبقى في معالجة المشكلات هي الأكثر انصافا لكل المتعلمين مهما كان مستواهم المادي ولكن حينما ننظر للنموذج أسفله الذي يتارجح فيه المغرب أو ربما قد يميل فيه السييد الوزير الحالي إلى شق "التطبيع والتوحيد" فإننا نستبعد غير تفعيله السياسي الذي لازالت به المزاجية سيدة المؤسسة:
1- التطبيع والتوحيد التميز
تطبيع غير انصافي
نظام ليبيرالي تربوي يركز على النتيجة
ذا حساسية إزاء الوظيفية ويستند على تصنيف و تفييئ قوي للمؤسسة والمتعلم
نموذج انكلو ساكسوني

2- التميز
تمايز غير منصف
نظام تربوي بحساسية إزاء العمليات التعلمية ويتميز بالتعميم السريع
غالبا ما يكون حصريا في البيداغوجيا المجددة مع قلة المرافقة والتنظيم
نموذج فرونكوفوني

وخلاصة لهذا إن ما يؤكد على أن الإصلاح ليس سوى صورة افتراضية جميلة بدون موضوع وغير واقعية هو ما قدم مؤخرا في شرح مواصفات الدخول لسلك تأهيل أطر هيئة التدريس - مسلك تأهيل أساتذة التعليم الأولي والتعليم الابتدائي بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بحيث دون شك سيستبعد ما يسسمى بحقل المواد وسيتكرس فيه المفهوم القدحي لمعرفة الكينونة ومفهوم الإبداع المتقادم الذي لا زال يستند إلى المرجعيات السيكو تربوية لسنوات الستينيات القائل بالحرية والموهبة ... علما أن الأيديولوجية التي جائت به تطورت بكثير في ما عرفه العلم من تقدم
إنه تقديم يعكس بأن الأزمة هي أولا أزمة تفكير مغربي (3)
وختاما لهذه لفقرة استدل بقولة السيد العلمي رشيد من كلية العلوم في الرباط في المعرض الرابع للروبتات المبتكرة من طرف الطلبة:
إن "التعليم والبحث العلمي يعد استثمارا بعيد المدى. وهذا ليس أمرا سهلا بالنسبة لأصحاب القرار. الذين يرغبون في الحصول على نتائج فورية" . منتقدا "المنطق القصير المدى" السائد في كل مكان على الخصوص على مستوى البحث العلمي.
3- إلى ا لأساتذة الصحراويين في أغنية يا أهل العيون
اسمحوا لي أن اتمم السؤتل الذي أثرته أعلاه كما يلي:
فعن أي إصلاح تعليمي وعن أي منظومة تعليمية نتحدث ؟ هل المخوصص في أعلى المستويات الجامعية والمدارس الكبرى الإقتصادية والتكنولوجية ... داخل وخارج المملكة بما ينتهون به من دبلومات وتشهيدات لها الأسبقية في سوق شغل مغربي بلا هوية اقتصادية ؟ والطالب الصحراوي يتنقل من الداخلة إلى فاس والرباط ومراكش وكلميم ليعيش ما علمت به الأمم المتحدة ...؟
باختصار شديد فحتى مكونات الفسيفساء الثقافية للمملكة المغربية تعرف استصغارا أمام هيمنة ثقافة دون سواها وتنكر لما قدموه من خدمة عبر التاريخ في بناء الدولة المغربية ... فماذا ننتظر من منظومتها التربوية وقد حنطت ثقافتنا في دستور بالتأكيدلا يشرف الموروث الحظاري المغربي... ولعل المقاربة الأمنية التي بها يراد لنا مغربة استعبادية لخير دليل. فكل شيئ يبيد كينونتنا ولعل أخطرهم هو التعليم لأن "إقرأ" لم تكن أول خطاب سماوي عبثا
أتمنى أن يفهم هذا من باب النظافة العلمية والطهارة الدينية والحرية الحقوقية التي نريد بها تعليما ينمي ثقافتنا وهويتنا وفكرنا وأدبنا وعلمنا الحساني وليس من باب الإستعباد الطوعي والتعصب الوطني الذي جعلنا فرجة احتفالية في عيد المسيرة التي ذبل اخضرارها ثم مات مع رحيل الحسن الثاني,
(1) متخصص في الإبداع
2) اغتبار le savoir devenir
(3) وفي هذا وللتاريخ لقد راسلت المعنيين بالوحدة المركزية التي يترئسها السيد محمد دالي والذي اعترف على أنه إنسان يستحق حسن التقدير فقط أن المجاملة ليست علمية وليست للأمانة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة