الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج27

محمد الحداد

2012 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



عندما عدت في اليوم التالي كنت مليء بالأسئلة .....
الباحث : ماذا تعني يا عم أن الكون كله بداخلي ؟!!
فأمسك المؤمن بيدي وأخذني خارجاً وكان الوقت ليلاً .. ثم قال لي ...
المؤمن : ماذا ترى ؟
الباحث : أرض مزروعة .. وبيوت .. وسماء .. وأشياء كثيرة ..
المؤمن : كل ما تراه عينك هو أنت ... و ليس أحد سواك ...
الباحث : وكيف ذلك؟؟
المؤمن : تركيزك الذهني في نقطة من وجودك ... وكأنك ترى من حولك أشياء خارجه عنك ...
وهي ليست إلا أنت ...
فأنت ترى نفسك .. لا غير...
انظر الى فوق ماذا ترى ؟
الباحث : أرى سماء فيها نجوم ...
المؤمن : أنت و في منطقة في قلبك تنظر الى الأعلى .. الى رأسك فترى النجوم في سمائك .. يعني في رأسك ...
هذا الكون العظيم الذي تراه ... ليس سوى أنت ...
الباحث : وكيف أراك أنت يا عم ؟!!
المؤمن : صورة ذهنية تشبه الأفلام السينمائية...
انظر سأوضح لك الأمر ...
عندما تنظر الى فلم سينمائي .. ترى البطل يقوم بالدور.. فأنت حينها تستعمل حاستي البصر والسمع فقط ... ولكن مشوشة بأشياء كثيرة من حولك ... يعني تركيز غير كامل ....
فماذا لو تمت السيطرة على حاسة البصر بحيث لا ترى سوى الشاشة...
سيكون اندماجك في الفلم أكثر بكثير ...
تخيل السيطرة على حاسة السمع بحيث لا تسمع إلا صوت البطل .. ولا شيء من حولك ... حينها سيكون الاندماج أكثر وكأنك أنت البطل ...
فماذا لو تمت السيطرة الكاملة على جميع حواسك الظاهرية ؟!!
الشم مثلاً ... فتشم الروائح التي يشمها البطل ...
والذوق ... فتذوق الطعام الذي عند البطل ...
و اللمس ... فكلما لمس البطل شيئاً .. أحسست أنت به ...
تكون مثل البطل تماماً...
بحيث لا ترى إلا ما يرى بدون أي مشوشات من حياتك ...
ولا تسمع إلا ما يسمع هو ...
وهكذا كل حواسك الظاهرية ...
تخيل ماذا يحصل حينها ؟!!
الباحث : سأصدق بأني البطل .. وأعيش الدور تماماً .. وكأني هو ...
المؤمن : وماذا لو أضيف الى ذلك ربط الحواس الباطنية الداخلية... فعندما تطرأ فكرة في قلبه ... تخطر مباشرة في قلبك ... وأي شعور داخلي باطني يحس به البطل ... تحس به أنت مباشرةً ... فماذا يحدث ؟
الباحث : سأنسلخ من واقعي الشخصي ... وأعيش كأني هو تماماً ...
المؤمن : وهذا ما يحدث معنا الآن بالضبط ...
فالرب نفسه حصر تركيزنا الذهني مع هذا البدن المادي ... وكأننا هو ... لا نحس و لا نشعر إلا بما يحس ويشعر بدننا ... فانسلخنا من عالم الحضرة الإلهية ... وكأننا نقوم بالدور بالحقيقة ... ولكنها ليست هي الحقيقة ...
فنحن مخدوعين ...
الحقيقة أننا ما زلنا عند الرب ... في نفس المكان العالي ...
نرى أشياء داخل وجودنا ... ولكننا نتصور أننا نعيشها بالحقيقة والواقع ...
و الحقيقة كل الحقيقة أننا نرى صور عقلية تحركها ملائكة الرب داخل نفوسنا ...
هل فهمت ...
هل فهمت الآن ؟!!
كاد يغمى علي من هول ما أسمع ...
شيء فظيع ...
لم يخطر لي على بال ...
الباحث : فهمت يا عم ...
فمثالك واضح جداً...
ولكني مصاب بالذهول ...
فهل هذه هي الحقيقة يا عم ؟!!
المؤمن : نعم ....
وكل مؤمن حقيقي يعرفها ...
الباحث : علمك يا عم يفوق كل علم ... يفوق كل ما قرأت ... كل المفكرين والفلاسفة ...
المؤمن : أنت لم تسمع شيء بعد ...
فهذه ما هي إلا البداية فقط ...
وهذا شيء بسيط جداً يعرفه كل المؤمنين ...
فتستطيع الآن أن تفهم نظرية الادراك وفق الحكمة الإلهية ...
إذ كل الوجود موجود داخل نفسك أنت ...
الباحث : لماذا فعل الرب ذلك ؟!!

نقلها لكم
محمد الحداد
25. 06. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - براكلي
ثلئب آخر ( 2012 / 6 / 26 - 04:47 )
إن هذا المؤمن هو براكلي القرن 21 ليس إلا

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah