الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناغم في المواقف بين هيلاري كلنتون وبين الاخونجي محمد مرسي

خليل خوري

2012 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن غريبا ولا خروجا عن المالوف ان تنضم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون الى الزفة التي نظمها الاخون الملتحون في ميدان التحرير بمناسبة اعلان الاخوان الملتحون فوز مرشحهم محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية المصرية حتى لو لم تتنقب بعد او تخوض مغامرة الذهاب الى الميدان ثم ينتهي امرها في احضان متظاهر سلفي او اخواني كما انتهى امر احدى المحجبات المعجبات بالديمقراطية الاخوانية المزيفة في احضان النائب السلفي الشيخ الجليل جدا ونيس على احدى الطرق الفرعية لمدينة طوخ . كان يكفي للوزيرة الاميركية حتى تؤكد دعمها لمرسي رئيسا لمصر ان توجه الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية رسالة غير مباشرة تدعوه فيها الى احترام ارادة الناخب المصري تحقيقا لانتقال سلس للسلطة الى المرشح الفائز بانتخابات الرئاسة حتى قبل ان تبت لجنة الانتخابات المصرية بطعون المرشحين لمنصب الرئيس والانتهاء من فرز الاصوات . في التقاليد الدبلوماسية المتعارف عليها بين دول العالم كما في المواثيق الدولية لا يحق لاي وزير او مسئول لاي دولة في العالم ان يتدخل في الانتخابات التي تجري في اية دولة اخرى اوحتى توجيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بانتقال سلس للسلطة لان مثل هذا التصرف يشكل تدخلا سافرا في الشئون الداخلية لهذه الدولة ولكن وزيرة الخارجية الاميركية ترى من حقها التدخل وبالتالي تجاهل مثل هذه الاعراف الدبلوماسية طالما ان دولتها تحتل المرتبة الاولى في دعم الجيش والخزينة المصرية بالمال والسلاح وحيث يصل اجمالي الضخ المالي سنويا الى 2 مليار دولار ولهذا حين تزمجر هيلاري في وجه المشير طنطاوى تعبيرا عن قلقها ضد التعديلات الدستورية التي اسفرت عن حل مجلسي الشورى والشعب المصرى فانما كانت تدعوه في واقع الامر الى التراجع عنها ولا احسب ان الطنطاوى سيتجاهل رسائل كلنتون بل سيلبيها وربما بعبارة " احنا تحت امرك يا ست الستات " ضما نا لتدفق العطايا الاميركية الى جيوب جنرالات المجلس الاعلى للقوات المسلحة قبل ضمان تدفقها الى الخزينة المصرية . والسئوال هنا لماذا سارعت هيلاري الى الاعراب عن دعمها للمرشح مرسي قبل اعلان اللجنة العليا للانتخابات النتائج االنهائية للانتخابات واسم المرشح الفائز بمنصب الرئيس ولماذا لم تنبس ولو بكلمة اطراء لصالح المرشح المنافس احمد شفيق ؟ لا اجد اجابة مقنعة على هذه الاسئلة سوى ان ثمة تناغم بين موقف هيلاري الداعي الى نشر الفوضى الخلاقة في مصر وبين موقف ابو سكسوكة محمد مرسي الداعى الى انتاج منظومة القيم الرعوية الصحراوية التي كانت سائدة في ظل السلف الصالح رغم تشدقه كذبا وتزويرا للحقائق خلال حملته الانتخابية بانه سيكون رئيسا لكل المصريين وسيعمل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة بين المواطنين المصريين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الجنس او الانتماء الديني والمذهبي وهل سيصدقه احد بعد ان قاتل الاخوان المسلمون بشراسة من اجل اصدار دستور يتضمن بندا ينص على ان الشريعة تشكل المصدر الرئيسي للتشريع وبندا اخر لا يجيز لاي مواطن مصري ان يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية الا اذا كان ذكرا مسلما فكيف نصدق عندئذ ان الرئيس او الخليفة الراشد مرسي سيحترم قاعدة المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات او بين الرجل والمراة اذا كان الرجال قوامون على النساء واذا كانت المراة ناقصة عقل ودين ؟ فاذا كان مشروع هيلاري يتمثل في نشر الفوضى الخلاقة فان ابو سكسوكة ومن ورائه قاعدة اجتماعية ادمنت على تعاطى افيون ماركة " مرسي بتاع ربنا" اضافة الى نوع اكثر فتكا بالعقول تم الترويج له خلال الحملة الانتخابية ماركة " اللي ينتخب مرسي يروح الجنة " يستطيع ان يتناغم مع المشروع عبر كسر قاعدة المساوة وتطبيق قاعدة الاقصاء وحتى الذبح للمخالفين له في الراي والعقيد ة وهذا بحد ذاته كاف حتى ترتفع اصوات في صفوف الاقباط تطالب باقامة دولة لهم على ارض مصر أي تقسيم مصر الى دويلتين واحدة للاقباط واخرى للمسلمين ، هنا اذكّر الرافضين لمثل هذا الطرح ان قاعدة الاقصاء والتهميش وتفضيل المسلمين الاعلون على الوثنيين والمسيحيين في السودان في الوظائف والامتيازات والحقوق والواجبات قد افضى الى نتيجة مماثلة حيث تم تقسيم السودان الى دولتين . ولا تستغربوا ايضا ان يندلع القتال بين الجماعات الاخوانية المسلحة وبين التنظيمات والتيارات والاحزاب الناصرية والليبرالية واليسارية والوطنية الناشطة على الساحة المصرية اذا ما اصر ابو سكسوكة على ممارسة فاشية دينيه تحظر على الشعب التعبير عن فرحه وتمتعه بالحياة بالموسيقى والرقص والغناء كما تحظر عليه القيام باي عمل منتج خلال مواقيت الصلوات الخمس واداؤها جماعة !! في اكثر من مناسبة اعلن الرئيس الاميركي اوباما بان امن واستقرار اسرائيل تشكل اولوية اميركية كما اكد اكثر من مرة انها خط احمر لن تسمح اميركا لاي كان بتجاوزه. وتمشيا مع هذا الموقف هل يمكن الحفاظ على امن اسرائيل بدون نشر الفوضى الخلاقة في اكبر دولة عربية هي مصر وبدون تقسيمها الى دولتين متناحرتين على اقتسام ثرواتها الطبيعية ومياهها؟ وهل تستطيع اسرائيل ان تتخلص من فائض انتاجها في السوق المصري بدون اشغال ابو سكسوكة مرسي للشعب الصري وهدر وقته بالتحجب والتنقب واطالة اللحى والتعبد ودمغ الجباه بزبيبات الورع ؟ وفي موضوع التناغم ايضا لا نغفل ان اقامة نظام اخواني في مصر سيشكل زخما ثوريا للجماعات الاخوانية المسلحة الناشطة على الساحة السورية وسيعطيها دفعة قوية للتخلص من نظام الاسد وفي دفعة ثانية سيمكنها من التخلص من القاعدة البحرية الروسية القائمة على شواطىء اللاذقية التي لولا وجودها هناك لما تعرض الاسد لمؤامرة اميركية تستهدف الاطاحة به








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طق موت
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 25 - 13:01 )
أنا أكره السلفيين و الإخوانجيين و كل ما يمت الى الأديان بصلة
ولكنني و (نكاية بك )فقط..أقول لك ..موت بغيظك..مرسي قد أصبح رئيس الجمهورية الإسلامية المصرية..و اللي مش عاجبو__وأولهم إنت__اشرب من البحر


2 - إلى ماجدة منصور
عمران طلال الملوحي ( 2012 / 6 / 26 - 00:12 )
ليس دفاعاً عن خليل خوري.. لكني تذكرت حين ردك عليه أبياتاً من معلقة طرفة بن العبد:
-ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.... ويأتيك بالأخبار من لم تُزودِ/ ويأتيك بالأخبار من لم تبع له.... بتاتاً، ولم تضربْ له وقت موعدِ-..
وممازحة لكِ.. وليس نكاية بك، أثني على مقال خليل خوري... وأنا لا أعرف إلى أي بلد ينتمي هذا الخليل!... أنا أكتب من سورية... ومن باب الطرائف أن في سورية ولبنان ثمة أكثر من مئة وخمسين شخصاً يحملون اسم خليل خوري..
ومن باب المزاح، ليس إلا!... أتوقع مصيراً لمرسي يشبه مصير (الرئيس المؤمن) أنور السادات!... وعودة إلى مطلع معلقة طرفة، فإنَّ:
-لخولة أطلال ببرقة ثهمدِ.... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ-!!..
وأظن أن محمد مرسي هو شقيق (خولة)..
أرجو منك تقبل مزاحي.. وإن كان فيه الكثير من الجد!...


3 - شكوي
السيد محمد علي محمد ( 2012 / 7 / 8 - 21:25 )
السيد الدكتورالمحترم الاب الفاضل معالي/رئيس الجمهورية مصر العربية العظيم
تحية طيبة وبعد
مقدمة لسيادتكم/السيد محمد علي محمد
وظيفة/حرفي خامس شبكات محرم بك شركةتوزيع كهرباء الاسكندرية
العنوان/1شارع محسن محرم بك الاسكندرية
نتشرف باننعرض علي سيادتكم الاتي
نستغيث باللة ثم بسيادتكم مساعدتكم موافقة علي اجراء عملية تصحيح
النظر باليزك حيث انني اعاني من قصر النظر ويلزم عملية لذا نشكو الامر لسيادتكم لتوجية اوامركم الفاضلة للتنفيذ العملية علي نفقة شركة توزيع كهرباء الاسكندرية
وقد سبق ان تقدمت بطلب تاشيرة من وزارة كهرباء تم رفض من الادارة العامة للخدمات الطبية وتم رفض العملية حيث تبين ان عملية تصحيح نظر باليزك من العمليات التي لاينطبق عليها قواعد اللائحة الطبية الموحدة المعمول بها بالشركة
ولكن المسئول عن استلام الخطابات السيد الاستاذ كبير باحث/محمد سعيد بالشركة قال لي بطريقة استفزازية انة سيتم رفض طلب هذا حتي ولو تم الموافقة من رئيس الوزارء بنفسة علي الطلب او اكثر من اي جهة ولو من وزارة كهرباء ارفض تاشيرة من جهة
ولكني اطمع في صدر سيادتكم ومساعدتكم لي حيث انني في حاجة ماسة

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا