الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد فوز مرسى؟؟

بيشوى ريمون

2012 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شئنا أم ابينا, لقد انتهى الامر و اصبح محمد مرسى الاخوانى رئيساً لجمهورية مصر العربية
ماذا بعد؟
تتعالى دعوات الاحباط و الاكتئاب و اقتراب النهاية و تحول مصر الى افغانستان جديدة و ضرورة الهجرة و الرحيل و ما الى اخره لنجاح مرسى "ميشلان" كما احب ان ادعوه نسبة لكونه استبن الجماعة لكنى لدى رأى اخر قد يلقى قبول البعض و قد يلقى استهجان البعض الاخر

أولاً دعونى اهنىء جماعة الاخوان على ربح المعركة – و الحرب مالاتزال طويلة - و هذا لم ياتى من فراغ بالطبع و انما اتى نتيجة اصرار الجماعة الدؤوب لمدة 84 عام على تحقيق فكرتها التى نبتت فى ذهن البنا و امن بها و سعى لتحقيقها فى الجيل الثالث لجماعة الاخوان على تقديره الشخصى و بالرغم من فشل البنا فى تحقيق الفكرة فى حياته لكن صمود من بعده و من امنوا بفكرته حتى وصلوا الى السلطة فى الجيل الثامن على اعتبار ان المرشد العام محمد بديع هو المرشد الثامن للجماعة متحملين السجن و التعذيب و التشريد على مدى اربعة و ثمانون عاماً تقريباً

ثانياً نجاح مرسى فى تولى الرئاسة شىء و نجاح الجماعة فى "افغنة" مصر شىء اخر..نعم اخطانا كثيراً الفترة الماضية و لم نتعلم مثلاً من تجارب رومانيا فى ادارة ثورتها و فشلها الذريع ,و الان نعلم جيداً اننا ربما نكون فى طريقنا الى أفغانستان جديدة فهل الحل المنطقى ان نستسلم و نكرر فشل ايران و نمهد الطريق امام الاخوان ل" أفغنة" مصر؟ قد تكون الجماعة قد وصلت الى ربع او ثلث الطريق لتحقيق فكرتها بالسيطرة و تحويل مصرالمدنية الى الوهابية فهل نترك لها المجال و نفسح لها الطريق و نقدم لها مصر على طبق من ذهب و نسهل لها الثلثين الاخرين من الطريق؟

ثالثاً كل من عمل بالشأن السياسى قبل الثورة و عارض نظام مبارك يعلم جيداً ان المعارضة لم تكن مجالاً للنزهة او للهو و انما كانت خطراً محدقاً و حقلاً من الاشواك كل من يأخذ القرار بالمضى فيه هو مصاب بلا شك لكن لان كل من عارض مبارك قبل الثورة كان قد أمن و وثق داخله بامكانية اسقاط هذا النظام - مثلما امن الاخوان بامكانية وصولهم الى الحكم - و سعى الى ذلك طوال سبعة سنوات منذ انشاء حركة كفاية 2005 و حتى اسقاط مبارك 2012
لذا فأن من ينادى بأنها تلك هى النهاية و علينا ان ننتظر القطار ان يعبر علينا هم سلبيون ولا ناقة لهم ولا جمل بالشأن السياسى,هم سلبيون و متفرجون كعادتهم و فقط تفاعلوا مع الثورة كغيرهم و توسموا فيها خيراً و انتظروا قطف ثمار لم يزرعوها و بمجرد ان ان اتى وقت الحصار و انبتت الثمرة مراً تعالت منهم نبرات اليأس بل و اللوم على من زرع الشجرة
اما الثوريون الحقيقيون الذين رموا الثمار لن ييأسوا قط و عليهم الاستمرار فى القاء بذور حسنة و جيدة لانبات ثمر جيد فيما بعد,الغباء الحقيقى ان نترك الارض ممهدة للاخوان لتنفيذ مشروعهم فى حين اننا يمكننا ان نقف لهم كالشوك فى الحلق فإن احسنوا - و انا اثق انهم لن يفعلوا – فليكن خيراً للبلاد و ان لم يفعلوا وقفنا فى وجههم كما كنا نفعل ابان حكم مبارك

رابعاً أهم ما فى الموضوع برمته و ما يدعو للاطمئنان هو شعبية الاخوان و التيار الاسلامى السياسى الاخذة فى الاضمحلال
فقد دأب مبارك على الزج بالاخوان فى المعتقلات و السجون و من ثم فقد أكتسب الاخوان شعبيتهم كثائرين على الحاكم الفاسد لكونهم دعاة اسلام فحصلوا على تعاطف المصريين و تأييدهم لكونهم اولاً مظلومون فى سجون مبارك وثانياً لكونهم أصحاب مشروع اسلامى يعيد للامة الاسلامية نهضتها
اما بعد الثورة و حصول الاخوان و التيارات الاسلامية على حريتها كاملة غير منقوصة لم يعد لديهم ما يدعو الشعب للتعاطف معهم الا مشروعهم الاسلامى يعيد لمصر و للامة نهضتها على حد قولهم فحصلوا على ما يقرب من 48% من أصوات المصريين فى الانتخابات النيابية بعدد اصوات يقترب من ال 18 مليون صوت و جاء ادائهم البرلمانى ليس ركيكاً و انما اقل من الضعيق بكثير و هذا طبيعى فجعبتهم خاوية و هم لا يملكون الا الخطابة و الكلام ,و حين اخذ الاخوان فرصتهم الكاملة لتحويل الكلام الى حقائق فشلوا فشلاً ذريعاً و أتت الانتخابات الرئاسية لتكون مؤشراً على تناقص شعبيتهم فبعد كل هذا الحشد الهائل حصل مرسى على ما يقرب من 13 مليون صوت و اى انه خسر ما يقرب من ثلث المتعاطفين فى ستة اشهر نتيجة لاداءه البرلمانى فى حين انه استغرق ما يقرب من الثمانون عاماً حتى يكتسب تلك الشعبية مع العلم ان ما يقرب من ثلث ال 13 مليون ليسوا من مؤيدى الاخوان ولا مرسى بل و من كارهى الاخوان إنما اعطوا لمرسى اصواتهم نكاية فى شفيق و عجرفته و تكبره و تعاليه و فى فلول النظام ليس الا..
لذا فأن كل ما كنت اخشاه إن نجح شفيق هو الزج بالاخوان مرة اخرى فى المعتقلات لنعود بعقارب الساعة الى الوراء و نرى نظام ديكتاتورى اخر تخشى القوى المدنية اسقاطه خشية نجاح الاخوان لتنامى شعبيتهم مرة اخرى ان تم اضطهادهم من جديد
لذا فإن الفرصة أتت لنا كقوى مدنية على طبق من ذهب حتى يقضى مرسى على الشعبية المتبقية للاخوان فيكون كالبغلة التى قتلت صاحبها و انا اثق انه سيفعل لانه كما ترون لا يملك اى مهارات ذهنية او عقلية ولا ادارية ليدير محل كشرى ناجح فما بالكم بدولة مثل مصر؟ نجاح مرسى هو كل ما كانت تحتاجه الجماعة لتقضى على نفسها بنفسها أو كما سمعت هذا التعبير الذى أعجبنى "ان المجلس العسكرى ترك للاخوان الحبل الذى خنقوا به انفسهم بغير ان يدروا"و هو من ادق ما سمعت على الاطلاق

خامساً نعلم جيداً ان الرئيس الاول لمصر حتى لو كان د.البرادعى حلم الشباب و الثورة و الثائرين كان سيأخذ سخط الشعب المصرى الذى كان سيحمله – كرئيس للبلاد - مسئولية اصلاح كا فعله سابقوه و لن يصبر الشعب أو ينتظر كثيراً لذا فأن الرئيس المورسى سينال من سخط المصريين ما لم يناله رئيس سبقه على الكرسى لان الظروف حتمت ذلك

سادساً لا يمكن نكران بعض المكاسب التى صنعناها اولها اسقاط شفيق و هذا مكسب ليس بهين و ثانيها اننا كسرنا الثواب ان الرئيس لن يكون رئيساً مدى الحياة و لن ينجح مرة اخرى بنسبة 99.999% و سقوط المتحولين الذين طالما كذبوا و نافقوا مثل مصطفى بكرى و توفيق عكاشه و كلبته الاليفة حياة الدرديرى,بالاضافة الى ان نجاح مرسى يجعله فى مواجهة العسكر,فإما ام يتحالف معهم ليثير سخط الشارع عليه مبكراً جداً و اما ان يواجههم فيخسر احدهم فى مواجهة الاخر

سابعاً مرسى و جماعته سيحاولا بقدر الامكان اثبات حسن النية و لن يتهوروا بأتخاذ اى قرارات من شأنها تأليب القوى الخارجية عليهم و معادة أمريكا بل سيعملون على مهادنتا و التحالف معها و هو ما سيضعهم فى عيونهم الشعب فى مرتبة دنيا او على الاقل ستسقط مصداقيتهم و صيحاتهم بسقوط امريكا العدو اللدود للمصريين

ثامناً ما يجب علينا فعله كقوى مدنية ان نتعلم من اخطاء الماضى ,الاخوان تنازلوا عن حريتهم فى سبيل أفكارهم اما القوى المدنية ليس عندها اى استعداد لتقديم اى تضحيات فى سبيل حريتها التى قد تأخذ طريقاً الى الهاوية
مرسى اصبح رئيساً لمصر بعدد اصوات 13 مليون صوت – على فرض ان كل من اعطوه اصواتهم هم مؤيدين حقيقيين و هذا ليس حقيقي طبعاً - لذا يتبقى لنا من القوى التصويتية 37 مليون صوت ما بين مؤيد كاره للاخوان او مقاطع او غير مبالى...تلك القوى قادره على الوقوف فعلاً ضد اى تيار قد يحول مصر الى افغانستان
ثلاثة عشر مليون مصرى استطاعوا إنجاح مرشحهم و املاء رغبتهم امام 37 مليون مصرى اخرين حاولوا او امتنعوا او تكاسلوا عن مجرد ابداء رأيهم

مصر للمصرييين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا الجمل و هذا الجمّال
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 25 - 05:42 )
أنا سعيدة بفوز الإسلاميين..أتعرف لماذا ؟؟ على الأقل كي يتوقفوا عن لعب دور الضحية..هذا الدور الذي أتقنوه على مدى ثمانون عاماً هو الذي أدى الى تعاطف الجماهير معهم
الآن..انتهت التمثيلية المملة و (هذا الجمل و هذا الجمال ) فأرينا أيها الجمّال الى أين ستقود مصر و تذكّر أننا قد وضعناكم تحت مجهر الشعب الذي لن يرحمكم..أذا أخطأتم الطريق و أضعتم البوصلة
لك احترامي


2 - لنقرأ المعركة و الحرب جيدا
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 6 / 25 - 08:30 )
لا يربح من لا يتعلم من خسارته

لننظر للمشهد من 25 يناير 2011 و ليس من الآن، الحلف الذي فاز هو يفوز متسترا بالسذج و الصادقين، و لا أحد - حتي الآن !!!!!- نفخ في نفير التحذير من التتار، فالتتار يتقدمون مستترين بملابس أهل البلاد، و يغتصبون بالخداع المنصب تلو الآخر

لكي نربح المعركة لابد من معرفة العدو أولا، و أهدافه ثانيا

الحرب مستمرة و أهل البلاد إما نيام أو مغرر بهم بالتمثيلية العاطفية التي أبكتهم و لم تترك لهم أنفاسهم (ولن تتركها) بعد

ببساطة: الحرب علي مصر (المصريين) و حيث لا وطن فلا انتصار

لن نحارب إلا حين ندرك أن عدونا هو من يريد تدمير الوطن (تدميرنا) و يفرقنا في تمثيليات كالتي ما زال طعم ثمالتها في حلوقنا

من لم تكن أرضيته الوطن هو مع الأعداء

أنظروا للمشهد من أوله لتروا من قادنا - بخطة محكمة جدا - إلي ما نحن فيه لكي نعلم من نحارب

خالص الاحترام و التحية

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي